ضرورة معرفة أهل البيت
فى علم المنطق وفى بحث المعرِّف يجمع أهل هذا العلم على أن المعِّرف الذى يستخدم فى تعريف حقيقة يجب أن يكون أجلى من المعرَّف حتى يمكنه تصوير الحقيقة كما هى.
الآن وقد أثبتنا إمامة أهل البيت (ع) وأنهم هم ورثة علوم الأنبياء وأن الله عز وجل يلهمهم العلم إلهاماً ويفيضه عليهم فيضاً بعد كل هذا يجب القول: هل من معرّف فى هذا الوجود بعد الله سبحانه يمكنه أن يعرِّف أهل البيت غير ذات أهل البيت أنفسهم؟.
ولذا لا مفرّ لمعرفة أبعاد شخصية أهل البيت (ع) سوى الرجوع
إليهم فى معرفتهم ذلك أنه لا يوجد أحد له الإحاطة التامة بإبعاد وجوداتهم وسيبقى كل ما قاله الآخرون فى حقهم ناقصاً أو حسب تعبير المناطقة ليس بجامع أفراد ومانع أغيار أبداً يعنى لا يمكن معرفة أهل البيت كما هى حقيقتهم.
وانطلاقاً مما ورد فى أن معرفة أهل البيت (ع) ومعرفة حقيقتهم أمر ضرورى ولازم وعليه يتوقف مصير الإنسان فى الآخرة، لأنه لا معرفة حقيقية للإسلام إلا بمعرفتهم لأنهم هم الصراط المستقيم الذى أمرنا بسلوكه وبسبب حساسية هذا الموضوع نشير إلى طائفة من الروايات:
عن أمير المؤمنين (ع) قال: أسعد الناس من عرف فضلنا وتقرّب إلى الله بنا، وأخلص حبنا وعمل بما إليه ندبنا وانتهى عما نحن نهينا، فذاك منا وهو فى دار المقامة معنا «1».
وجاء فى كتب الحديث عن زرعة أنه قال للإمام الصادق (ع) أى الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شىء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شىء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شىء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شىء يعدل الحج، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا وخاتمته معرفتنا «2».
أجل أن كيفية الصلاة والزكاة والصوم والحج وطريقة أداء هذه العبادات يجب أن نأخذها ونتعلمها من أهل البيت (ع) لأن القرآن إنما نزل فى بيتهم وهم وحدهم من ورث علم النبى (ص) ولا يتيسر أخذ العلم إلا أن مدينته والنبى مدينة العلم ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ولا المدن إلا من بواباتها.
قال رسول الله (ص):
__________________________________________________
(1) غرر الحكم: 115 فى ضرورة الإمامة/ حديث 1995.
(2) الأمالى، الطوسى: 694 مجلس يوم الجمعة، حديث 1478؛ وسائل الشيعة: 1/ 27.
مَنْ منّ الله عليه بمعرفة أهل البيت و ولايتهم فقد جمع الله له الخير كلّه «1».
وعن أبى بصير عن الإمام الصادق (ع) فى تأويل الآية الكريمة: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً «2».
وجاء أيضاً قوله (ع) طاعة الله ومعرفة الإمام «3».
اهل البيت (ع) ملائكة الارض، للعلامة انصاريان ص: 28
source : دار العرفان