اسمه ونسبه
الاحنف بفتح الالف والنون بينهما الحاء المهملة الساكنة وفي اخرها الفاء (1) وأسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن سعد بن زيد مناه بن تيم وأمه من بني قراض من باهله (2) ولدته وهو أحنف فقالت وهي ترقصه
والله لولا حنف في رجله مـاكان في الحي مثله
وكان ابو الاحنف يكنى ابا مالك قتله بنو مازن في الجاهليه اما جده معاويه بن الحصين فقد قتله عنتره بن شداد العبس (3) اماعمه فيقال له المتشمس بن معاويه يفضل على الاحنف في حلمه وعم الاحنف الاصغر هو صمعه بن معاويه كان سيد بني تميم في خلافة معاويه بن ابي سفيان (4) وكان للاحنف ولد اسمه بحر وبه يكنى وقد مات ولم يكن لديه غيره فانقطع عقبه (5) .
صفاته ومزاياه :
عرف الاحنف بن قيس بصفاة ومزايا يمكننا ان نجملها بمايلي :
أولا : الحلم :
كان الاحنف بن قيس حليما " يضرب المثل به (6) وقد اعجب الناس بحلمه فقد كان يقول ( ( . . . اني لاجد ماتجدون ولكني صبور ) )ويقول ايضاً ( ( . . . وجدت الحلم أنصر لي من الرجال . . . ) (7) ويضيف قائلا " ( ( . . . ماتعلمت الحلم الا من قيس بن عاصم المنقري لان ابن اخ له قتل أحد اولاده فأتى بالقاتل مكتوفا " يقاد اليه فقال لهم أذعرتم الفتى ثم اقبل على الفتى فقال بئس ما فعلت نقصت عدوك واوهنت عضدك وأسمنت عدوك وأسات بقومك أخلوا سبيله وأحملوا الى ام المقتول ديته فانها غريبه ) ثم انصرف القاتل وكان يقول ( ( من لم يصبر على كلمه سمع كلمات ) ) ويضيف ابن خلكان ان الاحنف بن قيس سئل عن الحلم فقال هو الذل مع الصبر (8) .
ثانيا : العقل :
كان الاحنف بن قيس عاقلا " راجح العقل قال مره ( ( . . . ما نازعني احد فوقي الاعرفت قدره ولا كان دوني الا رفعت قدري عنه ولا كان مثلي الا تفضلت عليه . . . ) ) ومن ما يذكر عن رجاحة عقله أنه دخل ذات مره على معاويه بن ابي سفيان فأشار الى الوساده وقال له اجلس فجلس الاحنف بن قيس على الارض فقال له معاويه وما منعك يااحنف من الجلوس على الوساده فقال يأمير المؤمنين ان فيما اوصى به قيس بن عاصم المنقري ولده انه قال ( ( . . . لاتغش السلطان حتى يملك ولا تقطعه حتى ينساك ولا تجلس له على فراش ولا وساده واجعل بينك وبينه فجلس رجل او رجلين فانه عسى ان ياتي من هو اولى بذلك المجلس منك فتقام له فيكون قيامك زياده له ونقصان عليك وجيء بهذا المجلس يأمير المؤمنين لعله ان يأتي من هو اولى بذلك المجلس مني . . . ) فقال له معاويه بن ابي سفيان ( ( . . . لقد أوتيتم تميم الحكمه مع دقه حواشي الكلام ) ) (9) .
ويشير أبن سعد : ذكروا عند معاويه بن اني سفيان شيئا " فتكلموا والاحنف بن قيس ساكت فقال معاويه تكلم ياابا بحر فقال ( ( أخاف الله ان كذت وأخافكم ان صدقت . . . ) (10) .
ويضيف ابن خلكان : ان الاحنف بن قيس كان يقول فيه ثلاث خصال ما اقولهن الا ليعتبر معتبر ما دخلت بين اثنين قط حتى يدخلاني بينهما ولا اتيت باب احد من هولاء مالم ادع الي يعني الملوك ولا حللت حبوني الى ما يقوم الناس اليه (11) .
ثالثا : العلم :
كان الاحنف بن قيس عالما " ثقه في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وابي ذر الغفاري وغيرهم ويعد الاحنف بن قيس من الفقهاء البارزين في ايام معاويه بن ابي سفيان (12) .
رابعا : الحكمة والبلاغة .
كان الاحنف بن قيس حكيما " يقول بالحكمه والموعظة الحسنه فقد سأل مرة عن المروءه قال ( ( . . . ادب بارع ولسان قاطع . . . ) وقال ايضا " ( ( التقي والاحتمال ) ) وسئل عنها فقال ( ( . . . العفة في الدين والصبر على النوائب وبر الوالدين والحلم عن الغضب والعفو عند المقدرة ومن حكمه أيضا " راس الادب أله المنطق لا خير في قول الا بفعل ولا في منظر الا بمنحر ولا بمنحر ولا في مال الا بجود ولا في صديق الا بوفاء ولا في فقه الا بورع ولا في صدقه الا بنيه وقال أحيا معروفك بأمانه ذكره وقال أيضا " رب ملوم لاذنب له ) )(13) .
