رزية يوم الخميس ق (3)
سماحة السيد كمال الحيدري
10/8/2011
المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، مطارحات في العقيدة يأتيكم مباشرة من قناة الكوثر الفضائية في قم المقدسة. (رزية الخميس، القسم الثالث) هو موضوع حلقة الحلقة من برنامج المطارحات، أرحب بسماحة السيد كمال الحيدري، سماحة السيد البحث مترابط ولأن وقت البرنامج قصير لذلك تبقى بعض الأبحاث ربما دون تكملة لذلك نحتاج عادة إلى إشارات أو خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة. فيما يتعلق بما ذكرتموه من اعتذارات وما شابه لموقف بعض الصحابة في مجلس رسول الله يوم الخميس أو رزية يوم الخميس، هل هناك خلاصة لما تقدم من البحث.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الأمور الواضحة التي لم يختلف فيها إثنان أنه في ذلك المجلس صدر أمر واضح وصريح وجلي من الرسول صلى الله عليه وآله لمن كان حاضراً ذلك المجلس بأن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً. هذه لا أتصور أن أحداً من المسلمين يستطيع أن يناقش في هذه الواقعة وأن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بأن يؤتى بدواة وقلم حتى يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً. في مقابل هذا الأمر الصريح والجلي من رسول الله صلى الله عليه وآله وجدنا أنه وجد هناك موقفان:
موقف قال قربوا لرسول الله كتاباً يكتب لكم لن تضلوا بعده أبداً. وموقف آخر عارض ذلك، وموقف آخر خالف نص حديث رسول الله ونص كلام رسول الله ونص أمر رسول الله صلى الله عليه وآله معتذراً موجهاً مبرراً أن الرسول صلى الله عليه وآله غلبه الوجع أو أنه يهجر أو احتملوا أنه يهجر. يعني فقد قواه العقلية أو شككوا في أنه باق على قواه العقلية حتى لا يختلط الباطل بكلامه أم لا.
وهذه نقطة أساسية لابد أن يلتفت لها بشكل واضح وصريح.
ومن هنا أنا أريد أن أشير إلى هذه النكتة، عندما يأتي في كلامي الحديث عن الخليفة الثاني فليس الكلام في شخص معين، لا أريد أن أشخصن الحوادث، أنا أريد أن أتكلم عن حادثة وعن مواقف وما هي مواقف الأصحاب في هذا المواقف، بغض النظر أن يكون ذلك هو الخليفة الثاني أو يكون غيره، في النتيجة هؤلاء كانوا كبار الأصحاب وأعيان الأصحاب الذين حضروا ذلك المجلس.
النقطة الثالثة التي أشرنا إليها بالأمس قلنا من هنا صار البعض بصدد إيجاد مخرج لهذا الفعل ولهذه المخالفة ولهذا الاتهام الذي صدر من بعض الصحابة في ذلك المجلس. وعبر بعضهم عن ذلك بأنه ما هو المخرج لذلك، وعبر البعض عن لذلك بأنه ما هو الاعتذار عن هذا الموقف، وهذا كله كما أسلفنا يدل على أنهم وقعوا في مأزق لابد من الجواب عليه.
ومن هنا دخلنا في كلام الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم وجدنا أنه ذكر كلاماً تقريباً مفصلاً في الجواب أو عن الاعتذار لهذا الموقف الذي صدر من بعض الصحابة. وهذا ما أشرنا في (صحيح مسلم، ج11، ص92) بشرح الإمام النووي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، قال: (وأما كلام عمر) وقلنا مراراً والآن أكد على هذه أن القضية ليست في شخص معين، ليس حديثي الآن في الخليفة الثاني وما هي مواقفه قبل ذلك وما هي مواقفه أبان خلافته وحكومته وماذا قال وما هي آراءه وما هي عقائده، ذاك بحث آخر لست بصدده الآن، أنا الآن بحثي الأساسي في المواقف التي صدرت من بعض الصحابة قبال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله سواء كان الخليفة الثاني منهم أو لم يكن منهم، ولذا وجدتم بالأمس وقد اشار الأستاذ علاء إلى أنه من أراد أن يتكلم في بعض مواقف الخليفة الثاني قلنا أن هذا خارج عن موضوع البحث لأن حديثنا الآن ليس في الخليفة الثاني.
