عربي
Friday 26th of July 2024
0
نفر 0

الاسماعيلية .

الاسماعيلية .

ارى مـن الـضروري قبل الحديث عن نشاط الاسماعيلية في ايران ان القي نظرة توضيحية موجزة عامة على هذه الفرقة , اذ يتعذر علينا الحديث عنها مفصلا هنا.
يبدو ان التعقيد والغموض لم يكتنفا فرقة من الفرق الاسلامية كالاسماعيلية (بخاصة ابان نشوئها) و مازالت هويتها الحقيقية غامضة حتى بعد سنين من الدراسات المفصلة للمستشرقين عنها.
و لهذا الموضوع اسباب متنوعة منها : ا نهم كانوا اقلية تعيش في جو خانق و قلما برزوافي الفترة الاولـى مـن حـياتهم كتيار رسمي و كان اعداؤهم , لا سيما العباسيون , يبذلون قصارى جهدهم في تـحريف عقائدهم و كذلك كان السنة , اذ انطلقوا من عنادهم المكشوف لعقائدهم , فجهدوا كثيرا في التعتيم عليها من خلال عرض موضوعات غيرحقيقية عنهم .
يـضـاف الى ذلك , ان تفرق الاسماعيلية انفسهم حال دون وجود عقائد مدونة لهم و في المقابل , كانوا يـتـاثـرون بعقائد البيئة التي يعيشون فيها حيثما قر قرارهم , فبرزت صورمختلفة في عقائدهم و ربـما بلغت هذه الصور درجة لم تلحظ معها صلة ظاهرية بين بعض فرقهم كالقرامطة و غيرهم من الفرق الاخرى و لا يمكن ان نتصور علاقة ما بينها ـعلى سبيل الاحتمال ـ الا بعد البحث والتنقيب .
ان الاغـتراف من العقائد الفلسفية المختلفة سوا كانت في ايران , او العراق , او الشام , اومصر, ادى الـى تـقلقل افكارهم فظهرت على شكل تعاليم فلسفية متنورة حينا, كما في رسائل اخوان الصفا, و متخذة طابع التاويلات الباطنية شبه العرفانية , و حتى الخرافية تماما, حينا آخر.
ان الاعـتقاد بالظاهر والباطن , و اقحامهما في تفسير التعاليم الدينية سبب آخر من اسباب الغموض والتعقيد و قد اوقع الجميع في الشك والشبهة فالجانب العملي من هذا الاعتقاد هو الظاهر المرضي عـند عامة الناس و هو الذي يقر بالفقه الديني , و يهتم بظواهر الشرع اهتماما تاما اما الجانب الاخر فهو الباطن الذي يتغير فيه كل شي حتى ان الجمع بينهما في فكرة من الافكار العقلية يبدو عسيرا و بـيـنـما يعرض احد المؤرخين في الفرق والمذاهب زوايا خاصة من هذه الافكار, ياتي مؤرخ آخر فيطرح نقاطا اخرى ,مما يفضي الى زيادة الغموض و الابهام في عقائدهم .
و نـرى ان الـدعوة الخفية للاسماعيلية التي ادت الى الغموض في تركيبتهم السياسية و التنظيمية سبب آخر في ضياع الوجه الحقيقي للاسماعيلية في التاريخ و تتضح هذه المسالة جيدا عندما ننظر اليهم بوصفهم فرقة منفصلة عن المجتمع تماما, و نتصورارتباطهم بسائر المسلمين في حده الادنى و مـن البين حينئذ ان شيئا ضئيلا يصل منهم الى الاخرين , بخاصة اذا نظرنا الى حركتهم التنظيمية و ما زال هذا التوجه سائدا عندبعض فرقهم , كما نلمسه عند الدروز.
