عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

التقية في الولاية

التقية في الولاية

في اشارة إلى استعمال التقية في بعض الاحوال فلنذكر هنا نص ما ذكره الامام النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تنقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه.
قال رحمه الله وللتقية عند العلماء احكام منها انه إذا كان الرجل في قوم كفار ويخاف منهم على نفسه جاز له ان يظهر المحبة والموالاة ولكن بشرط ان يضمر خلافه ويعرض في كل ما يقول ما امكن فان التقية تأثيرها في الظاهر لا في احوال القلب.
ومنها انها رخصة فلو تركها كان افضل لما روى الحسن انه اخذ مسيلمة الكذاب رجلين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لاحدهما اتشهد ان محمدا رسول الله قال نعم قال اتشهد اني رسول الله قال نعم وكان مسيلمة يزعم انه رسول بني حنيفة ومحمدا رسول قريش فتركه ودعا الآخر وقال اتشهد ان محمدا رسول الله فقال نعم نعم نعم فقال اتشهد اني رسول الله فقال اني اصم ثلاثا فقدمه وقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله وسلم اما هذا المقتول فمضى على يقينه وصدقه فهنيئا له واما الآخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه ونظير هذه الآية الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.
اغدو إلى عصبة صمت مسامعهم
عن الهدى بين زنديق ومافون
لا يذكرون عليا في مشاهدهم
ولابنيه بني البيض الميامين
اني لاعلم اني لا احبهم
كما هم بيقين لا يحبوني
لو يستطيعون من ذكري ابا حسن
وفضله قطعوني بالسكاكين
ولست اترك تفضيلي له ابدا
حتى الممات على رغم الملاعين
وقريب من هذا قول المأمون الخليفة العباسي
إذا ما المرء سرك ان تراه له
يموت لحينه من قبل موته
فجدد عنده ذكرى علي
وصل على النبي واهل بيته
ومنها انها انما تجوز فيما يتعلق بأظهار الدين فأما الذي يرجع ضرره كالقتل والزنا وغصب الاموال وشهادة الزو وقذف المحصنات واطلاع الكفار على عورات المسلمين فذلك غير جائز البتة (ومنها) ان الشافعي جوز التقية بين المسلمين كما جوزها بين الكافرين محاماة على النفس.
ومنها انها جائزة لصون المال على الاصح كما انها جائزة لصون النفس لقوله صلى الله عليه وآله حرمة مال المسلم كحرمة دمه ومن قتل دون ماله فهو شهيد ولان الحاجة إلى المال شديدة ولهذا يسقط فرض الوضوء ويجوز الاقتصار على التيمم إذا بيع الماء بالغبن قال مجاهد كان هذا في اول الاسلام فقط لضعف المؤمنين وروى عوف عن الحسن انه قال التقية جائزة إلى يوم القيامة وهذا ارجح عند الائمة (انتهى حرفيا).
عظة وذكرى
اليك ايها القارئ نفثة مصدور مدادها الاسى ومرماها ترجي الخير بلعل وعسى.
يدعي اقوام كثيرون حب اهل البيت عليهم وامتثال امر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما اوصاهم به في حقهم ويتظاهرون بذلك وربما كتبوا فيه ما كتبوا ثم تراهم يتهافتون تهافت الفراش على استخراج وتأييد ما امكنهم ان يستنتجوا منه غمطا لفضيلة أو غضا من منقبة جاءت في حق احد من اهل البيت الطاهر اما بأنكار الصحة أو تأويل المعنى أو ادعاء وجود معارض أو ترجيح مرجوح أو دعوى اجماع لم يقع أو بلا مستند أو نحو ذلك تجد هذا كله في اكثر ما جاء في حقهم عليهم السلام.
تأمل كل حديث ورد في فضل علي عليه السلام ولو كان في اعلى مراتب الصحة تجد التعليقات عليه والتأويلات لمعناه بما لا يطابق ظاهره في الغالب لكي يطابق ويوافق ما رسخ في اذهانهم مما اعتقدوه وجمدوا عليه هذا ان سلم من دعوى وضعه أو ضعفه ولا تجد شيئا من هذا في شئ من الاحاديث الواردة في حق غيره بل تجد الامر بالعكس مع انهم ان اولوا هذه فألى فوق ما يقتضيه ظاهر لفظها وان استنبطوا منها فالى افضل ما يستنبطه المستنبطون ومن تتبع الاحاديث وما علق عليها تحقق صحة ما قلناه.
هاهم قد شحنوا كتبهم الكلامية بذكر طبقات الصحابة رضي الله عنهم وترتيبهم في الفضل فقالوا افضلهم بعد الخلفاء الاربعة باقي العشرة فأهل بدر فأحل احد فأهل بيعة الرضوان ثم عامة الصحابة ولم يذكر الا من ندر منهم الحسن ولا الحسين ولا حمزة ولا العباس ولا جعفر الطيار في هذا الترتيب ففي اي مرتبة نضعهم؟ في عوام الصحابة واجلافهم ام كيف الحال؟! نعم شكر الله سعي خطباء المنابر فأنهم لا يزالون يذكرونهم بعد ذكر الاربعة فجزاهم الله عن نبيهم واهل بيته خيرا.
استطرد بعض اصحابنا بعد ذكر تفاضل الصحابة إلى ذكر تفاضل التابعين فقال بعضهم أفضل التابعين اويس القرنى وقال بعضهم الحسن البصري وقال آخرون هو سعيد بن المسيب ولم يقل احد بأفضلية الامام زين العابدين ابن الحسين عليهما السلام وهو والله افضلهم واعجب من هذا ان بعض علماء الشافعية افرد في مؤلف له فصلا في ذكر كبار التابعين وعد منهم نحو العشرة ولم يذكر فيهم زين العابدين ولا الحسن المثنى ولا محمد بن الحنفية ولا ادري ما الصادف له عن ذلك والحال انه من كبار العلماء المطلعين وتأليفه كان بعد انقضاء الدولتين الاموية والعباسية ان هذا والله لقريب من الجفاء ان لم يكن الجفاء بعينه.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السفيانيون الجدد وتهديد الشيعة
المُناظرة العاشرة/مناظرة التيجاني مع أحد ...
الشفاعة في الإسلام
المهدي المنتظر (ع) في صحيحي البخاري ومسلم ق(1)
لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق
هل تعلم ان علي بن أبي طالب (عليهما السلام) رابع ...
المُناظرة الثانية والثلاثون/مناظرة ابن أبي ...
خامساً: الجهاز العقلي وطريق الاستدلال
النبوة بين اللغة العربية واصطلاح علماء الإسلام
ثقافة (التسخيت)

 
user comment