عربي
Wednesday 18th of December 2024
0
نفر 0

قتلوا شيعتي وعمالي

قتلوا شيعتي وعمالي

أخبرنا الشيخ الحافظ شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ابن أحمد بن الحسن الأنماطي (كان أبو البركات محدث بغداد ، وهو أحد حفاظ الحنابلة ، ولد سنة ٤٦٢ وقرأ على ابن الطيوري جميع ما عنده. وقال ابن الجوزي : « كنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي ، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته ». وتوفى سنة ٥٣٨.)(1)
قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي (هو أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم بن أحمد الصيرفي الطيوري ، ويعرف أيضا بابن الحمامي ، والمحدث البغدادي ، سمع أبا علي بن شاذان ، وأبا الفرج الطناجيري وأبا الحسن العتيقي ، وأبا محمد الخلال. وكان عنده ألف جزء بخط الدارقطني. وأكثر عنه السلفي ، وانتقى عليه مائة جزء تعرف بالطيوريات. وابن الحمامي بتخفيف الميم ، كما في لسان الميزان ( ٥ : ١١ ). ولد سنة ٤١١ وتوفى سنة ٥٠٠.)(2)
بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وقال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن جعفر الوكيل (هو أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب ، أبو يعلى ، المعروف بابن زوج الحرة. سمع موسى بن جعفر ، وأبا الحسن الدارقطني. قال الطيب البغدادي : « كتبت عنه ، وكان صدوقا يسكن درب المجوس من نهر طابق. وسألته عن مولده فقال : ولدت بعد أن استخلف القادر بالله بأربعين يوما ، وكان استخلاف القادر بالله في يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة. ومات أبو يعلى في يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر شوال سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة ، ودفن من يومه بباب الدير قريبا من قبر معروف الكرخي ».(3)
قراءة عليه وأنا أسمع ، في رجب من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد [ ابن محمد] بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبد الله بن الحمار بن سلمة ابن سمير بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، قراءة عليه في سنة أربعين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز (هو أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام بن عزور بن مهلهل ، النهدي الكوفي. قدم بغداد وحدث بها عن حصين بن مخارق ، وهمام بن مسلم الزاهد ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وروي عنه محمد بن جرير الطبري ، ويحيى بن صاعد ، ومحمد بن مخلد العطار. توفى بالكوفة سنة ٢٧٤.)(4)
قال :
لما قدم علي بن أبي طالب من البصرة إلى الكوفة يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة ست وثلاثين ، وقد أعز الله نصره وأظهره علی عدوه ، ومعه أشراف الناس وأهل البصرة ، استقبله أهل الكوفة وفيهم قراؤهم وأشرافهم ، فدعوا له بالبركة وقالوا : يا أمير المؤمنين ، أين تنزل؟ أتنزل القصر؟ فقال : لا ، ولكني أنزل الرحبة. فنزلها وأقبل حتى دخل المسجد الأعظم فصلى فيه ركعتين ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله وقال : « أما بعد يا أهل الكوفة فإن لكم في الإسلام فضلا ما لم تبدلوا وتغيروا. دعوتكم إلى الحق فأجبتم ، وبدأتم بالمنكر فغيرتم. ألا إن فضلكم فيما بينكم وبين الله في الأحكام والقسم. فأنتم أسوة من أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه. ألا إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، والآخرة ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة منها بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة. اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل.
الحمد لله الذي نصر وليه ، وخذل عدوه ، وأعز الصادق المحق ، وأذل الناكث المبطل. عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه ، من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا ، يتفضلون بفضلنا ، ويجاحدونا أمرنا ، وينازعونا حقنا ، ويدافعونا عنه. فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا. ألا إنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال فأنا عليهم عاتب زار. فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا، ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة ».
فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي ـ وكان صاحب شرطته ـ فقال : والله إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلا. والله لئن أمرتنا لنقتلنهم. فقال علي : سبحان الله يا مال ، جزت المدى ، وعدوت الحد ، وأغرقت في النزع! فقال : يا أمير المؤمنين ، لبعض الغشم أبلغ في أمور تنو بك من مهادنة الأعادي. فقال علي : ليس هكذا قضى الله يا مال ، قتل النفس بالنفس فما بال الغشم. وقال : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ). والإسراف في القتل أن تقتل غير قاتلك ، فقد نهى الله عنه ، وذلك هو الغشم.
فقام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي ـ وكان ممن تخلف عنه ـ فقال :
يا أمير المؤمنين ، أرأيت القتلى حول عائشة والزبير وطلحة ، بم قتلوا ؟ قال : « قتلوا شيعتي وعمالي ، وقتلوا أخا ربيعة العبدي ، رحمة الله عليه ، في عصابة من المسلمين قالوا : لا ننكث كما نكثتم ، ولا نغدر كما غدرتم. فوثبوا عليهم فقتلوهم ، فسألتهم أن يدفعوا إلي قتلة إخواني أقتلهم بهم ، ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم ، فأبوا علي ، فقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ، ودماء قريب من ألف رجل من شيعتي ، فقتلتهم بهم ، أفي شك أنت من ذلك؟ ». قال : قد كنت في شك ، فأما الآن فقد عرفت ، واستبان لي خطأ القوم ، وأنك أنت المهدي المصيب.
وكان أشياخ الحي يذكرون أنه كان عثمانيا ، وقد شهد مع علي على ذلك صفين ، ولكنه بعد ما رجع كان يكاتب معاوية ، فلما ظهر معاوية أقطعه قطيعة بالفلوجة ، وكان عليه كريما.
ثم إن عليا تهيأ لينزل ، وقام رجال ليتكلموا ، فلما رأوه نزل جلسوا وسكتوا.
نصر : أبو عبد الله سيف بن عمر ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، أن عليا لما دخل الكوفة قيل له : أي القصرين ننزلك؟ قال : « قصر الخبال لا تنزلونيه ». فنزل على جعدة بن هبيرة المخزومي.
نصر ، عن الفيض بن محمد ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : لما قدم علي الكوفة نزل على باب المسجد فدخل وصلي ، ثم تحول فجلس إليه الناس ، فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة ، فقال قائل : استأثر الله به. فقال : « إن الله لا يستأثر بأحد من خلقه » ، وقرأ : ( وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ). قال : فلما لحق الثقل قالوا : أي القصرين تنزل؟ فقال : « قصر الخبال لا تنزلونيه ».
نصر ، عن سيف قال : حدثني إسماعيل بن أبي عميرة ، عن عبد الرحمن ابن عبيد بن أبي الكنود ، أن سليمان بن صرد الخزاعي دخل على علي ابن أبي طالب بعد رجعته من البصرة ، فعاتبه وعذله وقال له : « ارتبت وتربصت وراوغت ، وقد كنت من أوثق الناس في نفسي وأسرعهم ـ فيما أظن ـ إلى نصرتي ، فما قعد بك عن أهل بيت نبيك ، وما زهدك في نصرهم؟ ». فقال يا أمير المؤمنين ، لا تردن الأمور على أعقابها ، ولا تؤنبني بما مضى منها واستبق مودتي يخلص لك نصيحتي. وقد بقيت أمور تعرف فيها وليك من عدوك. فسكت عنه وجلس سليمان قليلا ، ثم نهض فخرج إلى الحسن بن علي وهو قاعد في المسجد ، فقال : ألا أعجبك من أمير المؤمنين وما لقيت منه من التبكيت والتوبيخ؟ فقال له الحسن : إنما يعاتب من ترجى مودته ونصيحته. فقال : إنه بقيت أمور سيستوسق فيها القنا ، وينتضي فيها السيوف ويحتاج فيها إلى أشباهي ، فلا تستغشوا عتبي ، ولا نتهموا نصيحتي. فقال له الحسن : رحمك الله : ما أنت عندنا بالظنين.
نصر ، عن عمر ـ يعني ابن سعد ـ عن نمير بن وعلة عن الشعبي ، أن سعيد بن قيس دخل على علي بن أبي طالب فسلم عليه ، فقال له علي : « وعليك ، وإن كنت من المتربصين ». فقال : حاش لله يا أمير المؤمنين لست من أولئك. قال : فعل الله ذلك ».
