عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الحیاة فی الکواکب البعیدة

الحیاة فی الکواکب البعیدة

لا یمکن أن نکون وحدنا فی هذا الکون الواسع إنه حدیث العلماء فی العصر الحدیث. فإذا ما تأملنا الأبحاث الکثیرة الصادرة حول الحیاة فی الکون نلاحظ أن معظم العلماء یؤکدون أن الحیاة قد تکون منتشرة فی کل مکان فی هذا الکون الواسع.
لأکثر من مئة سنة والعلماء یتساءلون عن أسرار الحیاة على الأرض، ولماذا نجد الأحماض الأمینیة العشرین ذاتها فی جمیع الکائنات الحیة، فقد وجد العلماء أن الجزیئات العضویة وهی أساس الحیاة موجودة فی الغبار بین النجوم والمجرات منذ بلایین السنوات. حتى إن الکثیر من العلماء الیوم یعتقدون أن کتل بناء الحیاة جاءت من خارج الأرض من الفضاء البعید.
هنالک الکثیر من الجزیئات العضویة الموجودة فی الغبار الکونی بین المجرات، ولذلک هنالک اعتقاد سائد بین علماء الفلک أن الحیاة موجودة فی مختلف أجزاء الکون ولیس على الأرض فقط.
إن المذنبات الساقطة على الأرض کانت تحمل آثاراً للحیاة، هذه الآثار کما یقول العلماء جلبتها النیازک من بین المجرات حیث تنتشر الجزیئات العضویة التی هی أساس الحیاة، وبما أن النیازک تملأ الکون وتتساقط على کل الکواکب فی الکون، إذن هنالک احتمال أن تکون هذه النیازک قد حملت الحیاة إلى کواکب أخرى غیر کوکب الأرض.
ویقول أحد علماء الفلک وهو الدکتور Cronin یوجد فی الکون أکثر من مئة بلیون بلیون کوکب شبیه بالأرض وصالح للحیاة، إذن الذی حدث على الأرض یمکن أن یحدث على کواکب أخرى.
ولذلک یحاول العلماء الیوم فی جامعة Illinois فی شیکاغو ابتکار طرق جدیدة لاستکشاف الحیاة على کواکب أخرى غیر الأرض. ویقولون إن هنالک احتمالاً کبیراً جداً لوجود حیاة على کواکب أخرى غیر الأرض.
أما الدکتور سکوت من وکالة "ناسا" فیقول: فی کل عام یسقط على الأرض أکثر من مئة طن من المواد تأتی من الفضاء الخارجی، ومعظم هذه الکمیة تأتی على شکل مواد عضویة. ویقول العالم Allamandola أحد علماء "ناسا" إن الحیاة موجودة فی کل مکان فی الکون.
طبعاً هذا اعتقاد معظم علماء الفلک الیوم، لأن هؤلاء العلماء عندما درسوا الکون وجدوا عدداً ضخماً من المجرات، وکل مجرة تحوی عداً ضخماً من النجوم، ولابد أن توجد الکثیر من المجموعات الشمسیة تشبه مجموعتنا الشمسیة، واحتمال وجود الحیاة على أحد الکواکب البعیدة هو احتمال کبیر جداً.
کما وجد علماء من وکالة "ناسا" آثاراً لمرکبات سکریة وکربون عضوی على أحد النیازک الساقطة على الأرض والقادمة من الفضاء الخارجی، ولذلک أضافوا دلیلاً جدیداً على احتمال وجود الحیاة فی الفضاء الخارجی.
الحیاة منتشرة فی کل مکان من الکون :
هنالک علماء من أمثال الدکتور فرِد آدمز من جامعة مشیغان یفترضون وجود توزع منتظم للحیاة فی الکون!! ویقولون إن الحیاة المیکروبیة الدقیقة موزعة فی مختلف أجزاء الکون، وسبب هذا الاعتقاد هو الانتشار الکبیر للمادة فی الکون ومع هذا الانتشار فإن النیازک المتساقطة على الأرض تکون غالباً محمَّلة بآثار للحیاة البدائیة، ومع أن مصدر هذه النیازک متنوع وعمرها متنوع أیضاً فإنها تشترک بوجود آثار للمواد العضویة التی هی أساس الحیاة.
ویقول الدکتور آدمز إن الأرض خلال أربعة آلاف ملیون سنة قذفت ما لا یقل عن 40 ألف ملیون حجر محمَّل بالحیاة، هذه الأحجار من المحتمل أن تسقط على کواکب أخرى حیث تتوافر البیئة المناسبة لنمو حیاة جدیدة .
على مدى بلایین السنوات سقط على الأرض عدد کبیر من النیازک القادمة من مختلف أنحاء الکون وهذه النیازک کانت محملة بالمواد العضویة التی هی أساس الحیاة، ولذلک هنالک اعتقاد عن کثیر من العلماء أن الحیاة تنتشر فی کل مکان من الکون.
