عربي
Saturday 2nd of November 2024
0
نفر 0

الفكر التأريخي عند أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة – الثاني

الفكر التأريخي عند أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة – الثاني



(دراسة في ابعاد التاريخ)

ثانياً: علاقته بالصحابة

وفي بيان حاضره وواقعه كان يصف الصحابة وعلاقته بهم مع بيان الحق مهما كانت النتائج ، وهنا يعرض مفهوم اهل البيت وعلاقة الصحابة بهذا المفهوم ومدى ثقافتهم بهذا المفهوم على مدى واقعة وحاضره ومن هم الذين يتمسكون بهذا المفهوم نظرياً وعملياً لذا ذكر في بعض خطبه هذه العلاقة بينه وبينهم: ((انظروا اهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا اثرهم....)) [١]، ثم يصف اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم باجمل وصف اذ يقول: ((لقد رأيت اصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم فما ارى احداً يشبههم منكم....)) [٢]، ثم يعدد صفاتهم من الورع والزهد والرقة والصبر والشجاعة وغيرها من الصفات التي فقدت في الذي يراهم في خلافته ففي معركة صفين ذكر اصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم بقوله: ((ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، نقتل آباءنا وأبناءنا واخواننا واعمامنا ما يزيدنا ذلك الا ايماناً وتسليماً.......)) [٣] .

وقال يوماً لابي ذر الغفاري: ((انك غضبت لله ، فارج من غضبت له ، ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، فاترك في ايديهم ما خافوك عليه.... لا يؤنسنك الا الحق ولا يوحشك الا الباطل ، فلو قبلت دنياهم لاحبوك ولو قرضت منها لأمنوك)) [٤] ، وترحم على احد الصحابة وهو خباب بن الارت (ت ٣٧هـ) [٥] ، فقال: ((يرحم الله خباب بن الارت فلقد اسلم راغباً وهاجر طائعاً وقنع بالكفاف ورضي عن الله وعاش مجاهداً)) [٦] .

ولما توفي سهل بن حنيف الانصاري [٧] بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين وكان احب الناس اليه ، قال عنه: ((لو احبني جبل لتهافت)) يشير الى ان المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب اليه  [٨] ، وقال للاشعث بن قيس [٩] وقد عزي عن ابن له توفي: ((يا اشعث ان صبرت جرى عليك القدر وانت مأجور وان جزعت جرى عليك القدر وانتم مأزور)) [١٠] .

وقال لانس بن مالك (ت٩١هـ) بعد ما بعثه الى طلحة والزبير ليذكرهما بما سمع من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكنه رجع مدعياً انه نسى فرد عليه امير المؤمنين عليه السلام: ((ان كنت كاذباً فضربك الله بها بيضاء لامعة لا تواريها الممامة [كذا] والصحيح في النسخ العمامة [١١] .

وقال لجابر عبد الله الانصاري (ت٧٩هـ): ((يا جابر قوام الدين والدنيا باربعة: عالم مستعمل علمه ، وجاهل لا يستنكف ان يتعلم وجواد لا يبخل بمعروفه ، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، فاذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل ان يتعلم، واذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه)) [١٢] .

وهناك العديد من الالفاظ البلاغية التي توضح مراداته من هذه العلاقة التي يراها ان تتبع امر الرسول صلى الله عليه واله وسلم في معرفة حقه وشخصيته في اقامة العدل واسس الاسلام وقواعده ، ولكنه رآى غير ذلك فعبر بعدة خطب لا يسع ذكرها في هذا البحث.

ونقل ابن سينا حديثاُ في رسالته المعراجية المكتوبة باللغة الفارسية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يدعو امير المؤمنين الى التقرب الى الله بالعقل فاورد احد المحشين على هذه الرسالة بان امير المؤمنين بين الصحابة عقل وغيره حس وهم بحاجة الى العقل لانهم حواس [١٣] .

ثالثاً: علاقته بأعدائه

تمتع امير المؤمنين عليه السلام باخلاق الرسول صلى الله عليه واله وسلم وبأصل تربيته حتى مع اعدائه وعلاقته بهم ، ومن تصرفه هذا نعلم حركة المعصوم في السلوك الفعلي الاجتماعي مع الاعداء والاصدقاء ، وهنا سنبين بعض هذه المواقف الانسانية قبل اتخاذ قرار الصراع ، فان النزعة الانسانية عرفها امير المؤمنين منذ ان عرف الاسلام ، فانه يخاطب الناس بهذه النزعة التي رفع شعارها الرسول صلى الله عليه واله وسلم فان فعلهم حجة وهدي الى الصراط المستقيم الدنيوي والاخروي ، اما ما نراه من فعل المسلمين من القسوة والعنف فهو من فعلهم لا من نظرية الاسلام ابداً.

قال عليه السلام لطلحة والزبير: (( لقد نقمتما يسيراً ، وارجأتما كثيراً الا تخبراني أي شيء كان لكما فيه حق دفعتكما عنه ؟ .... والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية اربة ، ولكنكم دعوتموني اليها وحملتموني عليها.....)) [١٤] ، ثم يقول في موضع اخر: ((وانهم ليطلبون حقاً هم تركوه ودماً هم سفكوه....)) [١٥] ، وهنا يصف واقع البيعة له من هؤلاء الذين نكثوا بيعته ثم خرجوا عليه وكانت معركة الجمل وهو يصف اثرها في مقتل الخليفة عثمان وفي بيعته لكن امير المؤمنين يشير في اغلب كلامه الى كوامن النفس البشرية للوصول الى غاياتها على نحو الترتب ، لذا قال في اخر كلامه: ((اخذ الله بقلوبنا وقلوبكم الى الحق....)) [١٦].

ومن نزعته الانسانية وقد سمع بعضهم يسبون اهل الشام فقال: ((اني اكره لكم ان تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتهم اعمالهم وذكرتم حالهم كان اصوب في القول وابلغ في العذر وقلتم مكان سبكم اياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم واصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به)) [١٧] .

واما علاقته مع الخوارج فقد ارسل اليهم عبد الله بن عباس للاحتجاج والمناظرة واوصاه بقوله: ((لا تخاصمهم بالقرآن ، فان القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون ولكن حاججهم بالسنة فانهم لن يجدوا عنها محيصاً)) [١٨] ، وهي اشارة عظيمة لمن يشتغل بالتشريع الاسلامي فان السنة تتكلم عن الجزئيات وتفصيلاتها فلا مرد من الانصياع لها في حين ان القرآن هو القانون الاساس العام الذي يحتاج من يشرحه ويفسره ويذكر فيه مواطن التطبيق الفعلي على مستوى الواقع الذي لا ينكر.

وقد كتب لمعاوية كتاباً ذكر في ذيله: ((واقبل الي في وفد من اصحابك)) [١٩] ، اشارة الى روح النزعة الانسانية الخالصة وحقن دماء المسلمين ، ورد على معاوية في رسالة جوابية قائلاً: ((اما بعد فانا كنا نحن وانتم على ماذكرت من الالفة والجماعة ففرق بيننا وبينكم امس أنا آمنا وكفرتم واليوم انا استقمنا وفتنتم وما اسلم مسلمكم الا كرهاً)) [٢٠] .

ومن كتاب ارسله الى طلحة والزبير جاء في اخره: ((فارجعا ايها الشيخان عن رأيكما فان الآن اعظم امركما العار من قبل ان يتجمع العار والنار والسلام)) [٢١] .

وقد رد على معاوية في دعوته الى حكم القرآن قوله: ((وقد دعوتنا الى حكم القرآن ولست من اهله ولسنا اياك اجبنا ولكننا اجبنا القرآن في حكمه)) [٢٢] .

وهذه الممارسات من امير المؤمنين عليه السلام تحتاج الى دراسة حفرية في الفقه السياسي من منطلق نظرية الاسلام واسسه في التعامل مع الاحداث أي تعامل الحاكم السياسي في الواقع المعاش وكيفية اتخاذ القرارات على اسس القانون الاسلامي وعلى راس هذا القانون القرآن الكريم.

وهناك العديد من الارشادات والاحكام التي تبناها الامام عليه السلام مع من خالفه واعلن واكتم العداء له ، موزعة في مطاوي كتاب نهج البلاغة.

رابعاً: علاقته باصحابه ومحبيه

كانت العلاقة بينه وبين اصحابه ومحبيه علاقة الايمان والمحبة الواجبة والاطاعة لله ولرسوله ومحبته لهم ، فنراه يقول ويتحسر: ((اين اخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ اين عمار ؟ واين ابن التيهان؟ واين ذو الشهادتين ؟ واين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنية....اوه على اخواني الذين تلوا القرآن فاحكموه وتدبروا الفرض فاقاموه احيوا السنة واماتوا البدعة دعوا للجهاد فاجابوا ووثقوا بالقائد فاتبعوه)) [٢٣] .

هذه العلاقة بينه وبينهم قد بنيت على اسس الايمان والتقوى ومثل هذه العلاقات لا تتزحزح ابداً مهما كانت الاحوال والظروف لذا كان يقول لهم: ((انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين)) [٢٤] ، ومفهوم الاخوان في الدين من اعظم المفاهيم في النظرية الاسلامية الذي يحفظ البنية الاجتماعية للامة الاسلامية.

وقد اشار الى اصحابه في التعاون بينهم في ساحة الحرب وغيرها [٢٥] في عدة خطب وكلام له.

وفي كلام قاله لاصحابه وهو يحثهم على الجهاد وهو من روائع كلامه عليه السلام: ((ولا تجتمع عزيمة ووليمة)) [٢٦] وعلق الشيخ محمد عبده في الهامش شارحاً لهذه العبارة بقوله: ((أي لا يجتمع طلب المعالي مع الركون الى اللذائذ)) [٢٧] .

ووصف محبيه ومبغضيه بكلام فقال: ((لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على ان يبغضني ما ابغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على ان يحبني ما احبني ، وذلك انه قضي فانقضى على لسان النبي الامي صلى الله عليه واله وسلم انه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق)) [٢٨] .

وبهذا النص تتضح علامة الايمان وعلاقة النفاق وربما التوفيق في الاخذ على هدى الامام ممن يتركه ويتبع غيره ويمكن اعتماد ذلك في وسائل تقويم رجال الاسناد مع المتون ، فهي قاعدة فكرية وعلمية وضعها الرسول صلى الله عليه واله وسلم.

وقال لاحد اصحابه: ((طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الاخرة، أولئك قوم اتخذوا الارض بساطاً وترابها فراشاً وماءها طيباً ، والقرآن شعاراً والدعاء دثاراً ثم قرضوا الدنيا قرضاً....)) [٢٩] .

هذه الثنائية هي ثقافة المسلم ثم ترجيح المنافع والمصالح الاخروية على المنافع والمصالح الدنيوية بالزهد في الثانية والرغبة في الاولى لعدة مرجحات يتبعها العقل ويرشدها النقل وفي عصرنا انتهى الصراع الى العقل وازاحة النقل في العالم المتطور اليوم فوجدت العدمية الوجودية والعلمانية والماركسية والكثير من هذه الاسماء ، نحن نعيش في عصر همش واقصي النقل وكاننا خلقنا انفسنا بايدينا،ان النقل لن يقيل العقل بل يرشده ويأمره [٣٠] ، قال تعالى: ((اعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) [٣١] ، يقول زكي نجيب محمود: ((ان الاسلام مجموعة من القيم التي لا احسب عاقلاً على وجه الارض يرفض شيئاً منها من حيث هي مثل عليا)) [٣٢] .

وخرج عليه السلام مع كميل بن زياد النخعي وهو من اصحابه ومحبيه فبلغه من علمه ودعاءه ما خُلد به ذكره ونحن نلهج اليوم بذكر الكلمات والدعاء بل الملايين اليوم يقرؤون دعاءه الذي علمه اياه ، هذه الكلمات التي طرقت سمعه هي تطرق سمعنا اليوم: ((يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك وانت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق....الخ)) [٣٣] .

وعلّم كاتبه جودة الخط فقال: ((الق دواتك واطل جلفة قلمك وفرج بين السطور ، وقرمط بين الحروف فان ذلك اجدر بصباحة الخط)) [٣٤] والنص يشير الى اهتمامه بفن الخط العربي وهذه اشارات جمالية فنية رائعة تؤكد اهتمامات الامام بالكتب والمراسلات في العلاقات الدبلوماسية مع خصومه واصحابه وولاته.

وفي بيان المعيارية في التعامل الاسري قال لبعض اصحابه: ((لا تجعلن اكثر شغلك بأهلك وولدك: فان يكن اهلك وولدك اولياء الله فان الله لا يضيع اولياءه وان يكونوا اعداء الله ، فما همك وشغلك باعداء الله ؟))  [٣٥] .