قال: (وأما كلام عمر فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث) الآن عندنا علامة استفهام لابد أن نضعها من أين يقول اتفق وما هي كلمات العلماء هذا يحتاج إلى استقراء ولسنا الآن بصدده. قال: (على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره) وهنا قلنا للأعزاء هذا كلام غريب عجيب أن مخالفة أمر رسول الله يدل على الفضيلة ويدل على دقة النظر ويدل على فقه الإنسان، هذا من الأمور العجيبة مع أن مقتضى النص القرآني (ما كان لكم الخيرة من أمرهم ويسلموا تسليما) (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
كيف يعقل أن مخالفة رسول الله حتى ولو كان اجتهاداً مخطئاً ونحو ذلك كيف يمكن أن يكون هذا دالاً على فقاهة إنسان وعلى فضيلة إنسان وعلى دقة نظر إنسان، ولو كان الأمر كذلك للزم أن يكون من أطاعه قد فعل ما لا ينبغي، مع أن نص القرآن يقول (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) هذه الإطاعة ليست مقيدة بقيد أنكم تجتهدون فإن وجدتم فيه المصلحة فأعلموا وإن لم تجدوا فيه المصلحة فلا تعملوا. لماذا؟ لأن هذه الإطاعة عطفت على طاعة الله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وإطاعة الله مقيدة بقيد أو مطلقة، كذلك إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله مطلقة ولذا في آية أخرى من القرآن قال: (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) ولم يقيده أنه انظروا أن الحكمة ما هي استشرفوا المستقبل اجتهدوا في أمره تكون لكم الخيرة، هذا كله خلاف النص القرآني.
المُقدَّم: وأساساً الأعلم والأفقه هنا هو الأقرب من رأي رسول الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل الأكثر تسليما لرأي رسول الله. أريد أن أقول بأن الأفضل والأدق والأحسن هو الأسلم (ويسلموا تسليماً).
هذا المطلب الأول الذي ذكره النووي.
والأمر الثاني والمطلب الثاني قال لأنه (خشي أن يكتب أموراً ربما عجزوا عنها) يعني المسلمون (واستحقوا العقوبة عليها) كأنما يريد أن يقوله الرسول صلى الله عليه وآله سوف يكون مخالفاً (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وبعبارة أخرى وإن كانت ثقيلة عليّ هذه الكلمة، كل هذه الكلمات كأنها تريد أن توهم القارئ وأن تلقي في روع القارئ بأن الخليفة الثاني أو هذه الجماعة كانت أرحم بالأمة من رسول الله صلى الله عليه وآله، بل أرحم بالأمة من الله سبحانه وتعالى، لماذا؟ لأنه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) كيف يمكن أن هؤلاء خشوا عن ذلك وأن رسول الله صلى الله عليه وآله. أقسم لكم بالله أن هؤلاء حتى أحسن الظن بمثل هذه الكلمات هؤلاء يصدق عليهم ما قاله الشاعر: حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء، هؤلاء لو التفتوا إلى لوازم كلماتهم، هؤلاء أرادوا أن يدافعوا عن الصحابة ولكنهم من حيث لا يشعرون وقعوا في طعن مقامات رسول الله، وقعوا في طعن ما قاله الله تعالى عن رسوله في القرآن الكريم.
ثم قال: (فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلالة على الأمة) وهو أن هذه الجماعة بعد أن قرأت القرآن ووقفت على الآيات (ما فرطنا في الكتاب من شيء) (اليوم أكملت لكم دينكم) قالوا لا توجد خشية وخوف على الامة حتى نحتاج تكتب لنا كتاب يؤمننا من الضلال بعد رسول الله، يا رسول الله تقول أكتب لكم كتاباً لن تضلوا. نقول: جزاك الله خيراً يا رسول الله نحن لن نضل لا تخشى علينا، لا أريد أن أقول هذا التعبير ولكن لازمه هذا التعبير: يا رسول الله أنت مشتبه وأنت مخطأ أنك تخاف علينا الضلالة، بأيدينا القرآن الكريم وهو أهم مما تريد أن تكتبه لنا. يعني بعبارة أخرى تخطئة مباشرة لمقام الرسالة الخاتمة. رسولهم ونبيهم يقول في اخريات حياته أكتب لكم لن تضلوا، وهؤلاء في مقام الدفاع عن هذه الفئة والجماعة يقولون أمنوا الضلال ولا يحتاجون. رسول الله يقول تحتاج إلى كتاب يؤمنكم من الضلال وهؤلاء يقولون مستغنون عن كتاب يؤمننا من الضلالة. وهذه هي نظرية ... من هنا تبدأ نظرية الاجتهاد في قبال النص، يعني حتى لو فضلنا أن هذا كان اجتهاداً ولم تكن فيه أغراض وأمور أخرى من هذه الفئة حتى لو قبلنا أصالة الصحة وقلنا اجتهاد هذا اجتهاد ماذا؟ هذا ليس اجتهاد في النص بل هو اجتهاد في مقابل النص الواضح الصريح الجلي من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما الأمر الرابع قال: (وإنما فعل ذلك) كل هذه الأمور (وأراد الترفيه على رسول الله) يعني إنما فعل ذلك حتى وجد أن الجو جو ملبد بالمرض والضيق فأراد أن ... لا أعلم أن هذا التعبير تعبير دقيق أو لا ... فأراد أن يقول مزحة حتى يرفه عن هذا الجو الحاكم.
