يقول البعض : بأنّ الأحاديث الواردة في آية المودّة على أنّها في آل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله) كلّها موضوعة ، والسبب أنّ آية المودّة في سورة الشورى وهي مكّية ، وأنّ الإمام علي وفاطمة (عليهما السلام) قد تزوّجا بعد وقعة بدر ، أي كانوا في المدينة ، فما هو ردّكم عليه ؟ ولكم جزيل الشكر .
الجواب : لاشكّ ولا شبهة في ورود الأخبار المأثورة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) على أنّ آية المودّة نازلة في حقّ أهل البيت (عليهم السلام) بشهادة المصادر المتواترة (1) .
وأمّا وجودها في سورة مكّية فلا يضرّ بالمعنى وكم له نظير من ورود آيات مكّية في سور مدنية وبالعكس بعدما ثبت عند الكثير من العلماء والمفسّرين أنّ هذه الآية مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت في المدينة المنوّرة (2) .
فتحصّل أنّ نسبة الوضع لهذه الأحاديث ممّا لا ينبغي فرضها ، فضلاً عن صدورها عن أحد .
_______________________
1- أُنظر : الدرّ المنثور 6 / 7 ، شواهد التنزيل 2 / 189 ، الصواعق المحرقة 2 / 489 ، تفسير الكبير 9 / 595 ، مجمع الزوائد 7 / 103 ، ذخائر العقبى : 25 ، ينابيع المودّة 3 / 137 ، وغيرها من المصادر .
2- أُنظر : روح المعاني 13 / 11 ، الجامع لأحكام القرآن 16 / 1 .