وقد عرف عن الاحنف بن قيس في مجال البلاغه والخطابه فقد استطاع بن قيس ببلاغته ان يقضي على كثير من الفتن والخلافات القبليه التي حدثت في مدينه البصره فكان يتدارك نشوبها بما وهبه الله سبحان وتعالى من بلاغه وحكمه فقد خطب عندما قامت فتنه بين تميم والازد وربيعه فأستطاع ان يقضي عليها في مهدها ومن ومما ما قاله في هذا المجل ( ( . . . بعد حمد الله والثناء عليه يامعشر الازد وربيعه أنتم أخواننا في الدين وشركاؤنا في الصهر وأشقاؤنا في النسب وجيراننا في الدار ويدنا على العدو والله لازد البصره أحب الينا من تميم الكوفة ولازد الكوفه أحب الينا من تميم الشام فأن استشرف شنان حد صدوركم ففي احلامنا وأموالنا سعه لنا ولكم وقال أيضا " ولاتزال العرب عربا مالبست العمائم ـ أي حافظت على زيها . . . ) (14) .
ومن حكمته وبلاغته فقد شهد الاحنف بن قيس قوم يتكلمون في دم فقال احكموا فقال نحكم بديتين فقال ذلك لكم فلما سكنوا قال اعطيكم ما سالتم غير اني قائل لكم شيئا " ان الله عز وجل قضى بديه واحده وان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بديه واحدة وانتم اليوم طالبون وأخشى ان تكونوا غدا " مطلوبين فلا يرضى الناس منكم الا بمثل ما سنتم لانفسكم فردها الى ديه واحده فحمد الله واثنى عليه وركب (15) .
ويذكر ابن خلكان : ان الاحنف بن قيس كان يقول ما خان شريف ولا كذب عاقل لولا اغتاب مؤمن وقال ما ادخرت الأباء للابناء ولا أبقت الموتى للاحياء افضل من أصطناع معروف عند ذوي الاحساب والاداب وقال كثر الضحك تذهب الهيبه وكثر المزاح تذهب المروءه ومن لزم شيئا عرف به (17) .
ويضيف ايضا " : ان الاحنف بن قيس كان يقول جنبوا مجلسنا ذكرالنساء والطعام فأتى أبغض الرجل يكون وصافا " بطنه وان من المروءة ان يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه (18) .
مكانته الاجتماعية :
حظي الاحنف بن قيس بمكانه اجتماعيه كبيره عند ابناء قومه عندما أسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا " من بني ليث الى بني سعد أهل الاحنف بن قيس فعرض عليهم الاسلام وعندئد قال لاحنف بن قيس في ذلك ( ( . . . أنه يدعوا الى خير ويأمر بخير . . . ) ) وقال ايضا " ( ( انه ليدعوكم الى الاسلام والى مكارم الاخلاق وينهاكم عن ملائمها . . . ) ) وعلى أثر ذلك أسلموا واسلم الاحنف بن قيس فعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( ( الله أغفر للاحنف ) ) وعندما علم الاحنف بن قيس بذلك القول قال ( ( . . . فما شيء عند ارجى عندي من ذلك . . . ) ولم يفد على الرسول صلى الله عليه وسلم (19) .
تمسك الاحنف بن قيس بأسلامه حينما ارتد قومه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء هو وعمه المتشمس بن معاويه الى مسيلمه الكذاب ليسمعنا منه فلما خرجا قال الاحنف بن قيس بن قيس لعمه كيف تراه فقال أراه كذابا " ان تمسك الاحنف بن قيس بدينه وأسلامه في ايام الرده كان له الاثر الكبير على قومه وعلى ثبات كثير من تميم على الاسلام (20) .
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( 13 ـ 23 هـ / 634 ـ 643 م ) وفد الاحنف بن قيس مع جلة التابعين واكابرهم على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد عرف الاحنف بالعقل والدهاء والعلم والحلم وكان سيد قومه وعند ذلك قال أحد الرجال المهاجرين ( ( . . . يا أمير المؤمنين أن هذا يقصد الاحنف بن قيس الذي كف عنا بني مره حين بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا . . . ) ) (21) .
ويضيف أبن سعد : عندما قدم وفدا " على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة ثانية وكان الاحنف بن قيس فيهم وعندما راى منه عقلا " ودينا " وحسن سمعته فتركه عنده سنه كامله ثم أحضره وقال أتدري لم أحتبسك عندي حولا " كاملا " قال لايأمير المؤمنين قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا كل منافق علم فخشيت ان تكون منهم ثم كتب معه كتابا " الى امير البصره ابو موسى الاشعري يذكر فيه ان الاحنف بن قيس سيد اهل البصره ما زال يعلو من يومئذ (22) .