واعظم ما جاء في الفقه السياسي عهده لمالك الاشتر في ادارة مصر، وهو يصلح على عمومه في ادارة الدول الحديثة [٣٦] ، فقد جاء فيه التخطيط والتنظيم وقيادة الشعب والرقابة وموانع القيادة [٣٧] ، والعهد قد شرحه العديد من العلماء بل اعتمد عليه الكثير من اهل القانون ومن كتب في السياسة واعتبره الشيخ محمد حسين النائيني رحمه الله في كتابه المعروف (تنبيه الامة وتنزيه الملة) بل عد نهج البلاغة مع العد من مصادر علم السياسة.

كان امير المؤمنين عليه السلام يحب مالك الاشتر فلما جاء نعيه قال: ((مالك ومالك ، والله لو كان جبلا لكان فنداً ، ولوكان حجراً لكان صلداً لا يرتقيه الحافر ولا يوفي عليه الطائر)) [٣٨] .

خامساً: علاقته بعائلته

يذكر الامام عليه السلام في واقعة الاسري الحرص على امتداد الرسالة الاسلامية بابنيه الامامين الحسن والحسين عليهما السلام ، ففي بعض ايام صفين وقد رأى الحسن عليه السلام يتسرع الى الحرب فقال: ((املكوا عني هذا الغلام لا يهدني فانني انفس بهذين – يعني الحسن والحسين عليهما لاسلام – على الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم)) [٣٩] ، وهو اشارة مهمة في امتداد خط الرسالة الاسلامية بهما وبوجودهما لانهما سيدا شباب اهل الجنة كما هو في الاحاديث المتفق عليها بين المسلمين وان وردا بالفاظ تدل على معاني قربهم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليس القرب النسبي وحده بل القرب المعنوي والرسالي ، وقد ورد في البخاري (ت ٢٥٦هـ) قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لهما :((هما ريحانتي من الدنيا)) [٤٠] ووصف آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) باعظم وصف فقال : ((عقلوا الدين عقل وعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل)) [٤١] ، ان مفهوم العقل النظري والعملي هو عقل الوعاية والرعاية وهي مفاهيم يشير اليها الامام امير المؤمنين عليه السلام أي العمق لا الفهم القشري السطحي الذي ابتلت به الامة حتى يومنا هذا.

قال بعض المعاصرين: ((ان مطلق الادراك والارشاد انما هو من العقل النظري فهو بمنزلة المشير الناصح والعقل العملي بمنزلة المنفذ الممضي لاشاراته وما ينفذ فيه الاشارة فهو قوة الغضب والشهوة)) [٤٢] .

وقبل شهادته كتب وصيته وجاء فيها: ((اوصيكما وجميع ولدي واهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم امركم وصلاح ذات بينكم.... والله الله في القرآن.... في الصلاة..... في بيت ربكم..... في الجهاد)) [٤٣] .

ومن اعظم الوصايا وصيته لابنه الحسن عليه السلام وهي وصية احتوت مضامين عالية جداً تستحق ان تكون من طرائق التدريس في التربية والتعليم العالي الجامعي بخصوص علاقة الاب بابنه واسرته وكيف يقدم له الوصية المكتوبة وكيف يعرف فلسفة هذه الحياة وثقافة الاسلام فيها ، فقد جاء في بعض فقراتها: ((احي قلبك بالموعظة وامته بالزهادة ، وقوه باليقين ونوره بالحكمة وذلـله بذكر الموت......الخ)) [٤٤] ، تتحدث الوصية المكتوبة في عدة ابعاد من اهمها الابعاد الفكرية والتاريخية للحياة وكيف يسير الانسان في خضم هذه الاحداث التي تواجهه؟ ، ان مفهوم الاحياء الذي ذكره الامام عليه السلام يوحي الى تجديد الفكر دائماً والا كيف يحيى قلبه فآليات الحياة في تجدد كيف لا يتجدد الفكر بآلياته الجديدة والتي هي انجع واقرب ، كالمعلومة الان التي اصبحت اسهل ما يمكن بمجرد ضغطة زر فينفتح العالم امامك لتقطف ما تريد من المعلومات وتحمل ما تشاء وانت في بيتك جالس او قائم او أي صورة انت فيها ، في حين كانت في زمن مضى تستغرق الايام والليالي.

جاءت في هذه الوصية عدة مفاهيم للكون والحياة والواقع والاختيار والاخبار في ابعادها وعناصرها ، وحلول السلوك العام والخاص ، ومن اعلاها القيم الاخلاقية المرتبطة ارتباطا واقعيا مع الارادة الظاهرة والباطنة للنفس الانسانية مع الجمع بين العمل الدنيوي والاخروي بما يوصل الى الاخرة دار المقامة.

وفي كلام له لابنه محمد بن الحنفية يصف آفة الفقر في المجتمع واثرها في الواقع الاجتماعي قال عليه السلام: ((يا بني اني اخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه ، فان الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت)) [٤٥] .

وهنا حذر الامام من آفة الفقر التي تشغل فكر الانسان عن الدين وتدهش حركة العقل عن التفكير الا بما يشغله بسد رمق الحياة بل ربما يتحول الانسان الى مجرم متحلل من القيم والروابط وهي ردة فعل سببها الفقر والعوز وهو لا ينتظم مع الحياة الفكرية والعلمية فتتجمد القوى الفكرية وتشتغل القوى العضلية.

وفي تعبيره عن مقتل محمد بن ابي بكر الذي كان يحبه بل يعتبره من اهله قوله: ((ان حزننا عليه على قدر سرورهم به ، الا انهم نقصوا بغيضاً ونقصنا حبيباً)) [٤٦] .

وفي مجال الفقه كتب وصيته بما يعمل في امواله وقد اعطى الحق للامامين الحسن والحسين عليهما السلام في القيام بتنفيذها ثم علل ذلك بعد ان ذكر: ((وان لابني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي واني انما جعلت القيام بذلك الى ابني فاطمة ابتغاء وجه الله وقربة الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتكريماً لحرمته وتشريفاً لوصلته))  [٤٧] .

