عربي
Tuesday 15th of October 2024
0
نفر 0

أنس بن الحارث الكاهلي

أنس بن الحارث الكاهلي

الكاهلي (استشهد في 61هـ/ 680 م) أنَسُ بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عَمْرو بن صعب بن أسد بن خُزَيمة، الأسديّ الكاهليّ، وهو مِن عداد الكوفيّين، فقد ذكر ابنُ سعد أنّ منازل بني كاهل كانت في الكوفة.من أصحاب النبي محمد صلی الله علية وآله وسلم ومن أصحاب الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، شارك في غزوة بدر وغزوة حنين، وشارك في واقعة الطف وواستشهد بها. وهو من شيعة الكوفة.(1)
وورد ذكره ايضاً بأنس بن الحارث الكاهلي،وذكره ابن شهراشوب والخوارزمي مصحفاً بـ (مالك بن أنس الكاهلي). وذكره في البحار مصحفاً بـ (مالك بن أنس المالكي) وصححه بعد ذلك عن ابن نما الحلي. يبدو أنه من الكوفة، فقد ذكر ابن سعد أن منازل بني كاهل كانت في الكوفة. الكاهلي: بنو كاهل من بني أسد بن خزيمة. من عدنان، (عرب الشمال).
ذكره الشيخ(الطوسي) في الرجال في عداد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونص على أنه قتل مع الحسين. وذكره في عداد أصحاب الحسين دون أن ينص على مقتله. شيح كبير السن: لابد أن يكون ذا منزلة اجتماعية عالية بحكم كونه صحابياً. ذكر الشيخ الطوسي في فهرسته أنه من أصحاب الحسين عليه السلام فقط، وذكر العسقلاني في الإصابة وابن عساكر في تاريخه أن أنس بن حرث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله. (2)

استشهاده

استشهد في عام 61 هـ بكربلاء، وقتل 18 رجلاً، وكان يقاتل وهو يقول (3)
قد علمت كاهلنا وذودان*** والخندفيون وقيس علان
بان قومي آفة للاقران*** يا قوم كونوا كأسود خفان
آل علي شيعة الرحمن***وآل حرب شيعة الشيطان
وأنس هذا رضوان الله عليه، شيخٌ كبير السنّ ذو منزلةٍ اجتماعيّةٍ عالية، بحُكْم كونه صحابيّاً، رأى النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسمع حديثَه، بل وكان ممّا حدّث به ما رواه عنه جَمٌّ غفير من العامّة والخاصّة، أنّه قال:
سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول ـ والحسينُ بن عليٍّ في حِجْرِه ـ: إنّ آبني هذا يُقتَل بأرض العراق، ألاَ فَمَن شَهِده فَلْيَنصُره.
وكان أنس بن الحارث الكاهليّ ممّن صدّق ما روى، حيث شهد الإمامَ الحسين عليه السّلام في العراق فنصره.
وقبل ذلك.. شَهِد أنسُ بن الحارث بدراً وحُنيناً مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ بعده والى أهلَ بيته عليهم السّلام(4).

اللقاء.. والإذْن

عندما سمع أنسُ بن الحارث الأسديّ رضوان الله عليه بمَقْدَم الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء.. خرج من الكوفة والتقى معه ليلاً، حيث أدركَتْه السعادة، فانضمّ إلى الركب الحسينيّ الذي استعدّ للنِّزال، بل للشهادة في درجاتها الرفيعة(5).
ويبدو أنّ أنس بن الحارث الكاهليّ الأسديّ كان مُتأهّباً للقتال، مُصطفّاً مع إخوانه أصحاب سيّد الشهداء عليه السّلام ينتظر الفرصة والإذن، حتّى إذا حان أوانه تَقَدّم.. فاستأذنَ الحسينَ عليه السّلام وهو شادٌّ وسَطَه بعمامةٍ له، وكان دعا بعصابةٍ فعَصّبَ بها حاجبَيه وقد تهدّلا على عينيه لِكبَر سِنّه، فرفع بالعصابة حاجبيه عن عينيه، فلمّا نظر الإمامُ الحسين عليه السّلام إلى أنس بهذه الهيئة وقد تقدّم يستأذنه، بكى عليه السّلام وقال له:
ـ شَكَرَ اللهُ لك يا شيخ(6).
البروز.. والشهادة
برز الشيخ المسنّ أنس بن الحارث الأسديّ رضوان الله عليه إلى ساحة كربلاء، وهو يرتجز ، الارجوزة السابقة ..
ثمّ حَمَلَ أنسُ بن الحارث الكاهليُّ الأسديّ رحمه الله على القوم يقاتلهم.. حتّى قتَل مَنهمَ على كِبرَ سنّه أربعة عشر شخصاً، وقيل: ثمانية عشر رجلاً، ثمّ قُتِل شهيداً رضوان الله عليه(7).

