المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم (القسم الثالث). سنقف ان شاء الله تعالى في هذه الحلقة عند جملة مهمة من القضايا المتعلقة بهذا الموضوع الهداية التكوينية والهداية التكوينية الخاصة واهم الادلة القرآنية والروائية عليها إلى غير ذلكم من الأبحاث المهمة، احييكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد. آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور. المقدم: حياكم الله. سماحة السيد لا بأس ان تقدموا للسادة المشاهدين الكرام تلخيصا لما تقدم بيانه من معنى الهداية التكوينية الخاصة. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع ان هذا البحث يعد من امهات مسائل الإمامة عند مدرسة أهل البيت بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا ويركز في هذه المسألة، من الكلمات ومن الاصطلاحات الشائعة عندنا ان أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لهم وساطة الفيض بمعنى انه في قوس النزول لا يمكن ان يأتي شيء تكويني إلى هذا العالم الا بتوسطهم وهذا ما نعتقده في مسألة ليلة القدر يعني عندما نقول ان الارزاق تقدر في ليلة القدر والمسؤول عنها هو الإمام في كل زمان ذلك ما يتعلق بقوس النزول ووساطة الفيض في قوس النزول ولكن الإمامة التي نحن نتحدث عنها ووساطة الفيض التي نحن نتحدث عنها في هذه الليلة أو في هذه الحلقة والحلقات التي سبقت مرتبطة بقوس الصعود لا بقوس النزول باعتبار ان الفيض ينزل من الله ثم يعود إليه لان الآية المباركة صريحة في ذلك تقول (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ) يعني كما بدأكم تعودون وكما انه هو الأول هو الآخر، كما يبدأ كل شيء منه ينتهي كل شيء إليه ورجوع إليه ولذا تجدون القرآن الكريم أيضاً اكد هذه الحقيقة قال (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) هذه إليه يصعد مرتبط بقوس الصعود لا مرتبط بقوس النزول ولذا تجدون في انه في قوس النزول يقول (يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرض) هذا يرتبط بقوس النزول (ثُمَّ يَعْرُجُ إليه). إذن هناك قوسان وذكرت مرارا للمشاهد الكريم لماذا نعبّر بالقوسين ولا نعبّر بالخطين؟ قلنا بانه إذا كان النزول والصعود على خط مستقيم لما التقيا لما كان الأول هو الآخر لما كانت الغاية هي الفاعل، لما كانت الغايات هي البدايات والبدايات هي الغايات اما بخلافه في قوس النزول نصف الدائرة فان نصف الدائرة عندما ننتهي ويبدأ النصف الآخر من الدائرة سوف ينتهي إلى نفس النقطة الأولى ولذا تجدون انه نعبّر عن إمام كل زمان انه قطب عالم الامكان، لماذا نعبر قطب؟ باعتبار انه يقع في مركز الدائرة، لماذا هو قطب؟ باعتبار انه متساوي النسبة إلى كل موجودات عالم الامكان، هذه مقدمة أو تمهيد وتوطئة للدخول في البحث لبيان الدور الوجودي. إذن انا عندما اعبّر الدور الوجودي لمقام الإمامة هذا الدور الوجودي له مصاديق متعددة وليس له مصداق واحد ونحن في الحلقتين السابقة وهذه الحلقة ان شاء الله نتكلم عن بعض مصاديق الدور الوجودي ليس عن كل مصاديق الدور الوجودي والا الإمام بحسب الاصطلاح القرآني وهذه كما قلت مرة ثانية وثالثة ولعله للعاشرة أقول ان هذه النظرية نقحها السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في تفسيره القيّم الميزان ولابد ان يحفظ حق هذا المفسر الكبير، المهم عندما اعبّر الدور الوجودي لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم يعني فقط هذا لا لا، وانما هذا مصداق من مصاديق الدور الوجودي والا للائمة ادوار وجودية أخرى للائمة الآن انا ما اريد اتكلم عن أئمة أهل البيت وانما اتكلم عن الدور الوجودي للإمامة بحسب الاصطلاح القرآني، ما هو هذا المصداق الذي وقفنا عنده مفصلا في الحلقتين السابقتين؟ قلنا بأن الهداية على قسمين اساسيين. التفتوا جيدا، الهداية الأولى هي الهداية التي يصطلح عليها بالهداية التشريعية وهي اراءة الطريق (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)، (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) هذه البيانات التي تأتي من الانبياء (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من الاولياء من الائمة من المبلغين من العلماء من الصلحاء هذه هداية اراءة الطريق والامر للانسان باعتبار ان الإنسان لم يخلق مجبرا وانما خلق مخيرا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) إذا كان الأمر كذلك إذن النبي عندما يأتي فقط يبين الطريق يقول هذا الطريق يوصلكم إلى الجنة إلى درجات الجنة وهذا الطريق يوصلكم إلى الجحيم والى دركات الجحيم فمن شاء فليؤمن فمن اراد فليصعد ومن اراد فليتسافل، من اراد فليتسامى إليه يصعد ومن اراد فليتسافل في الدرك الاسفل من النار هذا صريح القرآن الكريم (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) هذه هي مسألة اراءة الطريقة الهداية بمعنى اراءة الطريق وهي الهداية التشريعية العامة لا تختص باحد دون احد لان القرآن الكريم يقول (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) للبشر اصلا ليس مختصا بطائفة دون أخرى أو بزمان دون آخر ولكن قلنا بأن هناك هداية تكوينية خاصة ما هي الهداية التكوينية الخاصة؟ معناها هذا وهو ان الإنسان إذا عمل بمقتضى الهداية التشريعية وطبق واعتقد وتخلق وعمل عملا صالحا الله سبحانه وتعالى الا يرفعه في درجات الكمال، اليست إليه تقول (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) هذا الصعود في سلّم الرقي والقرب الالهي هل ان الله يفيض عليه الوجود مباشرة لينتقل من درجة إلى درجة أخرى أو بتوسط احد يفيض عليه. المقدم: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا). آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، نهدينهم بالواسطة أو بلا واسطة السؤال هو هذا، الجواب هذا وهو انه كما في قضية التشريع الله هدانا مباشرة أو بتوسط الانبياء؟ بتوسط الانبياء، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) إذن الله سبحانه وتعالى هو الهادي لأنّه من اسمائه هو الهادي ولكن يهدينا هداية تشريعية مباشرة أو بالواسطة؟ بالواسطة، الآن نأتي إلى هذا الصعود التكويني في سلّم الرقي في سلّم الكمال هو الذي أيضاً يهدينا للصعود إليه ولكن يهدينا مباشرة أو بالواسطة؟ بالواسطة، من هو الواسطة؟ هنا نقول ان الواسطة هو الإمام بحسب الاصطلاح القرآني هذه ليست الإمامة السياسية ليست الإمامة التشريعية ليست الإمامة الاقتدائية والقدوتية والاسوتية هذه الإمام بمعنى وساطة الفيض وهذه الإمامة وهذه الهداية هي التي يصطلح عليها بالايصال إلى المطلوب، محل النزاع اين؟ يعني حديثنا اين في اي نقطة نتكلم؟ نتكلم في هذا وهو ان الهادي اولا وبالذات يهدي ويضل، الهادي هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى ولكن الهداية على نحوين هداية بمعنى تشريعية اراءة الطريق التي تكون بتوسط الانبياء وهداية تكوينية التي هي الايصال إلى المطلوب، ما معنى الايصال إلى المطلوب؟ اخواني الاعزاء المشاهد يلتفت ليس معنى المثال الذي نحن ضربنا مثال قلنا يأخذ بيده يوصله فقد يقول قائل بان هذا جبر، لا لا ابدا، لان انا اردت الصعود فيأخذ الإمام أو الله يجعل الإمام آخذا بيدي للصعود إلى مراتب الكمال وسلّم الكمال ودرجات الكمال التي اشرنا إليه في الحلقة السابقة، حتى ان المشاهد الكريم يقينا انه يوجد من المشاهدين من يتابع هذه الأبحاث ويريد ان يعرف مصادر هذا الكلام وان السيد الطباطبائي (قدس الله نفسه) اين طرح هذه المسألة؟ بحسب تتبعي ان السيد الطباطبائي بشكل واضح وصريح لم يشر إلى هذه المسألة الا في موضعين من الميزان، طبعا في مواضع أخرى توجد عنده اشارات ولكن بشكل تفصيلي ومنظم ونظرية طرحها في موضعين، الموضع الأول اشار إلى ذلك في الميزان المجلد الرابع عشر في الصفحة (304) في ذيل قوله تعالى من سورة الانبياء (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) هناك ماذا يقول، يقول لا إشكال ولا شبهة ان هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم ليست هي الإمامة بمعنى اراءة الطريق التفتوا إلى الاستدلال وهذا يجرنا إلى الدليل على ذلك الذي هو واقعا هل ان القرآن اشار نحن يمكن ان نقيم ادلة متعددة واحدة من الادلة هذا الدليل الذي الآن اشير إليه. يقول: لا إشكال ولا شبهة ان الله سبحانه وتعالى اعطى الإمامة لابراهيم بعد ان كان نبيا، لأنّه هذا شرحناه مفصلا ان هذه الإمامة اعطيت لابراهيم في اخريات حياته يعني آخر مراتب الكمال التي وصل اليها ابراهيم اي مرتبة؟ مرتبة الإمامة التي قالت له (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وشرحناه مفصلا في حلقات متعددة في الحلقات السابقة، يقول هذه الإمامة اما بمعنى اراءة الطريق واما بمعنى الايصال إلى المطلوب، لا يمكن ان تكون بمعنى اراءة الطريق لأنّه كان نبيا وكان رسولا إذن كان يوجد عنده اراءة طريق إذن لا يمكن ان يكون الا اي معنى؟ الا معنى الايصال إلى المطلوب الذي هو امر التكوين، دليل واضح جدا، يقول هذه الإمامة اني جاعلك للناس إماما هذه أي إمامة؟ فان قلت هي الإمامة بمعنى الهداية التشريعية واراءة الطريق يقول هذا تحصيل للحاصل لأنّه كان نبيا وهذه كانت موجودة عنده. إذن لا يمكن ان يقال الا ان المراد من هذه الإمامة هي الايصال إلى المطلوب واذا صارت ايصال إلى المطلوب فتكون امرا تكوينيا ولا تكون امرا تشريعيا، انا اقرأ عبارة يقول والذي يخص قال من شؤون الإمامة ليست هي بمعنى اراءة الطريق، لماذا؟ لان الله سبحانه جعل ابراهيم إماما بعد ما جعله نبيا وهذا مفصلا تقدم في الحلقات السابقة ومن الواضح لا تنفك النبوة عن الهداية بمعنى اراءة الطريق، إذا كان نبيا إذن كان يوجد عنده اراءة طريق إذن عندما قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) بعد ليست بمعنى اراءة الطريق وانما بمعنى الايصال، يقول: فلا يبقى للإمامة الا الهداية بمعنى الايصال إلى المطلوب وهي (التفتوا جيدا إلى التعريف كيف يعرّف الإمامة) وهي نوع تصرف تكويني في النفوس بتسييرها في مراتب الكمال ونقلها من موقف معنوي إلى موقف معنوي آخر، هذه هي الإمامة التكوينية وهذه هي الوساطة في الفيض وهذه هي الايصال إلى المطلوب، إذن ما هو معنى الإمامة بمعنى الايصال إلى المطلوب؟ وهو انه اعطي الإمام الذي له هذا الدور الدور الوجودي اعطي قدرة على ان ان يرفع المؤمن الذي يستحق والا الذي لم يعمل بمقتضى ايمانه يستحق أو لا يستحق؟ يضل من يشاء ذلك خارج صار داخلا في ولاية الشيطان، إذا دخل العبد في ولاية الله (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ) هذا امر اعتباري لو تكويني؟ هذا تكويني، خروج من الظلمات إلى النور ليس امرا تشريعيا ويحتاج رقيا شيئا فشيئا من يأخذ بيده ليرفعه من درجة إلى درجة اخرى؟ الإمام هذا هو دور الإمام. يقول: واذ كان تصرفا تكوينيا وعملا باطنيا، إذن هذا مرتبط بعالم الباطن لا بعالم الظاهر حتى لا يقول لنا قائل لم يأخذ احد بيدي لا لا هذه مرتبطة بمراتب المعنويات. المقدم: احسنتم لان في عنقي بيعة انا أساساً في عنقي بيعة للإمام. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذا البعد التشريعي هذا البعد السياسي دكتور نحن نتكلم في البعد الوجودي التكويني والذي جنابك لا تراه من قبيل ان الملائكة هل تدبر الأمور في هذا العالم أو لا تدبر؟ نعم (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) لكن أنت ترى هذا أو لا ترى؟ لا تحس به ولكن الملائكة يقومون بدورهم، مثلا الإنسان يأتي ملك الموت أو توفته رسلنا، الرسل الإلهية يأتون ليتوفوه يرى أو لا يرى؟ اول الأمر لا يرى بعد ذلك عندما ينتقل عن هذا العالم سوف يرى إذن هذا العمل عمل باطني فالمراد بالامر إلى آخره واذ كان الإمام إذن النتيجة في جملة واحدة السيد الطباطبائي هكذا يقول فالإمام هو الرابط يعني الواسطة بين الناس وبين ربهم في اعطاء الفيوضات الباطنية للناس، إذا الله اراد ان يعطي فيضا باطنيا ليرتفع من درجة إلى درجة أخرى من الواسطة من الرابط؟ الإمام، كما ان النبي رابط بين الناس وبين ربهم في اخذ الفيوضات الظاهرية يعني التشريعات، هذا واضح وهو كيف ان النبي يقوم بدور التشريع وانه يأخذ الوحي من الله ويبلغه للناس الإمام التكويني الإمامة التكوينية بمعنى الايصال إلى المطلوب أيضاً يأخذ الفيض التكويني ويوصله. المقدم: احسنتم، يعني سماحة السيد اطرح على جنابكم الكريم هذين السؤالين على لسان المشاهد كان المشاهد يتابعنا ويقول في قول الله تبارك وتعالى (إِنَّمَا أنت مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) الرسول حينما تلا قال انا المنذر وعلي الهادي هل يشير إلى ما تفضل به سماحة السيد. آية الله السيد كمال الحيدري: نعم هذه واحدة من مصاديقه هذه، هذه الهداية التكوينية الخاصة والا بالانذار تحققت الهداية. المقدم: أيضاً السؤال الآخر الله تعالى يقول (يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) ولكنه