وله كلام عند قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما دفن سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها يصف واقع الحال وما حل به بعد احداث السقيفة وما بعدها يشكو لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الاحداث والوقائع عليه وعلى زوجته الزهراء فمنها: ((وستنبئك ابنتك بتضافر امتك على هضمها فاحفها السؤال واستخبرها الحال هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر)) [٤٨] ، وهذا النص يشير اشارة واضحة انها سلام الله عليها ذهبت حزينة لما جرى عليها غير راضية بل غاضبة ، روى البخاري في صحيحه ((ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: فاطمة بضعة مني فمن اغضبها اغضبني)) [٤٩] .

المبحث الثالث: بعد المستقبل

المستقبل ذلك المجهول الذي يخافه الانسان ويتمنى معرفته، ولكن حركته خاضعة الى عوامل محركة لصناعته لها ارتباط في ماضيه وحاضره ومستقبله لا انفكاك بينهما ولكن على نحو التقدم والتطور لا يمكن الرجوع وهذه هي السنوات المستمرة وهذا هو التاريخ وحركته فلا الماضي تخلف ولا الحاضر ولا حتى المستقبل لان حركة وعجلة التاريخ الى الامام لا الى الخلف ، ولكنها دروس تقرأ وتتجدد الآليات والرؤى والافكار ، ان الحضارة الحديثة قد ركزت على التطور المادي مع تأخر مأساوي في مجال المعنويات [٥٠] ، وهو ما يخالف الثقافة الاسلامية التي تنظر الى التطور وحركة التاريخ مصاحبة للاثنين المادي والمعنوي ، وهكذا هو رؤية الامام عليه السلام للتاريخ وحركته فهو يتحدث عنه باعتباره رجل الرسالة والعقيدة والقائد الحضاري والمفكر المستقبلي [٥١] .

ان اهتمامات الامام عليه السلام بحركة التاريخ هو لحل اشكالية الانسان مع تغير قدرته على التكامل الروحي والمادي مع الحفاظ على الطهارة الانسانية [٥٢] قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)) [٥٣] ، هذه السنن تحكم المستقبل وهذه الاية تمييز بين الحركة المادية الصرفة والحركة المركبة وربما هي اشارة الى من يعتمد المدرسة المادية (كالفكر الغربي) او من يعتمد المدرسة المركبة – الدنيو- آخروية - كالفكر الديني الاسلامي والاديان الاخرى فهو فكر يعتمد الثنائية في ثقافته وينفي الاحادية في التفكير.

ان التفسير الاسلامي لحركة المجتمع لا يتبنى النظرة الاحادية لحركته وانما يدخل عناصر اخرى مؤثرة فيه [٥٤] ، في حين ترى المادية التاريخية ان الانتاج هو اساس التطور الاجتماعي فعليه يجب البحث في تطور القوى المنتجة لانها المحور الرئيسي لتحرك البشرية [٥٥] ، ثم تطورت المفاهيم بتركيز الفردانية وجعله المركز الذي تدور حوله المصالح ، لذا يقول برتراند رسل: ((ان شعور المرء بكرامته يعني معرفته لقيمته الذاتية واهميته من حيث هو انسان وعدم تضحيته لمصالحه في سبيل مصالح الغير)) [٥٦] ، هذه الثقافة قد غزت العالم اليوم في حين ان ثقافة الفكر الاسلامي تعتمد روح الايثار وقضاء مصالح الغير لكسب الخير في الدنيا والاخرة وهي ثقافة قد انحسرت حتى في عالمنا اليوم بتأثير الفكر المادي وانتصاره الحضاري.

كان امير المؤمنين عليه السلام يعي المرحلة التاريخية ويعرف ويشخص داء الامة ودوائها لذا كان يهتم بالحركة التاريخية وما ستؤول اليه الامور بعده فقد حذر من ظاهرة الاموية المتصاعدة ، لذا اخبر بظهور معاوية على مسرح الاحداث لعوامل عديدة ساعدته على الظهور السياسي لذا قال لاهل الكوفة: ((اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل... يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد.....)) [٥٧] ، ويبدو ان امير المؤمنين عليه السلام يريد ان يبين مستقبلهم أي الكوفة وغيرها ستخضع لحكم معاوية طويلاً.

كان امير المؤمنين عليه السلام قد اعلم غيره بعد الفتنة التي اطاحت بعثمان ولما اراده الناس رفض ولكنهم اصروا فقال: ((دعوني والتمسوا غيري فانا مستقبلون امراً له وجوه والوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول...)) [٥٨] ، وهي اشارة صريحة الى تعقد المسرح السياسي وصعوبة اعادة النظرية الاسلامية والتخلص من بعض النظم التراكمية التي بنيت على الحكم الاجتهادي الفردي وفيها التفاضل الاجتماعي وظهور الطبقية في المجتمع التي تركزت كثقافة لدى الطبقات المترفة بل تطمح بالمزيد واذا بها ترى العكس الرجوع الى المساواة.

ومن خطبة له يصف حال الظاهرة الاموية في التغير الاجتماعي والتسلط السياسي فيقول: ((ولا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم الا نافعاً لهم او غير ضائر بهم...))  [٥٩] ، وهذا شأن الحكومات الاستبدادية الى يومنا هذا ، ويمكن للباحث ان يدرس قيام الدولة الاموية ويرى بنفسه واقعها ويحكم بشكل موضوعي غير مؤدلج لها وعليها.

فان الظاهرة الاموية يشخصها امير المؤمنين عليه السلام في خطبته بالتغير الاجتماعي والتغير الديني لذا يقول: ((واصاب البلاء من ابصر فيها)) أي نزل به بلاء الانتقام من بني امية بعد معرفته الحق [٦٠] ، ثم تسقط هذه الدولة بعد ان تأخذ دورتها ويتسع ظلمها فيأتي ((بمن يسومهم خسفاً ، ويسوقهم عنفاً، ويسقيهم بكأس مصبرة لا يعطيهم الا السيف)) [٦١] ، ويعطي امير المؤمنين عليه السلام نهايتها وقيام غيرها بحد السيف وذلك يبدو من كلامه مصير الاستبداد السياسي والدول الظالمة التي لا تعي واقعها التاريخي اذ تظلم مجتمعها ثم مصيرها الانهيار ، وهذا ما يكتشفه من اشتغل بالحقل التاريخي كحقل من حقول المعرفة بل ان التفكير التاريخي لون من النشاط المعرفي الذي يقوم به العقل الانساني، ان ديكارات يصرح بان فكرة الماضي فكرة طبيعية متوارثة في التكوين الانساني [٦٢] ، لذا تكون دراسة ابعاد التاريخ مهمة في تطور المجتمعات بل انها تهتم كثيرا بمستقبلها بوضع الخطط والبرامج الاساسية لتطورها.

