السؤال
ورد فی الحدیث (یا من تتعجل فی الرکوع و السجود أطل سجود و رکوعک بقدر ما تستطیع لتتساقط عنک الذنوب) فلاتفوت هذا الأجر، الرجاء تلسیط الاضواء على هذا الحدیث و الاحادیث الواردة فی هذا الخصوص .
الجواب الإجمالي
إهتمت الشریعة الاسلامیة بقضیة الصلاة من خلال بیان واجباتها و طریقة أدائها و المستحبات التی یستحسن التقید بها و من بینها طریقة السجود و الرکوع و الحثّ على إطالة الذکر فیهما، و نشیر هنا إلى مجموعة من الروایات فی هذا المجال:
1. عن أمیر المؤمنین (ع) قال: جاء رجل إلى النبی (ص) فقال: علمنی عملا یحبنی الله علیه و یحبنی المخلوقون ... فقال (ص): إذا أردت أن یحشرک الله معی فأطل السجود بین یدی الله الواحد القهار.[1]
2. عن أَبی أُسَامَةَ قال سمعت أَبا عبدِ اللَّه (ع) یقول: علیک بتقوى اللَّه و الورع و الاجتهاد.... و علیکمْ بطول الرُّکوع و السُّجُودِ، فَإِنَّ أَحدکم إِذا أَطالَ الرُّکوعَ و السُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِیسُ منْ خلفهِ و قال: یا وَیْلَهُ أَطاعَ و عصیتُ و سجدَ و أَبَیْتُ.[2]
3. عن جَمِیلِ بن دَرَّاجٍ عن زُرَارَةَ قال: سمعتُ أَبا عبد اللَّهِ (ع) یقول: ثلاثَةٌ إِنْ یَعْلَمْهُنَّ الْمُؤْمِنُ کانَتْ زِیَادَةً فی عُمُرِهِ و بقاءَ النِّعْمَةِ علیه. فقلتُ: و ما هُنَّ؟ قال: تَطْوِیلُهُ فی رُکُوعه و سُجُودِهِ فی صلاتِهِ و تَطْوِیلُهُ لجلُوسهِ على طَعَامِهِ إِذَا أَطْعَمَ على مَائِدَتِهِ و اصْطِنَاعُهُ المعرُوف إِلى أَهله.[3]
4. عن بُرَیْدٍ العِجْلِیِّ قال: قلتُ لأَبِی جعفر (ع) أَیُّهُمَا أَفضلُ فی الصَّلاةِ کثرَةُ الْقِرَاءَةِ أَو طولُ اللَّبْثِ فی الرُّکُوعِ و السُّجُودِ؟ قال: فقال: کثرَةُ اللَّبْثِ فی الرُّکُوعِ و السُّجُودِ فی الصَّلاةِ أَفْضل.[4]
5. عن زُرْعَةَ عن سَمَاعَةَ قال: سَأَلْتُهُ – یحتمل کون المسؤول الامام الصادق علیه السلام- عنِ الرُّکوع و السُّجُودِ هلْ نَزَلَ فی الْقُرْآنِ؟ فقال: نعمْ، قَولُ اللَّه عزَّ و جلَّ (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَ اسْجُدُوا)[5] فقلتُ: کیفَ حدُّ الرُّکُوعِ و السُّجُود؟ فقال: أَمَّا ما یُجْزِیکَ من الرُّکُوعِ فَثَلَاثُ تَسْبِیحَاتٍ تقُولُ "سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثاً" و من کانَ یقوى على أَنْ یُطَوِّلَ الرُّکُوعَ و السُّجُودَ فَلْیُطَوِّلْ مَا اسْتَطَاعَ یَکُونُ ذَلِکَ فی تَسْبِیحِ اللَّهِ و تَحْمِیدِهِ و تَمْجِیدِهِ و الدُّعَاءِ و التَّضَرُّعِ فَإِنَّ أَقربَ ما یکونُ العبدُ إِلى ربِّهِ و هُوَ ساجدٌ فَأَمَّا الْإِمَامُ فَإِنَّهُ إِذَا قام بِالنَّاسِ فلا یَنْبَغِی أَنْ یُطَوِّلَ بِهِمْ، فَإِنَّ فِی النَّاسِ الضَّعِیفَ و مَنْ لهُ الحاجةُ فَإِنَّ رسولَ اللَّه (ص) کان إِذَا صلَّى بِالنَّاسِ خفَّ بهمْ.[6]
[1]. الدیلمی، حسن بن محمد، أعلام الدین فی صفات المؤمنین، ص 268، قم، مؤسسه آل البیت(ع)، الطبعة الأولى، 1408ق.
[2] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، تحقیق و تصحیح، الغفاری، علی أکبر، الآخوندی، محمد، ج 2، ص 77، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[3] المصدر نفسه، ج4، ص49.
[4] ابن إدریس الحلّی، السرائر الحاوی لتحریر الفتاوی، تحقیق، الموسوی، حسن بن أحمد، ابن مسیح، أبو الحسن، ج 3، ص 598، قم، مکتب النشر الإسلامی، الطبعة الثانیة، 1410ق؛ المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 82، ص 117، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثانیة، 1403ق.
[5] الحج، 77.
[6]. الطوسی، محمد بن حسن، تهذیب الاحکام، تحقیق، موسوی خرسانی، حسن، ج 2، ص 77، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.