موسى بن عبد ربه: سمعت الحسين بن على يقول فى مسجد النبى (ص) وذلك فى حياة أبيه على سمعت رسول الله يقول: ألا أن أهل بيتى أمان لكم فاحبّوهم لحبى وتمسكوا بهم
لن تضلوا.
قيل: فمن أهل بيتك يا بنى الله؟ قال: على وسبطاى وتسعة من ولد الحسين، أئمة أمناء معصومون، ألا أنهم أهل بيتى وعترتى من لحمى ودمى «2».
من هنا يتضح أن الشيعة الإمامية الأثنى عشرية، إنما يتمسكون بأهل البيت انطلاقاً من مفاد آيات القرآن الكريم والسنة السنوية الشريفة، ويعتبرون طاعتهم وإتباعهم والولاء لهم
أمراً شرعياً وواجباً دينياً وأن الإسلام بكماله لا يتحقق إلا بذلك وحجتهم فى ذلك واضحة وبرهانهم على رأيهم قوى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أن الحقيقة الكبرى والحجة العظمى هى أن أهل البيت على
__________________________________________________
(1) شواهد التنزيل: 2/ 61، حديث 682.
(2) كناية الأثير: 170 ح بحار الأنوار: 36/ 341، باب 41 ح 207 (مع اختلاف قليل).
اهل البيت (ع) ملائكة الارض، للعلامة انصاريان ص: 26
وفاطمة وذريتهما الطاهرة و بهذا تظافرت الروايات والأخبار المتواترة فى كتب الفريقين ومن جاء بغير ذلك إنما جاء بالباطل والضلال، وهو من عمل وعّاظ السلاطين ومن
رشاهم بالأموال.
لقد شاء الحاكمون أن يحرفوا الحقيقة، ولكن أنّى لهم التناوش من مكان بعيد فوالله الذى لا إله إلا هو سيبقى أهل البيت مناراً ساطعاً ونوراً يضىء الطريق، لا ينكر ذلك إلا
الخفافيش ومن اعتادوا الحياة فى الظلام.
ومهما كاد الكائدون وتفاقمت وساوس الشياطين فى أن يطفئوا نور الحقيقة أو يحجبوا ضوءها فلن يفلحوا فى ذلك وأنه متم نوره ولو كره المبطلون.
إنّ حب أهل البيت نبع يتدفق فى قلوب كل الناس الطيبين وأن ما تعرضوا له من محن ومصائب يفجّر العيون دموعاً والقلوب حزناً لأن أهل البيت هم المصداق الكبير والقيمة
الحقيقية العليا للإنسانية، وهذا سيدنا الحسين تبكيه الأجيال على مرّ العصور لأن محنته وما تعرض له من مصائب تذيب الصخر الجلمود، ولقد بكته السماء والأرض وكل
الشرفاء من البشر.
source : دار العرفان