يقول المسعودي عن الغموض الموجود في الاخبار الدقيقة التي تحدثت عن عقائدهذه الفرقة : ((و قـد صـنف متكلمو فرق الاسلام من المعتزلة , والشيعة , والمرجئة ,والخوارج كتبا في المقالات و غـيـرها من الرد على المخالفين فلم يعرض احد منهم بوصف مذاهب هذه الطائفة (القرامطة ) و رد عليهم آخرون كقدامة بن يزيد النعماني و ابن عبدك الجرجاني , و ابي الحسن زكريا الجرجاني , و ابـي عبداللّه محمد بن علي الرزام الطائي الكوفي , و ابي جعفر الكلابي فكل يصف من مذاهبهم ما لا يحكيه الاخرمع انكار هذه الطائفة حكاية من ذكرنا و تركهم الاعتراف بها
((1024)) )).
و هـذا هو داب اهل السنة , والمتخصصين في علم الفرق اذ ينسبون التعاليم المحرفة ,التي تنطوي عـلـى المؤاخذة والاشكال في تحليل عقائد احدى الفرق , الى الفرقة المعنية و كان هذالتوجه مالوفا تماما في ظل الحكم العباسي .
قال المرحوم القزويني عن سلوك العباسيين : ((لقد بذل الحكام العباسيون قصارى جهودهم لاضعاف الـفـاطـمـيـين من خلال نشر الاكاذيب ضدهم , و كذلك القدح في انسابهم و مذاهبهم و اعمالهم و اعـوانـهـم و انـصارهم
((1025)) )) وذكر هذا الموضوع ايضا عندما تعرض الى ما نسبه بعض الاشـخـاص ـ كـنـظـام الملك ـ الى الاسماعيلية و قال عن كتابه سياستنامه : (( اغلب موضوعاته اسـاطـيـر بحتة , عادية , واهية تماما و ضم خرافات محضة , و كذبا مكشوفا, و تقولات لمتاخرين مفترين ((1026)) )).
و كان التحليل الرسمي للحكومة العباسية , و تبعا لها, مؤرخي الفرق و المذاهب من اهل السنة يشمل نـقـاطا خاصة نقلت في اكثر كتبهم التي تطرقت الى الاسماعيلية في مناسبة من المناسبات و النقطة الجوهرية في هذا التحليل تتمثل في الصاق العقائدالمزدكية و المجوسية بالعقائد الاسماعيلية .
ان الـنص الذي كتبه القادر العباسي في تكفير الفاطميين بمصر و القدح في نسبهم يحكي لنا تحليلا قد املي على كتب الفرق فيما بعد قال المشار اليه في هذا النص الذي كتبه ضد الفاطميين , و بخاصة الـحاكم بامراللّه : (( و ان هذا الناجم (الحاكم ) بمصر هو و سلفه كفار فساق و زنادقة , ملحدون معطلون , و للاسلام جاحدون و للمذاهب الثنوية والمجوسية معتقدون
((1027)) )).
و عـنـدما نلقي نظرة على كتاب سياستنامه للخواجه نظام الملك نجده يعرض هذه التحليلات نفسها على شكل اخبار تاريخية , و ذلك دفعا لخطر الاسماعيليين الذين كانوايهددون وزارته , و قد قضوا على حياته و تلك الاخبار ـ كما قال المرحوم القزويني ـ (( تحوي اخطا تاريخية مضحكة للغاية و قد سلبت الثقة من كتبه كلهاتماما
((1028)) )).
انه
((1029)) بدا حكايته من مزدك , و ربط الحوادث التاريخية التي تخصه بحركة سنبادو واصل حـديـثـه فـذكـر اهتمام سنباد بروافض كوهستان , والعراق , و قال : ((جمع سنباد الشيعة حوله مـستغلا اسم المهدي ثم قتل سنباد في اليوم الرابع من اشتباكه مع جهور, بوصفه مزدك فتشذر ذلك الـجـمـع و كان مذهب خرم مزيجا من المجوسية والتشيع ((1030)) )) ثم انبثقت الاسماعيلية ـ برايه ـ من صميم هذه الحركة .