الجواب: لو كان هذا المنطق حاكماً على هذا الكلام وعلى هذا الموقف وأن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما قبل هذا الموقف من هذه الفئة والجماعة لأنه هناك محاولات يقولون أن رسول الله عندما قالت هذه الجماعة هذا الكلام أقرهم على ذلك وقبل. الجواب: لو كان هذا الامر لكان ينبغي أن يقول لهم رسول الله أحسنت، جزاكم الله خيراً، طيب الله أنفاسكم، لأنكم هكذا تخافون على صحتي وأنا لم ألتفت إلى ذلك. كما أنه واقعاً أنت لو ذهبت إلى مريض وقلت له لا تفعل هذا ولا تفعل هذا ماذا يقول لك؟ يشكرك يقول جزاك الله خيرا. ولكن الواقع هكذا كان أو أنه اغتم رسول الله، لا فقط اغتم رسول الله بل قال لا ينبغي عند نبي تنازع. ثم بعد ذلك قوموا عني بعبارة أخرى يعني طردهم من هذا المجلس، فلو كان بينكم وبين الله وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان كان ينبغي من رسول الله عندما وجد أن هؤلاء يخافون على صحته ويريدون أن لا يشقوا عليه وأن لا يتعبوه وهو في هذا الحال كان ينبغي أن يقول لهم قوموا عني، ولا ينبغي عندي تنازع!!
إذن هذه الكلمات مجموع هذه الكلمات تظهر لك بشكل واضح وصريح أنه أنا في اعتقادي أن الإمام النووي أجل من هذه الكلمات، ولكنه لم يجد مخرجاً غيرها، لأنها ماذا يقول؟ لابد أن يقر أن هذا الموقف كان موقفاً خاطئاًَ ولكن لأنه بنى على مباني في الرتبة السابقة وهو أنه لا يصدر خطأ من أي صحابي كان إذن لابد أن يكون بصدد التوجيه وبصدد التبرير والمخرج والاعتذار، وبمثل هذه الكلمات التي واقعاً لو طرحتها على أقل الناس علماً ... يعني نحن لو وجهنا مثل هذه التوجيهات لأحد أئمة أهل البيت واقعاً لاعترضوا علينا وقالوا أن هذا الكلام خلاف الإنصاف وخلاف الظهور ... ولكن أرجع وأقول أن هؤلاء بنو أنه لابد أنه لم يصدر من صحابي أي خطأ من الأخطاء يعني التزموا بالعصمة العملية للصحابة وإن كانوا من الناحية النظرية يصرحون أننا نحن لا نقبل بعصمة هؤلاء.
المُقدَّم: سماحة السيد هل اقتصرت التبريرات على ما ذكرتموه لحد الآن أم أن هناك تبريرات أوسع وأكبر من ذلك؟
سماحة السيد كمال الحيدري: سؤال مهم ولكنه كما هو واضح للمشاهد في كل مكان أولاً أن الوقت ضيق وثانياً أن الأبحاث كثيرة وثالثاً نريد أن نستمع إلى مداخلات أكثر من الأعزاء الكرام. ولذا أنا أضطر في كثير من الأحيان أن ألخص وأقصص بعض المطالب، أقلم أظافر البحث حتى انتهي منه، وإلا أطمأنوا لعله يوجد بين يدي بحدود عشرين مصدر ولعله عشرات التبريرات لمثل هذا الكلام الذي صدر من هذه الجماعة والفئة بمحضر رسول الله، ولكن كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك كله. من الموارد التي حاولوا التوجيه والتبرير والاعتذار لهذه الفئة والجماعة ما ورد في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج4، ص558) للإمام الحافظ القرطبي المتوفى سنة 656هـ دار ابن كثير، دمشق بيروت، قال: (وقوله: أأتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده) الآن أنا قلت أن هذا الكلام فيه أمر جلي واضح من الرسول الله، قد يقول: لا، لعله لم يكن الأصحاب لم يفهموا. انظروا ماذا يقول الإمام القرطبي؟ يقول: (لا شك أن أأتوني أمر وطلب توجه لكل من حضر) إذن هو أمر، لا طلب استحبابي ندبي وإنما أمر وجوبي وليس لشخص معين فالكل كان مسؤولاً عن الإتيان بالدواة والكتف حتى يكتب رسول الله هذا الكتاب.
نعم، كما يقال في علم الأصول هذه من الواجبات الكفائية إن قام به البعض سقط عن الآخرين وإن لم يقم به البعض اثم الجميع لأنهم لم يمتثلوا لأمر رسول الله.
