عربي
Thursday 26th of December 2024
0
نفر 0

شيعة مصر وردود الافعال

شيعة مصر وردود الافعال

لم تكن قضية الشيعة تشغل الساحة الإسلامية كثيرا في مصر.ولم تكن الشيعة مطروحة كمذهب منافس لمذهب السنة الذي سيطر عليه الخط الوهابي في فترة السبعينات. فقد كان ما يشغل الساحة الإسلامية في تلك الفترة ثلاثة:
1 - الصوفية..
2 - تيار التكفير..
3 - الحكومة..
حتى أنه لم يكن أحد في الوسط الإسلامي يسمع بجماعة التقريب أو جمعية آل البيت أو يطلع على أي من الكتب الشيعية التي صدرت بمصر في تلك الفترة وهي كثيرة..
لقد كانت التيارات الإسلامية منشغلة ببعضها. الإخوان منشغلون بالجهاد والتكفير والسلفيين. والجهاد والسلفيين منشغل بالتكفير. وهذه التيارات جميعا منشغلة بالحكومة. ومنشغلة أيضا عدا الإخوان - بالصوفية..
وبالنسبة للإسلام الرسمي لم يكن يظهر أي بادرة عداء تجاه الشيعة وكانت العلاقات وطيدة بين الأزهر ووزارة الأوقاف وبين هيئات وعلماء شيعة من إيران والعراق ولبنان.
إلا أنه وبمجرد قيام الثورة الإسلامية في إيران تغيرت الأمور وتغير الاتجاه الإسلامي من تأييد الثورة ومناصرتها في البداية إلى الكفر بها ومعاداتها مع قيام الحرب العراقية الايرانية..

كيف حدث ذلك؟:

إن القوى المتربصة بالإسلام وقد أفجعها ما حدث في إيران ركزت أبصارها على مصر واعتبرتها الدولة التالية المؤهلة للحاق بإيران على طريق الإسلام فمن ثم سعت إلى تنفيذ مخططها الخبيث الذي يرمي إلى عزل مصر عن إيران والقضاء على تأثير الثورة الإسلامية على الحركة الإسلامية فيها. وقد اعتمدت في تنفيذ مخططها هذا على ثلاثة ركائز:
الأولى: استغلال الخط الوهابي الذي تشبعت به الحركة الإسلامية والذي يكن عداءا شديدا للشيعة واستغلال قلة الوعي السياسي والخبرة لدى التيارات العاملة في محيط الحركة..
الثانية: تفجير الخلافات القديمة بين السنة والشيعة ونشر الشائعات التي تهدم عقائد الشيعة وتشكك المسلمين فيها وفي الثورة الإسلامية..
الثالثة: تحريض الحكم على إيران ودفعه إلى دعم التيارات المعادية لها في مصر إعلاميا وسياسيا وفتح الباب إمام المد المسعودي الوهابي ليشكل سدا منيعا يحول بين المسلمين وبين التأثر بالشيعة و إيران..
والحق إن هذا المخطط قد تم تنفيذه بدقة ونجح في تحقيق أغراضه في الوقيعة بين الحركة الإسلامية والثورة الإسلامية. ودفع بالحركة إلى الصف المعادي لها.
وأستطيع أن أجزم أن هذا المخطط لم يكن لينجح لو كانت الحركة الإسلامية متسلحة بالوعي السياسي والخبرة اللازمة ومتحررة من الأطر السلفية العمياء التي فرضها عليها الخط الوهابي فهذه هي نقطة الضعف في جسم الحركة التي تمكن أعداء الإسلام من اختراقها واستغلالها في إضفاء المشروعية على موقفها المعادي للثورة..
لقد طوقت الساحة الإسلامية في مصر بحرب إعلامية عاتية شرسة حيث صبت حمم غضبها على الشيعة وإيران واستخدمت فيها كل الوسائل الاعلامية من مقابل وكتاب وخطب ومؤتمرات وتم شراء الكثير من الكتاب والصحفيين والدعاة والرموز الإسلامية البارزة في الوسط الإسلامي ودور النشر والصحف الإسلامية.
ولم ينج من هذه الفتنة سوى عدد قليل من الدعاة أصحاب البصيرة أما البقية فقد غرقوا في موجات النفي المتتابعة والتي كانت تتدفق على الساحة الإسلامية من السعودية والعراق اللتان كانتا تذكيان نار الفتنة وتأججان نارها.
وكانت سفارة السعودية وسفارة العراق في القاهرة تنفقان بغير حساب من أجل تشوية الشيعة وإيران والإمام الخميني. وكانت الحكومة ترقب هذا الوضع وتعمل على دعمه..

