عربي
Thursday 28th of November 2024
0
نفر 0

مساءلة منكر ونكير

مساءلة منكر ونكير

- روي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :  «مَن أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، المساءَلة في القبر ، والشفاعة»(1).

- وروى انّه يجيئه الملكان بهيئة مهولة اصواتهما كالرعد القاصف ، وابصارهما كالبرق الخاطف ، فيسألانه : مَن ربّك ؟ ومَن نبيّك ، وما دينك ؟ ويسألانه أيضاً عن وليه وامامه .

وفي ذلك الحال يصعب على الميت أن يجيب وانّه يحتاج الى الاعانة على ذلك(2) فلا جرم أنهم قد ذكروا مقامين لتلقين الميت :

أولهما : عندما يضعونه في القبر.

والأفضل ان يمسك ويحرك المنكب الأيمن باليد اليمنى ، والمنكب الأيسر باليد اليسرى .

والمقام الآخر : بعد دفنه .

ومن السنّة أن يجلس وليّ الميت ـ يعني أقرب أقربائه ـ عن رأس الميت بعد انصراف الناس عن قبره ، ويلقنه بصوت رفيع . ويحسن أن يضع يديه على القبر ويقرب فمه من القبر(3).

ولا بأس أن يستنيب شخصاً آخر لذلك.

- وورد : (فإذا قال ذلك قال منكر لنكير انصرف بنا عن هذا فقد لقن بها حجته)(4).

- وفي كتاب (مَن لا يحضره الفقيه) :

(ولما مات ذر بن أبي ذر رحمه الله وقف أبو ذر على قبره ، فمسح القبر بيده ، ثمّ قال :

رحمك الله ياذر ، واللهِ إن كُنتَ بي لبرّاًَ ، ولقد قُبِضتَ وانّي عنك لراضٍ ، والله ما بي فَقدكَ وما عَلَيَّ من غَضاضَةٍ ، ومالي الى أحَدٍ سِوى الله مِن حاجَةٍ ، ولولا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك . ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك . واللهِ ما بكيت لك ولكن بكيت عليك ، فليت شعري ما قلتَ ؟ وما قيل لك ؟

اللّهُمَّ انّي قد وَهبتُ له ما افترضت عليه مِن حقّي فهب له ما افترضت عليه مِن حقك فأنت أحقّ بالجود مني والكرم(5).

- وروي عن الامام الصادق عليه السلام :

«اذا دخل المؤمن في قبره ، كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن يساره ، والبرّ

مظلّ عليه ، ويتنحى الصبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ، قال : الصبر للصلاة والزكاة والبرّ دونكم صاحبكم ، فإن عجزتم عنه فانا دونه»(6).

- وقال العلاّمة المجلسي رحمه الله :

- روي في المحاسن بسند صحيح عن احدهما عليهما السلام ـ يعني الامام الصادق أو الامام الباقر ـ قال :

«اذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور ، فيهنّ صورة أحسنهنّ وجهاً ، وأبهاهنّ هيئة ، وأطيبهنَّ ريحاً ، وأنظفهنّ صورة .

قال : فتقف صورة عن يمينه واُخرى عن يساره واُخرى بين يديه ، واُخرى خلفه ، واُخرى عند رجله .

وتقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه .

فإن اُوتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ، ثمّ كذلك الى أن يؤتى من الجهات الست.

قال : فتقول أحسنهنّ صورة : ومن أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟

فتقول التي عمن يمين العبد : أنا الصلاة.

وتقول التي عن يساره : أنا الزكاة.

وتقول التي بين يديه : أنا الصيام.

وتقول التي خلفه : أنا الحجّ والعمرة .

وتقول التي عند رجليه : أنا برّ مَن وصلت من اخوانك.

ثمّ يقلن : مَن أنت ؟ فأنت أحسننا وجهاً وأطيبنا ريحاً ، وأبهاناً هيئة .

فتقول : أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين»(7).

- وروى الصدوق في فضل صيام شعبان :

«ومَن صام تسعة أيّام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه»(8).

- وورد عن الامام الباقر عليه السلام في احياء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وصلاة مائة ركعة فيها فضل كثير فمن جملته :

«ودفع عنه هول منكر ونكير وخرج من قبره ونوره يتلألأ لأهل الجمع»(9).

- وروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في الخضاب أربعة عشر خصلة ، وعدّ منها :

«ويستحي منه منكر ونكير»(10).

وقد علمت فيما مضى انّ من خواص تربة النجف الطاهرة انّها تسقط حساب منكر ونكير عمّن يدفن فيها .

------------------------------------------------------------

الهوامش:

 (1) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 242 ،المجلس 49 ، ح 5 . ونقلها عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 223 ، ح 23 ، وفي : ج 8 ، ص 37 ، ح 13 ، وفي : ج 18 ، ص 340 ، ح 44.

(2) وقد وردت في شرح تلك الأحوال المهولة كثير من الروايات

(3) أقول : ورد ذلك بعدة روايات منها :

(4) ورد في عدة أخبار منها ما رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 173 ، ح 501 عن يحيى بن عبدالله

       وراجع الكافي : ج 3 ، ص 201 ، ح 11 . والتهذيب للطوسي : ج 1 ، ص 321 ، ح 103.

(5) الفقيه : ج 1 ، ص 185 . وروي في الكافي أيضاً : ج 3 ، ص 250 ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح 4.

(6) الكافي : ج 2 ، ص 90 ، ح 8.

(7) رواه البرقي في المحاسن : ص 288 ، كتاب (مصابيح الظلم) باب 64 (الشرائع) ، ح 432 ونقله المجلسي في بحار الانوار : ج 6 ، ص 234 ـ 235 ، والسند صحيح كما ذكر في مقدمة المتن أعلاه ، ولكن العبارة غير موجودة في البحار .

(8) ثواب الأعمال : ص 87 . ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 47 ، ح 24 . وفي الأمالي : ص 30 ، المجلس 7 ، ح 1 .

(9) اقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس : 214.

(10) رواه الكليني في الكافي : ج 6 ، ص 482 ، ح 12 . ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 38 . وفي من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 123 ، ح 285    ورواه الشيخ الكليني رحمه الله في الكافي باختلاف بعض العبارات.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

- نفي العبث و ما يوجب النقص من الاستهزاء و ...
أنّه تعالى مريدٌ ومن صفات كماله إرادته
المعتزلة
الخروج من القبر
الأخوة في القرآن الكريم
الخروج من القبر
في صفات الواجب الوجود تعالى معنى اتصافه بها
ذكر الموت
العدل
لباس النساء بين القرآن والكتاب المقدس

 
user comment