و ذكـر الـجويني تحليلا مماثلا لهذا التحليل فقال : ((ذهب اصحاب العصبية المجوسية منذ البداية الـى ان لـظـاهر الشريعة باطنا, و ذلك لتشكيك الاخرين فخفي على اكثرالناس امرهم و واصلوا نهجهم فربطوا انفسهم بالكيسانية و لما لم يبق من الكيسانية احد, لصقوا ارواحهم بالروافض و كان عـبـداللّه بـن معاوية من الغلاة و وضع جدولا وقال : لا حاجة الى رؤية الهلال فوقع الخلاف بين الروافض و سمى اهل الجدول انفسهم باهل علم الباطن و سموا سائر الشيعة اهل الظاهر و اولئك الـذيـن كـانـوا قـدربـطوا انفسهم بالكيسانية , اعرضوا عنها, و التحقوا بالاسماعيلية , و انفصلوا عن الروافض و قالوا: من علم باطن الشريعة و غفل عن ظاهرها, فانه لايعاقب
((1031)) )).
نـجد الحركة الاسماعيلية في هذه التحليلات مجوسية تماما لذلك نقل ان احد اسمائهافي التاريخ : المزدكية
((1032)) .

ونرى عدم صحة هذا التحليل الذي يذهب ـ من جهة ـ الى ان الحركة الاسماعيلية سياسية صرفة , و انـهـا وسـيـلـة بيد الانتهازيين الفرس للتخلص من الحكومة العربية , و من جهة اخرى , يعرض عقائدها على انها مجوسية تماما و ابسط مؤاخذة نسجلها على هذا التحليل قيام الحكومة الاسماعيلية فـي مـنـاطق غير فارسية كشمال افريقية , و الشام ,والحجاز, و اهمها جميعا مصر فقد كانت هذه الـمـنـاطق من المراكز الاصلية للحركة الاسماعيلية اما ايران فلم تحقق هذا النصر الا في القرن الـخـامـس , و السادس , والسابع مما يضعف التحليل المذكور فيصل به الى درجة الصفر من الوجهة الـسـيـاسـيـة ,والـفـكرية معا و في الوقت نفسه , نرى من الضروري تقويم العلاقات القائمة بين الـغلاة والاسماعيلية والقواسم المشتركة بينهما, فيعرف عند ذاك ظاهر الاسماعيلية و باطنهاالى حد ما.
و يعتبر كتاب فرق الشيعة للنوبختي من اكثر الكتب تفصيلا في حقل العقائد الاولى للاسماعيلية و ذكر هذا الموضوع ايضا في كتاب المقالات والفرق لعبد اللّه بن سعد بن ابي خلف الاشعري مع نقاط محدودة ملحقة به و تم تاليف هذين الكتابين في القرن الثالث الهجري و لما كان المؤلفان شيعيين , فقد سجلا موقفا مرنا حيال الاسماعيلية , اذلم يتسما بعناد اهل السنة و تعصبهم و ان كانت مصادر بعض رواياتهم مصادر مجهولة و ضعيفة و عرضا معلومات افضل من معلومات غيرهما بسبب وجود بعض القواسم المشتركة و هذا يؤدي بنا الى ان نتصور المعلومات المشار اليها حقيقية نوعا ما و ننقل فيما ياتي ملخصا لرؤية الاشعري .
ثمة فرقة تسمى الاسماعيلية الخالصة ترى هذه الفرقة ان الامام بعد وفاة جعفر بن محمد الصادق ـ عـلـيـه الـسـلام ـ ابـنـه اسماعيل و طرح اسماعيل في اول الامر على ا نه خليفة ابيه الصادق ـ عليه السلام , بيد ان مصادر الشيعة نصت على عدم خلافته لاسباب , منها : موته في حياة ابيه اما الذين اقروا بامامته , و انكروا موته , فقد سموه :المهدي , والقائم و انه ((لا يموت حتى يملك الارض و يقوم بامور الناس
((1033)) )).
و يـواصل الاشعري حديثه فيقول : الاسماعيلية الخالصة هم الخطابية اصحاب ابي الخطاب محمد بـن ابـي زينب الاسدي الاجدع و هو من اهم قادة الغلاة كان في بادئ امره من اصحاب الامام الباقر والـصـادق ـ عليهماالسلام ثم غلا فادعى ربوبية الامام لصادق ـ عليه السلام ـ لذلك كفره الامام , و نـبـذه مـن خـلال اقوال متكررة قالها فيه و هذه الاقوال مثبتة في رجال الكشي , و غيرها من كتب الرجال الشيعية .
