رثى الشاعر حميد حلمي زادة، عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)، وذلك بقصيدة مطلعها: ذكراكَ منهجُ عالِمٍ مُستنصِرِ، وأما القصيدة فهي:
ذكراكَ منهجُ عالِمٍ مُستنصِرِ
يدعو الى الفكرِ السليمِ المُزهِرِ
فلقد أنَرْتَ دُرُوبَناَ بتألُّقٍ
مِنُ فكرِكَ الثَرِّ المُنيرِ المُسفِرِ
وجعلتَ منبرَ كربلاءَ رسالةً
نتجَتْ حُشُوداً في الوغى لم تُدبِرِ
ها هم بَنوكَ تمثَّلوا بشهادةٍ
قد صُغْتَ عِبرَتَها بكلِّ تبحُّرِ
حتى صَنعْتَ من النفُوسِ ملاحماً
ترجو الشهادةَ في الرُّبى والأبحُر
نعمَ الموجِّهُ كنتَ دوماً رائداً
ورجاؤكَ الأَولَى جُموعاً تنبري
عُذراً أبا الكلِـمِ البليـغِ المُبهِـرِ
عَـوَّذْتُ صَرحَكَ مِنْ مَـرِيدٍ مُفتـرِ
فلأَنتَ صَوتُ العقلِ تصْدعُ بالنُهى
ولأنتَ فخـرُ المُنتدى والمِنبَـرِ
ما زلتَ صدّاحاً تلـقِّنُ وَعـيَنا
صدقَ البيانِ عنِ الشهيدِ الأكبـرِ
صوتاً شجياً يستفـزُّ بُكـاءَنا
ويُصـوِّرُ المأساةَ غيرَ مُـزَوِّرِ
تَروي نوائبَ آلِ بيتِ محمدٍ
ومآثراً لِبني البتولِ وحيدرِ
وملاحمَاً في كربلاءَ عظيمةً
ومَفاخرَ العُـظَماءِ عِـبْـرَ الأدهُـرِ
فهُـمُ أئِمّـتُنا الهداةُ محجّةً
من نَسْـلِ أحمدَ والوصيِّ وكـوْثـرِ
وهمُ مصابيحُ الهدايةِ قـادَةً
سُـبُلُ السلامِ الى نعيمِ الأنهُـرِ
علَّمْتَ أجيالاً وكُنتَ مؤدِّباً
وجهَـرتَ قُـرآناً بكلِّ مُعَـبِّرِ
وجعلتَ أخبارَ السماءِ معالماَ
للسـائرينَ الى الهدى بتَدَبُّـرِ
وحمَيْتَ نهجَ محمدٍ ووصيِّهِ
شأنَ الحريصِ على الضَنا المستأثِرِ
أظـهـرْتَ ما أخفى الظلامُ تجنِّـياً
ونَسَفْتَ عِجْلَ السامرِيِّ المفتري
واسَيْـتَ عَـدلاً كادَهُ ظلمُ العِدى
فغـدا غـريمَ مُعـاندٍ مُستَكْـبِرِ
أقسمتَ أنْ تُمضـِي الحياةَ منافِحاً
عن عترةِ الهادي البشيرِ المُنذِرِ
لكنَّ مَـنْ نبـذُوا الحصافةَ والحَجا
آذَوكَ بالقَـولِ البـذئِ المُنْـكـَرِ
في يوم عاشوراء ساقوا زُمـرةً
نطقُـوا غـباءً يا لَقُبحِ المَنظـرِ
ما ضَـرَّ مَجدَ الوائليِّ سفاهةٌ
فلطالما بُلِي الحكيمُ بمُـنكِـرِ
سيظلُ إرثُ الوائلـيِّ مثابـةً
للطالبينَ محجّةَ المُستبصِـرِ
فدراسةُ التاريخِ تطلبُ شامخـاً
قد كان رائدَهُ ولم يتَـأخَّـرِ
شيخُ الفقاهة والبلاغةِ والإبا
درعُ التشيّعِ لم يهُنْ أو يَفتُـرِ
فتراثُـهُ كتبٌ وقد جمِعتْ لهُ
دُرَرٌ تشُـعُّ بكلِّ حقٍّ مُبْـدِرِ
فالمنبرُ العملاقُ فكرٌ دائمٌ
والوائليُّ عظيم ُ نهجٍ جوهرِ
يا آيةَ العلْـمِ الذي كشفَ الدُجى
بوركْتَ ناطقَ نهضةٍ لم تُقـهَرِ
سقياً لرمسكِ في جوارِ المُرتضى
فيَـدُ الحسينُ تقيكَ هَـوْلَ المَحشـرِ