عيادة عبيدالله بن زياد شريك بن الأعور عندما كان الأخير مع مسلم بن عقيل في دار هانئبنعروة؛ حيث أرسل عبيد الله بن زياد إلى شريك أنّه رائحٌ إليه العشيّة، فقال لمسلم: «إنّ هذا الفاجر عائدي العشيّة، فإذا جلس فاخرج إليه فاقتله، ثمّ اقعد في القصر، ليس أحدٌ يحول بينك وبينه، فإن برئتُ من وجعي هذا أيّامي هذه سرت إلى البصرة وكفيتك أمرها».
فلمّا كان من العشي أقبل عبيدالله لعيادة شريك، فقام مسلم بن عقيل ليدخل، وقال له شريك: «لا يفوتنّك إذا جلس»، فقام هانئ بن عروة إليه فقال: «إنّي لا أحبّ أن يقتل في داري» (كأنّه استقبح ذلك)، فجاء عبيدالله بن زياد فدخل فجلس... إلى أن قام وانصرف. فخرج مسلم، فقال له شريك: «ما منعك من قتله؟»، فقال: «خصلتان: أمّا إحداهما فكراهة هانئ أن يُقتل في داره، وأمّا الأخرى فحديثٌ حدّثه الناس عن النبي (صلّى الله عليه وآله): إنّ الإيمان قيَّد الفتك، ولا يُفتك مؤمن، فقال هانئ: أما والله لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً كافراً غادراً، ولكنْ كرهتُ أن يقتل في داري»، (1)
وقد سئل الشهيد السيد محمد باقرالصدر (قدّس سرّه) عن هذه الحادثة السؤالَ التالي: «هل هناك قيمة فقهيّة للمروي تاريخيّاً عن مسلم بن عقيل (رضي الله عنه): أنّ الذي منعه من قتل عبيدالله بن زياد غدراً هو حديث علي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الإيمان قيّد الفتك، فلا يفتك مؤمن»، فأجاب بما يلي: «لا توجد قيمةٌ فقهيّةٌ لهذا المرويِّ تاريخيّاً، وأكبرُ الظنّ أنّ إحجام مسلم عن قتل عبيدالله بن زياد كان بسبب تشكيكه في موضوعيّة الاقتراح الذي طُرح عليه ومدى جديّة الضيف المقترح والمضيف في التجاوب معه؛ إذ كان الأحرى بهم في موقف من هذا القبيل أن يبادروا إلى التخطيط لقتل ابن زياد بدلاً عن توريط مسلم في المباشرة بنفسه والكشف عن وضعه بصورة مطلقة» (2)
هانئ بن عروة يأتي إلى عبيد الله بن زياد، فعبيد الله بن زيّاد يتّهمه بأنّ مسلماً موجودٌ عندك، وأنّك تفكّر في الخروج وشقّ عصا الطاعة، هانئبنعروة يصطدم مع عبيد الله بن زياد، يقول له بـ-«أنّي لا أدري أين مسلم»، يقول: «لا بدّ لك أن تجده»، يقول: «لو أنّ مسلماً كان تحت قدمي لَمَا رفعت قدمي»، ثمّ يقدّم له نصيحة بكلّ قوّة، بكلّ شجاعة.
هذا هو من الأفراد القلائل الذين استطاعت حركة الحسين أن تكشفهم في مجموع هذه الاُمّة الميْتة، قال: «لي نصيحة، نصيحة لك»، قال: «وما هي هذه النصيحة؟» -انظروا إلى شخص يقف بين يَدَي أميرٍ يقدّم إليه النصيحة-، قال: «النصيحة أن تذهب أنت وأهل بيتك، وتحمل معك كلَّ ما لديك من أموال إلى الشام سالماً صحيحاً، لا شغل لنا بك».
كان هانئ بن عروة يتكلّم وهو يتخيّل أنّ له رصيداً، وأنّ عشرات الآلاف من خلفه سوف تنفّذ إرادته إذا أصبحت هذه الإرادة في موضع التنفيذ، إذا أصبحت بحاجة إلى التنفيذ.
حينما اشتدّ غضب عبيد الله بن زياد، وحينما غضب هانئ، حينما أمر بأن يُحبس هانئ، انعكس الخبر في الكوفة بأنّ هانئاً قتل، في معرض القتل.
