عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

أدلّة نفي التحريف 2

أدلّة نفي التحريف 2

 5 ـ الاَحاديث الآمرة بعرض الحديث على الكتاب ، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به ، و السقيم فيُتْرَك و يُعْرَض عنه ، و هي كثيرة ، منها : حديث الاِمام الصادق (عليه السلام) ، قال : « خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنى فقال : أيُّها الناس ، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه ، و ما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله » ، (1).

 و عنه أيضاً بسندٍ صحيح ، قال (عليه السلام) : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان ، فأعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه » ، (2) .

 و هذه القاعدة تتنافى تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله ، لاَنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به ، لاَنّه المقياس الفارق بين الحقّ و الباطل ، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس ، و لولا أنّ سور القرآن و آياته مصونة من التحريف و محفوظة من النقصان منذ عصر الرسالة الاَوّل وإلى الاَبد ، لما كانت هذه القاعدة ، و لا أمكن الركون إليها و الوثوق بها .

 قال المحقق الكركي المتوفّى سنة (940 هـ) في رسالته التي أفردها لنفي النقيصة عن القرآن الكريم : « لا يجوز أن يكون المراد بالكتاب المعروض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا و أيدي الناس ، و إلاّ لزم التكليف بما لايطاق ، فقد وجب عرض الاَخبار على هذا الكتاب ، و أخبار النقيصة إذا عُرِضت عليه كانت مخالفة له ، لدلالتها على أنّه ليس هو ، و أيّ تكذيب يكون أشدّ من هذا » ، (3).

 6 ـ إنّ ثبوت قرآنية كلّ سور القرآن و آياته ، لا يتمّ إلاّ بالتواتر القطعي منذ عهد الرسالة و إلى اليوم ، ممّا يقطع احتمال التحريف نهائياً ، لاَنّ ماقيل بسقوطه من القرآن نقل إلينا بخبر الواحد ، و هو غير حجةٍ في ثبوت قرآنيته ، حتّى مع فرض صحّة إسناده .

قال الحرّ العاملي المتوفّى سنة (1104 هـ) : « إنّ من تتبّع أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ، و تصفّح التأريخ و الآثار ، عَلِم علماً يقينياً أنّ القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر ، فقد حِفِظه الاَُلوف من الصحابة و نقله الاَُلوف ، و كان منذ عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعاً مؤلّفاً » ، (4)

 و قال الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفّى سنة (1352 هـ) : « و من أجل تواتر القرآن الكريم بين عامّة المسلمين جيلاً بعد جيل ، استمرّت مادته وصورته وقراءته المتداولة على نحوٍ واحد » ، (5).

 7 ـ إجماع العلماء على عدم التحريف إلاّ من لا اعتداد به ، كما صرّح بذلك المحقّق الكلباسي المتوفى سنة (1262 هـ ) بقوله : « انّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لاجماع الاَُمّة إلاّ من لا اعتداد به» ، (6).

 و قال الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، المتوفّى سنة (1228 هـ) في (كشف الغطاء) : « جميع ما بين الدفّتين ممّا يُتلى كلام الله تعالى ، بالضرورة من المذهب ، بل الدين وإجماع المسلمين ، وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاَئمة الطاهرين (عليهم السلام) ، وإن خالف بعض من لايُعتدّ به » .

-----------------------------------------

الهوامش :

(1) الكافي 1 : 69 | 5 .

(2) الوسائل 27 : 118 | 62 ،333 تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) .

(3) أورده السيد محسن البغدادي في (شرح الوافية) عن المحقق الكركي ، أُنظر البرهان ، للميرزا مهدي البروجردي : 116 ـ 117 .

(4) الفصول المهمة ـ للسيد شرف الدين: 166.

(5) آلاء الرحمن 1 : 29 ، المقدمة .

(6) البيان في تفسير القرآن : 234 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الاسس الاسلامية في خطب الوداع
الحثّ على الجهاد
الارتباط بين الفكر الأصولي والفلسفي
الآيات الدالّة على الشفاعة التكوينية
بعض اقوال علماء اهل السنة والجماعة في يزيد ابن ...
الله سبحانه وتعالى احيا الموتى لعزير
کيف نشأة القاديانية و ماهي عقيدتها
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكرَى تَنفَعُ ...
العلاقة بين رجل الدين والمجتمع
مسؤوليات الشباب في كلام القائد

 
user comment