والوصول الى تكاملها ببعث وعيها التاريخي ودراسة حالات التقدم فيه والتراجع فليس التاريخ وحركته في تطور نحو الازدهار او الانهيار بل حالات متبادلة تؤثر فيها جملة من العوامل الداخلة في انحرافها وتصاعدها وتنازلها كأي حضارة من حضارات التاريخ ، مثل الحضارة الاسلامية وتأخرها وتدهورها في كل البنى التحتية وان وجدت في اصل نظريتها كافة اصول واسس القوانين والتشريعات الانسانية لكن الممارسات والتطبيقات تخالفها وهو ما اشار اليه امير المؤمنين عليه السلام في تغيير بني امية لاصل النظرية الاسلامية فقال: ((والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرماً الا استحلوه ولا عقداً الا حلوه.... وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه...))  [٦٣] .

ويقول في موضع اخر عن هذه الرؤية المستقبلية الحتمية التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم: ((فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ان الذي انبئكم به عن النبي الامي صلى الله عليه واله وسلم ما كذب المبلغ ولا جهل السامع....)) [٦٤] ، وهنا يؤكد امير المؤمنين عليه السلام اقربيته من خط الرسالة ويعلن صراحة مصادر معرفته هذه ليثبت حاجة الامة الى الامام المعصوم وهي نظرية الشيعة من الامامية.

ثم يذكر احد الامويين ويعبر عنه بقوله: ((لكأني انظر الى ضليل قد نعق بالشام وفحص براياته في ضواحي كوفان)) [٦٥] وهي اشارة الى عبد الملك بن مروان (٦٥هـ - ٨٦هـ) الذي دخل الكوفة وقد نزل بظهرها فخرجوا اليه وبايعوه وقد عمهم ترغيبه وترهيبه [٦٦] .

واشار الامام عليه السلام في حدوث الفتن في مستقبل الايام لحركة صاحب الزنج الذي خرج سنة ٢٥٥هـ وانتهت فتنه سنة ٢٧٠هـ فقال: ((فويل لك يابصرة.....من جيش.... لا رهج له ولا حس وسبيتلى اهلك بالموت الاحمر والجوع الاغبر)) [٦٧] وسميت هذه الثورة بثورة العبيد او ثورة الزبخ واستمرت طويلاً [٦٨] ، وفي موضع اخر اخبر عن ملاحم البصرة لذات خبر صاحب الزنج يصف قائدهم: ((كاني به وقد سار بالجيش الذي لا تكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل ، يثيرون الارض باقدامهم كانها اقدام النعام.....)) [٦٩] ، ثم يقول عليه السلام: ((ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها اجنحة كاجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة من اولئك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم....)) [٧٠] ، صاحب الزنج دخل البصرة سنة ٢٥٧هـ واعمل جيشه سيوفهم دون رحمة وخربت البصرة على ايديهم واصبح مثلاً سائراً على الزمن [٧١] ، ويذكر الطبري (ت٣١٠هـ) في تاريخه الاحداث مفصلة وما عمله صاحب الزنج بالبصرة في احداث سنة (٢٥٧)هـ من حرق الدور والمساجد اذ حرق المسجد الجامع وغدر بالناس بعد اجتماعهم [٧٢] وغيرها مما يشيب رأس الانسان بذكره مثل ما قال امير المؤمنين عليه السلام واخبر به.

ورد عليه بعض اصحابه ان هذا الذي تخبر به عن المستقبل هو علم الغيب فنفى امير المؤمنين عليه السلام ان يكون من علم الغيب فقال: ((ليس هو بعلم غيب ، وانما هو تعلم من ذي علم ، وانما علم الغيب علم الساعة.... الذي لا يعلمه احد الا الله وما سوى ذلك فعلم الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بان يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي)) [٧٣] .

وهنا يؤكد الامام مصادر معلوماته عن هذه الاحداث في التاريخ الاسلامي فينسب ذلك الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولا يدعي علمه بالغيب ابداً وهنا لانقول ان الامام مؤرخاً بل المستفاد من ذلك اهتمامه بالحركة التاريخية ودورها في البناء الاجتماعي الذي يستدعي منا البحث في هذا الحقل لنعرف حركة التاريخ ومجريات الاحداث وبناء المستقبل والعمل على التطور والبناء والتجديد في مختلف المجالات.

وفي خطبة له رائعة تصف تغير الزمان والاحوال بالناس على مستوى العلاقات الاجتماعية لذا ارشدهم الى الركون الى العلماء الربانيين بقوله: ((فاستمعوا من ربانيكم))  [٧٤] ، هذا الوصف بالمفاهيم المعروضة تشابه زماننا هذا تماماً فقد قال: ((وتوآخى الناس على الفجور ، وتهاجروا على الدين ، وتحابوا على الكذب ، وتباغضوا على الصدق ، فاذا كان ذلك كان الولد غيظا، والمطر قيظا ، وتفيض اللئام فيضا ، وتغيض الكرام غيضا ، وكان اهل ذلك الزمان ذئاباً وسلاطينه سباعاً واوساطه اكالاً ، وفقراؤه امواتاً ، وغار الصدق، وفاض الكذب واستعملت المودة باللسان ، وتشاجر الناس بالقلوب ، وصار الفسوق نسباً ، والعفاف عجباً ولبس الاسلام ليس الفرو مقلوباً)) [٧٥] ذكرتها بطولها لاهميتها اذ تكشف عن واقع ما وصل اليه الناس اليوم فاغلب هذه المفاهيم اصبحت تحكم جملة من العلاقات الاجتماعية السائدة بين الناس.

ومن عجيب ما يذكره عن الازمنة التي تكون مشابهة لزماننا هذا فانظر وتأمل قوله: ((يأتي زمان لا يبقى فيهم من القرآن الا رسمه ومن الاسلام الا اسمه ومساجدهم غامرة من البناء خراب من الهدى....)) [٧٦] .

وهناك خطب اخرى يذكر فيها الملاحم قد تتشابه مع ما اخترناه من الكلمات والخطب في رؤيته المستقبلية للاحداث ونحن اذ ندرس هذا الفكر نقرر ان اهتمام المعصوم بايراد مثل ذلك يؤكد الاهتمام الكبير بمثل هذه الدراسات وان اختلفت المصادر فمصادره علم تعلمه من الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعلمنا نتيجة لاعمال الفكر والنظر والتأمل وهكذا هي نظريات فلسفة التاريخ بانواعها في مختلف المدارس التفسيرية لحركة التاريخ وعلله.