ان الـمـهـم هنا هو الوحدة الموجودة بين الاسماعيلية والخطابية فعبارة الاشعري تشعر ان بعض الـخـطـابية دخلوا في فرقة محمد بن اسماعيل وهذه الفرقة كانت تعتقد ان اسماعيل مات في حياة ابيه , و ان خليفته هو ولده محمد.
و في ضؤ ما يفيده ظاهر العبارات , فان الاسماعيلية الخالصة لابد ان تكون فرقة اخرى غير فرقة محمد بن اسماعيل و لكن بعد موت ابي الخطاب , دخل بعض الخطابية في فرقة محمد بن اسماعيل و مـع ان الاسماعيلية الخالصة تعتقد بحياة اسماعيل و مهدويته ,الا ان المؤلف يرى ان فرقة محمد بن اسماعيل تعترف بموت اسماعيل في حياة ابيه
((1034)) .
و تطرق المؤلف ـ بعد حديثه عن سلوك ابي الخطاب , و اشتباكه مع العباسيين , و قتله من قبل عيسى بن موسى ـ الى الفرق المنشعبة عن الخطابية , وقال : ((قال بعضهم : ان روح جعفر بن محمد تحولت عـن جعفر في ابي الخطاب ثم تحولت بعد غيبة ابي الخطاب في محمد بن اسماعيل ثم ساقوا الامامة على هذه الصفة في ولد محمد بن اسماعيل
((1035)) )).
و تحدث المؤلف بعد ذلك عن فرقة باسم المباركية , و اخرى باسم القرامطة , و قال عن عقائدهما : ((و كـان الـقـرامـطـة في الاصل على مقالة المباركية ثم خالفوهم و قالوا : لايكون بعد محمد ـ صلى اللّه عليه و آله ـ غير سبعة ائمة : ستة منهم حتى جعفربن محمدوالسابع هو محمد بن اسماعيل بن جعفر و هو الامام القائم المهدي
((1036)) )).
و يـتابع المؤلف حديثه فيعرض معلومات تدل على ان الخطابية ـ عنده ـ فرقة من فرق الاسماعيلية او بـالـعكس و اشار, في ختام حديثه , الى القرامطة و وجودهم في مناطق العراق , و قال : ((و قد كثر عدد هؤلا القرامطة و لم يكن لهم شوكة و لا قوة و كان كلهم بسواد الكوفة و كثروا بعد ذلك بـالـيـمن , و نواحي البحر, واليمامة و ماوالاها و دخل فيهم كثير من العرب فقوي بهم و اظهروا امرهم
((1037)) )).
و جمع برنارد لويس امثلة مستقلة تشعر بوجود صلة بين الاسماعيلية والخطابية
((1038)) .
و عـلـى الرغم من فقدان النص في هذه الامثلة , بيد ان المعلومات التي ذكرها الاشعري تنص على ذلك و الحد الادنى لهذا الموضوع هو ان ما قاله ابو الخطاب في الغلو,والعقائد الاخرى التي ترتبط بهذا التيار قد ترك بصماته على الاسماعيلية , فجعل منهافرقة غالية في المراحل الاولى و اذا كانت الاسماعيلية قد اقرت بظاهر الشريعة بعد,فان ذلك يعود غالبا الى انها اصطبغت بصبغة اجتماعية و انـفـتـحـت عـلى سائر المسلمين الذين كانوا يشكلون الاكثرية غير ان الغلو ظل ملازما لهم حتى نهاية المطاف
((1039)) .
ان الـجـمـع بين الظاهر والباطن ليس امرا قابلا للتفسير والتاويل بسهولة و ثمة اسلوبان استغلهما الغلاة , و كذلك الاسماعيلية من اجل ان يكون هذا الموضوع مقبولا و هما :.
