إن تكامل الانسان من خلية إلى أن يصير بدناً متكاملا، رهن تفاعلات تدريجية، معلومة لكلّ منّا، فهل عود الانسان الى الحياة من جديد رهن هذا الناموس التدريجي أو لا؟
الجواب
كل من أراد تفسير المعاد من هذا الطريق، يريد إخضاع المسائل الغيبية، للقوانين الطبيعية المحسوسة، و لكن السمع يرد هذا الفرض، ويعرّف المعاد بأنّه يحصل دفعة، و الآيات في هذا المجال متعددة، منها قوله سبحانه: ﴿ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الاَْرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ﴾(الروم:25).
والآية ظاهرة في أنّ الدعوة تكوينية متعلقة بإعادة خلق الانسان من جديد، و أن تلك الدعوة التكوينية الملازمة لخلق الإنسان، مقارنة لخروجه، فالدعوة و الخروج يتحققان في زمن واحد. و يؤيد ذلك الآيات الكثيرة التّي تصرح بأن القيامة، تحدث بغتة و فجأةً و هم لا يشعرون، كقوله سبحانه: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَافَرَّطْنَا فِيهَا﴾(الأنعام:31)1. وهذه الآية وإن كانت واردة في الموجودين زمن حدوث القيامة، و لكن لو كان تكوّن الاموات تحت التراب أمراً تدريجياً، لعلم به الأحياء قبيل حصول القيامة، لفحصهم الدائم في الارض.
آية الله جعفر السبحاني
----------------------------------------------------
الهوامش:
1- ولاحظ في ذلك الأعراف:187، الأنبياء: 40، الحج: 55، الشعراء 202، العنكبوت: 53، الزمر: 55، الزخرف: 66، محمد: 18، و الكل يدل على انّ تكون الانسان عند بعثه، يحصل دفعةً واحدة.