وقد دلت القیاسات الجدیدة للنیازک المتساقطة على الأرض أنه یسقط کل یوم بحدود 300 کیلو غرام من المادة الحیة من الفضاء الخارجی.
ومنذ فترة وجیزة اکتشف العلماء کوکباً شبیهاً بالأرض یبعد عنا بحدود 20 سنة ضوئیة، وقد وجد العلماء أن الظروف البیئیة السائدة على هذا الکوکب شبیهة بتلک الخاصة بالأرض، وأن درجة الحرارة مناسبة للحیاة على ظهر الکوکب الجدید، وأن هناک احتمالاً کبیراً جداً لوجود حیاة بدائیة على هذا الکوکب.
کیف عالج القرآن هذه المعلومات؟
لا تعجب أخی القارئ إذا علمتَ بأن القرآن قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه المعلومات الجدیدة التی هی محل اعتقاد معظم علماء الفلک الیوم. فقد رأینا فی المعلومات السابقة عدداً من النتائج التی وصل إلیها العلماء بنتیجة اکتشافاتهم الکونیة، ویمکن تلخیصها بنقاط محددة:
1- یتحدث العلماء عن وجود حیاة خارج الأرض أی فی الکواکب البعیدة.
2- یعتقد العلماء بشدة أن الحیاة لا تترکز فی کواکب محددة بل هی منتشرة فی کل مکان من الکون.
3- یعتقد العلماء أیضاً أن رحلة بحثهم عن الحیاة فی الکواکب البعیدة لابد أن تسفر عن الالتقاء مع عوالم جدیدة والاجتماع مع المخلوقات التی تسکن الفضاء الخارجی.
العجیب إخوتی أن هذه النتائج الجوهریة التی وصل إلیها العلماء بعد تجارب مضنیة استمرت أکثر من نصف قرن، هذه النتائج جمعتها لنا آیة واحدة فقط من کتاب الله تعالى! تأملوا معی هذه الآیة العظیمة التی حدثنا فیها الله تعالى عن معجزة من معجزات خلقه وآیة ینبغی علینا أن نتفکر فیها، یقول تعالى: (وَمِنْ آَیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِیهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا یَشَاءُ قَدِیرٌ)(1).
إنها إشارات مبهرة فی آیة واحدة:
1- إشارة إلى وجود حیاة خارج الأرض أی فی السماوات من خلال قوله تعالى: (وَمَا بَثَّ فِیهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ففی کلمة (فیهما) إشارة إلى وجود الحیاة فی السماء والأرض.
2- إشارة إلى الانتشار الکثیف للحیاة فی الکون من خلال قوله تعالى (بَثَّ) وهذه الکلمة تشیر إلى الانتشار الواسع للحیاة، وهی کلمة مناسبة جداً لما یعتقده العلماء الیوم من انتشار منتظم للحیاة فی کامل الکون.
3- إشارة إلى احتمال اجتماع مخلوقات من الکواکب البعیدة معنا، وذلک من خلال قوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا یَشَاءُ قَدِیرٌ).
والله إن الذی یقرأ هذه الآیة بشیء من التدبر والإنصاف یدرک على الفور أنه لا یمکن لأحد فی زمن النبی الکریم علیه الصلاة والسلام أن یتحدث بهذه الدقة عن الانتشار المنتظم للحیاة فی الکون، لذلک نطلب التامل فی کلام الله تعالى ودراسته لندرک أنه لو کان کلام بشر لوجدوا فیه التناقضات العلمیة والاختلافات وندعو لقراءة آیة واحدة من کتاب الله تعالى تخاطبنا بقوله: (أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلَافًا کَثِیرًا)(2).
المصادر :
1- الشوى: 29
2- النساء: 82

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل أخذ المسلمون قاعدة اللطف من المسیحیین؟
آل البيت عند الشيعة
نظرية الصدفة في خلق العالم:
أحاديث في العلم والحكمة والمعرفة (4)
انتقاص ابن تيمية لسيدة نساء العالمين (سلام الله ...
البداء والإرادة المُناظرة الخامسة-2
بعض مصادر حديث ( لا فتى إلا علي .... )
تورط الشراح في حديث سفينة
عصمة الأنبياء (عليهم السلام) عند المذاهب ...
المهدي المنتظر في كلمات محي الدين بن عربي/ ق2

 
user comment