جاءت امس خطبة الجمعة ومن خلال خطيبها ممثل المرجعیة الدینیة العلیا في العراق سماحة الشيخ الكربلائي ليشير الى ضرورة الوعي الحضاري لتفتح بابا من التامل والتفكر ووضع النقاط على الحروف ودفاعا عن الاسلام بانه اصل الحضارة .
ابنا: اخذت كلمة الحضارة حيزا كبيرا من النقاشات الخلافية بين المسلمين ودعاة العلمانية متهمين المسلمين بانهم بلا حضارة ولا يؤمنون بالحضارة ، وجاءت امس خطبة الجمعة ومن خلال خطيبها ممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة الشيخ الكربلائي ليشير الى ضرورة الوعي الحضاري لتفتح بابا من التامل والتفكر ووضع النقاط على الحروف ودفاعا عن الاسلام بانه اصل الحضارة .
سامحهم الله دعاة العلمانية يعتقدون ان الاسلام يحرم الحضارة ويحلل التخلف من خلال تمسك المسلمون بالنصوص الاسلامية، ونطرح السؤال هنا ماذا قصد الشيخ الكربلائي بالوعي الحضاري؟
الحضارة ليست التطور العمراني والعلمي فقط بل التصرف اللائق وفق متطلبات العصر بالتوافق مع اظهار محاسن التراث الشيعي الذي يحث النفس على ان ترتقي بذاتها وبتصرفاتها لتكون محل احترام الاخرين ومن بين اوجه هذا الاحترام عندما تواكب التطور الذي ينهض بالحضارة دون المساس بالثوابت التشريعية وكل ما يخدم الانسان من تطور عمراني وتكنلوجي وخدمي هو من اولويات الشارع المقدس، فالوعي الحضاري له معنى عميق ويمكن تلخيصه بعبارة ان تواكب التطور ولا تكن محل انتقاد او سخط من الله عز وجل ، فالاخلاق الحسنة هي الاساس الثابت الذي ترتقي عليه الحضارة، ولهذا ترى الكثير من الاخلاق الاسلامية التي هي بمتناول يدنا وبتاكيد اهل البيت عليهم السلام عليها نجد ان الغرب عاملين بها ولانهم عملوا بها نهضوا ببلدانهم، والا لو عدنا بهم الى القرون الوسطى عندما كانوا همج رعاع كانوا في قمة التخلف بل قتلوا العلماء في حينها ، وفي حينها كان المسلمون في قمة الرقي العلمي من فلك وطب وجغرافية وفيزياء وكيمياء، تبقى الاخلاق اساس التطور الحضاري .
وهنا ضرورة الوعي الحضاري هو ضرورة ان ننظر الى انفسنا والى غيرنا لندقق الحسابات اين نحن من هؤلاء ؟ فان كنا نجاهد من اجل اعلاء كلمة الاسلام فالحضارة هي من اهم الوسائل التي من خلالها يمكن لنا ان نعي ضرورة الحضارة، تمعنوا جيدا في بعض ما يجري في العالم عندما يقدم شخص ما على عمل حضاري مميز وعندما يعلمون بانه مسلم كيف تكون نظرتهم للاسلام .
مثل بسيط الاغلب في العالم ينظرون الى الاسلام بانه ارهاب وهذه الصورة لاحقت كل مسلم، ولكن مواقف السيد السيستاني حفظه الله في وأد الازمات التي عصفت بالعراق وتحذيراته من الطائفية والكره والتفرقة وتاكيده على التسامح والتعايش السلمي غيّر النظرة لدى الكثيرين عن الاسلام وجعل دائرة الاتهام الارهابي تنحصر في زاوية معينة ، ومن هنا فان تاكيد الشيخ الكربلائي وهو تاكيد السيد السيستاني بضرورة الوعي الحضاري هو ان نكون زينا لاهل البيت عليهم السلام وليس شينا وهذا يبدا من اصلاح النفس اولا والالتزام بدعاة الاصلاح الذين انقذوا العراق من محنة كادت تعصف بالعراق شعبا وارضا .
فالوعي الحضاري هو النظافة والاحترام ورفض الفساد والتعايش السلمي والعفو واقتحام ميادين العلم والحرص كل الحرص على تراثنا الذي فيه كل ما نريد في دنيانا واخرتنا .
ليس ما وصل اليه الغرب مستحيل علينا انه بمتناول يدنا عندما نرسخ مفهوم الحضارة التي اولها اصلاح النفس وعندها يبدا العقل واليد العمل بنفس طيبة لا تعرف الياس والاحباط وتغلق الباب على من ينال من رموزنا الذين يبذلون جهودا استثنائية للنهوض بنا وببلدنا وللاسف ان يكونوا اي رموزنا محل هجمة بربرية من قبل بعض ضعيفي النفوس وهؤلاء يجدون الثغرة عندما ننشغل نحن بتوافه الامور والركب الحضاري يمر من جنبنا ونحن قادرون على ايقافه وتحميله ما بجعبتنا من حضارة وقيم وتراث الا اننا اهملناه وانشغلنا بما يعيب به الغرب علينا .