قادة المواجهة:

كان الدور الأجنبي واضح في حملة العداء ضد الشيعة بينما كانت الأدوات المصرية التي تقود المواجهة لها دوافعها الذاتية التي لا تخرج عن دوافع أربعة:
الأول: الدافع العقائدي وهو محرك التيار السلفي الوهابي الذي يواجه الشيعة من خلال موقف عدائي نابع من قناعته بضلالها وانحرافها. ونابع من إيمانه بضرورة جهادها والحيلولة دون انتشار عقائدها (الفاسدة) بين المسلمين.
وهو بهذه الصورة يصبح لديه القابلية للصدام مع الشيعة بصورة تلقائية بوصفها عدوا يشكل خطرا على معتقداته. من هنا وبمجرد إعلان الحرب على الشيعة في مصر تزعم هذا التيار هذه الحرب على الفور وكان له الدور الأكبر في تحريض الاسلاميين عليها ودفعهم إلى الكفر بها..
وهذا التيار بمثل أغلب اتجاهات المكتبات ودور النشر المصرية التي أسهمت في نشر معظم الكتب المعادية للشيعة طوال فترة الثمانينات..
الثاني: الدافع المصلحي وهو محرك تيار الإخوان الذي كان من المتعاطفين مع الثورة في بدايتها ثم انقلب على الشيعة وإيران بسبب ضغوط سعودية وبسبب ضغوط من الحكومة المصرية وتيار الإخوان الدولي الذي كان يثير الشبهات حول علاقة إيران بسوريا التي اضطهدت جماعة الإخوان. وحتى لا تسخر الجماعة السعودية وحتى لا تصطدم بالحكومة المصرية أو تصطدم الحكومة بها وحسما للخلافات التي وقعت بين تيارات الإخوان حول الموقف من إيران انحاز تيار الإخوان المصري إلى الجبهة المعادية للشيعة وإيران لصالح الجماعة ومن أجل الحافظ على وجودها ومستقبلها..
الثالث: الدافع الشخصي وهو محرك الأقلام والكتاب والصحفيين من شتى الاتجاهات إسلامية وعلمانية والذين شنوا حربهم على الشيعة وإيران على سبيل الاسترزاق..
الرابع: الدافع السياسي وهو محرك الحكومة التي تحالفت مع السعودية ومع العراق ضد إيران وحفاظا على ولائها الامريكي الصهيوني. وهو أيضا محرك الأزهر الذي يسير في ركاب الحكومة ويتبع سياستها حتى ولو كانت تخالف مبادئ الإسلام الذي يدعي تمثيله.. (1)
والمراقب للحرب التي شنت على الشيعة في مصر يبهره حجمها وأدواتها والامكانيات التي سخرت لها والتيارات المختلفة التي أسهمت فيها مما يدفع إلى التساؤل: هل حجم الشيعة في مصر بهذا القدر الذي يتطلب مثل هذه الحرب..؟
والجواب إن هذه الحرب لم تكن موجهة ضد الشيعة كمذهب أو الشيعة كأفراد بقدر ما كانت موجهة ضد إيران وثورتها فهي حرب سياسية في المقام الأول هدفها القضاء على تأثير الثورة على شعوب المنطقة العربية خاصة مصر وقد اتخذت الشيعة ستارا لها لجذب الإسلاميين إلى صفها. وإذا كنا سوف نعتبر هذه الحرب حريا مذهبية بين السنة الذين يريدون الحافظ على وجودهم وعلى عقيدتهم وبين الشيعة الزاحفين عليهم من إيران كما كان يتصور بعض السذج والجهلاء في الوسط الإسلامي، فيجب أن نعتبر صدام حسين زعيم السنة فهو الذي كان يقود الحرب ضد الشيعة وإيران..