قال: (أمر وطلب توجه لكل من حضر فكان حق) العبارة لا أعلم بأنه من الأصل هكذا أو فيها خطأ لا أعلم (فكان حق كل من حضر المبادرة إلى الامتثال) الجواب: لم يكن حق، بل كان تكليف كل من حضر، لا حق، لأنه إذا كان حق هو يريد أن يعمل بحقه أو يريد أن يسقطه. إلا إذا أضفنا كلمة (على) نقول فكان حق على كل من حضر الامتثال. إذن إما أن نقول فكان تكليف كل من حضر الامتثال، وإما أن نقول أن (على) هنا ساقطة. وإلا إذا قلنا وكان حق كل من حضر المبادرة فهو مخير بين أن يفعل أو لا يفعل. وليس الأمر كذلك. إذا كان هناك أمر وطلب صادر من رسول الله (استجيبوا) أيها الناس أيها المسلمون يا أهل العلم يا عموم المسلمين قال تعالى: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) وأي دعوة أكثر من هذه. هناك إلزام وإلا فلا معنى. فإما أن نضيف كلمة حق على التي هي غير موجودة، وإما أن نقول تكليف كل من حضر لأن نص القرآن الكريم يقول: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
يقول: (فكان حق على من حضر المبادرة للامتثال لاسيما) أولاً يقول أمر، ويقول هذا ليس فقط أمراً عادياً (ولاسيما وقد قرنه بقوله لا تضلون بعده) يعني الأمر أمر هامشي أو أمر خطير ومهم في وضع الأمة. أعزائي وإلا لو كان قد كتب هذا الكتاب وقضي الأمر فيه فكثير من الفتن التي وقعت بعد ذلك لم تقع ولذا رسول الله صلى الله عليه قال: لن تضلوا بعدي أبداً. قال: (ولاسيما وقد قرنه بقوله لا تضلون بعده، لكن) التفتوا إلى هذا التبرير والاعتذار والمخرج والتأويل (لكن ظهر لعمر ولطائفة معه) وهذا الذي قلناه أن القضية ليست مشخصنة ليست شخصية وإنما قضية اتجاه وتيار ومنهج أنه عندما يقول رسول الله ليس بالضرورة أن نسلم تسليماً، وهذا هو ما حدث بعد ذلك إذا ترجعون إلى سياقات التأريخ والآن لا أريد أن أدخل في سياقات التأريخ وماذا حصل في زمن الخليفة الثاني وما حدث في زمن الخليفة الثالث إلى أن وصل في أوجه في زمن الدولة السفيانية وعلى رأسها معاوية إمام الفئة الباغية. بعد ذلك سيتضح أن جذور هذه القضية بدأت من هذا الموقف ومن هذا المنهج، من هذا التوجه، من هذا الفهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو أن يتعامل معه بعنوان أنه بشر قد يصيب وقد يخطأ وقد نتفق معه وقد نختلف معه.
قال: (ولكن ظهر لعمر ولطائفة معه أن هذا الأمر ليس على الوجوب) ولكن الغريب أن الإمام القرطبي لا يذكر لنا ما هي القرينة التي ظهرت للخليفة الثاني ولمن كان معه أن هذا الامر ليس أمرا وجوبياً حتى يصل إلى هذه النتيجة ويعارض رسول الله. ويا ليت القضية كانت فقط معارضة، كونوا على ثقة لم نكن نتوقف عندها كثيراً، ولكن هؤلاء بعد أن عارضوا واتخذوا هذا الموقف صاروا بصدد توجيه موقفهم وتبرير موقفهم من خلاف الطعن في رسول الله لأنه يهجر ولأنه غلبه الوجع ولأنه أهجر. قلنا فيما سبق حتى احتمال أنه يهذي هذا طعن في مقام الرسول.
قال: (ولكن ظهر) التفتوا لم يقل احتمل بل قال ظهر والعارفون باللغة والعارفون بعلم أصول الفقه وقواعده ظهر يعني كانت هناك قرائن وأدلة واضحة أرشدت هذه الجماعة وهذه الفئة إلى أن ترى أن هذا الأمر ليس على الوجوب وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح، رجعنا مرة أخرى، يعني لو امتثلوا لكان الأصلح ولكن ما فعلته هذه الفئة أيضاً كان ... أفعل التفعيل تدل على ماذا في كثير من الأحيان يدل على أن هذا صالح ولكن هذا أصلح، هذا جيد ولكن هناك أجود، التفتوا إلى العبارات فهي محسوبة من هؤلاء.
يقول: (فهو من باب الأصلح). وفي الحاشية في نسخة أخرى (من باب الإرشاد إلى الأولى). ذاك جيد ولكن هذا أولى. هذا هو التوجيه الآخر الذي ذكره بعض هؤلاء الأعلام.
(ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
ومن التوجيهات الأخرى التي سأقف عندها قليلاً، هذا البيان ورد في كتاب (إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج5، ص379) للقاضي عياض، تحقيق الدكتور يحيى إسماعيل، دار الوفاء، دار الندوة العالمية، قال: (قال الإمام) وهو الإمام المازري. أولاً أبين خلاصة هذا الوجه ثم أطبق حتى لا يقول لنا قائل من أين جئت بهذا الكلام. في هذا الوجه الإمام المازري كما ينقل القاضي عياض يقول: أساساً لم يثبت لنا أن رسول الله معصوم من عوارض المرض. من أين تقولون أن رسول الله كلما يقوله حق في حال مرضه وصحته وحاله، هذا الذي المشاهد الكريم يتذكر نحن قرأناه بالأمس عن العلامة شعيب الأرنؤوط حيث قال في (ص621، صحيح البخاري) تحقيق شعيب الأرنؤوط، كتاب الجهاد والسير، الباب هل يستشفع لأهل الذمة. قال: (إذ لا يليق به الهذي ... ولا قول غير مضبوط في حال من حالاته عليه الصلاة والسلام، وإنما جميع ما يتكلم حق وصحيح لا سهو فيه ولا خلف ولا غفلة ولا غلط) واقعاً من أفضل ما قيل في هذا المقام (في حال صحته ومرضه ونومه ويقظته) حتى في حال النوم إذا قال رسول الله كلاماً فهو حق لا أنه سهو وغفلة، أنا وأنت لو قلنا ... هذا هو الرسول الحقيقي الذي نعتقد به، لا أنه في حال اليقظة إذا قال كلاماً (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) في حال النوم لو قال شيء أيضاً ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. قال: (ونومه ويقظته ورضاه وغضبه).
تعالوا معنا ما يقوله في هذا الكتاب في هذا الكتاب (قال الإمام: النبي صلى الله عليه وآله معصوم من أن يكذب على الله عز وجل). هذا القدر لا أكثر، فقط لا يتعمد الكذب، أما يشتبه أو لا يشتبه، ولم يدل الدليل على أكثر من ذلك، (معصوم من أن يكذب على الله عز وجل أو يفسد ما يبلغه عنه) أيضاً لا يفعل ذلك، أن يفسد ما بلغه، وإلا كما يقال في علم الأصول أنه يلزم نقض الغرض، لأنه بلغ وبعد ذلك أفسد ما بلغه عن الله سبحانه وتعالى (وهو مع هذا) هذا كله لأجل يحفظوا كرامة هذه الفئة وهذه الجماعة التي اتخذت هذا الموقف، بدل أن يدافعوا عن نبيهم ورسولهم وعن مقامات سيد الأنبياء والمرسلين وأن يدافعوا عما قاله القرآن في سيد الأنبياء والمرسلين صاروا بصدد الدفاع عن ... ومع ذلك يقول البعض لنا لماذا أنتم تعترضون، أعزائي كونوا على ثقة نحن لا توجد عندنا مشكلة مع صحابة رسول الله، نحن عندما مشكلة مع هذه الفئات أو الفئة التي لها مثل هذه المواقف، مع هذا المنهج، مع هذا التوجه، مع هذا المنطق، مع هذا الفهم لرسول الله، نحن مشكلتنا مع هؤلاء سواء هذا الصحابي أو كان ذاك الصحابي، من هذا المذهب أو من ذاك المذهب، كل من يتعامل مع رسول الله صلى الله عليه وآله هذا التعامل الذي يقول (وهو مع هذا) رسول الله (وهو مع هذا غير معصوم من الأمراض) هذا مما نتفق معه (إنما أنا بشر مثلكم) ولكن الذي نختلف به (وما يكون من بعض عوارضها).
المُقدَّم: يعني الحمى والهذيان وغيرها.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، بشرط أن لا يلزم إفساد الشريعة. وإلا إذا لم يفسد. ثم يقول: (ولو ثبت هذا المعنى على رسول الله لا يلزم منه إفساد الشريعة) إذن لا يوجد عندنا أي دليل لمنع هذا المعنى.
ثم يضرب مثالاً، انظروا إلى مثاله وهو أقبح بألف مرة من موقعنا هذا، يقول قد ثبت عندنا أن الرسول يسحر وأن السحر يؤثر فيه فيتصور أن فعلاً فعله وهو في الواقع لم يفعله. هذه هي الصورة التي يصورون بها رسول الله، أيها المسلمون التفتوا. يقول: (وقد كان صلى الله عليه وآله لما سُحِر) وسأقرأ الروايات (لما سُحِر يخيل إليه أنه عمل الشيء وما عمله) يعني على سبيل المثال أنا أضرب مثال من عندي يعني يتصور أنه صلى ولكنه لم يصلِ، أنه فعل الفعل الكذائي ولكنه لم يفعل. إذن إذا كان رسول الله يمكن أن يسحر وأن يخيل إليه فليس من الصعب أن نقبل أنه غلبه الوجع فاختلط فيه كذا مع كذا.
أعزائي كما قلت خلافنا مع بعض الصحابة الطعن في رسول الله، هذا الطعن المباشر.
قد يقول قائل: هل يوجد دليل على أن هؤلاء كانوا يقولون هذا في حق رسول الله.
