وقال الإمام الباقر (ع): ندعوا الله فيما نحب، فإذا وقع الذى نكره لم نخالف الله عزّ وجلّ فيما أحب «2». وعن قتيبة الأعشى قال: أتيت أبا عبدالله (ع) أعود أبناً له، فوجدته على الباب، فإذا هو مهتم حزين فقلت: جعلت فداك كيف الصبى؟. فقال: والله إنّه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه، وذهب التغيّر والحزن قال: (الأعشى) فطمعت أن يكون قد صلح الصبىّ فقلت: كيف الصبى جعلت فداك؟ فقال: لقد مضى لسبيله. فقلت: جعلت فداك لقد كنت وهو حى مهتماً حزيناً، وقد رأيت حالك الساعة وقد مات، غير تلك الحال فكيف هذا؟!. فقال: إنّا أهل بيت إنّما نجزع قبل المصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلّمنا لأمره «3». وروى إبراهيم بن سعد قال: سمع على بن الحسين (ع) واعية فى بيته وعنده جماعة، فنهض إلى منزله ثم رجع إلى مجلسه فقيل له: أمن حدث كانت الواعية؟. قال: نعم. __________________________________________________ (1) الكافى: 3/ 262 باب الصبر والجزع، ح 13، وسائل الشيعة: 3/ 276، باب 85 ح 3640، بحار الأنوار: 47/ 49، باب 4، ح 78. (2) كشف الغمة: 2/ 150، حلية الأولياء: 3/ 187. (3) الكافى: 3/ 225، باب الصبر والجزع: ح 11، وسائل الشيعة: 3/ 275، باب 85 ح 3639، بحار الأنوار: 47/ 49 باب 4 ح 76. اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 136 فعزّوه وتعجبوا من صبره!. فقال: إنا أهل بيت نطيع الله عزّ وجل فيما نحب ونحمده فيما نكره «1».
source : دار العرفان / اهل البيت (ع) ملائك الارض للعلامة الاستاذ انصاریان