اذ ان التفسير المادي لا يؤمن الا بالمحسوس ويستبعد الغيبيات من مجال بحثه ولا يسلم اصلاً بوجودها ، وقد ظهر هذا المنهج للتفسير كرد فعل للمنهج الروحي المستمد من التفسير المسيحي للتاريخ [٧٧] ، ان الاسلام برؤيته لحركة التاريخ يعدد العوامل المحركة للتاريخ ولكن هناك سنن ثابتة وقوانين يتحرك بها التاريخ ويخضع لمجملها ، فان الوعي التاريخي بالمركب الثقافي الاسلامي – الدنيواخروي - وارجاع القوى المحركة الغير محسوسة الى خالقها مع ارجاع القوى المحركة لعوامل الانسان ووجوده وقيمه ومفاهيمه كلها تدخل عوامل محركة للتاريخ كما ذكر ذلك امير المؤمنين عليه السلام في اغلب خطبه فان نتائج الظلم والاستبداد معلومة وهو ما آلت اليه الماركسية بتصورها ان لا خالق لهذا الوجود فانهارت الى غير رجعة.

فالاسلام يعتمد الاعتدال ولا يفسر الاشياء بردودها فله نظرة واقعية للاشياء لا يترك الدنيا ويعمل للاخرة بل يعمل للاثنين باوامر الهية معللة بالمصالح والمفاسد تجعل من الفرد المسلم مثال الاخلاق والمعرفة والاعتدال هذه هي ثقافة الاسلام من مصادرها الاصيلة القرآن والسنة وسيرة الائمة عليهم السلام وفي خطبة له عن اخر الزمان يقول: ((واعلموا انكم ان اتبعتم الداعي لكم سلك بكم منهاج الرسول)) [٧٨] ، وهذا المنهاج لا يمكن تحديده بالامد التاريخي وتقييده بمدة زمنية ينتهي امدها وهو ما يعرف بالتاريخية التي لا توافق الحداثة وما بعدها ، ان القيم الاخلاقية والتشريعات الضامنة لحقوق البشر وبيان اسس العلاقات الاجتماعية وفق اصول تكوين الجنس البشري تحكمها طبيعة الانسان ومراداته الذاتية في البحث عن مسلك النجاة والوصول الى الاستقرار العقلي بمساعدة وارشاد النقل.

الخلاصة

بعد هذه الجولة في الابعاد التاريخية لفكر امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة يمكن استنتاج ما يأتي:

١- اهمية الفكر التاريخي عند امير المؤمنين عليه السلام اذ اوصى بالاستفادة من حركته للموعظة والعبرة واجتياز مراحل الحياة الدنيا الى الاخرة.

٢- الدعوة للنظر في الماضي بوصفه حركة للتاريخ البشري وبالاخص تاريخ الحركة النبوية وسيرتهم.

٣- رؤية الواقع ومحاولة تغييره حسب البنية الاجتماعية بعلاقات متوازنة اذ وضح عليه السلام علاقته الخاصة برسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

٤- وفي البعد المستقبلي اكد امير المؤمنين عليه السلام على ان مصادره في كشف الاحداث المستقبلية هو ليس علم الغيب وانما هو علم تعلمه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