جاء عمرو بن الحجّاج وجاء معه أربعة آلاف إنسان من عشيرته لكي يتفقّدوا أحوال هانئ بن عروة، جاؤوا، وقفوا بباب القصر يطالبون بحياة هانئ بن عروة.(3)
عبيدالله بن زياد يبعث على من؟ يبعث على شريح القاضي. هذا قاضٍ، باعتباره قاضياً لا بدّ وأن تتوفّر فيه الشرائط المطلوبة في مثل هذا المنصب، فـهو يعتبر شاهداً ثقة إذا استعمل شهادته.
بعث على شريح القاضي، قال له: «تعال ادخل إلى الغرفة - الغرفة التي سُجن فيها هانئ-، اُنظر إليه حيّاً، واشهد أمام هؤلاء بأنّ هانئاً حيّ».
دخل شريح القاضي إلى الغرفة، رأى أنّ هانئاً حيّ، يقول شريح القاضي(لعنة الله عليه): «بمجرّد أنْ دخلت إلى الغرفة ورأيت هانئ بن عروة صاح في وجهي، قال: أين ذهب المسلمون؟! أين ذهب المسلمون؟! لو أنّ عشرةً يهجمون على القصر الآن لأنقذوني»(4)، لأنّ القصر ليس فيه شرطة، ليس فيه جيش.
لو أنّ عشرةً يهجموا على القصر اليوم، يعني: لو أنّ عشرة كانوا مستعدّين لأنْ يموتوا في سبيل الله، عشرة فقط، لو كانوا مستعدّين لأنْ يموتوا في سبيل الله، لتغيّر وجه الكوفة يومئذٍ؛ لأنّ البيت ليست فيه شرطة.
ولكنّ الشرطة كانت أوهام هذه الاُمّة التي فقدت شجاعتها وإرادتها. هذه الاُمّة التي فقدت شخصيّتها خُيِّل لها أنّ هذا القصر هو جبروت الحكّام، هذا القصر هو المعقل الذي لا يمكن اجتيازه، بينما هذا القصر كان أجوف؛ لم يكن فيه شرطة ولا جيش، لم يكن فيه سلاحٌ بالقدر الكافي الذي يمكن أن يصمد أمام عشرة فقط.
قال: «أين ذهب المسلمون؟ عشرة فقط، عشرة فقط يكفون لإنقاذي، يكفون للقضاء على هذا القصر، يكفون لاحتلال هذا القصر، عشرة، دبّر لي عشرة».
شريح القاضي يقول: «أنا رجعت، رجعت إلى عمرو بن الحجّاج وأنا مكلَّف بأن اُؤدّي الشهادة الشرعيّة بأنّ هانئ بن عروة حيّ؛ حتّى يرجع عمروبن الحجّاج»؛ لأنّ عمرو بن الحجّاج والأربعة آلاف الذين جاؤوا معه قصارى همِّهم أن يكون هذا حيّاً، ليس لهم همٌّ وراء أن يكون هذا حيّاً، يقول: «رجعت، فهممت أن اُبلّغ عبارة هانئ بن عروة لعمرو بن الحجّاج، أن أقول له: إنّ هانئاً يطلب عشرة، عشرة».. يقول: «لو أنّ عشرةً يهجمون على هذا (البُعبُع)(4)
على هذا الشبح الرهيب الذي يكمن فيه عبيدالله بن زياد لتمزّق، لتمزَّق هذا الشبح وتحطّم هذا (البُعبُع)». يقول: «هممت، ثمّ التفتّ إلى أنّ شرطي عبيدالله بن زياد(وهو: حميد بن بكير الأحمري.) واقف إلى جنبي، فسكتّ». وأدّى الشهادة المطلوبة منه رسميّاً وحكوميّاً بأنّ هانئاً حيّ، ورجع عمرو بن الحجّاج، وقتل هانئ (5).
ب - مسلم بن عقيل بنفسه يخرج مع أربعة آلاف شخصٍ يطوّقون قصر الإمارة.
عبيد الله بن زياد ليس معه إلّا ثلاثون من الشرطة -على ما تقول الرواية(6)- وعشرون من الأشراف، من أشراف الكوفة.
مسلم بن عقيل معه أربعة آلاف(7)، لكنْ أربعة آلاف ليس لهم قلوب، ليس لهم أيدٍ، ليس لهم إرادة.
اقرؤوا أسماء قادة مسلم بن عقيل في هذه المعركة: هؤلاء الأربعة آلاف فيهم جماعة من كبار يوم عاشوراء، لكنّهم انهزموا جميعاً، لم يبقَ مع مسلم واحدٌ أبداً(8).
