عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

الاسماعيلية في ايران يواصلون نشاطاتهم في القرن الرابع .

الاسماعيلية في ايران يواصلون نشاطاتهم في القرن الرابع .

ان احـد الـدعـاة الـمهمين للاسماعيلية في اواخر القرن الثالث و اوائل القرن الرابع هو ابوحاتم الرازي و اسمه , كما نص عليه ابن حجر : ((احمد بن حمدان بن احمد الورساني ))المشهور بابي حاتم الليثي ((1143)) الرازي و نقل ابن حجر عن تاريخ الري لابن بابويه انه كان من اهل الفضل , و الادب , والـمـعـرفـة بـالـلـغة و سمع الحديث كثيرا ثم اظهرالقول بالالحاد الاسـمـاعـيلية , و اضل جماعة من الاكابر ((1144)) وكان اكثر نشاطه في الري ايام عبيداللّه الـمـهدي امام الاسماعيلية يومئذ, و نقل له دور في القضايا السياسية التي كانت قائمة في طبرستان والـديـلـم , و لـبـى دعـوته كثير من السياسيين الكبار آنذاك كاسفار بن شيرويه , و مرداويج بن زيار ((1145)) مات سنة322 او 323 ه, و لم يذكر المؤلف مصدرا يتحدث عنه فيما اذا كان له تـاثـيـر عـلى مرداويج او لا بيد ان الاخرين اشاروا الى ا نه كان يميل الى المجوسية ((1146)) وزعم شخص آخر انه كان يقول : ان روح سليمان بن داود حلت فيه ((1147)) و ذكراسترن انه كان يحظى في البداية بدعم اسفار بن شيرويه , و حتى مرداويج , لكن هذاالدعم لم يستمر اذ غضب عليه فيما بعد ((1148)) .
و قال الخواجه : ((اضطرب امر السبعية (الذين يعتقدون بسبعة ائمة ) و لحق بهم الضرربعد فرار ابي حاتم من الديلم
((1149)) )) و ذكر ان تغلغل ابي حاتم في الديلم يعودالى تمرد الديلميين على العلويين , و قال : ((استقطبهم ابو حاتم اليه من خلال زعمه ظهور المهدي قريبا لكنهم انفصلوا عنه بعد مدة ففر منهم , و مات في فراره ((1150)) )).
و مـر بـنـا آنفا ان حسين بن علي المروزي كان يمارس نشاطه في بلاط نصر بن احمدالساماني و زاول نـشاطه في خراسان بوصفه داعيا اسماعيليا من سنة 307 ه حتى سنة312 ه ثم قبض عليه نصر و حبسه
((1151)) .
امـا خليفته ابو عبداللّه بن احمد النسفي , فقد استطاع ان يستميل نصر بن احمداليه و ليس نصر بن احـمـد فحسب , بل عددا كبيرا من اصحاب المناصب الحكومية في الامارة السامانية , اذ ادخلهم في الـمـذهـب الاسماعيلي
((1152)) و لعل نصر بن احمد كان , بعد ركونه الى المذهب الاسماعيلي , يـعـتـبـر نـفـسـه تابعا للحكام الفاطميين وان كان البعض يرتاب في ذلك بسبب عدم وجود الدافع السياسي ((1153)) و لكن المسالة مقبولة من الوجهة الدينية الى حد ما.
و لـما كان البلاط الساماني معروفا منذ البداية انه مركز المذهب السني في الشرق , و ان السامانيين كانوا في طاعة العباسيين دائما
((1154)) , لذلك نحتمل ان عناصر البلاطقد تعنتوا تعنتا خاصا في هـذا الـمـجال , و لم يستعدوا لقبول المذهب الجديد الذي يمثل خطا في الطرف المقابل فتمروا ضد الامـيـر نـصر لكن مؤامرتهم انكشفت له و لنجله نوح بعد مدة و مع ذلك فقد تخلى الامير نصر عن منصبه , و تصدى ولده نوح لرئاسة الحكومة السامانية و في ضؤ ما نقله ابن النديم , فان نوح بن نصر قتل النسفي و رؤساالدعوة الاسماعيلية الذين كانوا في عداد القوى المناصرة لنصر ((1155)) .