الباحثان
---------------------------------------------------
[١] . نهج البلاغة ، جـ١ ، ص١٩٠ .  
[٢] . المصدر نفسه .
[٣] . المصدر نفسه ، جـ١ ، ص١١٢ .  
[٤] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص٢٤١ .
[٥] . هو خباب بن الارث من بني سعد بن زيد مناة حليف لبني زهرة كنيته ابو يحيى مات بالكوفة منصرف الامام من صفين وصلى عليه امير المؤمنين ودفن بالكوفة ، ابن حبان ، ابو حاتم محمد ، تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الاخبار ، تحق: بوران الضناوي ، (بيروت: دار الكتب العلمية ، ١٤٠٨هـ) ، ص٨٨ .  
[٦] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٥٧٤ .
[٧] . هو سهل بن حنيف بن واهب بن الحكيم كان من البدريين سكن الكوفة ومات فيها وصلى عليه امير المؤمنين عليه السلام سنة ٣٨هـ ، ابن حبان ، تاريخ الصحابة ، ص١٢١ .  
[٨] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٥٨٥ .  
[٩] . الاشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي ، سكن الكوفة وشهد صفين مع امير المؤمنين عليه السلام وكانت ابنته عند الامام الحسن عليه السلام مات بعد شهادة الامام باربعين ليلة ، ابن حيان ، تاريخ الصحابة ، ص٣٥ .
[١٠] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٦٢٥ .  
[١١] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٦٢٨ .  
[١٢] . المصدر نفسه، جـ٤ ، ص٦٢٨ .
[١٣] . آملي ، جوادي ، الحكمة النظرية والعملية في انهج البلاغة ، (قم: ذوى القربى ، بلا)، ص٣٢ .
[١٤] . نهج البلاغة ، جـ٣ ، ص٣٩٧ .  
[١٥] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٢٤٨ .  
[١٦] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص٣٩٨ .
[١٧] . نهج البلاغة ، جـ٣ ، ص٣٩٩ .  
[١٨] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٥٦٣ .
[١٩] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٥٦٢ .
[٢٠] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٥٥٠ .
[٢١] . المصدر نفسه ، حـ٤ ، ص٥٤١ .
[٢٢] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ٥١٣ .  
[٢٣] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٣٢٩ .  
[٢٤] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص٢٢٦ .  
[٢٥] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص٢٣٢ .
[٢٦] . المصدر نفسه ، جـ٣ ، ص٤٤١ .
[٢٧] . هامش نهج البلاغة ، جـ٣ ، ص٤٤١ .  
[٢٨] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٥٧٤ .    
[٢٩] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ٥٨٣ .  
[٣٠] . الربيعي ، حسن كريم ماجد ، النقل والعقل دراسة في حاجة العقل للنقل ، بحث غير منشور وغير مرقم .
[٣١] . الحشر ، آية ٢.
[٣٢] . محمود ، زكي نجيب ، تجديد الفكر العربي ، (بيروت : دار الشروق ، ١٤٠٢هـ) ، ص٦٨.  
[٣٣] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٥٩٤ .
[٣٤] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٦٢٩ .  
[٣٥] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٦٣٦ .
[٣٦] . للمزيد ينظر: نور الدين ن عباس ، عهد امير المؤمنين الى القادة والمسؤولين ، ( بيروت: مركز بقية الله الاعظم ، ١٩٩٨م).
[٣٧] . المرجع نفسه ، ص١٣٩ – ص ١٤٤ .
[٣٨] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٦٥٦ .
[٣٩] . نهج البلاغة ، جـ٣ ، ص٣٩٩ .
[٤٠] . البخاري ، محمد بن اسماعيل ، صحيح البخاري، المثنى به : محمد محمد تامر ، (القاهرة: مؤسسة المختار ، ١٤٢٤هـ) ، ج٢، ص٨٥٠.
[٤١] . نهج البلاغة ، جـ٣ ، ص٤٣٩ .  
[٤٢] . السند ، محمد ، العقل العملي دراسة منهجية في الحسن والقبح العقليين والبرهان في الجزئيات والادراكات الاعتبارية ، (قم : منشورات الاجتهاد ، ١٤٢٩هـ) ، ص٢٣٥.  
[٤٣] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٥١١ .  
[٤٤] . المصدر نفسه ، جـ٣ ، ص٤٧٥ ؛ للمزيد ينظر : المصدر نفسه ، جـ٣ ، ص٤٧٣ – ص٤٩٠ .
[٤٥] . نهج البلاغة ، جـ٤ ، ص٦٣٠ .  
[٤٦] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٦٣١ .  
[٤٧] . المصدر نفسه ، جـ٣ ، ص٤٦٠ .  
[٤٨] . نهج البلاغة ، جـ٣ ،ص٣٩٦ .
[٤٩] . البخاري ، الصحيح ، جـ٢ ، ص٨٥٣ ؛ مسلم ، ابن الحجاج القشيري النيابوري ، صحيح مسلم ، ((القاهرة: مؤسسة المختار ، ١٤٢٦هـ) ، ص١٠٣٥ مع اختلاف عبارة يغضبني الى يؤذيني .  
[٥٠] . للمزيد ينظر: شمس الدين ، محمد مهدي ، حركة التاريخ عند الامام علي عليه السلام دراسة في نهج البلاغة ، (بيروت: المؤسسة الدولية للدراسات والنشر ، ١٤١٨هـ) ، ص٢٤ .  
[٥١] . المرجع نفسه ، ص٢٩ .  
[٥٢] . المرجع نفسه ، ص٣٠ .  
[٥٣] . الاعراف / ٩٦ .
[٥٤] . للمزيد ينظر: الحصيني ، عبد الرحيم ، مستقبلنا المعالم النظرية لاستشراف المستقبل الاسلامي ، (قم: دار الغدير ، ١٤٢٤هـ) ، ص٧٦ .  
[٥٥] . كيلله ، فلاديسلاف وما تفي كوفالسون ، المادية التاريخية دراسة في نظرية المجتمع الماركسية ، (موسكو ، دار التقدم ، بلا) ، ص٣٨٤ .  
[٥٦] . رسل ، برتراند ، السلطة والفرد ، ترجمة: نوري جعفر ، (كولونيا: منشورات الجمل، ٢٠٠٥م) ، ص٨٠ .  
[٥٧] . نهج البلاغة ، جـ١ ، ص١١٣ .  
[٥٨] . نهج البلاغة ، جـ١ ، ص١٧٨ .  
[٥٩] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص١٨٤ .  
[٦٠] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص١٨٤ جمعاً بين المتن والشرح.
[٦١] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص١٨٥ .  
[٦٢] . كولنجوود ، ر . ج ، فكرة التاريخ ، ترجمة: محمد بكر خليل ن راجعة: محمد عبد الواحد خلاف ، (القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ١٩٦٨م) ، ص٤٢٨ .  
[٦٣] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص١٩٠ .  
[٦٤] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص١٩٤ .  
[٦٥] . المصدر نفسه .  
[٦٦] . للمزيد ينظر : المسعودي ، ابو الحسن علي بن الحسين بن علي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤٢٥هـ) ، جـ٣ ، ص١٢٩ ؛ الدينوري، ابو حنيفة احمد بن داود ، الاخبار الطوال ، تحق: عبد المنعم عامر ، مراجعة : جمال الدين الشيال ، (قم: المكتبة الحيدرية ، بلا) ، ص٣١٣ .  
[٦٧] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص١٩٦ .
[٦٨] . للمزيد ينظر : علبي ، احمد ، الاسلام والمنهج التاريخي ، (بيروت: دار الطليعة ، ١٩٧٥م) ، ص١٣ وما بعدها.
[٦٩] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٢٣٨ .  
[٧٠] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٢٣٨ .   
[٧١] . عُلبي ، الاسلام والمنهج التاريخي ، ص٦٧ .  
[٧٢] . الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير ، تاريخ الرسل والملوك ، تحق: محمد ابو الفضل ابراهيم ، (القاهرة: دار المعارف ، ١٩٦٠م) ، جـ٩ ، ص٤٨١ وما بعدها.
[٧٣] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٢٣٩ .  
[٧٤] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٢٠٦ .
[٧٥] . المصدر نفسه ، جـ٢ ، ص٢٠٧ .  
[٧٦] . المصدر نفسه ، جـ٤ ، ص٦٤٠ .  
[٧٧] . طحطح ، خاليد فؤاد ، في فلسفة التاريخ ، (بيروت: دار العربية للعلوم ناشرون ، ١٤٣٠هـ) ، ص٦٨ .
[٧٨] . نهج البلاغة ، جـ٢ ، ص٣٠١.

قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكريم.

آملي ، جوادي.

١.الحكمة النظرية والعملية في نهج البلاغة ، (قم: ذوى القربى ، بلا).

البخاري ، ابو عبد الله محمد بن اسماعيل (ت ٢٥٦هـ).

٢.صحيح البخاري ، اعتنى به : محمد محمد تامر ، (القاهرة : مؤسسة المختار ، ١٤٢٤هـ).

التيموي ، الهادي.

٣.نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ في العالم الغربي في النصف الثاني من القرن العشرين مختارات معربة ، (تونس : المجمع التونسي للعلوم والادآب والفنون ، ٢٠٠٨م).

الثقفي ، ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد (ت ٢٨٣هـ).

٤.الغارات ، تحق : عبد الزهراء الحسيني ، (دمشق : دار الكتاب الاسلامي ، ١٩٩٠م).