يعني: إنّ حركة الحسين هي بنفسها صنعت هؤلاء، هي بنفسها صعّدت هؤلاء، هؤلاء السبعون الذين استشهدوا مع الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان عددٌ منهم نتاجَ محنة حركة سيّد الشهداء، وإلّا: لماذا انهزموا؟ على الأقلّ يبقى معه هذا الشخص الذي يعرف الطريق، صلّى في المسجد، تفرّق الناس(9).
يقول التاريخ: بأنّه كانت تأتي المرأة فتنتزع زوجها وأباها وأخاها وتقول: «ما لك وعمل السلاطين»(10)، تأتي المرأة وتنتزع رَجُلَها.
هذا نهاية فقدان الإرادة عندما الرجل يذوب، يتميّع؛ لأنّ امرأةً واحدةً تأتي وتنتزعه انتزاعاً.
هذه المرأة هي نفسها تلك المرأة التي وقفت بعد الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) تلك الوقفات العظيمة على طول الخطّ.. هذه المرأة هي نفس تلك المرأة التي أحبطت مؤامرةَ إمارة عمر بن سعد حينما مات يزيد بن معاوية، وبويع من قبل الاُمويّين في الكوفة لعمر بن سعد مؤقّتاً، عمر بن سعد أصبح أميراً على الكوفة، من الذي أسقط إمارة عمر بن سعد؟
أسقطته تلك المرأة التي كانت تذهب إلى زوجها وأبيها وأخيها تنتزعهم انتزاعاً، وتقول لهم: «لا شغل لك مع السلاطين»، هذه المرأة بنفسها قامت بمظاهرة، وقفت أمام عمر بن سعد تندب الحسين وتصيح: «إنّ قاتل الحسين لا يمكن أن يكون أميراً في الكوفة»، حتّى سقط عمر بن سعد«فلمّا همّوا بتأميره أقبل نساء من همدان وغيرهنّ من نساء كهلان والأنصار وربيعة والنخع حتّى دَخَلْنَ المسجد الجامع صارخات باكيات مُعوِّلات يندبن الحسين، ويقلن: أما رضي عمرو بنسعد بقتل الحسين حتّى أراد أن يكون أميراً علينا على الكوفة، فبكى الناس، وأعرضوا عن عمرو» (11).
التناقض بين عمل الاُمّة وعواطفها:
وأعجب مظهر من مظاهر هذا الانهيار هو التناقض الذي كان يوجد بين قلب الاُمّة -بين عواطف الاُمّة- وعملها، هذا التناقض الذي عبّر عنه الفرزدق بقوله للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام): «إنّ قلوبهم معك وسيوفهم عليك»(12)
لا أنّ جماعةً قلوبهم معك وجماعة اُخرى سيوفهم عليك، بل الوحدات الثمانية في التناقضكلّها محفوظة، ولكن مع هذا لا تناقض؛ لأنّ هذا الشخص الذي لا يملك إرادته يمكن أن تتحرّك يده على خلاف قلبه، على خلاف عاطفته، ولهذا كنّا نراهم يبكون ويقتلون الإمام الحسين.
هؤلاء كانوا يبكون ويقتلون الإمام الحسين لأنّهم يشعرون بأنّهم بقتلهم للإمام الحسين يقتلون مجدهم، يقتلون آخر آمالهم، يقتلون البقيّة الباقية من تراث الإمام علي.. هذه البقيّة التي كان يعقد عليها كلّ الواعين من المسلمين الأملَ في إعادة حياة الإسلام، في إعادة الحياة إلى الإسلام، كانوا يشعرون بأنّهم يقتلون بهذا الأملَ الوحيدَ الباقي للتخلّص من الظلم القائم، ولكنّهم مع هذا الشعور لم يكونوا يستطيعون إلّا أن يقفوا هذا الموقف ويقتلوا الإمام الحسين، قتلوا الإمام الحسين وهم يبكون.
قاتلُ الحسين (عليه السلام) هو قاتل أهدافه، والبكاء عليه غير كافٍ:
وأسأل الله أن لا يجعلنا نقتل الإمام الحسين عليه السلام ونحن نبكي، أن لا يجعلنا نقتل أهداف الحسين ونحن نبكي.
الإمام الحسين ليس إنساناً محدوداً عاش من سنة كذا ومات في سنة كذا.. الإمام الحسين هو الإسلام ككلّ، الإمام الحسين هو كلُّ هذه الأهداف التي ضحّى من أجلها هذا الإمام العظيم، هذه الأهداف هي الإمام الحسين؛ لأنّها هي روحه، وهي فكره، وهي قلبه، وهي عواطفه، كلّ مضمون الإمام الحسين هو هذه الأهداف، هو هذه القيم المتمثّلة في الإسلام.
فكما أنّ أهل الكوفة كانوا يقتلون الامام الحسين عليه السلام وهم يبكون، فهناك خطرٌ كبيرٌ في أن نُمنى نحن بنفس المحنة، أن نقتل الحسين ونحن نبكي، يجب أن نشعر بأنّنا يجب أن لا نكون على الأقلّ قتلةً للحسين ونحن باكون.
البكاء لا يعني أنّنا غير قاتلين للحسين؛ لأنّ البكاء لو كان وحده يعني أنّ الإنسان غير قاتل للحسين إذاً لما كان عمر بن سعد قاتلاً للحسين؛ لأنّ عمر بن سعد بنفسه بكى.
حينما جاءت زينب (عليها الصلاة والسلام) ومرّت في موكب السبايا، في الضحايا، حينما التفتت إلى أخيها، حينما اتّجهت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تستنجده، أو تستصرخه، أو تخبره عن جثّة الإمام الحسين وهي بالعراء، عن السبايا وهنّ مشتّتات، عن الأطفال وهم مقيّدون، حينما أخبرت جدّها (صلّى الله عليه وآله) بكلّ ذلك ضجّ القتلة كلّهم بالبكاء، بكى السفّاكون، بكى هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر، بكوا بأنفسهم«فَلَطَمْن النسوة وصِحْنَ حين مررن بالحسين، وجعلت زينب بنت علي تقول: يا محمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، يا محمّداه! وبناتك سبايا وذريّتك مقتّلة تسفي عليها الصبا! فأبكت كلّ عدوّ وولي» (13).
إذاً، فالبكاء وحده ليس ضماناً، العاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أنّ هذا -صاحب العاطفة- لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين، أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين.
لا بدّ من امتحان، لا بدّ من تأمّل، لا بدّ من تدبّر، لا بدّ من تعقّل؛ لكي نتأكّد من أنّنا لسنا قتلةً للإمام الحسين.
مجرّد أنّنا نحبّ الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نزور الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نبكي على الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نمشي إلى زيارة الإمام الحسين، كلّ هذا شيء عظيم، شيء جيّد، شيء ممتاز، شيء راجح، لكنّ هذا الشيء الراجح لا يكفي ضماناً ودليلاً لكي يثبت أنّنا لا نساهم في قتل الإمام الحسين؛ لأنّ بالإمكان لإنسانٍ أن يقوم بكلّ هذا عاطفيّاً وفي نفس الوقت يساهم في قتل الإمام الحسين.
يجب أن نحاسب أنفسنا، يجب أن نتأمّل في سلوكنا، يجب أن نعيش موقفنا بدرجة أكبر من التدبّر والعمق والإحاطة والانفتاح على كلّ المضاعفات والملابسات؛ لكي نتأكّد من أنّنا لا نمارس -من قريبٍ أو بعيدٍ، بشكلٍ مباشرٍ أو بشكلٍ غير مباشر- قتلَ الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام).
المصادر :
1- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 363 :5.
2- محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق 36 :3، الوثيقة 203/المصدر نفسه: 401 :2 - 402.
3- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 364 :5، وقيل: «رويحة بنت عمرو» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 46 :2؛ مقتل الحسين (عليه السلام) (الخوارزمي) 293 :1.
4- «يا شريح!..إن دخل عليَّ عشرة نفر أنقذوني» تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 368 :5./«بُعبُع: من حكاية الصبيان» (تاج العروس من جواهر القاموس 25 :11)، وهي هنا بمعنى الأمر المرعب والمخيف.
5- الأخبار الطوال: 236 - 238؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 364 :5 - 368.
6- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 369 :5؛ الكامل في التاريخ 30 :4.
7- أنساب الأشراف 80 :2؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 350 :5؛ البداية والنهاية 154 :8.
8- «تفرّق عنه الباقون حتّى بقي وحده يتلدّد في أزقّة الكوفة ليس معه أحد» أنساب الأشراف 81 :2.
9- «فدخل مسلم بن عقيل المسجد الأعظم ليصلّي المغرب، وتفرّق عنه العشرة» الفتوح 50 :5.
10- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 371 :5؛ مقاتل الطالبيّين: 104؛ مقتل الحسين (عليه السلام) (الخوارزمي) 298 :1. وفي: الأخبار الطوال: 239 أنّه قول الرجل لابنه وأخيه وابن عمّه، وفي: البداية والنهاية 155 :8
11- مروج الذهب 85 :3.
12- الأخبار الطوال: 245؛ مقاتل الطالبيّين: 111؛ دلائل الإمامة: 74؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 386 :5. ومجمع بن عبدالله العائذي أنساب الأشراف 172 :3؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 405 :5؛ تجارب الاُمم 65 :2؛ الكامل في التاريخ 49 :4.
13- أنساب الأشراف 206 :3؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 456 :5.
فلمّا كان من العشي أقبل عبيدالله لعيادة شريك، فقام مسلم بن عقيل ليدخل، وقال له شريك: «لا يفوتنّك إذا جلس»، فقام هانئ بن عروة إليه فقال: «إنّي لا أحبّ أن يقتل في داري» (كأنّه استقبح ذلك)، فجاء عبيدالله بن زياد فدخل فجلس... إلى أن قام وانصرف. فخرج مسلم، فقال له شريك: «ما منعك من قتله؟»، فقال: «خصلتان: أمّا إحداهما فكراهة هانئ أن يُقتل في داره، وأمّا الأخرى فحديثٌ حدّثه الناس عن النبي (صلّى الله عليه وآله): إنّ الإيمان قيَّد الفتك، ولا يُفتك مؤمن، فقال هانئ: أما والله لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً كافراً غادراً، ولكنْ كرهتُ أن يقتل في داري»، (1)
وقد سئل الشهيد السيد محمد باقرالصدر (قدّس سرّه) عن هذه الحادثة السؤالَ التالي: «هل هناك قيمة فقهيّة للمروي تاريخيّاً عن مسلم بن عقيل (رضي الله عنه): أنّ الذي منعه من قتل عبيدالله بن زياد غدراً هو حديث علي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الإيمان قيّد الفتك، فلا يفتك مؤمن»، فأجاب بما يلي: «لا توجد قيمةٌ فقهيّةٌ لهذا المرويِّ تاريخيّاً، وأكبرُ الظنّ أنّ إحجام مسلم عن قتل عبيدالله بن زياد كان بسبب تشكيكه في موضوعيّة الاقتراح الذي طُرح عليه ومدى جديّة الضيف المقترح والمضيف في التجاوب معه؛ إذ كان الأحرى بهم في موقف من هذا القبيل أن يبادروا إلى التخطيط لقتل ابن زياد بدلاً عن توريط مسلم في المباشرة بنفسه والكشف عن وضعه بصورة مطلقة» (2)
هانئ بن عروة يأتي إلى عبيد الله بن زياد، فعبيد الله بن زيّاد يتّهمه بأنّ مسلماً موجودٌ عندك، وأنّك تفكّر في الخروج وشقّ عصا الطاعة، هانئبنعروة يصطدم مع عبيد الله بن زياد، يقول له بـ-«أنّي لا أدري أين مسلم»، يقول: «لا بدّ لك أن تجده»، يقول: «لو أنّ مسلماً كان تحت قدمي لَمَا رفعت قدمي»، ثمّ يقدّم له نصيحة بكلّ قوّة، بكلّ شجاعة.
هذا هو من الأفراد القلائل الذين استطاعت حركة الحسين أن تكشفهم في مجموع هذه الاُمّة الميْتة، قال: «لي نصيحة، نصيحة لك»، قال: «وما هي هذه النصيحة؟» -انظروا إلى شخص يقف بين يَدَي أميرٍ يقدّم إليه النصيحة-، قال: «النصيحة أن تذهب أنت وأهل بيتك، وتحمل معك كلَّ ما لديك من أموال إلى الشام سالماً صحيحاً، لا شغل لنا بك».
كان هانئ بن عروة يتكلّم وهو يتخيّل أنّ له رصيداً، وأنّ عشرات الآلاف من خلفه سوف تنفّذ إرادته إذا أصبحت هذه الإرادة في موضع التنفيذ، إذا أصبحت بحاجة إلى التنفيذ.
حينما اشتدّ غضب عبيد الله بن زياد، وحينما غضب هانئ، حينما أمر بأن يُحبس هانئ، انعكس الخبر في الكوفة بأنّ هانئاً قتل، في معرض القتل.
جاء عمرو بن الحجّاج وجاء معه أربعة آلاف إنسان من عشيرته لكي يتفقّدوا أحوال هانئ بن عروة، جاؤوا، وقفوا بباب القصر يطالبون بحياة هانئ بن عروة.(3)
عبيدالله بن زياد يبعث على من؟ يبعث على شريح القاضي. هذا قاضٍ، باعتباره قاضياً لا بدّ وأن تتوفّر فيه الشرائط المطلوبة في مثل هذا المنصب، فـهو يعتبر شاهداً ثقة إذا استعمل شهادته.
بعث على شريح القاضي، قال له: «تعال ادخل إلى الغرفة - الغرفة التي سُجن فيها هانئ-، اُنظر إليه حيّاً، واشهد أمام هؤلاء بأنّ هانئاً حيّ».
دخل شريح القاضي إلى الغرفة، رأى أنّ هانئاً حيّ، يقول شريح القاضي(لعنة الله عليه): «بمجرّد أنْ دخلت إلى الغرفة ورأيت هانئ بن عروة صاح في وجهي، قال: أين ذهب المسلمون؟! أين ذهب المسلمون؟! لو أنّ عشرةً يهجمون على القصر الآن لأنقذوني»(4)، لأنّ القصر ليس فيه شرطة، ليس فيه جيش.
لو أنّ عشرةً يهجموا على القصر اليوم، يعني: لو أنّ عشرة كانوا مستعدّين لأنْ يموتوا في سبيل الله، عشرة فقط، لو كانوا مستعدّين لأنْ يموتوا في سبيل الله، لتغيّر وجه الكوفة يومئذٍ؛ لأنّ البيت ليست فيه شرطة.
ولكنّ الشرطة كانت أوهام هذه الاُمّة التي فقدت شجاعتها وإرادتها. هذه الاُمّة التي فقدت شخصيّتها خُيِّل لها أنّ هذا القصر هو جبروت الحكّام، هذا القصر هو المعقل الذي لا يمكن اجتيازه، بينما هذا القصر كان أجوف؛ لم يكن فيه شرطة ولا جيش، لم يكن فيه سلاحٌ بالقدر الكافي الذي يمكن أن يصمد أمام عشرة فقط.
قال: «أين ذهب المسلمون؟ عشرة فقط، عشرة فقط يكفون لإنقاذي، يكفون للقضاء على هذا القصر، يكفون لاحتلال هذا القصر، عشرة، دبّر لي عشرة».
شريح القاضي يقول: «أنا رجعت، رجعت إلى عمرو بن الحجّاج وأنا مكلَّف بأن اُؤدّي الشهادة الشرعيّة بأنّ هانئ بن عروة حيّ؛ حتّى يرجع عمروبن الحجّاج»؛ لأنّ عمرو بن الحجّاج والأربعة آلاف الذين جاؤوا معه قصارى همِّهم أن يكون هذا حيّاً، ليس لهم همٌّ وراء أن يكون هذا حيّاً، يقول: «رجعت، فهممت أن اُبلّغ عبارة هانئ بن عروة لعمرو بن الحجّاج، أن أقول له: إنّ هانئاً يطلب عشرة، عشرة».. يقول: «لو أنّ عشرةً يهجمون على هذا (البُعبُع)(4)
على هذا الشبح الرهيب الذي يكمن فيه عبيدالله بن زياد لتمزّق، لتمزَّق هذا الشبح وتحطّم هذا (البُعبُع)». يقول: «هممت، ثمّ التفتّ إلى أنّ شرطي عبيدالله بن زياد(وهو: حميد بن بكير الأحمري.) واقف إلى جنبي، فسكتّ». وأدّى الشهادة المطلوبة منه رسميّاً وحكوميّاً بأنّ هانئاً حيّ، ورجع عمرو بن الحجّاج، وقتل هانئ (5).
ب - مسلم بن عقيل بنفسه يخرج مع أربعة آلاف شخصٍ يطوّقون قصر الإمارة.
عبيد الله بن زياد ليس معه إلّا ثلاثون من الشرطة -على ما تقول الرواية(6)- وعشرون من الأشراف، من أشراف الكوفة.
مسلم بن عقيل معه أربعة آلاف(7)، لكنْ أربعة آلاف ليس لهم قلوب، ليس لهم أيدٍ، ليس لهم إرادة.
اقرؤوا أسماء قادة مسلم بن عقيل في هذه المعركة: هؤلاء الأربعة آلاف فيهم جماعة من كبار يوم عاشوراء، لكنّهم انهزموا جميعاً، لم يبقَ مع مسلم واحدٌ أبداً(8).
يعني: إنّ حركة الحسين هي بنفسها صنعت هؤلاء، هي بنفسها صعّدت هؤلاء، هؤلاء السبعون الذين استشهدوا مع الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان عددٌ منهم نتاجَ محنة حركة سيّد الشهداء، وإلّا: لماذا انهزموا؟ على الأقلّ يبقى معه هذا الشخص الذي يعرف الطريق، صلّى في المسجد، تفرّق الناس(9).