نصر ، عن عمر بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن مخنف قال : دخلت مع أبي على علي عليه‌السلام حين قدم من البصرة ، وهو عام بلغت الحلم ، فإذا بين يديه رجال يؤنبهم ويقول لهم : ما بطأ بكم عني وأنتم أشراف قومكم؟ والله لئن كان من ضعف النية وتقصير البصيرة؟ إنكم لبور. والله لئن كان من شك في فضلي ومظاهرة على إنكم لعدو ». قالوا : حاش لله يا أمير المؤمنين ، نحن سلمك وحرب عدوك. ثم اعتذر القوم ، فمنهم من ذكر عذره ، ومنهم من اعتل بمرض ، ومنهم من ذكر غيبة. فنظرت إليهم فإذا عبد الله بن المعتم العبسي ، وإذا حنظلة بن الربيع التميمي ـ وكلاهما كانت له صحبة ـ وإذا أبو بردة بن عوف الأزدي ، وإذا غريب بن شرحبيل الهمداني. قال : ونظر علي إلى أبى فقال : « لكن مخنف بن سليم وقومه لم يتخلفوا ، ولم يكن مثلهم مثل القوم الذين قال الله تعالى : ( وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معكم شهيدا. ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) ».
ثم إن عليا مكث بالكوفة ، فقال الشني في ذلك شن بن عبد القيس :
قل لهذا الإمام قد خبت الحر***ب وتمت بذلك النعماء
وفرغنا من حرب من نقض العه‍***د وبالشام حية صماء
تنفث السم ما لمن نهشته *** فارمها قبل أن تعض ، شفاء
إنه والذي يحج له النا *** س ومن دون بيته البيداء
لضعيف النخاع إن رمي اليو ***م بخيل كأنها الأشلاء
جانحات تحت العجاج سخالا ***مجهضات تخالها الأشلاء
تتبارى بكل أصيد كالفح‍ *** ل بكفيه صعدة سمراء
ثم لا ينثني الحديد ولما *** يخضب العاملين منها الدماء
إن تذره فما معاوية الده‍ *** ر بمعطيك ما أراك تشاء
ولنيل السماك أقرب من ذا *** ك ونجم العيوق والعواء
فاضرب الحد والحديد إليهم *** ليس والله غير ذاك دواء
حدثنا نصر عن أبي عبد الله سيف بن عمر ، عن الوليد بن عبد الله ، عن أبي طيبة ، عن أبيه قال : أتم على الصلاة يوم دخل الكوفة ، فلما كانت الجمعة وحضرت الصلاة صلى بهم وخطب خطبة.
نصر : قال أبو عبد الله ، عن سليمان بن المغيرة ، عن علي بن الحسين : خطبة علي بن أبي طالب في الجمعة بالكوفة والمدينة :
« إن الحمد لله ، أحمده وأستعينه وأستهديه ، وأعوذ بالله من الضلالة. من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، انتجبه لأمره ، واختصه بالنبوة ، أكرم خلقه وأحبهم إليه ، فبلغ رسالة ربه ، ونصح لأمته ، وأدى الذي عليه. وأوصيكم بتقوى الله ، فإن تقوى الله خير ما تواصي به عباد الله وأقربه لرضوان الله ، وخيره في عواقب الأمور عند الله. وبتقوى الله أمرتم ، وللإحسان والطاعة خلقتم. فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه ، فإنه حذر بأسا شديدا. واخشوا الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا في غير رياء ولا سمعة ، فإن من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل له ، ومن عمل لله مخلصا تولى الله أجره. وأشفقوا من عذاب الله ، فإنه لم يخلقكم عبثا ، ولم يترك شيئا من أمركم سدى ، قد سمى آثاركم ، وعلم أعمالكم ، وكتب آجالكم. فلا تغروا بالدنيا فإنها غرارة بأهلها ، مغرور من اغتر بها ، وإلى فناء ما هي. وإن الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون. أسأل الله منازل الشهداء ، ومرافقة الأنبياء ، ومعيشة السعداء ، فإنما نحن له وبه ».
ثم إن عليا عليه‌السلام أقام بالكوفة ، واستعمل العمال.
نصر ، عن عمر بن سعد قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، والصقعب بن زهير عن يوسف وأبي روق ، أن عليا حين قدم من البصرة إلى الكوفة بعث يزيد بن قيس الأرحبي على المدائن وجوخا كلها.
وقال أصحابنا : وبعث مخنف بن سليم على أصبهان وهمدان.
المصادر :
1- انظر المنتظم ( ١٠ : ١٠٨ ـ ١٠٩ ) وصفة الصفوة ( ٢ : ٢٨١ ) وتذكرة الحفاظ ( ٤ : ٧٥ ـ ٧٦ ) وشذرات الذهب ( ٤ : ١١٦ ـ ١١٧ ).
2- انظر المنتظم ( ٩ : ١٥٤ ) ولسان الميزان ( ٥ : ٩ ـ ١١ ) وشذرات الذهب ( ٣ : ٤١٢ ).
3- انطر تاريخ بغداد ( ٤ : ٢٧٠ ).
4- انظر تاريخ بغداد ( ٩ : ٥٤ ـ ٥٥ ) ولسان الميزان ( ٣ : ٩١ ).

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

من حكم سيد البلغاء عليه السلام
أن آل يس آل محمد ص
كيف نستقبل الشهر الكريم
زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
عيد الغدير الأغر عيد الولاية والخلافة الربانية
قتلوا شيعتي وعمالي
لعن وتكفير يزيد من كتب السنه
وحدة الامة الإسلامية في سنة الرسول الاعظم
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
الزواج فی نظر علماء الأحیاء

 
user comment