طبعاً ان المحقق لايغفل عن (العقل ) و ( الاجماع ) في جميع المراحل المذكورة ، رغم ان هاتين المسألتين تعودان إلى مقام الإثبات ، لأن حجية الاجماع تعود إلى حجية السنة و العترة ، لأنه يلزم في الاجماع حيثيتان :
1 ـ ان يكون كاشفاً عن رأي المعصوم عليه السلام أو يكون المعصوم نفسه ـ سلام الله عليه ـ داخلاً بين المجمعين .
2 ـ بعد أن يكشف الاجماع عن رأي المعصوم ، فان العقل يحكم بأن الكاشف عن رأي المعصوم هو حجة ، أو إذا كان داخلاً في المجمعين فان العقل يقول : ( إن رأي المعصوم يعطي قيمة لأراء الآخرين و يجعلها حجة ) .
فنتيجة الاجماع تعود إلى السنة من ناحية ـ بلحاظ المكشوف ـ و تعود إلى العقل من ناحية أخرى .
و أما ( العقل ) فرغم أنه قوة قوية في مقام الاستدلال ، ولكن إذا تولى العقل مسألة أو قضية ، و كانت تلك المسألة واردة في بيان القرآن و العترة أما بصراحة ، أو بنحو الالتزام ، أو بنحو الملازمة لهذا فرغم أن مصادر الاستدلال ، هي الكتاب و السنة و الاجماع و العقل ، ولكن حجية العقل و الاجماع ، تعودان إلى حجية الكتاب و السنة ؛ لأن العقل معتبر في مقام الإثبات و ليس لديه رأي يخصه ، و إذا قدم رأياً من عنده في بعض الحالات مثل ( المستقلات العقلية ) ، فان ذلك يمكن العثور عليه أيضاً أما في متن الشرع ، أو أن الشرع أمضاها ، فإذا لم ترد عين القضية في متن الشرع ، فانه أمضاها على أساس الملازمة . بناء على هذا يمكن إسناد موضوع إلى القرآن الكريم عندما تكون قد لوحظت جميع هذه المصادر القوية و الفنية .
اية الله جوادي املي