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ( 23 ـ 35 هـ / 643 ـ 655 م ) بقيت مكانه الاحنف بن قيس الاجتماعيه بارزة فقد كان أبن قيس في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي اله عنه يطوف بالبيت الحرام فأخذ رجل من بني ليث بيده فقال له الا أبشرك قلت بلى قال له أتذكر عندما بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومك فجعلت أعرض عليهم الاسلام وأدعوهم اليه وعند ذلك قلت أنت يا احنف أنك لتدعوا الى خير وتأمر به وانك لتدعوا الى الخير وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الموقف من ذلك قال عندها اللهم أغفر للاحنف وعندما علم الاحنف بن قيس بدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك فقال فما شي من عمل أفضل عندي من دعوه النبي صلى الله عليه وسلم لي (23) .
اما في عهد الخليفة علي بن ابي طالب رضى الله عنه ( 35 ـ 40 هـ / 655 ـ 660 م ) فقد كانت له مواقف متباينه من الاحداث التي وقعت خلال تلك لفترة فقد اعتزال الحرب التي وقعت بين الخليفة وعائشة في الجمل فلم يشهدها في حين شهد وقعة صفين (24) ويذكر ابن سعد ان الاحنف بن قيس قد وفد على معاويه بن ابي سفيان اكثر من مره مع وفداً من اهل البصره (25) .
وكان الاحنف بن قيس صديقا " لمصعب بن الزبير فقد وفد عليه عندما كان واليا " على الكوفة وبقى هناك الى ان توفي عنده بالكوفة سنه 67 هـ / 687 م فيروى ان مصعب بن الزبير مشى في جنازته بغير رداء (26) .
دوره في فتح خراسان
ذكرى البلاذري ان فتح خراسان قد بدء في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذي بلغت القوات العربية الاسلامية في عهده حدود خراسان وكرمان وذلك في سنة 22 هـ / 642 م بعد ان بدا العرب المسلمون توغلهم في بلاد فارس على اثر موافقته لاهل البصرة والكوفة على النفاذ الى فارس لمتابعة الملك الساساني لمنعه من اثاره وتاليب سكان فارس ضد العرب المسلمين (27) .
فقد ارسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه العلاء بن الخضرمي الى الاحواز لفتحها ولكن القوات الفارسية تمكنت من محاصرة جيش المسلمين فاصبح موقف المسلمين في حرج فأرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبه بن غزوان يأمره بأرسال جيش كبيرا الى الاحواز لفك الحصار عن جيش العلاء بن الحضرمي فأرسل عتبة بن غزوان جيشاً كبيراً من اثني عشر الف مقاتل فيهم عاصم بن عمرو التميمي وعرفجة بن هرثمة البارفي والاحنف بن قيس تحت قياده أبي سبره بن ابي رهم فأنقذ هذا الجيش قوات العلا بن الحضرمي وعاد بعد ذلك الى البصرة (28) .
وعندما تولى ابو موسى الاشعري امارة البصرة اوفد الاحنف بن قيس مع اعيان البصرة الى الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعلى اثر ذلك كتب الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى ابو موسى الاشعري ، اما بعد فادن الاحنف بن قيس وشاوره واسمع منه (29) وساهم الاحنف بن قيس مع ابو موسى الاشعري في فتح تستر في اقليم الاحواز فقد ارسله ابو سبره بن ابي رهم الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع انس بن مالك وأرسل معا الهرمزان فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفد ( ( لعل المسلمين يوذون اهل الذمة فلهذا يتقضون بكم . . ) وكان يشير بذلك الى انتقاض الهرمزان بعد صلحه مع المسلمين فقال : الاحنف بن قيس يأمير المؤمنين ( ( . . . انك نهيتنا من الانسياح في البلاد وان ملك فارس ولا يزالون يقاتلون مادام ملكهم فيهم ولم يجتمع ملكان متفقان حتى يخرج احدهما صاحبه وقد رأيت أننا لم نأخذ شيئا " بعد الا بانبعاثهم وغدرهم وان ملكهم هو الذي يبعثهم ولا يزال هذا بهم حتى تأذن لنا بالانسياح فنسيح في بلادهم وتزيل ملكهم فهناك ينفطع رجاء أهل فارس فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه صدقني والله . . . ) وعلى اثر ذلك أذن لهم بالانسياج في بلاد فارس (30) .
أضف الى ذلك فأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاحنف بن قيس معرفة جيدة فرأى منه عقلا " ودينا " كما برز مجاهد في ميادين القتال لذلك دفع له لواء خراسان حينما أذن في الانسياح في بلاد فارس سنة 17 هـ / 638 م وجدير بالذكر ان الاحنف بن قيس شارك في فتح نهاوند قبل ان يتوجه لفتح خراسان مع اهل البصرة الذين جاءوا مددا " وعليهم ابو موسى الاشعري وعندما عاد ابو موسى الاشعري من نهاوند وفتح قم وجه الاحنف بن قيس الى قاشان ففتحها عنوة ثم لحق بأبي موسى الاشعري وبعد ان اكمل الاحنف بن قيس متطلبات قواته سار لفتح خراسان في سنة 18 هـ /639 م .
كان من نتائج انتصار العرب المسلمون في معركة نهاوند هروب يزدجرد الى الري ثم الى اصبهان ثم الى كرمان ثم الى خراسان ومن ثم جاء الى مدينة مرو فنزلها فكتب الى هرمزان وأثار اهل فارس والجبال فنكثوا العهد وعندما قضى المسلمون على مقاومة الفرس في تلك المناطق توجهوا الى خراسان وقبل ان يصلها فتح في طريقه هراه عنوه وعين عليها أمير وسار نحو مرو الشاهجان كتب يزدجرد وهو في مرو الروذ الى خاقان الترك وملك الصفد والصين يطلب المساعدة والعون والنجدة (32) .
فخرج الاحنف بن قيس من مرو الشاهجان بعد ان وصلت اليه الامدادات من اهل الكوفة الى مروالروذ وعندما علم يزدجر بمسير المسلمين اليه تركها واتجه الى بلخ وتحصن بها فساراليه الاحنف بن قيس بقواته وجرت معركة بينهما انهزم فيها يزدجر وعلى اثر ذلك سارع اهل خراسان الى الصلح ومنهم أهالي نيسابور وطخارستان اما الاحنف ابن قيس فقد عاد الى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي وكتب الاحنف بن قيس الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمه بخبر فتح خراسان (33) .
وجدير بالذكر ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه خشي ان تأخذ المسلمين نشوة النصر والظفر فينفذوا شرقا " ويعبر الاحنف بن قيس الى بلاد ما وراء خراسان من ارض الشرق فكتب اليه يقول ( . . . اما بعد فلا تجتاز النهر واقتصر على مادونه وقد عرفتم بأي شي دخلتم على خراسان فداوموا على الذي دخلتم به يدم لكم النصر واياكم ن تعبروا فتنتقصوا . . . )(34) .
ان تحذير الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الاحنف بن قيس له ما يبره فقد اتسعت البلاد المفتوحة في الشرق فشملت ارض فارس كلها وقد طالت خطوط مواصلات المسلمين في انحاء الشام والعراق وفارس فقد دلت الاحداث فيما بعد ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بعيد النظر فيما ذهب اليه فقد سارع خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه فعبروا النهر الى بلخ واجبروا جند المسلمين ان يتراجعوا بها الى مروالروذ ومن بلخ تقدمت قوات خاقان وحلفائه باتجاه الاحنف بن قيس في مرو الروذ وكان الاحنف بن قيس قد خرج بقواته ليلا " من المدينة وعسكر خارجها وفي الصباح جمع جنده ووقف فيهم خطيبا " فقال لهـم ( ( . . . انكم قليل وان عدوكم كثر فلا يهولكم فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله والله مع الصابرين ارتحلوا من مكانكم هذا ماسندوا الى هذا الجبل فاجعلوا النهر بينكم وبين عدوكـم وقاتلوهـم من وجه واحـد وكانت قوات الاحنف تقدر بعشريـن الفا . . . ) ) (35) وقد اقبل الترك نحوالمسلمين وصاروا يناوشونهم ليلا " وينسحبون عنهم ليلا " فخرج الاحنف بن قيس ليله لاصحابه حتى صار قريبا " من معسكر خاقان الترك فلما تنفس الصبح خرج فارس من الترك بطوقه وضرب بطبله فحمل عليه الاحنف فاختلفا طعنتين فطعنه الاحنف بن قيس وقتله .
اضف الى ذلك فقد خرج فارس تركي اخر فطعنه الاحنف بن قيس طعنه اوردته حتفه وخرج فارس ثالث فقتله الاحنف بن قيس ايضا " ثم انصرف الاحنف بن قيس الى عسكره واعد رجاله للقتال ولكن الترك فضلوا العوده الى بلادهم لان بقائهم قد طال دون جدوى ولانهم تكبدوا خسائر كبيرة في الارواح ولاسيما وأنهم أطمانوا الى ان المسلمين سوف لن يعبروا النهر تنفيذا " لامر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (36) .
ومن جانب اخر عندما شاهد الفرس قوة المسلمين دب اليأس في نفوسهم فأقبلوا على الاحنف بن قيس فصالحوه وعاهدوه دفعوا اليه بخزائن كسرى وامواله وبناء " على ذلك كتب الاحنف بن قيس الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخبر الفتح وبعث اليه بالاخماس فجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس وخطب فيهم وامر بكتاب الفتح فقري عليهم وقال في خطبته ( . . . الا ان الله قد اهلكهم . . . وفرق شملهم وليسوا يملكون من بلادهم شبراً يضر بمسلم الا وان الله قد اورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وابنائهم لينظر كيف تعلمون والله بالغ امره ومنجز وعده ومنبع اخر ذلك اوله فقوموا في امره على رجل يعرف لكم بعهده ويؤتكم وعده ولاتستبدلوا ولاتغيروا فيتبدل الله غيركم . . . ) (37) فكان فتح الاحنف بن قيس لخراسان ساهم في نشر الاسلام في تلك الربوع وبعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقض اهل فارس العهد فلما تمكن عبد الله بن ابي عامر من استرجاع بعض المدن من بلاد فارس في ايام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه جعلته مقتنعاً بضرورة فتح اقليم خراسان مرة ثانية وذلك لاهمية موقعه السوقي والتعبوية بالنسبة للعمليات العسكرية في المشرق (38) .
وبناء على ذلك توجه عبد الله بن عامر لفتح اقليم خراسان وقد تمكن عبور الصحراء الكبرى من جهة المناطق الشمالية من اقليم كرمان قد استطاع من فتح منطقته الطبسين صلحاً بعد قضائه على التمرد الذي اعلنه اهلها ضد الحكم العربي وعلى اثر ذلك وجه عبد الله بن عامر الاحنف بن قيس على رأس القوات العربية الى قوهستان المتأخمة للحدود الجنوبية الغربية لاقليم خراسان فقاتلهم حتى الجأهم الى حصنهم وتمكن من فتح قوهستان * عنوة ثم قدم على ابن عامر وطلبوا الصلح فصالحهم على ستمائة الف درهم (39) وبعد ان اكمل عبد الله بن عامر تنظيم قواته العسكرية في قوهستان اتجه الى نياسبور * * التي تعد من اهم معاقل مدن خراسان وذلك لاتخاذها قاعدة عسكرية ينطلق فيها الى جميع مدن خراسان ومن اجل سهولة عملية دخوله الى المدينة وجه في الوقت نفسه عدد من السرايا هاجمت عدد من الرساتق والقرى (40) .
وقد جعل ابن عامر الاحنف بن قيس يتجه الى طخارستان فأتى الاحنف بن قيس الى المكان الذي عرف فيما بعد بقصر الاحنف وهو حصن من مرو الروذ وله رستاق عظيم يدعى بشق الجرذ عرف فيما بعد برستاق الاحنف فحاصر اهله مما اضطرهم الى طلب الصلح على ثلثمائة الف درهم فقال الاحنف بن قيس ( ( . . . اصالحكم على ان يدخل رجل منا القصر فيأذن فيه ويقيم فيكم حتى انصرف فرضوا . . . ) ) (41) .
وبعد ذلك توجه الاحنف بن قيس الى مدينة مرو الروذ القريبة من مرو الشاهجان فتمكن من محاصرتها وفتحها صلحاً ومن مرو الروذ وجه الاحنف بن قيس سرية تمكنت من فتح بلخ (42) .
كان من نتائج الانتصارات التي حققها الاحنف بن قيس في طخارستان تجمع اهل طخارستان لحربة مع اهل الجوزجان والطالقان والفاريان وقد بلغ عددهم ثلاثين الف وانظم اليهم أهل الصفانيان * * * مما جعل الاحنف بن قيس يستشار أصحابه بين رأي نرجع الى مرو ورائ اخر تعود الى ابرشهر ورائ ثالث قائل نلقاهم (43) .
وفي نهاية المطاف استقر الامر على ضرورة محاربهم ومقاتلهم مع ضرورة اختيار ميدانا ضيقاً للقتال ليمكنه التغلب على عامل الكثرة العددية للعدو فختار المنطقة المحصورة بين نهر المرغاب والجبل فيضمن بذلك تحقيق الانتصار لقواته مهما بلغت اعداد القوات المعادية لانه سوف لايلقي من العدو كثرت اعداده الا بعدد أصحابه (44) فالتفت القوات العربية بالقوات الفارسية في معركة ضارية بين الطرفين كان من نتائجها الحاق الهزيمة بالقوات الفارسية من جهة بينما اتجهت معظم القوات الفارسية من جهة بينما اتجهت معظم القوات الفارسية المنهزمة الى رسكن الواقعة على بعد اثني عشر فرسخاً من قصر الاحنف من جهة ثانية (45) .
وجدير بالذكر ان جزءاً من القوات الفارسية قد هربوا من المعركة باتجاه مدينة الجوزجان فوجه اليهم الاحنف بن قيس الاقرع بن حايس التميمي على راس قوة من الخيالة وقد التقى الطرفان في معركة ضارية بين الجانبين استشهد على اثرها عدد كبير من المسلمين مما دفعهم الى تكرار الهجوم ثانياً فتمكنوا من الحاق الهزيمة بهم بعد قتل عدداً كبيراً منهم وفتحت الجورجان عنوة (46) .
وبعد ذلك استمرت القوات العربية الاسلامية بقيادة الاحنف بن قيس في عملياتها العسكرية في المناطق الشمالية من خراسان فتمكنت من فتح الطالقان والفارياب وبعد ذلك عاد الاحنف بن قيس بقواته الى مرو الروذ التي اتخذها قاعدة لانطلاق قواته نحو المناطق المجاورة (47) .
والظاهر ان العرب كانوا يسعون في مخططاتهم العسكرية الى الوصول الى نهر جيحون لذلك استهدفوا بعد ذلك في عملياتهم العسكرية فتح بلخ التي تقع على نهر جيحون والذي يقال له ايضا نهر بلخ لذلك امر عبد الله بن عامر الاحنف بن قيس التوجه الى بلخ فصالح اهلها على اربعمائة الف بعدها استعمل الاحنف بن قيس ابن عمه اسيد بن المتشمس عليها لياخذ منهم ماصالحوه عليه (48) بينما توجه هو الى خوارزم وحين بلغها الاحنف بن قيس لم يتمكن من فتحها (49) .
فأمر الاحنف بن قيس قواته بالعودة الى بلخ وكان اسيد بن المشمس قد قبض صلحها (50) .
اضف الى ذلك فان عبد الله بن عامر أمر الاحنف بن قيس التوجه الى سرخس * * * * وعندما وصلها صالح اهلها على مال قدره خمسين الف وبذلك تمكنت القوات العربية من فتح معظم اراضي خراسان (51) .
الخاتمة
اوضح البحث ان الاحنف بن قيس من الشخصيات العربية التي لعبت دوراً مهما في احداث تاريخنا العربي الاسلامي والذي عرف عنه مقاتلاً باسلاً وقائداً عسكريا فذا حيث تمكن من فتح مدن في اقليم فارس وخراسان ولاشك في ان الجهد العسكري وفكره كان واضحاً في فتح مناطق واسعة من خراسان .
يبين البحث الدور الفعال للاحنف بن قيس في قيادة الجيش مما يتمتع به من مميزات وصفاه قيادية اضافة الى نبوغه العسكري الذي اضاف الى المورث العسكري الكبير من الابداعات وتطوير الفن الحربي وخاصة اسلوبه في اداره المعارك نظراً لما يتميز به من بعد نظر وأصاله الراي والابداع وخاصة في المواقف الصعبة والحرجة التي مرت فيها القوات العربية الاسلامية اثناء الفتوحات .
ابرز البحث العلاقة والمكانة الاجتماعية التي يتمتع بها الاحنف بن قيس عند الخلفاء والامراء حيث ساهمت تلك العلاقة والمكانة في تكليفه في قيادة السريا في علميات الفتح في فارس وخراسان .
ساهم هذا البحث في دراسة فترة مضيئة من تاريخ خراسان لعمق الانجازات الرائعة التي تحققت على يد القائد الاحنف بن قيس وخاصة الانجازات العسكرية الكبيرة في منطقة فيها من الصعوبات والعراقيل وما يعوق تقدم الجيوش الا ان قيادته الفذة تمكنت من تذلل كل الصعوبات وجعلت تقدم العرب في هذه البلاد لتحقيق رسالهم الانسانية في انقاذ الشعوب من الاظطهاد والعبودية والظلم .
اظهر البحث ان الجهود التي بذلها الاحنف بن قيس مكملاً الى الانجازات التي بذلها القادة الكبار في عمليات الفتح في المشرق مثل عبد الله بن عامر وقتيبة بن مسلم وغيرهم .
واخيراً يبين البحث اعتناق السكان المحليين للدين الاسلامي بصورة تدريجية واقتباس النظم العربية وشيوع اللغة العربية في تلك المناطق المفتوحة .
الهوامش
1 ـ ابن الاثير ، اللباب في تهذيب الانساب ، ج 1 ص 32 .
2 ـ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 7 ص 93 . ينظر ابن حزم ، جمهرة انساب العرب ص 217 ابن الاثير ، اسد الغابة ج 1 ص 78 . ابن حجر ، الاصابة في تميز الصحابة ج 1 ص 154 ابن خلكان ، وفيات الاعيان ج 2 ص 499 .
3 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 93 . ينظر ابن الاثير ، اسد الغابة ج 1 ص 73 .
4 ـ الخالدي ، ابطال من التاريخ العربي الاسلامي ص 275 .
5 ـ الخالدي ، المصدرنفسه ص 275 .
6 ـ ابن سعد ،المصدر السابق ج 7 ص 93 .
7 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 6 ص 348
8 ـ الخالدي ، المصدر السابق ص 281 .
9 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 2 ص 501 .
10 ـ ابن خلكان ، المصدر نفسه ج 2 ص 499 . ينظر الخالدي ، المصدر السابق ص 282
11 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 95 .
12 ـ ابن خلكان, المصدرالسابق ج 2ص 501 13 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 7 ص 39 . ينظر ابن خلكان ، المصدر السابق ج 2 ص 499
14 ـ البستني ، مشاهير علماء الامصار ص 88 .
15 ـ الخالدي ، المصدرالسابق ص 283 ـ 284 .
16 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ، ج 2 ص 501 .
17 ـ ابن خلكان ، ابن سعد لامصدر نفسه ج 2 ص 501 .
18 ـ ابن خلكان ، المصدرنفسه ج 2 ص 501 .
19 ـ ابن حجر ، المصدر السابق ج 1 ص 155 . ينظر ابن خلكان ، المصدر السابق ج 2 ص 499
20 ـ الخالدي ، المصدرالسابق ص 276 .
21 ـ ابن خلكان ، المصدرالسابق ج 2 ص 499 .
22 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ج 2 ص 94 . ابن الاثير ، المصدر السابق ج 1 ص 78 .
23 ـ ابن سعد ، المصدرنفسه ج 2 ص 78 . ابن حجر المصدر السابق ج 1 ص 155 .
24 ـ ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج 1 ، ص 87 . ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج 2 ، ص 499 .
25 ـ ابن سعد ، المصدر السابق ، ج 7 ص 95 .
26 ـ ابن سعد ، المصدر نفسه ج 7 ص 97 . ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج 1 ، ص 87 .
27 ـ البلاذري ، فتوح ، ص 394 . الجاحظ ، العثمانية ، ص 94 . الطبري ، تاريخ ج 4 ص 280
28 ـ قدامة ، الخراج ، ص 389 .
29 ـ الطبري ، المصدر السابق ج 4 ، ص 168 . المشهداني ، عبد الله بن عامر ، ص 74
30 ـ احمد عادل كمال ، فتوح الشرق ، ص 332 .
31 ـ قدامه ، المصدر السابق ص 370 ـ 374 .
32 ـ الطبري ، المصدر السابق 4 ص 168 .
33 ـ اليعقوبي ، تاريخ ص 279 ، 328 ، 332 .
34 ـ البلاذري ، المصدر السابق ، ص 501 . الحديثي المصدر السابق ، ص 332 .
35 ـ ياقوت ، البلدان ح 4 ، ص 108 الحديثي ، المصدر السابق ، ص 327 / 328 .
36 ـ الطبري ، المصدرالسابق ، ح 4 ، ص 167 . دحلان ، الفتوحات الاسلامية ، ج 1 ص 133
37 ـ الخالدي ، المصدر السابق ، 280 .
38 ـ الخالدي المصدر نفسه ص 279 .
39 ـ الخالدي ، المصدر نفسه ، ص 279 ـ 280
* قواهستان بظم اوله ثم سكون اخره وهو تعريف كواهستان الحموي / ج 4 ص 103 .
40 ـ ابن قتيبة ، المعارف ص 194 . البلاذري ، ص 394
* * نيسابور وهو مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ومعدن الفضلاء الحموي / ج 4 ص 422
41 ـ البلاذري ، المصدر السابق ص 394 . الطبري ، المصدر السابق ج 4 ص 301 . ابن الفقيه مختصر كتاب البلدان 318 . ابن حزم جوامع السيرة ص 348 . ابن الاثير ، الكامل ج 3 ص 123 القلقشندي ج 1 ص 91 السوداني ، جبهة البصرة ص 83 ـ 84 .
42 ـ السوداني ، المصدر السابق ص 84 .
43 ـ البلاذري ، المصدر السابق ص 397 . الطبري المصدر السابق ، ج 4 ص 310
* * * الصفانيان تقع على يسار نهر جيحون قرب باخ بينها وبين بلخ ست مراحل الحموي / ج 3 ص 840
44 ـ الطبري المصدر نفسه ، ج 4 ص 130 .
45 ـ الطبري المصدر نفسه ح 4 ص 311 .
46 ـ البلاذري المصدر السابق 397 الطبري المصدر السابق ح 4 ص 312 .
* * * * الجوزجان كورة واسعة من كور بلخ بخراسان الحموي / ج 2 ص 149 .
47 ـ خليفة ، تاريخ ، ص 165 ، البلاذري المصدر نفسه ، ص 398 .
48 ـ الطبري ، المصدر السابق ج 4 ص 312 .
49 ـ خليفة ، المصدر السابق ص 165 . الطبري ، المصدر نفسه ج 4 ص 312 . الصوفي دور , ص 75 .
50 ـ خليفة ، المصدر السابق ص 165 . البلاذري المصدر السابق ص 398 .
51 ـ السمعاني ، الانساب ج 2 ص 303 .
* * * * * بلخ تقع مدينة بلخ وسط خراسان . اليعقوبي ، البلدان ص 287 .
52 ـ المقدسي ، البدء والتاريخ ج 5 ص 198 . الذهبي ، تاريخ الاسلام ح 2 ص 84 . السيوطي تاريخ الخلفاء ص 155 . الداغر ، سرخس ص 23 ـ 24 .
قائمة المصادر والمراجع الحديثة :
اولا : المصادر الاولية
1 ـ ابن الايثر ، ابو الحسن علي بن الكرم محمد بن عبدالكريم ( ت 630 هـ / 1232 م )
2 ـ الكامل في التاريخ ، الطبعة الاولى ، دار صادر ، بيروت 1965 .
3 ـ اللباب في تهذيب الانساب ، القاهرة ، 1386 .
4 ـ اسد الغابة في معرفة الصحابة ، تحقيق قيري سعيد ، المكينة التوقيعته
5 ـ البلاذري , ابو الحسن احمد بن يحيى بن جابر البغدادي ( ت 279? / 892 م )فتوح البلدان ، مراجعة وتعليق رضوان محمد رضوان ، دار الكتاب العلمية بيروت 1978 .
6 ـ الجاحظ ، ابو عثمان عمروبن بحر بن محبوب ( ت 255 ? / 868 م ) العثمانية ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار الكتاب العربي ، القاهرة 1955 .
7 ـ ابن حزم ، ابو محمد علي بن احمد بن سعيد الاندلسي ( ت 456 ? / 1063 م ) جمهرة انساب العرب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار المعارف مصر ، 1962 .
8 ـ جوامع السيرة وخمس رسائل اخرى ، تحقيق احسان عباس وناصر الدين الاسدي ، دار المعارف مصر ( د . ت )
9 ـ الحموي ، شهاب الدين ابو عبدالله ياقوت بن عبدالله ( ت 626 ? / 1228 م ) معجم البلدان ، دار صادر ، دار بيروت ، 1955 ـ 1957 .
10 ـ ابن حجر العسقلاني ، ابو الفضل احمد بن علي ( ت 852 ? / 1448 م )
11 ـ الاصابه في تميز الصحابة ، القاهرة ، 1939 .
12 ـ ابن خلكان ، ابو العباس شمس الدين احمد ( ت 681 ? / 1281 م )
13 ـ وفيات الاعيان ، تحقيق محمد محي الدين ، القاهرة ، 1948 )
14 ـ خليفة بن خياط ، ابو عمر ( ت 240 ? / 854 م )
15 ـ تاريخ خليفة بن خياط ، تحقيق سهيل زكار ، دمشق ، 1965
16 ـ الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان ( ت 748 هـ / 1347 م ) تاريخ الاسلام وطبقات المشاهير الاعلام ، نشر مكتبة القدس عن نسخة دار الكتب المصرية ، القاهرة 1364 هـ .
17 ـ ابن سعد ، محمد بن سعد بن منيع البصري ( ت 220 هـ / 835 م )
18 ـ الطبقات الكبرى , دار صادر من بيروت 1957 ـ 1958 .
19 ـ السمعاني ، الامام ابي سعد عبد الكريم بن محمد التميمي المروزي ( ت 562 هـ / 1165 م ) الانساب ، باعتناء مرغليوث . بريل ـ ليدن ، 1912 م
20 ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر ( ت 911 هـ / 1505 م )
21 ـ تاريخ الخلفاء ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، بيروت ، 1952
22 ـ الطبري ابو جعفر محمد بن جرير ( ت 310 هـ / 922 م )
23 ـ تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، دار المعارف مصر ، 1960
24 ـ ابن الفقيه ، ابو بكر احمد بن احمد بن محمد الهمداني ، ( ت 365 هـ / 975 م ) .
25 ـ مختصر كتاب البلدان ، ليدن ، 1885 .
26 ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبدالله المسلم الدنيوري ( ت 276 هـ / 8890 م )
27 ـ المعارف ، تحقيق ثروة عكاشا ، دار المعارف في القاهرة ، 1969 .
28 ـ القلشنتندي ، ابو العباس احمد بن عبد الله( ت 821 هـ / 1418 م ) .
29 ـ ماثر الانافة في معالم الخلافة ، تحقيق عبد الستار احمد فرح الطبعة الثانية ، عالم الكتب في بيروت ، 1964 .
30 ـ المقدسي ، مظهر بن طاهر ( ت 350 هـ / 961 م )
31 ـ البدء والتاريخ ، باعتناء ، كلمان حوار ، باريس 1919
32 ـ اليعقوبي ، احمد بن يعقوب بن ابي جعفر بن واضح ( ت 284 هـ / 897 م ) البلدان ، النجف ، 1957
33 ـ تاريخ الكتب دار صادر ، بيروت ، 1960
ثانيا : المراجع الحديثة :
34 ـ الحديثي ، قحطان عبد الستار .
35 ـ ارباع خراسان ، البصرة ، مطبعة دار الحكمة 1990 .
36 ـ الخالدي ، زهير صادق رضى .
37 ـ ابطال من التاريخ العربي الاسلامي مراجعة الدكتور محمد حسين الزبيدي ، بغداد دار الحرية ، 1982 .
38 ـ الداغر ، نزار .
39 ـ سرخس ، دراسة في احوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب جامعة البصرة 2001 م .
40 ـ دحلان ، احمد الفتوحات الاسلامية بعد مضئ الفتواحات النبيوية ، القاهرة ، مطبعة حديثي ، 1968 .
41 ـ السوداني ، رباب جبار جبهة البصرة ، دراسة في احوالها العسكرية والادارية والاجتماعية والمالية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب ، جامعة البصرة 1989 .
42 ـ الصوفي ، حميد مرعي دور الدهاقين في الادارة المالية في خراسان ، رسالة ماجستير غير منشورة كلية الاداب ، جامعة الموصل ، 1989 .
43 ـ كمال ، احمد عادل فتوح الشرق بعد القادسية ، دار الفكر ، د . ت
44 ـ المشهداني ، محمد جاسم عبدالله بن عامر ، دار الشؤون الثقافية ، الطبعة الاولى، بغداد ، 1988 .
source : www.basrahcity.net