التنظيمات الشيعية:

ولم تتوقف الحرب ضد الشيعة في مصر عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى ضرب الأنشطة الشيعية والبطش بكل من يمت للشيعة بصلة..
وكانت أولى الضربات التي وجهت للأنشطة الشيعية في مصر هو وقف نشاط جماعة التقريب ثم حل جمعية آل البيت بقرار أمني..
ثم تتابعت الضربات فكانت أولاهما تتمثل في القبض على مجموعة من العناصر الإسلامية وبعض الكتاب وأساتذة الجامعات واتهامهم بتشكيل مجموعة جهادية بتمويل إيراني فيما عرف وقتها بالقضية رقم 401 لعام 87..
ثم وجهت ضربة أخرى لعناصر من الشيعة المصريين والعرب المقيمين في مصر فيما عرف بالتنظيم الشيعي الخميني عام 88..
وقد أثار ظهور هذا التنظيم ضجة واسعة وقتها على مستوى مصر والعام العربي حيث ضم عناصر من البحرين والكويت والعراق اتهموا جميعا بالانتماء لحزب الله.. ولما كانت هذه الدول الثلاث متحالفة ضد إيران فقد أثارها وجود عناصر من شعبها يعمل لحساب إيران وينتمي لحزب الله أداة إيران التي تخشاها.
من هنا سارعت هذه الدول بطلب عناصرها لتحري الأمر وبحث إذا ما كان حزب الله قد تغلغل في بلادهم..
وكان هذا التنظيم من جهة أخرى مفاجأة بالنسبة للرأي العام المصري الذي لم يكن يتوقع أن للشيعة وجودا في الساحة الإسلامية بمصر يمكن أن يشكل تحديا أمنيا للحكم..
والطريف في الأمر أن هذا التنظيم المزعوم قد شكل دعاية كبيرة للشيعة في مصر بصورة غير مباشرة ودفع بالرأي العام إلى محاولة التعرف على الشيعة مما أدى إلى زيادة الإقبال على الكتاب الشيعي..
وفي المقام التالي وجهت ضربة ثانية للشيعة فيما عرف بالتنظيم الشيعي الخميني أيضا. ويبدو أن الحكومة لم تكتفي بالتنظيم الأول فقررت أن تخترع تنظيما ثانيا يفي بالغرض الذي عجز عن تحقيقه التنظيم الأول عل يما يبدو.
إلا أن الرأي العام المصري كان قد استقبل الاعلان عن اكتشاف التنظيم الثاني بفتور شديد ولم يحظ التنظيم المزعوم بتركيز إعلامي كبير مثلما حدث مع سابقه.
والشئ الملفت للنظر في قضية التنظيم الثاني أن نفس التهم التي وجهت للأول هي نفس التهم التي وجهت للثاني حتى أن مانشيتات الصحف كانت متقاربة إلى حد كبير.
ومع بداية عام 90 بدأت الضغوط تتلاشى تدريجيا عن الشيعة حيت تلاشت تماما مع توقف الحرب العراقية الايرانية وكان حملة العداء على الشيعة في مصر كانت موقوتة بالحرب. وهذا لا يعني أن الشيعة أصبحت تيارا مشروعا في مصر فلا تزال هناك محاذير أمنية كثيرة تحوم من حولها وهي نابغة كلها من خلال الموقف من إيران..
وإذا كان الشق السياسي في الحرب التي شئت على الشيعة في مصر قد تنحى جانبا بعد حرب الخليج. إلا الشق المذهبي العقائدي لا زال له وجوده الفعال ودوره البارز في الحرب المقدسة التي يرفع رايتها التيار السلفي الوهابي وهو مستمر في رفعها حتى اليوم.. ولن تطوى راية هذه الحرب حتى قيام الساعة..

رد الفعل الشيعي

هل استسلم الشيعة المصريون للضغوط وتراجعوا عن مواجهة الحملات الاعلامية التي شنتها الحكومة والتيار السلفي السعودي والأزهر وغير هم أخذا بمبدأ التقية التي يلتزم بها الشيعة..؟
إن الوقائع تشير إلى غير ذلك فمع بداية الثمانينات كان هناك نشاط شيعي متفرق في مصر وقد أخذ هذا النشاط يتطور تدريجا وأصبح أكثر بروزا على ساحة الواقع أدى إلى استفزاز الحكومة وخصوم الشيعة من السلفيين وغيرهم..
وكان هذا النشاط هو المقدمة التي أدت في النهاية إلى توجيه عدة ضربات متتالية لمجموعات شيعية لم تكن لأنشطتها أية أبعاد سياسية..