أنا أقرأ روايتين أو ثلاثة:
في (صحيح البخاري، ج2، ص676، كتاب الجزية والموادعة، باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر) تحقيق شعيب الأرنؤوط، طبعاً بعد ذلك سيتضح أن المسحور رسول الله وأن هذا الذمي سحره. الرواية رقم (3175) (حدثنا هشام قال: حدثنا أبي عن عائشة أن النبي سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئاً ولم يصنعه) هذه الرواية مختصرة والرواية المفصلة جاءت في (ص715، باب صفة إبليس وجنوده، كتاب بدء الخلق، رقم الحديث 3268) في الكتاب (عن عائشة: سحر النبي وقال ...: كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت: سحر النبي حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا) كان يدعوا كثيراً (ثم قال أشعرت أن الله أفتاني في ما فيه شفائي) أنا دعوت حتى الله يشفيني، يا رسول الله مما يشفيك؟ قال: (أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل) أيضاً عبارة وجع غلبه الوجع، الأعزاء أنا لا أريد أن أدخل في التفاصيل، ولكن هناك شيء محسوب، وإلا لماذا ما وجع الرجل وهناك يقول ... عند ذلك تفهمون أن الذي قال غلبه الوجع هذا التفسير الظاهري وهو أنه غلبه المرض لا لا لا أبداً. لابد أن نرجع إلى الروايات لنفهم ما هو الوجع في كلماتهم؟ الوجع هنا السحر. لا أريد أن أدخل إلى هذا فقط أنبه والعاقل تكفيه الإشارة.
(ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب) مسحور (قال: ومن طبه) سحره (قال: لبيد بن الأعصم، قال: في ماذا. قال: في مشط، ومشاقة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو) رسول الله مسحور بهذه الأشياء في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر (فقال: أين هو) هذا السحر أين موضعه (قال: في بئر ذروان، فخرج إليها النبي صلى الله عليه وآله ثم رجع) خرج إلى البئر (ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: نخلها كأنها رؤوس الشياطين، فقلت: استخرجته يا رسول الله) استخرجت ما سحروك به من البئر (فقال: لا) وأنا لا أعلم لماذا رسول الله قال لها لا، هل لأنه خشي أو مثلاً ماذا ... (فقال: لا، أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شراً، ثم دفنت البئر) وفي رواية أخرى (فأمرت فدفن البئر).
هذه الروايات بعد ذلك يأتي هنا وهناك من يقول لماذا أن السيد الحيدري يتهم البخاري أن هواه هوى أموي، بينكم وبين الله هذا هو منطق الصحابة وهذا هو فهم الصحابة لمقام رسول الله. هذا الكلام لا يصدر إلا من أناس ملئهم الحقد الدفين على رسول الله، فأرادوا لا أن يجعلون بشراً حتى لا يجعلوه بشراً عادياً، يتصورون أنه يسحر وأنه كذا وأكثر من ذلك.
وفي (صحيح البخاري، ج4، ص294، كتاب الطب، باب هل يستخرج السحر) الرواية أيضاً عن عائشة (قالت: كان رسول الله سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) فيتصور أنه ...
وهذا يعني أنه تصور أمور كثيرة تصور قال فلان ولم يقل ... بيننا وبين الله كيف نثق بنبي هذه صفاته. صفاته يقول: أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بناء على هذا يتوهم أنه لن يضلوا بعده، يعني ... ولذا التفت إليه هذه الفئة وهذه الجماعة واقعاً أنقذت الأمة وإلا لو لم يقولوا ... لحملها ... كما في كتاب النووي وتوجيهات النووي، وقد قرأنا العثيمين بالأمس، واقعاً أولاً لقال أمراً حملهم على أمور لا ينبغي، وكذلك فعل أفعال ... ولكن الله سبحانه وتعالى.
طبعاً وللإشارة فقط وقد ورد هذا الحديث في (صحيح مسلم، ج4، ص26) وورد في (مسند أحمد، ج40، ص284) أنا أشير إلى الحديث ليراجعه الأعزاء.
رقم الحديث 24237 (فيخيل إليه أنه قد صنع شيئاً ولم يصنعه) التفتوا ماذا يقول؟ يقول هذا الحديث في المصدر الذي معه المصدر يقول: (إسناد صحيح على شرط الشيخين وأخرجه البخاري وأخرجه فلان ...).
إذن على هذا الأساس رسول الله صلى الله عليه وآله قد صدر منه هذا ولذا لولا هذه الفئة وهذه الجماعة التي وقفت أمامه ولم تعطه مجالاً أن يكتب لوقعت الويلات ... رسول الذي هو رحمة للعالمين لكتب كتاباً لزم منه أولاً أن يشق على أمته، ولزم منه ثانياً أن يترك القرآن ولا يلتفت إليه، وللزم منه ... ولذا الله سبحانه وتعالى ... هذا الذي قرأته للأعزاء ... ولكنه ما الذي حدث؟ (فإن من رحمة الله أن الله قدر أن يعارض عمر). تقول لي: واقعاً هكذا يقولون. أقول: نعم.