فصّل قال بالنسبة للائمة الذين ذكرتموهم يهدون بامرنا وهنا أيضاً فريق آخر يهدون إلى النار فاذن هناك أئمة يهدون هذا نوع الهداية التي تتحدثون عنها. آية الله السيد كمال الحيدري: الآن هذا البحث دعوه الآن ولكن البحث الأول جدا مهم لعله البحث الثاني لعله في الأبحاث اللاحقة نفصله. انا بودي انه واقعا هذه الآية المباركة التي قرأتموها وروايات كثيرة موجودة في ذيلها بانه النبي هو المنذر وان عليا هو الهاد من الواضح انه النبي (صلى الله عليه وآله) هاديا ومنذر ومبشرا ونذيرا إلى آخره، إذن اي هداية التي هي (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)؟ هذه الهداية هي الهداية التكوينية ولذا انا ما استبقت هذه الآية المباركة جعلتها في الشواهد التي سوف نشير اليها في القرآن لان القرآن الكريم اشار إلى انحاء انواع هذه الهداية يعني اشار إلى الهداية التكوينية العامة، اشار إلى الهداية التشريعية، اشار إلى الهداية التكوينية الخاصة، كلها عبّر عنها هداية هداية هداية ولكن كل واحدة اعطاها خصوصية خاصة وهذه هي الهداية التكوينية الخاصة. إذن إلى هنا اتضح لنا ما معنى الهداية التكوينية الخاصة وما معنى وساطة الفيض التي يقوم بها الإمام في قوس الصعود إلى الله سبحانه وتعالى يعني في قوس (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) نعم ما هو الدليل؟ الدليل الأول الذي اشرنا إليه وهو ان قول الآية (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) هذه الإمامة لا يمكنها ان تكون هي الإمامة بمعنى اراءة الطريق لأنّه كان نبيا ويملك هذه الدرجة ويملك هذه الهداية وهي اراءة الطريق فلا يبقى للإمامة الا اي هداية؟ الا الايصال إلى المطلوب. المقدم: طيب هل توجد ادلة أخرى سماحة السيد. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله خيرا، في الواقع هذا البحث هذا هو الموضع الأول الذي اشار إليه السيد الطباطبائي في الجزء الرابع عشر كما قلنا في ذيل هذه الآية من سورة الانبياء. الموضع الثاني الذي اشار إلى هذا البحث أيضاً بشكل واضح ودقيق في ذيل الآية (124) من سورة البقرة وهي قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يقول وبالجملة فالإمام هاد يهدي بامر ملكوتي لا بأمر ملكي وظاهري فاذن عمله عمل باطني ملكوتي مرتبط بباطن هذا العالم لا بظاهر هذا العالم، هذه النقطة انما اؤكد عليها المشاهد الكريم لابد ان يلتفت تجدون اني اؤكد انه يقوم بدور باطني بدور ملكوتي بدور مرتبط بنظام التكوين حتى لا يقول لنا قائل ان الإمام الحجة الآن ما هي وظيفته وما هي مسؤولياته، إذا حصرنا دور الإمامة في الأمور الظاهرية الآن الإمام (سلام الله عليه) له دور ظاهري أو ليس له دور ظاهري؟ ليس له قيادة سياسية لا يستطيع ان يجيب على أسئلة الناس لا يستطيع ان يهدي الناس هداية تشريعية ويريهم الطريق لا يستطيع ان يكون في اوساطهم حتى يكون لهم قدوة واسوة إذن ما الفائدة من وجوده؟ الجواب انه هناك ادوار أخرى مرتبطة بوجود الإمام لولاه لساخت الأرض باهلها، وهذه من اهم الاشكالات التي تطرح الآن في هذا الزمان وهو انه ما هي الادوار، اخواني الاعزاء اقولها بشكل صريح انا لست الآن بصدد الدخول في هذا البحث ولكن للاشارة يا اخوان ليس دور الإمام ما يقال على بعض الفضائيات وما يقوله بعض أهل المنبر الذين يرتقون هذه المنابر ويجعلون وظيفة الإمام بانه شخص ضاع في الصحراء فالإمام (سلام الله عليه) اخذ بيده ودله الطريق أو فلان تمرض والإمام وصل عنده وشفاه من المرض أو فلان كان مدينا والإمام اوصل له مال، يا أخي هذه الأعمال يقوم بها عموم الناس هذه ليست الوظائف الاصلية للإمام، الآن لست بصدد بيان ان تلك الادعاءات صحيحة أو غير صحيحة لست بصدد الآن هذا البحث بودي ان المشاهد الكريم يلتفت هل انه يوجد احد يرى الإمام في زمن الغيبة أو لا يوجد؟ هذا بحث لابد ان يحقق فيه بشكل دقيق، كثير من الادعاءات التي تدعى حتى من اكابر علمائنا الذين يقولون انهم رأوا الإمام، لا يوجد اي دليل أو اي قرينة انه رأى الإمام لأنّه لا هو يعرف الإمام حتى إذا رآه يقول رأيت الإمام ولا الإمام عرّف نفسه قال انا الحجة بن الحسن انا إمامك الا نادرا الذي قال الإمام (سلام الله عليه) انا إمامك أو انا حجتك نادر جدا، إذن (99%) من هذه الادعاءات لعله ولي من اولياء الله الذين هم من خدام الحجة لعلهم من الابدال الذين يخدمون هؤلاء الخلائق، وهذا بحث ارجو الله ان اوفق له وللبحث عنه وهو انه هذه مع الاسف ما يعجبني اعبّر ولكن اعبّر عنها هذه الدكاكين وهذه الادعاءات وهذه البيانات وهذه الرؤى والاحلام التي تنقل هنا وهناك كلها لا أساس لها، الإمامة مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى ونأتي نحن نختصر دور الإمامة في انه والله فلان مريض وفلان مدين وفلان ضاع أو فلان كان يحتاج إلى عناية وفلان إلى كذا! الإمام باق (1400) سنة إلى يومنا هذا ولعله يبقى إلى عشرة آلاف سنة ولعله إلى مئة الف سنة وهذه الدعاوى الفارغة التي تصدر هنا وهناك من انه نعيش عصر الظهور نعيش ايام ظهور هذه كلها كلمات لا أساس لها ولا أصل لها بل هناك نهي عن مثل هذه الكلمات اي توقيت اكبر من قولنا اننا نعيش في عصر الظهور، اي توقيت اكبر من اننا نعيش ايام الظهور، هؤلاء الذين حرفوا الصحة نقول انهم جهلة لا يعرفون ماذا يقولون والا لا يعلم لعل الإمام (سلام الله عليه) في جمعة أخرى يظهر ولعل الإمام لا يظهر الا بعد مئة الف سنة هذه القضية لابد ان تكون واضحة لاتباع مدرسة أهل البيت. اخواني الاعزاء لا تستمعوا إلى مثل هذه الكلمات التي لا أسس علمية ولا قرآنية ولا روائية لها التي تقال هنا ومبنية على رؤى واحلام وكلمات هنا وهناك انا قلت هذا الكلام واقعا لأنّه يؤسفني كثيرا عندما اجد بعض الفضائيات تكرر مثل هذه الكلمات وتنسب إلى رؤية وتنسب إلى ادعاء وتنسب إلى مكاشفة وتنسب إلى كذا واصحابها لا يعلم ان هذه الكلمات اصلها من اين جاء ولماذا يريدون اشغال الامة بمثل هذه المسائل، وظيفتنا في زمن الغيبة مشخص من قبل أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهو اتباع العلماء العاملين مراجعنا والذين هم ثقاة لا كل من يدعي المرجعية، العلماء الكبار المحققين المراجع هؤلاء هذه وظيفتنا اما عن زاد عن ذلك متى يظهر أو لا يظهر هذه لا علاقة لنا بها نحن علينا ان نقوم بوظيفتنا. المقدم: كذب الوقاتون. آية الله السيد كمال الحيدري: واقعا الآن مع الاسف انا ما كان هذا بحثي ولكنه جئنا إلى هذا البحث، إذن دور الإمامة واقعا اكبر بكثير الإمامة داخلة كجزء أساسي في نظام التكوين، في نظام التكوين يعني كيف انه الآن نحن عندما نعيش في هذا العالم لو لم يكن هناك ماء لما كانت هناك حياة، لو لم يكن هناك هواء لما كانت هناك حياة، الآن انا تكلمت عن الماء لماذا؟ لانكم تعرفون الآن اينما يذهبون إلى النجوم والكواكب الأخرى اول شيء يبحثون عن الماء يقولون إذا وجد الماء وجدت الحياة، نسبة وجود الإمام إلى هذا العالم التفت إلى هذه الجملة المشاهد الكريم فليحفظها ويركز فيها، نسبة وجود الإمام إلى هذا العالم كنسبة الروح إلى البدن، كيف انه إذا كانت الروح موجودة فهذا البدن حي يسمع ويرى ويتحرك ويمشي ويأكل ويشرب ويحيى وو.. إلى آخره. كل الافعال تصدر إذا كانت الحياة الروح موجودة فيها فإذا فارقت الروح هذا البدن انتهى صار جثة هامدة قطعة من الجماد التي تتلاشى بعد ذلك، نسبة وجود الإمام إلى عالم الامكان نسبة الروح إلى البدن يعني هو روح هذا العالم لولاه لبطلت حياة هذا العالم، وعندما أقول العالم لا يتبادر إلى الذهن الارض، الأرض ما هي قيمتها بالنسبة إلى عالم الدنيا فضلا عن عوالم الملكوت، من الملكوت والجبروت واللاهوت والى غير ذلك من العوالم. نسبة وجود الإمام ونسبة وجود روح الإمام ووجود الإمام هذا الروح تعبير مسامحي وجوده المادي، لا يكفي روحه والا روح النبي الأكرم أيضاً موجودة لا لا، نسبة وجود الإمام ببعده الارضي يعني يكون حيا في هذا العالم كما نحن نعتقد في مدرسة أهل البيت إلى هذا العالم كنسبة الروح إلى الجسد ولذا نحن ذكرنا مرارا ان قوله وروحكم في الارواح يعني هو روح الارواح يعني ماذا يعني حياة الارواح بحياته (عليه أفضل الصلاة والسلام) فإذا كان حيا فهذا العالم يكون حيا واذا كان منتقلا من هذا العالم انتقل من هذه النشأة إلى نشأة أخرى فهذا العالم يموت يعني ينتقل هذا العالم (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض)، (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) متى؟ عندما ينتقل الإنسان الكامل مصداقه في زماننا هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت هذا هو دور الإمامة ليس دور الإمامة هذا الذي يقال في القصص وفي الكتب وفي المنابر وفي الفضائيات لا اقل بعضها انه رأى احد في المنام كذا وفلان تكلم معه وفلان اخذ منه مالا وفلان كذا اعتنى به فارشده إلى مسألة لعله هذه الاشياء أيضاً الإمام (سلام الله عليه) إذا اقتضى الأمر يأمر احد اوليائه ليقوم بهذا العمل ولا دليل عندنا على ان الذي قام بهذا العمل انه هو الحجة (سلام الله عليه)، من منا رأى الحجة حتى يقول رأيته، أنت متى تستطيع ان تقول رأيت الحجة، إذا الآن أنت تعرف السيد كمال الحيدري وجهي وملامحي فإذا رأيتني في مكان آخر تقول والله رأيته هو كان اما من لم ير الحجة كيف يستطيع ان يقول انا رأيته من اين يقول؟ هو لا يعرف الحجة حتى يقول رأيته وفي الاعم الاغلب في القريب من المئة بالمئة لا يوجد عندنا ان الإمام (سلام الله عليه) هو عرّف نفسه يقول يا فلان انا الحجة بن الحسن انا الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت لا يوجد عندنا هذا. نعم، الشخص يتصور انه الحجة، قد يكون مصيبا وقد يكون مخطئا، إذن ادوار الإمامة اوسع من هذا اعمق من هذا اهم من هذا بكثير ونحن في هذه الحلقات الثلاث ومع الاسف الشديد ما استطعنا ان ندخل في الدليل الآخر لاثبات هذا الدور الوجودي نحن بصدد بيان شمة ورائحة ودرجة وثمرة من ثمرات الدور الوجودي للإمامة القرآنية لا يتبادر إلى الذهن هذا كل الدور الوجودي، الدور الوجودي كما قلت وهو انه هو روح هذا العالم فلولاه لما بقي العالم، لولاه ليس لساخت الأرض باهلها لولاه لفسد عالم الامكان ولذا في الرواية كما ورد قال إلى اي شيء يحتاج إلى الإمام، التفتوا إلى الجملة، قال لبقاء العالم على صلاحه، قد تقول صلاح يقابله الفساد نقول نعم هذا الفساد يعني الانتهاء، ليس النقض من قبيل قوله تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) ليس ان العالم يبقى ولكن فاسد أساساً ينتهي العالم. هذا الفساد بحسب الاصطلاح هذا الفساد بمعنى كان تامة لا الفساد بمعنى كان الناقصة، فيما يتعلق بالدليل الثاني لاثبات انه هذا المعنى اي الإمامة التكوينية إذا تسمح لي دكتور انا قبل ان انتقل إلى الدليل الثاني اريد ان ابيّن بأن هذه الدعوى التي اشرنا اليها واقعا فقط مختصة بالسيد الطباطبائي ام توجد عند اعلام آخرين من مدرسة أهل البيت وغير مدرسة أهل البيت. في الواقع انا بودي ان اشير إلى بعض كلمات السيد الخوئي (قدس الله نفسه) وهو كما نعلم علم من اعلام هذه الامة، قال وتوضيح ذلك هذه يذكره في تفسيره (البيان في تفسير القرآن) صفحة (463) يقول ان الهداية من الله تعالى على قسمين هداية عامة وهداية خاصة. التفتوا جيدا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت، والهداية العامة قد تكون تكوينية وقد تكون تشريعية يقول والهداية التكوينية وهي التي وضعها الله في طبيعة كل موجود سواء كان جمادا نباتا حيوانا ويستدل بقوله (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)، هذه الهداية التكوينية العامة التي قلنا عندما تأتي إلى الإنسان تسمى هداية فطرية، وعندنا هداية تشريعية عامة يقول وهي الهداية التي بها هدى الله جميع البشر بارسال الرسل اليهم وانزال الكتب عليهم فقد اتم الحجة على الإنسان بافاضته عليه العقل وتمييز الحق من الباطل ثم بارساله رسلا اشارة إلى الحجة الباطنة والحجة الظاهرة ثم بارساله رسلا يتلون عليهم آياته ويبينون لهم شرائع احكامه وقرن رسالتهم بما يدل على صدقها من معجز باهر وبرهان قاهر ثم قال للناس (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) وهذه هي الاراءة بمعنى اراءة الطريق. الآن محل الشاهد يقول: واما الهداية الخاصة، هذه اي هداية؟ التكوينية الخاصة، قال: فهي هداية تكوينية لا تشريعية هذه ايصال إلى المطلوب هذا تصرف تكويني، لمن تعطى هذه الهداية التكوينية الخاصة، يعني من يرزق هذه الهداية التكوينية الخاصة؟ من الواضح ان الهداية التكوينية العامة والهداية التشريعية العامة عامة لجميع البشر (رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، اما الهداية التكوينية الخاصة لمن تعطى؟ يقول يعطى لهذا يقول: فهي عناية ربانية خاصة خص الله بها بعض عباده، طبعا في اعتقادي ان هذا أيضاً مأخوذ من تفسير الميزان لا إشكال انه مأخوذ من تفسير الميزان لأنّه قبل هذا لا يوجد مثل هذه البيانات قبل السيد الطباطبائي، نعم موجودة متناثرة ولكن كنظرية فموجودة في كلمات السيد الطباطبائي، قال: عناية ربانية خص الله بها بعض عباده حسب ما تقتضيه حكمته حتى هذه الهداية التكوينية الخاصة ما هي، قال: فيهيئ له ما به يهتدي إلى كماله ويصل إلى مقصوده، ايصال إلى المطلوب، قال ولولا تسديده لما استطاع ان يصعد، وهذا وقد اشير إلى هذا القسم من الهداية في آيات يقول إلى غير ذلك من الآيات التي يستفاد منها اختصاص هداية الله وعنايته الخاصة بطائفة خاصة من المؤمنين ليس مطلقا فالمسلم بعد ما اعترف بأن الله قد منّ عليه بهدايته هداية عامة تكوينية وتشريعية طلب من الله ان يهديه هدايته الخاصة التكوينية، هذا أين يذكره السيد الخوئي (قدس الله نفسه)؟ يذكره في ذيل قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) هذه اي هداية التي يريدها العبد؟ يقول هذا يقينا ليست هي الهداية التكوينية العامة لأنّه الله ركزها في فطرته وليست هي الهداية التشريعية العامة لأنّه هو مهدي الآن واقف أمام الله ويصلي ومهتدي هو إذن اي هداية يريد؟ يقول هذه لا الهداية التكوينية العامة ولا الهداية التشريعية العامة بل هي الهداية التكوينية الخاصة. المقدم: كل يطلبهم الله سبحانه وتعالى رفعهم درجات. آية الله السيد كمال الحيدري: وهذه ليس لها نهاية لأنّه اي درجة صعد الإنسان في القرب الالهي يقول اهدني إلى الدرجة التي بعدها ولذا بعد لا يلزم تحصيل الحاصل لماذا؟ اي درجة يبلغ الإنسان من الكمال يطلب اعلى منها (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ (القرآن ما يقول لنا لنهدينهم سبيلنا) سُبُلَنَا) لأنّه هذه السبل متناهية أو غير متناهية؟ غير متناهية. ولذا قال أمير المؤمنين هذا الذي قلناه في الحلقات السابقة ان أمير المؤمنين في هذا السلّم الكمال يقول: اه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق (سلام الله عليه). لماذا؟ لأنّه واقعا هذا الطريق هل يوجد مع علي احد يستطيع ان يجاريه في الصعود إلى الكمال؟ لا يوجد احد. المقدم: لا تستوحشوا الحق لقلة سالكيه. احسنتم كثيرا، جزاكم الله تعالى خيرا سماحة السيد. نستقبل اتصالات الاخوة. آية الله السيد كمال الحيدري: ارجو الله ان تكون الأسئلة في هذا المحور. المقدم: ان شاء الله تعالى. معنا الأخ هشام من العراق تفضلوا. المتصل الأخ هشام من العراق: السلام عليكم. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ هشام من العراق: معاكم من العراق من بابل من الحلة. المقدم: حياكم الله اخ هشام تفضلوا. المتصل الأخ هشام من العراق: الله يحفظكم، سيدنا ذكرتم قبل قليل انه دور الإمام الوجودي ليس بالضرورة ان يكون وجودا شخصا يعني الوجودي المادي ليس مهم، يعني ممكن ان يكون دور روح الإمام الموجودة فلنسميها ان صح التعبير يعني ان الرسول (صلوات الله عليه) هو أيضاً إمام ممكن ما نحتاج اثنا عشر إمام وعذروني على التعبير التسامحي الذي اذكره. المقدم: يعني اخ هشام سماحة السيد قال كالروح بالنسبة للجسد، شكرا لكم، إذن سماحة السيد تفضلوا بالاجابة. آية الله السيد كمال الحيدري: انا استميح المشاهد الكريم انا لم اقل أساساً لا حاجة لوجوده المادي انا قلت بالضرورة لابد ان يكون بوجوده البشري وبوجوده الجسماني موجود في هذا العالم، نعم مثّلت للمشاهد الكريم قلت نسبته إلى العالم نسبة هذا الإمام الموجود بين ظهرانينا وهو الإمام الثاني عشر ليس روح النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حتى يقول انه لا نحتاج إلى الائمة، نسبة هذا الإمام الموجود بين ظهرانينا إلى العالم كنسبة الروح إلى البدن هذا من باب المثال للتقريب والا لابد ان يكون له وجود مادي. المقدم: احسنتم، معنا الأخ علي من السعودية، تفضلوا. المتصل الأخ علي من السعودية: السلام عليكم. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ علي من السعودية: السيد يقول هناك علماء على المنابر يقول انهم وقتوا في عصر الظهور، ربما علامات الظهور في آخر الزمان. المقدم: إذنعلامات الظهور وليست وقت الظهور، طيب وصلت الفكرة احسنتم، معنا الأخ كريم من ايطاليا. المتصل الأخ كريم من ايطاليا: السلام عليكم. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ كريم من ايطاليا: سيدنا انا جدا احبكم الله يحفظكم. آية الله السيد كمال الحيدري: الله يحفظك أخي العزيز شكرا. المتصل الأخ كريم من ايطاليا: سيدنا تطرقت لسؤال وما كملته عفوا على هذا التعبير قلت انه ما فائدة الإمام، جزاكم الله خير الجزاء، الله يحفظكم. المقدم: شكرا لكم. إذن بالنسبة للاخ هشام اجبتموه، بالنسبة للاخ علي من السعودية. آية الله السيد كمال الحيدري: انا ما ادري من الذي يقول بأننا مرة أقول توجد علائم واحدة من العلائم ان هذه العلائم الإمام الصادق أيضاً كان يشير اليها يقول بانه هو في السادس ويسألونه عن متى الظهور فيشير إلى بعض العلائم إذا كان مقصود من العلائم التي لا توقت زمانا معينا وسنوات معينة لا محذور فيها فليتكلموا ما يريدون اما إذا صار بناؤهم ان يتكلموا بلغة اننا في هذا العصر يعني عشر سنوات خمس سنوات عشرين سنة انتم ترونه اولادكم يرونه هذه الكلمات هي التي تنافي الادلة القطعية عندنا وانه لا يمكن التوقيت فاذن لابد ان نميز جيدا بين العلائم الآن هذه العلائم العامة والخاصة لعله تحتاج إلى مئة سنة إلى الف سنة إلى خمسة آلاف سنة لا نعلم ذلك ليس بايدينا هذا المعنى قلت انه هذا بحثي ليس عن الحجة وارجو الله سبحانه وتعالى ان اوفق ان افيض الكلام فيه إذا كان المقصود بيان امور لا تعيّن عندما نقول توقيت ليس مرادنا يعني يقول في (2015) ليس هذا المقصود انما يقول حدود العشر سنوات هذا نحو من التوقيت هذا إذا كان مقصود من عصر الظهور وايام الظهور انه نحن قد اظلنا واطل علينا الظهور فهذا كلام لا أصل له صدر ممن صدر، لا تنظر إلى من قال ولكن انظر إلى ما قال هذا الـ ما يعني كلامه لابد ان ينسب ويعرض على الأصول القرآنية ويعرض على الأصول الروائية والقواعد لنرى انه تام أو غير تام. المقدم: احسنتم، بالنسبة للاخ كريم. آية الله السيد كمال الحيدري: اما الأخ كريم أخي العزيز انا كل حديثي لعله في هذه الليلة كان منصبا على بيان فائدة الإمام قلت بأن الإمام له ادوار وفوائد ومسؤوليات وادواره لا تنحصر في الادوار الظاهرية وانما توجد ادوار ظاهرية وتوجد ادوار باطنية ملكوتية ومن اهم فوائد وجود الإمام انه لو لم يكن موجودا لما بقي هذا العالم على صلاح. المقدم: إذنلدينا حدود دقيقتين سماحة السيد. آية الله السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بهاتين الدقيقتين انا فقط اشير بنحو الفهرسة ان شاء الله تعالى للحلقة القادمة وهي أيضاً ستكون في نفس هذا الموضوع وهو انه سوف نقف على الدليل الأساسي لاثبات هذا النوع من الهداية التكوينية الخاصة التي اشار اليها السيد الخوئي واشار اليها السيد الطباطبائي واشار اليها اعلام آخرون هذا اولا، ثم انتقل إلى النصوص القرآنية التي تحدثت عن اقسام الهداية الثلاث يعني كيف انه عندنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى هذه الهداية التكوينية وعندنا بان الانبياء عندهم الهداية التشريعية اشير إلى النحو الثالث من الآيات القرآنية التي تكلمت عن الهداية التكوينية الخاصة. المقدم: احسنتم كثيرا، إذن ان شاء الله تعالى صار واضحا للاخ المشاهد الكريم هذا التفريق الذي افاض سماحة السيد اليوم في بيانه من هذا النوع من الهداية التكوينية الخاصة التي هي تتعدى مسألة اراءة الطريق وبيان ما نزل إلى الناس الذي يقوم به الانبياء وانما هي هداية أخرى نوع خاص من هذه الهداية تكون في سلّم الصعود وهذه لا تكون بالضرورة مرئية بالنسبة لدينا لان الله تعالى يعلم ما الذي ينزل في ليلة القدر وما دور الإمام. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذا شاهد جيد، وهو انه في ليلة القدر تنزل المقادير ولكن هل يراها احد هل يعرفها احد لمن تعطى متى تنزل كلها لا تعرف ولكن يوجد إمام يتسلم الميزانية العامة ان صح التعبير. المقدم: احسنتم، وقال الصادق (عليه السلام): قولوا لهم على من تنزل الملائكة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، احسنتم كثيرا، فنسأل الله تعالى ان تكون قد وصلت الفكرة اليكم وفي الحلقة القادمة سيوضحها سماحة السيد أكثر ان شاء الله تعالى مع الادلة والشواهد القرآنية، إذن في ختام هذه الحلقة اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري شكرا جزيلا واشكر الاخوة المشاهدين والاخوة المتصلين والى اللقاء في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه