أتَـرُودُ سـاحَتَها وأنـت غُـثاءُ يـا غـاية تَـعِبَت بـها الشعراءُ
تـسري بـأجنحةِ الـخيالِ قوافياً رُوداً وأنْـحلها سُـرىً وصـبَاءُ
لُـذْ بالطُّيوف فإنّ بعضَ رسومِها لَـمْحٌ لـهنّ مـع الكَرى إغضاءُ
فـلربّما صـادَفْت عـطراً سانحاً يَـهْمي وتـحملُ طَـيفَهُ الظلْماءُ
فـيَشِفّ جِـسْمُ الـلّيلِ عن لأْلائِهِ فَـجْراً يَـروعُ تَـزقُّهُ الأضْـواءُ
فَـتَرى الـجمالَ تَحُف فيهِ غَلائِلٌ لِـتُطِلَّ مِـنهُ الـبَضْعةُ الزَّهراءُ
يـا لَـلنّدى والعِطر، أنتِ نَظيرُها فـي الـبَوحِ إلاّ أنّـكِ الـحوراءُ
سَـكِرَ الـبَيانُ بـها فألْوى جيدَهُ لِـلْحُسْن وازدَلـفَتْ رُؤىً وضياءُ
سَمَرَتْ مَع الوَحيِ المُطيفِ بِبيْتِها ورَنَـا لِـسِدْرَةِ مـجدِها الإسراءُ
فـالنَّجمُ لَـم يَـخْفِقْ بأجنِحَةِ السَّنا شَـوقاً ولا دانَـتْ لَـهُ الـعَلياءُ
إلاّ لِـيَلْثمَ مِـن شَـذاكِ غَـوالياً زُهْـراً تَـسَاقطُ فـوقها الأنـداءُ
وعـلى انْسِكابِ دَم اليَراعِ خوَاطِرٌ حَـرّى وَافـئِدَةُ الـقريض ظِماءُ
وعلى رحابِ سَناكِ ماجَت صورةٌ لِـلشّعرِ تَـقِبسُ نـورَها الجَوزاءُ
هِـي بَـضعَةُ المُختارِ لولاها فلا شَـمسٌ، وَأنـوارُ الـوجودِ هباءُ
فـالشَّمسُ مُذ صاغ الإلهُ شُعاعَها هِـيَ مِـن بـديعِ سَـنائها لأْلاءُ
هـذي الـخُيوطُ اللاّمِعاتُ شفيفةً ظِــلٌّ لِـحُسْنِكِ أبْـرَزَتْهُ ذُكـاءُ
هـذي الـرُّسومُ الحالماتُ موائلاً خَـطَرَتْ، فـأنتِ لِـرُحِهنّ رَواءُ
أنا في عبيرِ الطِّيبِ أغمِسُ ريشتي ثـمِلاً ويُـمْسِكُ خـافِقَيَّ رجـاءُ
قـلِقاً عـلَى صُوَرِ الجَمال أرودُها وَسْـنى يُـداعِبُ جَـفنَها الإغفاءُ
عـاشت بـأفياء الـوصيِّ رضِيّةً وَحَـبَتْه بـالحَسَنَينِ، جَـلَّ حِباءُ!
حَـضَنَت أباها واكتَوَت بجِهادِها وَرَوى لـنا الـتَّاريخُ، وهو غَناءُ
لـكِنّما أسَـفي بـأنَّ كَـريمَة الـ مُـختَارِ تُـدفَنُ والـظَّلامُ غِطـاءُ
مـاذا عَسى شِعري وَأحرُفُهُ ذَوت أن يـستفيضَ وَضَـجّتِ الأنـباءُ
هـذي هِـي الزَّهراءُ في ميلادِها عِـطرٌ يَـضوعُ وَطَـلعَةٌ غَـرَّاءُ