1 ـ تقسيم التعاليم الدينية الى تعاليم لها بعد ظاهري و باطني .
2 ـ عرض طاعة الامام بوصفها اصل الدين .
ان احـدى الـمـسائل التي تذرع بها الغلاة لعرض افكارهم المنحرفة هي استعمال الظاهروالباطن الـلـذيـن وردا فـي كـلـمـات الـنـبي ـ صلى اللّه عليه و آله ـ والائمة ـ عليهم السلام ـبشكل من الاشـكـال
((1040)) فـقـد ادخـلـوا فـي الدين ما كانوا يستصوبونه او يرونه ضروريا لاقرار الانـحـراف , و ذلـك تـحت عنوان التاويل والباطن الـظـاهـر, و اسقطوه من الحجية و امتد نطاقه فشمل كافة المفاهيم الدينية سوا كانت العقيدية , او الفقهية , او غيرهما و نلحظ ان جميع الاحكام والعقائد ذات معان باطنية , و لا شان للمعاني الظاهرية قياسا بها.
و لـو وضـعنا هذه المسالة الى جانب المسالة الثانية , لا نتجالنا تحليلا تاما يـرضـونـه هـم لا غـيـرهم تعني قبول الدين قبولا تاما فلا تعد هناك ضرورة لتطبيق المناسك و الـعـبـادات , ذلـك ان الامـام هـو بـاطـن الـدين , و كل ما قاله ينبغي ان يقبل حتى لو خالف ظواهر الدين
((1041)) .
و ذكـرت هـذه الـمسالة بوضوح في عقائد ابي الخطاب يقول الاشعري : كان ابو الخطاب يقول : ان الـفـرائض الـتي فرضها اللّه على الناس اسما رجال سماهم , و امر بمعرفتهم وولايتهم والمعاصي ايـضـا رجال امراللّه بالبراة منهم و لعنهم و اجتنابهم و كان يعتقد ان من عرف الرسول النبي الامام , فالفرائض عنه موضوعة , فليصنع ما احب
((1042)) .
و يـقـول فـي مـوضـع آخر : ((زعموا ان جميع الاشيا التي فرضها اللّه على عباده , لها ظاهرو باطن
((1043)) )).
و كـان مـحـمـد بـن بـشـيـر احـد الـغـلاة يـعـتـقـد بالصلاة والصوم , و ينكر الزكاة و الحج والفرائض الاخرى , و يبيح الزواج من المحارم
((1044)) .
و كان حمزة بن عمار البربري يرى ان من عرف الامام , فليصنع ماشا
((1045)) .
و هـذه الـتـوجهات مشهورة بين اكثر الغلاة اذ ينكرون الشريعة و يحلون محلها عقائد من عندهم بـوصفها باطنا و نلحظ هذا الموضوع في التاريخ عند من اهتم بالباطن ذلك الاهتمام الذي افضى الى اضمحلال الظاهر.
و عـز عـلـى سائر المسلمين هذا الامر و تعرض اولئك الاشخاص الى الطعن والقدح تبعالمقدار بعدهم عن الشريعة .
و تـطـرق كثير من كتب اهل السنة التي صنفت في مخالفة الاسماعيلية , الى هذاالموضوع و يرى اصحاب هذه الكتب ان عددا كبيرا من هؤلا الاشخاص كانوا على اديانهم السابقة , بخاصة المجوسية و عـرضـوا هذه الافكار ـ بوصفها افكارا باطنية ـباسم الاسلام و قد ذكرنا سابقا ان هذه الافكار ليست كلها مجوسية اذ ان كثيرا منها كان منتشرا في العراق من قبل بصورة متفرقة و القسم الاعظم مـنـهـا لـيـس افكارا, بل ذرائع ظاهرية كان يطرحها اولئك الاشخاص ليجدوا لهم موطئ قدم في الـمـجـتـمـع و كـانـوايطمحون الى ان يحلوا محل الائمة ـ عليهم السلام ـ بشكل من الاشكال من خـلال زعـمـهـم انـهـم ابناؤهم او اوصياؤهم و خطوا على هذا الدرب عبر الغلو في حق الائمة ـعليهم السلام ـ و حلول ارواحهم فيهم
((1046)) .