يقول التاريخ: بأنّه كانت تأتي المرأة فتنتزع زوجها وأباها وأخاها وتقول: «ما لك وعمل السلاطين»(10)، تأتي المرأة وتنتزع رَجُلَها.
هذا نهاية فقدان الإرادة عندما الرجل يذوب، يتميّع؛ لأنّ امرأةً واحدةً تأتي وتنتزعه انتزاعاً.
هذه المرأة هي نفسها تلك المرأة التي وقفت بعد الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) تلك الوقفات العظيمة على طول الخطّ.. هذه المرأة هي نفس تلك المرأة التي أحبطت مؤامرةَ إمارة عمر بن سعد حينما مات يزيد بن معاوية، وبويع من قبل الاُمويّين في الكوفة لعمر بن سعد مؤقّتاً، عمر بن سعد أصبح أميراً على الكوفة، من الذي أسقط إمارة عمر بن سعد؟
أسقطته تلك المرأة التي كانت تذهب إلى زوجها وأبيها وأخيها تنتزعهم انتزاعاً، وتقول لهم: «لا شغل لك مع السلاطين»، هذه المرأة بنفسها قامت بمظاهرة، وقفت أمام عمر بن سعد تندب الحسين وتصيح: «إنّ قاتل الحسين لا يمكن أن يكون أميراً في الكوفة»، حتّى سقط عمر بن سعد«فلمّا همّوا بتأميره أقبل نساء من همدان وغيرهنّ من نساء كهلان والأنصار وربيعة والنخع حتّى دَخَلْنَ المسجد الجامع صارخات باكيات مُعوِّلات يندبن الحسين، ويقلن: أما رضي عمرو بنسعد بقتل الحسين حتّى أراد أن يكون أميراً علينا على الكوفة، فبكى الناس، وأعرضوا عن عمرو» (11).
التناقض بين عمل الاُمّة وعواطفها:
وأعجب مظهر من مظاهر هذا الانهيار هو التناقض الذي كان يوجد بين قلب الاُمّة -بين عواطف الاُمّة- وعملها، هذا التناقض الذي عبّر عنه الفرزدق بقوله للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام): «إنّ قلوبهم معك وسيوفهم عليك»(12)
لا أنّ جماعةً قلوبهم معك وجماعة اُخرى سيوفهم عليك، بل الوحدات الثمانية في التناقضكلّها محفوظة، ولكن مع هذا لا تناقض؛ لأنّ هذا الشخص الذي لا يملك إرادته يمكن أن تتحرّك يده على خلاف قلبه، على خلاف عاطفته، ولهذا كنّا نراهم يبكون ويقتلون الإمام الحسين.
هؤلاء كانوا يبكون ويقتلون الإمام الحسين لأنّهم يشعرون بأنّهم بقتلهم للإمام الحسين يقتلون مجدهم، يقتلون آخر آمالهم، يقتلون البقيّة الباقية من تراث الإمام علي.. هذه البقيّة التي كان يعقد عليها كلّ الواعين من المسلمين الأملَ في إعادة حياة الإسلام، في إعادة الحياة إلى الإسلام، كانوا يشعرون بأنّهم يقتلون بهذا الأملَ الوحيدَ الباقي للتخلّص من الظلم القائم، ولكنّهم مع هذا الشعور لم يكونوا يستطيعون إلّا أن يقفوا هذا الموقف ويقتلوا الإمام الحسين، قتلوا الإمام الحسين وهم يبكون.
قاتلُ الحسين (عليه السلام) هو قاتل أهدافه، والبكاء عليه غير كافٍ:
وأسأل الله أن لا يجعلنا نقتل الإمام الحسين عليه السلام ونحن نبكي، أن لا يجعلنا نقتل أهداف الحسين ونحن نبكي.
الإمام الحسين ليس إنساناً محدوداً عاش من سنة كذا ومات في سنة كذا.. الإمام الحسين هو الإسلام ككلّ، الإمام الحسين هو كلُّ هذه الأهداف التي ضحّى من أجلها هذا الإمام العظيم، هذه الأهداف هي الإمام الحسين؛ لأنّها هي روحه، وهي فكره، وهي قلبه، وهي عواطفه، كلّ مضمون الإمام الحسين هو هذه الأهداف، هو هذه القيم المتمثّلة في الإسلام.
فكما أنّ أهل الكوفة كانوا يقتلون الامام الحسين عليه السلام وهم يبكون، فهناك خطرٌ كبيرٌ في أن نُمنى نحن بنفس المحنة، أن نقتل الحسين ونحن نبكي، يجب أن نشعر بأنّنا يجب أن لا نكون على الأقلّ قتلةً للحسين ونحن باكون.
البكاء لا يعني أنّنا غير قاتلين للحسين؛ لأنّ البكاء لو كان وحده يعني أنّ الإنسان غير قاتل للحسين إذاً لما كان عمر بن سعد قاتلاً للحسين؛ لأنّ عمر بن سعد بنفسه بكى.
حينما جاءت زينب (عليها الصلاة والسلام) ومرّت في موكب السبايا، في الضحايا، حينما التفتت إلى أخيها، حينما اتّجهت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تستنجده، أو تستصرخه، أو تخبره عن جثّة الإمام الحسين وهي بالعراء، عن السبايا وهنّ مشتّتات، عن الأطفال وهم مقيّدون، حينما أخبرت جدّها (صلّى الله عليه وآله) بكلّ ذلك ضجّ القتلة كلّهم بالبكاء، بكى السفّاكون، بكى هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر، بكوا بأنفسهم«فَلَطَمْن النسوة وصِحْنَ حين مررن بالحسين، وجعلت زينب بنت علي تقول: يا محمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، يا محمّداه! وبناتك سبايا وذريّتك مقتّلة تسفي عليها الصبا! فأبكت كلّ عدوّ وولي» (13).
إذاً، فالبكاء وحده ليس ضماناً، العاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أنّ هذا -صاحب العاطفة- لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين، أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين.
لا بدّ من امتحان، لا بدّ من تأمّل، لا بدّ من تدبّر، لا بدّ من تعقّل؛ لكي نتأكّد من أنّنا لسنا قتلةً للإمام الحسين.
مجرّد أنّنا نحبّ الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نزور الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نبكي على الإمام الحسين، مجرّد أنّنا نمشي إلى زيارة الإمام الحسين، كلّ هذا شيء عظيم، شيء جيّد، شيء ممتاز، شيء راجح، لكنّ هذا الشيء الراجح لا يكفي ضماناً ودليلاً لكي يثبت أنّنا لا نساهم في قتل الإمام الحسين؛ لأنّ بالإمكان لإنسانٍ أن يقوم بكلّ هذا عاطفيّاً وفي نفس الوقت يساهم في قتل الإمام الحسين.
يجب أن نحاسب أنفسنا، يجب أن نتأمّل في سلوكنا، يجب أن نعيش موقفنا بدرجة أكبر من التدبّر والعمق والإحاطة والانفتاح على كلّ المضاعفات والملابسات؛ لكي نتأكّد من أنّنا لا نمارس -من قريبٍ أو بعيدٍ، بشكلٍ مباشرٍ أو بشكلٍ غير مباشر- قتلَ الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام).
المصادر :
1- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 363 :5.
2- محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق 36 :3، الوثيقة 203/المصدر نفسه: 401 :2 - 402.
3- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 364 :5، وقيل: «رويحة بنت عمرو» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 46 :2؛ مقتل الحسين (عليه السلام) (الخوارزمي) 293 :1.
4- «يا شريح!..إن دخل عليَّ عشرة نفر أنقذوني» تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 368 :5./«بُعبُع: من حكاية الصبيان» (تاج العروس من جواهر القاموس 25 :11)، وهي هنا بمعنى الأمر المرعب والمخيف.
5- الأخبار الطوال: 236 - 238؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 364 :5 - 368.
6- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 369 :5؛ الكامل في التاريخ 30 :4.
7- أنساب الأشراف 80 :2؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 350 :5؛ البداية والنهاية 154 :8.
8- «تفرّق عنه الباقون حتّى بقي وحده يتلدّد في أزقّة الكوفة ليس معه أحد» أنساب الأشراف 81 :2.
9- «فدخل مسلم بن عقيل المسجد الأعظم ليصلّي المغرب، وتفرّق عنه العشرة» الفتوح 50 :5.
10- تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 371 :5؛ مقاتل الطالبيّين: 104؛ مقتل الحسين (عليه السلام) (الخوارزمي) 298 :1. وفي: الأخبار الطوال: 239 أنّه قول الرجل لابنه وأخيه وابن عمّه، وفي: البداية والنهاية 155 :8
11- مروج الذهب 85 :3.
12- الأخبار الطوال: 245؛ مقاتل الطالبيّين: 111؛ دلائل الإمامة: 74؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 386 :5. ومجمع بن عبدالله العائذي أنساب الأشراف 172 :3؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 405 :5؛ تجارب الاُمم 65 :2؛ الكامل في التاريخ 49 :4.
13- أنساب الأشراف 206 :3؛ تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 456 :5.
source : راسخون