عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

الولاية باطن الرسالة الإلهية

الولاية باطن الرسالة الإلهية

يجب أن نفهم بأن الولاية هى باطن الرسالة؛ لأنه ما لم يكن الإنسان ولياً ولم يكن قد بلغ من الوجود والمعرفة مقام ولى الله فإنه لا يمكنه أن يكون رسولًا، وإذن فإن كل رسول هو ولىّ، ولكن ليس كل ولى رسولًا.
قال النبى (ص):
 «خلقتُ أنا وعلى من نور واحد» «3».
يعنى أن الرسول (ص) ووصيه على (ع) كانا معاً فى جميع العوالم إلى أن وصلا عالم الخلق والشهادة فكانا نورين أحدهما فى‌ صلب عبد الله والآخر فى صلب أبى طالب، إن على بن أبى طالب وهو ولى الله وهو باطن محمد (ص) وعلى هو كالنبى إلا النبوّة.
وإذن فهو أول صادر ومظهر وأول نور وهو وجه الله وصراط الله وخليفة الله والكل تحت ولايته حتى الأنبياء تحت لوائه.
وعن النبى (ص) قال: «آدم ومن دونه تحت لوائى يوم القيامة فإذا حكم الله بين العباد أخذ أمير المؤمنين اللواء» «1».
وإذن عندما تكون رسالة جميع الأنبياء تحت رسالة نبى الإسلام فإن ولاية الأنبياء أيضاً على أساس ولاية على وأمير المؤمنين هو رأس الأنبياء والأولياء جميعاً وهو مع جميع الأنبياء فى الباطن ومع النبى الأكرم (ص) فى الظاهر.
وعلى هذا فإن مقام الروحانية والولاية النبوّية متحد مع مقام الولاية المطلقة العلوية. وهو الرابط بين الحادث والقديم وبين المتغير والثابت. مع فرق هو أن علياً (ع) هو المظهر التام للاسم الباطن، ولهذا فإنه يتعذّر على كل إنسان أن يسلك الصراط المستقيم إلى الله من دون أن يتمسك بالولاية العلوية، ولن يصل إلى الحقيقة وسيبقى متخبطاً حيراناً فى الباطل.
ولما كان الأئمة (ع) من نور واحد فحكم أحدهم يسرى على غيره.
إن الرابط بين الخلق و الخالق وجود منبسط الذى له مقام البرزخية الكبرى والوسطية العظمى وهو مقام الروحانية والولاية للنبى الأكرم (ص) وأهل بيته المعصومين ولا يصدر شى‌ء عن الله عز وجل إلا من خلالهم وإن ارتباط القلوب ناقص ومقيد، والأرواح النازلة والمحدودة لا تتم ولا تتحقق للمطلق من جميع الجهات من دون وسائط روحانية وروابط غيبية فى عوالم الوجود. طبعاً يجب أن نفرق بين مقام الكثرة ومقام الوحدة. فى مقام الوحدة وفناء التعينات والكثرة، فإن جميع الوجودات مرتبطة بالله بشكل مباشر ومن دون واسطة، وأن الحق تعالى له علاقة مع كل مخلوق على نحو الإحاطة القيومية وهو تعالى محيط بكل كائنات الوجود من دون وسائط.
وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مُحِيطاً «1».
وأما فى مقام الكثرة، فإن الفيض الإلهى يجرى فى وسائط متعددة فى عوالم الوجود، وفى مقام الكثرة يكون الارتباط بين الحق والخلق بواسطة الوجود المنبسط للرحمن نفسه، وتتحقق خلاصته فى خليفة الله يعنى الحقيقة المحمدية والعلوية ووجود أهل البيت (ع).


source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض‏
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

البنية التحتية العامة للعلوم يمكن استخراجها من ...
ناشط مصري یحکي عن زیارة وفده لإيران
إختتام المسابقة الإقليمية لحفظ القرآن في جيبوتي
استشهاد وإصابة 9 في انفجار سيارة مفخخة في صنعاء ...
مصور/ اليوم الثاني من مسابقة القرآن الدولية في ...
قال أميرالمؤنين: «الجهل موتٌ... الجهل داءٌ ...
تايلند: مسلمو البلاد يتمتعون بكامل حقوقهم ...
الأدب السعودي مازال أسير الحركة الوهابية
مسابقة دولية في موضوع "أسالیب الاقتداء بنمط ...
الجامعة القاسمية تكرم الفائزات بمسابقتها في حفظ ...

 
user comment