البداية:

كان لوجود الكثير من العناصر العربية الشيعية في مصر دوره الفعال في دعم الدعوة الشيعية فيها. فقد كانت مصر مكتظة بالعراقيين الشيعة الفارين من وجه صدام والذين أقاموا في مصر لغرض الدراسة. كما كان بها الكثير أيضا من شيعة البحرين والسعودية الذين يقيمون لنفس الغرض. وقد أسهمت هذه العناصر في القيام بدور دفاعي فعال ضد الهجمات الاعلامية التي شنت على الشيعة في تلك الفترة..
وكانت العناصر العراقية تلتزم بتقليد السيد الخوئي بينما كانت أغلبية العناصر البحرينية تقلد السيد الشيرازي وكذلك كان بعض السعوديون..
ولم تكن فكرة التقليد واضحة في أذهان المصريين حتى تلك الفترة كما لم تكن أسماء كبار المراجع الذين يقلدهم الشيعية مثل السيد الخوئي والسيد الشيرازي معروفة في مصر. وقد اشتهرت أسماء المراجع فيما بعد مع بروز النشاط الاعلامي الشيعي ومع الضربات التي وجهت للشيعة وأدت إلى تسليط الأضواء على مراجع الشيعة..
ويبدو أن احتكاك المصريين بتلك العناصر العربية قد أدى إلى التعرف على هذه المراجع من قبل المصريين..
إلا أن هذا الاحتكاك بين المصريين والعرب لم تكن نتيجته تنحصر فقط في تحسين صورة الشيعة والدفاع عنها إنما تعدته إلى التزام كثير من المصريين بنهج الشيعة بعد أن تعرفوا إليها عن طريقهم وبواسطة الكتب التي كانوا يحصلون عليها بواسطتهم..
وقد تم القبض على بعض هذه العناصر العربية في دائرة التنظيم الشيعي الخميني في عام 88 ومنذ ذلك الحين توقف نشاط الشيعة العرب في مصر..
وكان البعض من العراقيين قد قام بطبع عدد من الكتب الشيعية والكتب المعادية لنظام صدام حسين ونشرها في الأوساط الثقافية..
ومن هذه الكتب كتاب أصل الشيعة وأصولها وكتاب الحرب العراقية الايرانية وكتاب أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة. ونحو وحدة إسلامية. وفي سبيل الوحدة الإسلامية.

البداية:

في أواخر عام 86 بدأ الإعداد لقيام أول دار نشر شيعية في مصر وكان قيام هذه الدار على كاهل بعض المصريين وبعض العرب. وتم الاتفاق على تسميتها بدار البداية. كما تم الإعداد لنشر عدد من الكتب لبعض مؤلفين ومفكرين من
الشيعة للدخول بها معرض القاهرة الدولي للكتاب..
وكان ظهور دار البداية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 87 قد شكل مفاجأة كبيرة للتيار السلفي الوهابي المتربص بنا. كما كان مفاجأة لرجال الأمن والمراقبين.
ولم يستطع التيار السلفي ضبط أعصابه وكظم غيظه لهذا الحدث فأعلن عن غضبه في منشور انطلق يوزعه على رواد المعرض. وكان هذا المنشور يحوي تحذيرا من دار البداية ومن عدة كتب في مقدمتها كتاب المراجعات وأصل الشيعة وأصولها. وقد أرفق بهذه المنشور صورة صفحة من كتاب الكافي تحوي عدد من الأحاديث الموجهة ضد الصحابة..
ولم يقف رد فعل التيار السلفي والذي كان مممثلا في دور النشر السعودية والمصرية المتحالفة معه. عند هذا الحد بل تعداه في القيام بغرات ما بين الحين والآخر على جناح دار البداية لتهديد القائمين عليها وزجر المتعاملين معهما..
وشارك رجال الأمن أيضا في هذه الغارات وقاموا باستدعاء القائم على الدار للتحقيق معه حول هذا الأمر..
ولعل التوقيت الذي برزت فيه هذه الدار كان من العوامل التي دعمتها إعلاميا ويسرت لها السبيل لنشر كتبها في الوسط الإسلامي. إذ حققت الحملة المضادة التي شنت عليها مردودا دعائيا لم تكن لتستطع القيام به في مثل الظروف العصيبة التي كانت تحيط بالشيعة في ذلك الوقت..
وعلى الرغم من أن الكتب التي أصدرتها دار البداية لم تكن كتبا فقهية أو عقائدية وكانت كتبا فكرية إلا أنها استفزت التيار السلفي استفزاز كبيرا..
وعندما تم القبض على المجموعة الشيعية الأولى عام 88 كانت دار البداية أحد ركائز القضية التي تم صناعتها في تلك الفترة حيث اعتبرت أحد أنشطة المخابرات الايرانية في مصر. ومنذ ذلك الحين توقفت دار البداية.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه دار البداية بالعمل لحساب إيران أو على حد تعبير الحكومة (الرشوة الدولية) كانت الساحة المصرية تكتظ بعشرات دور النشر السلفية المدعومة من السعودية والتي قام بتأسيسها عناصر من الجماعات الإسلامية التي سبق اعتقالها في قضايا إسلامية. ولا تزال هذه الدور تعمل حتى اليوم وتتكاثر.
وقد قامت إحدى دور النشر السلفية بإصدار كتاب خاص بدار البداية تحت عنوان (بداية الشر ونهج البربر) هاجمت فيه الشيعة والدار وبعض الكتب التي أصدرتها. والمتأمل في هذا الكتاب الذي كان يوزع مجانا على رواد المعرض عام 88 يجده أشبه بتقرير أمني كتب بقلم رجل من رجال الأمن..
وما يجب ذكره هنا أن دار البداية أصبحت علامة بارزة في تاريخ الشيعة الحديث في مصر على ما قدمته من إنجازات في ميدان الدعوة لمذهب آل البيت وما تركته من أثر لا زال باقيا في الوسط الإسلامي حتى اليوم..
وقد قامت بعد دار البداية دار جديدة هي دار الهدف لتكون لافتة لشيعة مصر وعلامة من علامات إثبات وجودهم. ولا تزال الحرب الدعائية تشن عليها من قبل التيار السلفي كما لا تزال ترصدها عيون الحكومة..
وفضلا عن كون دار الهدف تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في كل عام وتسهم في نشر الكتاب الشيعي في مصر وما يحمل هذا من مردود دعائي للشيعة في مصر. فإنها تقوم بالإضافة إلى ذلك بإحياء المناسبات الشيعية كذكرى عاشوراء وذكرى الغدير وذلك تكون قد تحولت إلى حسينية بالمفهوم الشيعي.
وإذا كانت الظروف التي تواكبها دار الهدف هي أقل حدة من الظروف التي واكبت دار البداية فإنه لا تزال هناك عدة تحديات تواجهها على مستوى الداخل والخارج..
فعلى مستوى الداخل هناك التيار السلفي الوهابي المتربص الذي يزداد قوة وفعالية وانتشارا خاصة وأن الساحة خالية أمامه بعد بطش الحكومة بالتيارات الأخرى وهناك أيضا الحكومة التي تضع بعض المحاذير الأمنية على النشاط الشيعي..
وعلى مستوى الخارج ينعكس على الدوام موقف الحكومة من إيران على الشيعة وعلى أنشطتهم في مصر فالحكومة لا تزال تنظر للشيعة على أنهم تابعين لإيران.
ومثل هذه التحديات لا تواجه دار الهدف بصفتها دار نشر شيعية وإنما تواجهها بصفتها لافتة لشيعة مصر..
المصادر :
1- أصدر شيخ الأزهر الحالي الكثير من البيانات ضد إيران وكتب كتابا يهاجم الشيعة وإيران بعد أحداث الحرم المكي عام 87.. أين هذا من تصريح شيخ الأزهر عام 79 لجريدة " الشرق الأوسط ":

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السيد احمد بن علي محمود شرف الدين
مفهوم الزمن بين صدر الدين الشيرازي وآينشتاين
سعید السامرائی - العراق – حنفی
طباعة سلسلة كتب "الأنبياء والصحابة" للأطفال ...
د. مونتسدات روفيرا
صائب عبد الحميد ( العراق ـ حنفي )- 2
الدكتور مسعود جهرمي يُنقل بالقوة إلى المطار ...
ساندرا جونسون (سارا)
قصة استشهاد الحاج أبو إدريس
إصدار كتاب "السلم والحرب في القرآن الكريم "

 
user comment