الجابري ، محمد عابد.

٥.نحن والتراث قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي ، (بيروت : المركز الثقافي العربي ، ١٩٩٣م).

ابن حبان ، ابو حاتم محمد بن حبان البستي (ت ٣٥٤هـ).

٦.تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الاخبار ، تحق : بوران الضناوي ، (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٨هـ).

الحصيني ، عبد الرحيم.

٧.مستقبلنا المعالم النظرية لاستشراف المستقبل الاسلامي ، (قم : دار الغدير ، ١٤٢٤هـ)

الخطيب البغدادي ، ابو بكر احمد بن علي (ت ٤٦٣هـ).

٨.تاريخ بغداد مدينة السلام ، تحق : صدقي جميل العطار ، (بيروت : دار الفكر ، ١٤٢٤هـ).

الدينوري ، ابو حنيفة احمد بن داود (ت ٢٨٢هـ).

٩.الاخبار الطوال ، تحق : عبد المنعم عامر ، مراجعة: جمال الدين الشيال ، (قم: المكتبة الحيدرية ، بلا).

الراغب الاصفهاني ، ابو القاسم الحسين بن محمد (ت٥٠٢هـ).

١٠.المفردات في غريب القرآن ، ضبط : هيثم طعيمي ، (بيروت : دار احياء التراث العربي ، ١٤٢٣هـ).

الربيعي ، حسن كريم ماجد.

١١.النقل والعقل دراسة في حاجة العقل للنقل ، بحث غير منشور.

رسل ، برتراند.

١٢.السلطة والفرد ، ترجمة : نوري جعفر ، (كولونيا : منشورات الجمل، ٢٠٠٥م).

الركابي.

١٣.السنن التاريخية في القرآن المجيد ، (بيروت : دار النهضة الاسلامية ، ١٩٩٦م).

السند ، محمد.

١٤.العقل العملي دراسة منهجية في الحسن والتصبح العقليين والبرهان في الجزئيات والادراكات الاعتبارية ، (قم : منشورات الاجتهاد ، ١٤٢٩هـ).

الشريف الرضي ، ابو الحسن محمد بن الحسن الموسوي (ت ٤٠٤هـ).

١٥. نهج البلاغة وهو مجموع ما اختاره من كلام امير المؤمنين ابي الحسن علي بن ابي طالب عليه السلام ، شرح : محمد عبده ، تحق: عبد العزيز سيد الاهل ، (بيروت : دار الاندلس ، ١٣٨٢هـ).

شمس الدين ، محمد مهدي.

١٦.حركة التاريخ عند الامام علي عليه السلام دراسة في نهج البلاغة ، (بيروت : المؤسسة الدولية للدراسات والنشر ، ١٤١٨هـ).

الصدر ، محمد باقر (ت ١٤٠٠هـ).

١٧.المدرسة القرأنية ، (قم : شريعة ، ١٤٢٦ه).

الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير (ت ٣١٠هـ)

١٨. تاريخ الرسل والملوك ، تحق : محمد ابو الفضل ابراهيم ، (القاهرة : دار المعارف ، ١٩٦٠م).

طحطح ، خالد فؤاد.

١٩.في فلسفة التاريخ ، (بيروت : الدار العربية للعلوم ناشرون ، ١٤٣٠هـ).

عُلبي ، احمد.

٢٠.الاسلام والمنهج التاريخي ، (بيروت : دار الطليعة ، ١٩٧٥م).

ابن قرناس.

٢١.سنة الاولين تحليل مواقف من الدين وتعليلها ، منشورات الجمل ، ٢٠٠٨م.

الكفيشي ، عامر.

٢٢.حركة التاريخ في القرآن الكريم ، (بيروت : دار الهادي ، ١٤٢٤هـ).

كولنجوود ، ر . ج .

٢٣.فكرة التاريخ ، ترجمة : محمد بكير خليل ، راجعة : محمد عبد الواحد خلاف ، (القاهرة : لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ١٩٦٨م).

كيلله ، فلاد يسلاف وما تفي كوفالسون.

٢٤.المادية التاريخية دراسة في نظرية المجتمع الماركسية ، (موسكو : دار التقدم ، بلا).

محمود ، زكي نجيب.

٢٥.تجديد الفكر العربي ، (بيروت : دار الشروق ، ١٤٠٢هـ).

المسعودي ، ابو الحسن علي بن الحسين بن علي (ت ٣٤٦هـ).

٢٦.مروج الذهب ومعادن الجوهر ، (بيروت: دار الكتاب العربي ، ١٤٢٥هـ).

مسلم ، ابن الحجاج القشيري النيسابوري (ت ٢٦١هـ).

٢٧.صحيح مسلم ، (القاهرة : مؤسسة المختار ، ١٤٢٦هـ).

المطبعي ، حميد.

٢٨.العلامة الدكتور حسين علي محفوظ ، (بغداد : دار الشؤون الثقافية ، ١٩٧٩م).

النائيني ، محمد حسين (ت ١٣٥٥هـ).

٢٩.تنبيه الامة وتنزيه الملة ، تعريب: عبد الحسين آل نجف ، (قم: سبهر ، ١٤١٩هـ).

نور الدين ، عباس.

٣٠.عهد امير المؤمنين الى القادة والمسؤولين ، (بيروت : مركز بقية الله الاعظم ، ١٩٩٨م).

هرنشو.

٣١.علم التاريخ ، ترجمة : عبد الحميد العبادي ، (القاهرة : مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ١٩٣٧م).

هيلند ، ربرت.

٣٢.تاريخ العرب في جزيرة العرب من العصر البرونزي الى صدر الاسلام ٣٢٠٠ ق. م – ٦٣٠م ، ترجمة : عدنان حسن ، مراجعة : زياد منى ، (بيروت : قدمس للنشر والتوزيع ، ٢٠١٠م).

انتهى.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

خروج الحسين (ع) إلى مكة
ماذا بين أبي بكر و فاطمة (سلام الله علیها) ؟
التقويم التاريخي لأهم حوادث العالم الإسلامي ...
الإمام الصادق ( عليه السلام ) في ذمة الخلود
الحرب
فدك في التأريخ
الفكر التأريخي عند أمير المؤمنين عليه السلام في ...
مقام الإمام المهدي عليه السلام عند الله تعالى:
صاحب الغار والتقية
الأوضاع قبل البعثة النبوية

 
user comment