إن خيار المحافظة على الآثار الإسلامية الموجودة في بلدنا الحبيب أو هدمها وإزالتها بالكلية، خوفا من افتتان المسلمين بها وفساد عقيدتهم، أمر خلافي لم تجمع الأمة عليه حتى الآن. بل إن الأمر موضع خلاف حتى بين المسلمين داخل بلدنا وحيث الأمر كذلك ففي رأيي لا يجوز التصرف بهدم وإزالة تلك المعالم حتى يتم نوع من الإجماع في الأمة حول هذا الموضوع خاصة أنه ينبغي علينا ألا ننسى أن هذه الآثار والمعالم ليست ملكنا وحدنا نتصرف بها كيفما شئنا وإنما هي عهدة وأمانة في أعناقنا وملك كل الأمة الإسلامية والتي نشكل نحن جزءاً منها.
المشكلة هي تصرفات بعض المتنطعين لدينا التي تعطي أعداءنا الذخيرة الحية التي يهاجموننا بها هذا فضلا عن اللغط الذي تثيره مثل هذه التصرفات. أن نظل كلنا أسرى لرأي فقهي يمثل قلة في الأمة الإسلامية الواسعة وحتى منا نحن أمر عجيب وغريب ويثير كثيراً من التساؤلات كما أنه لا يفوتني هنا تذكيركم أيها الاخوة والاخوات أن الأمر قد يبدأ بهدم مسجد أو إزالة قبر ولكنه سرعان ما يمكن أن يتحول إلى قتل إنسان أو جماعة لا تتفق مع رأي فقهي بعينه.
هذا الموضوع ليس ضربا من خيالي أو زعماً فارغاً فها هم قوات الأمن عندنا في معارك شبه يومية مع جماعات تريد فرض رأيها علينا بقوة السلاح إن لزم الأمر ولا تتردد ولو للحظة في إزهاق أرواح الأبرياء في سعيهم لتحقيق أهدافهم.
إن الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفكري الذي لا يختل