آل بابويه في الري .
ان وجود البيوتات الشيعية الاصيلة في الري التي كان اهلها من العلما جيلا بعد جيل هو احد البواعث على بروز التشيع و غلبته في هذه المدينة و كان آل بابويه من ارسخ هذه البيوتات الشيعية , عاشوا بادئ امرهم في قم ثم انتقلوا منها الى الري و لعل اولهم هوعلي بن الحسين بن موسى بن بابويه الذي كـان يـعـيـش فـي قم وهو والد الشيخ الصدوق كان في قم بيد ا نه كان يتردد على الري و نقل عن الـشهيد الثاني ان له رسالة في مناظرة مع محمد بن مقاتل الرازي في الامامة انتهت بتشيع الاخير و عـنوان هذه الرسالة : الكر والفر, وجمعها بعض تلاميذه ((806)) و كان نجله الشيخ الصدوق من ارفـع محدثي الشيعة وعلمائهم منزلة في القرن الرابع توفي سنة 381 هـ و كان مقيما في الري , و ((وجه الطائفة ))في خراسان على حد تعبير النجاشي ((807)) .
و ذكر المرحوم رباني شيرازي شرحا لرحلاته في بداية كتاب معاني الاخبار ولد الشيخ الصدوق فـي قم , و اقام في الري سنة 347 و اذن له ركن الدولة البويهي بالسفر الى مشهدسنة 352 , ثم عاد الى الري و كانت له رحلات عديدة الى مناطق مختلفة استهدف منهاجمع الاحاديث و نشر اخبار اهـل الـبيت عليهم السلام و فقه آل محمد ((808)) و من البين ان لال بابويه صلة حميمة بل بويه و اهـدى الشيخ الصدوق كتاب عيون اخبار الرضا الى الصاحب بن عباد, و يعود ذلك الى ولا الصاحب لاهل البيت ـ عليهم السلام , و تمسكه بولايتهم و اعتقاده بوجوب طاعتهم و قوله بامامتهم و احسانه الى شيعتهم ((809)) .
و كان للشيخ الصدوق اخ هو الحسين بن علي ا لف كتابا في نفي التشبيه و اهداه الى الصاحب بن عباد ايـضا ((810)) و كان آل بابويه معروفين حتى اواخر القرن السادس وآخرهم هو الشيخ منتجب الـديـن صـاحـب الفهرست و آثار اخرى غيره و كان معروفا بابن بابويه ايضا و ذكر عددا من آل بـابـويـه في فهرسته و اورد المرحوم رباني اسما اثنين وعشرين عالما من علما هذه الاسرة , و معظمهم كان يسكن الري ((811)) و نقل الاستاذطارمي معلومات قيمة عن اربعة عشر شخصا من الاشخاص المنسوبين الى آل بابويه ((812)) .
و مهما يكن من شي , فان وجود احد علما الشيعة الكبار و اسرته الوجيهة في الري ادى دورا عظيما فـي تـشيع تلك المنطقة و لا جرم ان كل واحد من تلاميذه بذل جهودامهمة في تشييد صرح الفكر الشيعي في هذه الديار والمناطق الواقعة في اطرافها.
و كانت في الري بيوتات اخرى من الشيعة ايضا سنذكرهم فيما بعد.
و لـديـنا علما مشهورون من الشيعة يتلقبون بلقب الرازي ايضا و ابرزهم ابو جعفر بن قبة الرازي مؤلف كتاب الانصاف في الامامة , و المستثبت في الامامة و كان هذا الرجل يعيش في الري .
و جـمـلـة الـقول ا ننا ينبغي ان نعتبر قرب الري من قم احد البواعث على تشيعها, مع الاخذ بنظر الاعتبار هجرة آل بابويه الى الري .