و يـقـول ابن الاثير في هذا المجال , دون الاشارة الى سبب قتل النسفي من قبل نوح بن نصر: و في سـنـة 331 ه استقدم الامير نوح محمد بن احمد النسفي , و كان قد طعن فيه عنده , فقتله و صلبه , فسرق من الجذع , و لم يعلم من سرقه
((1156)) .
و ذكـر الـخـواجـه نظام الملك ـ المعروف بعناده المكشوف للباطنية ـ ركون الاميرالساماني الى الـبـاطنية مفصلا ومن الذين ركنوا الى النخشبي او النسفي
((1157)) :بكر النخشبي نديم الامير فـي خراسان و استطاع بكر ان يستميل الاشعث الى هذاالمذهب , وكان الاشعث كاتبا خاصا و ركن ابو منصور جغاني الى الباطنية , و كان احدكبار البلاط الساماني و دخل الحاجب الخاص آيتاش في هـذا المذهب ايضا يقول الخواجه : عندما كانوا يدعون احدا الى مذهبهم , فانهم يدخلونه في المذهب الشيعي اول الامر, ثم يوجهونه الى السبعية تدريجا و بعد انتما هؤلاالاشخاص والندماالاخرين الى هذا المذهب , فانهم يذكرون النسفي بخير, و يحببونه الى الملك و ادى عملهم هذا الى امتعاض عدد من امرا الجيش , فتمروا ضد نصر بن احمد و نقل الخواجه معلومات مفصلة عن المتمرين , و اطلاع الـمـلك على عملهم , و ذكر كيف انتهت المؤامرة بمقتل قائد الجيش , و اجلاس نوح على العرش من قبل ابيه .
و عندما تسلم نوح مقاليد الامور, بدا حربه ضد الكفار في الداخل , و امر بقتل كل من الحد و اعتنق هـذا الـمذهب الذي اعتنقه ابوه في بلاد ماوراالنهر من خراسان و هجم جنده و قبضوا على محمد النخشبي الذي كان احد الدعاة , و ضربوا عنقه ثم انتشروافي المدينة و قتلوا كل من وجدوه منهم و كـانـوا يـعرفونهم جميعهم , و جهروا بدعوتهم بفضل الدعم الذي كانوا يلقونه من الملك و كانوا يـبحثون عن الباطنية ليس في بلخ ‌وحدها, بل في سائر مناطق خراسان و ماورا النهر حتى (( انهم تـحـروا فـي بـخارى و ضواحيها سبعة ايام بلياليها, و سلبوا و نهبوا, فلم يبق احد منهم في مناطق مـاوراالـنـهـرو خـراسـان جـمـيـعـهـاو من بقي منهم لم يجرا على الظهور و افل هذا المذهب في خراسان
((1158)) )).
و نـقـل الـخـواجـه هـذه القصة مفصلة لاهميتها التي فرضت التفصيل فيها, و هي تدل على امتداد الاسـمـاعيلية في خراسان و ماورا النهر بعد مدة من الجهود التي بذلها دعاتها,كما جا هذا التفصيل غالبا لعناد الخواجه الذي حاول تحريض الملك على التشدد ضدالباطنية من خلال هذا التفصيل و قد صـرح هـو نـفـسه بهذه النقطة
((1159)) من هذاالمنطلق , ينبغي ان لا نلتفت كثيرا الى جزئيات الاخبار التي نقلها.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المقال الذي سبب أزمة فى مصر
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي القاسم الداركي في حكم ...
الليلة الوحيدة في التأريخ
الحكومة البويهية والتشيع .
تاريخٌ يلازم الناشئة العراقية
ما المقصود بليلة الهرير؟
عید الاضحی المبارك
المحاولات اليهودية لعرقلة انتشار الإسلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...
لماذا هاجر الحسين (ع) من المدينة ؟

 
user comment