آهات

وفي الإمام الحسين عليه السّلام وأصحابه ـ ومنهم أنس ـ يقول الشاعر:
بأبي أبـيَّ الضّيْمِ حامي حوزةِ الـ***إسـلامِ.. والإسـلامُ يطلب حامِيَه
فـي عُصبةٍ كَرِهـوا الحيـاةَ بِذِلّةٍ *** واستَبدلوا عنـها الحيـاةَ البـاقيَـةْ
بأبـي حُمـاةَ الدِّينِ آسـادَ الشَّـرى*** في الحرب.. عن حرمِ النبيِّ مُحامِيَةْ
خاضُوا غِمارَ المـوتِ دونَ إمامِهم*** وظُبا الصَّـوارمِ بـالمنيّـةِ هـامِيَةْ
فقَضَوا على حَـرِّ الظَّمـا بيد العِدى*** والمـاءُ حَولَهـمُ بحـورٌ طامِيْة(8)
وفي حبيب بن مظاهر الأسديّ وأنس بن الحارث الكاهلي الأسديّ.. يقول الشاعر الغيور الكُميت بن زياد الأسديّ راثياً:
سـوى عصبةٍ فيهم « حبيبٌ » مُعَفَّـرٌ*** قضى نَحْبَه و « الكاهليُّ » مُرَمَّلُ(9)
وفوق ذلك كلِّه.. يأتي سلامُ المولى الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فَرَجَه الشريف، فيخصّ به هذا الشهيدَ السعيد، لدى زيارته المباركة عليه السّلام لشهداء الطفّ بكربلاء، حيث يقول:
السلامُ على أنَسِ بنِ كاهِلِ الأسديّ(10).
كل مقاتلي الطف الذين نصروا الإمام الحسين عليه السلام قد تحركوا إما ممثلين عن أنفسهم وذواتهم أو انهم تحركوا ممثلين عن عشائرهم ويمكن أن تكون دوافعهم عقائدية أو قل دوافع نصرة حق واضح عند الإنسان الحر.. وعلى اية حال فإن النخبة التي قاتلت ونصرت الإمام الحسين عليه السلام هي نخبة فريدة من نوعها قل أن ينجب التاريخ مثلها، وحري بنا ونحن نَدَّعي حب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيت النبوة أن نذكر هؤلاء الأبطال، ومن أجل المساهمة في تصوير الشخصيات الملحمية البطولية التي حضرت الطف وقاتلت قتال الأبطال علينا أن نسلط الضوء على كل منهم، ونذكرهم كما نذكر سيدهم وإمامهم الحسين عليه السلام.. ونحن نعتقد وعلى يقين منا أن ذلك سَيسر الإمام الحسين عليه السلام الذي أحبهم ودعا لهم ونعاهم وخصهم بكلماته الدافئة وهو يبشرهم باللحاق بالرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبالجنة التي وعد الرحمن عباده بالغيب وكان وعده مأتيا.

رأى النبي صلى الله عليه وآله وسمع حديثه

وقال الشيخ السماوي في ابصار العين: أنس بن الحرث بن بند بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي كان صحابيا كبيرا ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسمع حديثه.
وقال أيضاً:
رواية أنس الكاهلي لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام الحسين عليه السلام
وكان فيما سمع منه وحدث به ما رواه جم غفير من العامة والخاصة عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول والحسين بن علي في حجره إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره ذكر ذلك الجزري في أسد الغابة وابن حجر في الإصابة وغيرهما ولما رآه أنس في العراق وشهده نصره وقتل معه في العراق.
لقد بقيت مواقف أبطال الطف تشع من حرارتها مايرفع حماس المصلحين رغم تهديدات الحكم وبطشهم ولقد اثبت هؤلاء الأبطال أن الإمامة ضرورة من ضرورات الحياة المجتمعية ولابد للناس من إمام عادل يصلح ولايفسد وأن لابد لهذا الإمام من أنصار ينصرونه مهما قلوا وفي وقوف هؤلاء النخبة ضد الظلم لابد أن يؤتي ثماره إن عاجلاً أو آجلا وإن مشروع الإمام الحسين لايقارن بأي مشروع بعده إلا ماكان متصل بالله وبرسوله وذاك المشروع لايكون إلا بيد المصلح الكبير الأكبر إمامنا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وبه يتم الله النعمة وبه تتم السعادة في دولة العدل التام الكامل.
المصادر :
1- موسوعة عاشوراء/ الطبقات الكبرى لابن سعد 58:6
2- أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٣ - الصفحة ٥٠٠
3- مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١ - الصفحة ٧٠١
4- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلانيّ 68:1؛ الخصائص الكبرى للسيوطيّ 125:2، أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزريّ 123:1؛ الجرح والتعديل لأبي حاتم الرازيّ 287:1. وذكره: ابن شهرآشوب في ( مناقب آل أبي طالب 102:4 )، والخوارزميّ في مقتل الحسين عليه السّلام 18:2 ، والشيخ الطوسيّ في رجاله 4 ، 71 ، والشيخ المجلسيّ في بحار الأنوار 24:45 و 25 ، والشيخ محمّد السماويّ في ( إبصار العين في أنصار الحسين عليه السّلام 55 ).
5- ذخيرة الدارَين 208.
6- إبصار العين 56؛ مقتل الحسين عليه السّلام للسيّد عبدالرزّاق المقرّم 253؛ العيون العبرى للسيّد إبراهيم الميانجيّ 145. وذكره ابن نما في ( مثير الأحزان )، وابن الأثير في ( أسد الغابة 123:1 ).
7- بحار الأنوار 24:45 ـ 25؛ العيون العبرى 145؛ إبصار العين 56. مقتل الحسين عليه السّلام للسيّد المقرّم 253.
8- من قصيدةٍ للشيخ محمّد مطر العراقيّ ـ الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد للسيّد محسن الأمين 359.
9- إبصار العين 56.
10- إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 576.

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المهدي المنتظر في القرآن الكريم
المصادر الشيعية لحديث (فاطمة بضعة مِنِّي)
النشاط العام للإمام الكاظم عليه السلام
طبيبٌ دَوَّارٌ بطبه
فيما على الزّائر مراعاته
هجرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ...
أهل البيت (ع) والعبودية
العلاقة بين الإنسان والحرّية
آية الله الميرزا محمد علي الشاه آبادي قدس سره
الفعل الإنساني و العدل الإلهي

 
user comment