المُقدَّم: يعني أمر رسول الله ليس رحمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، بل كان نقمة، قلتم لكم بأنه كان يكتب أموراً سوف يعجز المسلمون عن الإتيان بها. كان يقول أموراً سوف يؤدي، أنا لا أقرأ من عندي هذا في كتاب (شرح صحيح البخاري) لإمام من كبار أئمة الوهابية المعاصرين أتباع ابن تيمية محمد بن صالح العثيمين، دار الطبري للنشر والتوزيع، سنة الطبع 1429هـ انظروا ماذا يقول هذا الرجل؟ يقول: (فإن من رحمة الله أن الله تعالى قدر أن يعارض عمر حتى يكون انتخاب أبي بكر برضا من الصحابة) يعني ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أن رسول الله كان يريد أن يعين شخصاً آخر ولكن الله ألقى في روع عمر يا عمر الحق وإلا هذا سيخرب الأمة رسول الله، ماذا يفعل؟ يعني، وأنا أريد أن تنتخب الأمة أبا بكر عن رضاها، لا هذا الطريق الذي يفعله رسول الله أن يكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده. (حتى يكون انتخاب أبي بكر برضا من الصحابة ... بما يترتب لأن هذا الاعتراض لا وجه له لأن عمر ... وأعلم منه بما يترتب في المستقبل فلو كتب هذا الكتاب لهجر الناس القرآن والتفتوا إليه).
إذن أولاً رحمة من الله، وثانياً ... وهذه القضية طبعاً يكررها يقول هذه ليست أول مرة الله سبحانه وتعالى عندما وقع الاختلاف بين رسول الله وبين الخليفة الثاني أو هذه الجماعة الله يكون مع الخليفة الثاني، هذه ليست في مورد أو موردين الله في موارد متعددة وافق رأي الخليفة الثاني. لا أن رأي عمر وافق رأي عمر بل الله وافق رأي الله. ولذا الآن لو أعدد هذه الكلمات جملة واحدة. وهنا رحمة أخرى للأمة يقول: (خشي) الله (خشي أن يجد المنافقون سبيلاً على الطعن فيما يقوله) إذن خلص الأمة من طعن المنافقين عندما منع. إلى هنا اتضح للمشاهد الكريم أن هذا الموقف الذي صدر من هذه الفئة انظروا البركات التي يعتقدها هؤلاء وإلا كل هذه الويلات كانت سوف تصب على رأس هذه الأمة لولا رحمة ... لولا تجلت رحمة الله في هذا النزاع وفي هذه المخالفة وفي هذا الموقف الذي عارضوا فيه رسول الله رب العالمين وأوقفوه عند حده، قالوا: يهجر، أيهجر. تبين أن هؤلاء لم يخطأوا، بل أن من صدر منه ما لا ينبغي، لا نقول الخطأ، من هو؟ رسول الله، ما كان ينبغي أن يفعل هذا الفعل ولكنه فعله، فلابد أن تتجلى رحمة الله.
المُقدَّم: كان هناك سؤال لو تكون الإجابة عليه مختصرة، لكي ننتقل في الحلقة القادمة إلى مرحلة أخرى. هناك من يقول لماذا لم يمتثل الإمام علي لأمر رسول الله، هل هناك ما يثبت أن الإمام علي كان في هذا المجلس.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا بالأمس قلت يظهر من مجريات الأحداث أن علياً لم يكن حاضراً في هذا المجلس، بدليل أن الذي تزعم الجهة التي قالت أأتوا له بكتاب وقربوا له كتاب، كان ابن عباس، ومن الواضح أن علياً لو كان حاضراً لكان هو من يتصدى. نعم، توجد هناك رواية وهي في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج2، رقم الرواية 693) عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب قال: (أمرني النبي أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده، قال: فخشيت أن تفوتني نفسه، قال: قلت أني أحفظ وأعي، قال: أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت إيمانكم) أنا لا أعلم أنه كيف هذه الأمور تنقذنا من الضلال، هذا أولاً. الجواب عن هذا أولاً: أن الرواية ضعيفة السند. قال: (إسناده ضعيف) وثانياً أنه لم يثبت أن هذا كان نفس المجلس الذي كان، بدليل أنه عن علي قال أمرني، ذاك غير أأتوني بكتاب. إذن نحن لم نجد إلى الآن دليلاً واضحاً يدل أن علي بن أبي طالب أو أحد من كبار أهل البيت كان حاضراً في ذلك المجلس.
المُقدَّم: علي من العراق.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: بناء على قاعدة الإلزام هم يقولون أنه يكفينا كتاب الله، نأتي إلى سورة الأعراف في الآية 157 وفي نهايتها يقول: (ويضع عنه اصرهم والأغلال التي كانت عليهم) معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله هو من يضع الأغلال عن الأمة وليس هو الذي يأتي بالأغلال، وبناء على قولهم أن النبي في نفس السورة يقول الله (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين) ويقول تبارك وتعالى في سورة الأعراف أيضاً (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون). فإذا كان هذا الكتاب هو بدعة فهنا القرآن الكريم يقول ويثبت أن الدعوة إلى الهدى هؤلاء الناس لا يسمعونها والسيد العرفاني يقول ما معنى ينظرون إليك ولا يبصرون.
المُقدَّم: هنا نكتة أن الله سبحانه وتعالى (ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا ...) يعني الرسول لا يأتيه السحر.
سماحة السيد كمال الحيدري: محال وسيأتي في محله، هذا البحث تركته في محله، ولكن فقط أريد أن أبين أن هذه الطبقة التي هي النهج الأموي كما اعتقد يريد أن يصور رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ليس بشراً عادياً يسحر وغير ذلك.
المُقدَّم: الأخ أبو سامي من ألمانيا.
الأخ أبو سامي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سامي: رمضان كريم عليكم، أنا أود أن اختصر الموضوع ... ليس على المسلمين ... فيما حصل في رزية الخميس، ولكن ... سماحة السيد بعد هذه المهازل والتبريرات التي وردت والتي ذكرها سماحة السيد أن المستشرقين قد استغلوا هذه النقطة ووضعوا في الإسلام ما وضعوه واتهامهم للإسلام ونبيه، وما فعله سليمان رشدي في كتابه آيات شيطانية مبني على هذه الترهات التي نسمعها والتي وردت في الأحاديث والكتب والبخاري وغيره، ألم يصل هذا الحد حتى وصل الإسلام مشوهاً إلى المستشرقين ليزدادوا تشويهاً للإسلام وللنبي.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الذي قلناه أن هذه القضية أبعادها ليست قضايا تأريخية وإنما نحن نعيش آثارها إلى يومنا, الحق والإنصاف أن المستشرقين وغيرهم من أهل العلم عندما يأتون ويقرءوا هذه الكتب يقولون أن هؤلاء هم يصورون نبيهم بهذه الصورة وأنه مسحور فلماذا يتوقعون منا أن نقدسه.
المُقدَّم: الأخ أبو سلطان من السعودية.
الأخ أبو سلطان: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سلطان: هم يقولون بعد الآية (اليوم أكملت لكم دينكم) أنه لا يأتي بجديد بعد هذه الآية ثم يذكرون حديث تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي، لماذا قال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ... والنبي أوصى. السؤال الثاني: لماذا أوصى النبي.
المُقدَّم: هو يسأل ما هو الدافع الذي جعل الخليفة الثاني يقول حسبنا كتاب الله. هذا يجب أن يسأل به الخليفة الثاني أو من يدافع عن نهجه.
الأخ أبو سلطان: لماذا أوصى النبي علي بن أبي طالب ولم يوصِ أبي بكر. والمفروض أنه يوصي أبا بكر لأنه الخليفة بعده.
سماحة السيد كمال الحيدري: من قال أنه الخليفة من بعده.
المُقدَّم: الأخ مجاهد من السعودية.
الأخ مجاهد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مجاهد: عندي علامة استفهام، هناك آية قرآنية تقول (من رد على رسول الله هبط عمله) فهل هذه الآية ... أو لا. كيف رد هؤلاء على رسول الله فهل هبط أعمال هؤلاء أو لا.
المُقدَّم: عندما تسأل اذكر الآية ومن ثم يكون هناك رد.
الأخ أبو سلطان تحدث عن موقف الخليفة الثاني حسبنا كتاب الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب في جملة واحدة، أخي العزيز يعني رسول الله لم يكن قد قرأ قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) حتى يقول هذا الكلام، أخي العزيز كل الأجوبة تتضمن شيئاً غير مرئي وهو أن هذه الفئة والجماعة وأن هذا الموقف وأن هذا الاتجاه كان أفقه وأعلم من رسول الله، لا أنه أفقه من ابن عباس، بل كان أرحم بالأمة من رسول الله، كان أحرص على مستقبل الأمة من رسول الله، ولهذا واقعاً هذه العبارة أقولها للتأريخ تصعدون إلى السماء أو ترجعون إلى الأرض أن هذا الموقف فيه طعن لرسول الله صلى الله عليه وآله.
المُقدَّم: شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، قبل أن أودع المشاهدين الكرام أذكرهم بأن القرن الافريقي وبالتحديد الصومال تتعرض إلى مجاعة كبرى فنهيب بجميع المشاهدين من المسلمين أن يدعموا وأن يقدموا ما يستطيعون تقديمه لهذا الشعب المسلم، شكراً لكم على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.