و سارت الحركة الاسماعيلية في هذا الاتجاه ثم اصبح اسماعيل و ابنه محمد في عدادالائمة الذين ظـهروا قبلهم و بعدهم اولئك الائمة الذين تسلموا مقاليد الحكم في شمال افريقية , ثم في مصر ابان القرن الرابع باسم الفاطميين .
و ظـل الاعـتقاد بالظاهر والباطن قائما بين الاسماعيليين , على الرغم من انهم قسروا من الوجهة الاجـتماعية على الاذعان بالشريعة ظاهريا, و الفوا كتبا من قبيل دعائم الاسلام في هذا المجال اما الاعتقاد بالباطن فقد كان شائعا بينهم سرا, و ربما جهروا به .
و امـا الامـامة فلم يضعف موقعها, بل وجدت لها موقعا افضل في دعوة الحسن بن محمد بن الصباح و بـرزت الـعـقـيـدة الـباطنية استمرارا للدعوة الجديدة في الاعتقاد بتحقق القيامة في هذه الدنيا و سـنـتـحـدث عن هذه الموضوعات في بحوثنا القادمة و لكن من الجدير ذكره هنا هو ان كثيرا من الاسماعيلية , و منهم الحسن بن الصباح كانوا يتشددون كثيرا في مراعاة ظواهر الشرع .
ان الـشـي الذي يبقي هنا هو ان نعرف كيف كانت اسما الاسماعيلية في التاريخ فقدوضعت لهم اسما مـخـتلفة في ضؤ التاويلات المشهورة التي تاولها اهل السنة عنهم اذربطوا عقائدهم بالمجوسية و سائر العقائد.
و ذكـر الخواجه ان لهم في كل مدينة اسما فهم الاسماعيلية بحلب و مصر, والسبعية بقم , و كاشان و طبرستان , و سبزوار, والقرمطية ببغداد, و ماوراالنهر, و الخلفية بالري ,و الباطنية باصفهان و واصل حديثه عنهم , فذكر ان المحمرة , والمبيضة من اسمائهم ايضا
((1047)) .
و نـقـل الشهرستاني هذين اللقبين للغلاة
((1048)) و تحدث عن الاسماعيلية في موضع آخر من كـتـابـه , فقال عنهم : ((فبالعراق يسمون الباطنية , و القرامطة , و المزدكية وبخراسان التعليمية , والـمـلـحدة و هم يقولون : نحن الاسماعيلية ((1049)) )) و اشتهرعدد من هذه الاسما بعد بث الـدعوة الجديدة التي قام بها الحسن بن الصباح في اواخرالقرن الخامس و من هذه الاسما: التعليمية , والـمـلـحـدة يـقـول الـجويني : (( وصموابالالحاد لا نهم طالبوا بالغا الشريعة المحمدية واباحة المحرمات , من خلال دعوة الحسن بن الصباح ((1050)) )) و اخذ بعض هذه الاسما ايضا من اسما عدد من دعاة الاسماعيلية كالخلفية , والقرمطية و اما هم فقد كانوا يرغبون في اسم الاسماعيلية و قـد شـاع هـذا الاسـم في مصر, و حلب ـ كما صرح الخواجه بذلك ـ و هما من مراكزنفوذهم و عرفوا بالتعليمية لا نهم كانوا يرون ان اشاعة جميع المعارف تتحقق بتعليم الامام .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفتنة الغربية والشرقية على المسلمين:
رؤيا هند زوجة يزيد بن معاوية
إخبار أميرالمۆمنين‌ عليه‌ السلام‌ الغيبيّ
شواهد على دلالة حدیث الغدیر
لماذا حمل الحسين (ع) عياله وأطفاله في هجرته ...
الثواب والعقاب في الآخرة
نشأة وتأسيس الزيديـّة
عائشة ما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله (موقف ...
مناظرة الإمام الرضا(ع) مع سليمان المروزي في ...
قالوا في زيد بن علي

 
user comment