المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة استمرار للحلقة السابقة: أئمة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) اعلم من جميع الانبياء السابقين (صلوات الله عليهم جميعا)، القسم الثاني طبعاً في حلقة اليوم، وفي هذه الحلقة ان شاء الله تعالى مشاهدينا الكرام سنتطرق إلى مسأئل مهمة تتعلق بهذا الموضوع من حيث من يقول بهذه المقالة وهل انفرد اتباع مدرسة أهل البيت (صلوات الله عليهم) بهذا القول بأنه يوجد من سائر اولياء الله من يكون اعلم من الانبياء السابقين (صلوات الله عليهم) أم انه هذا من قول المسلمين من مختلف مدارسهم ومذاهبهم، أيضاً وسنبحث عن نقاط الخلاف والالتقاء في هذه المسألة والفيصل فيها. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً واحيي باسمكم ضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد لا بأس بخلاصة موجزة لما تم عرضه في الحلقة السابقة تفضلوا.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بأنه في الحلقة السابقة انتهينا إلى هذه النقطة الأساسية والتي تعد من الأصول المهمة في فهم النص القرآني والخطاب القرآني، نحن عندما نرجع إلى الروايات الواردة عن الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عن أئمة أهل البيت نجد انهم يقولون انه من تدبر هذا القرآن فان هذا القرآن يهدي الينا، في ذيل قوله تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) قال الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) ان هذا القرآن يهدي الينا. أو عندما نأتي إلى مجموعة أخرى طائفة أخرى ألسنة أخرى من النصوص الروائية تقول بأنه من تدبر هذا القرآن لوجده لمن تدبر فيه يجده اننا مسمون في هذا القرآن، يعني انه يجد اسماءنا، البعض فهم من هذه النصوص يعني نجد اسماءنا في هذا القرآن فاعتقد بها إذن القرآن الكريم فيه تحريف أو فيه نقص أو فيه تلاعب أو نحو ذلك. في الواقع انا انما بدأت هذا البحث في الحلقة السابقة لأبين ما هو المراد من هذه النصوص: ان هذا القرآن يهدي الينا، من تدبر فيه لالفاه لوجده نحن مسمون في هذا القرآن، المراد من هذا ان الإنسان عندما يتدبر هذه القواعد هذه النصوص يتدبر هذه الأسس هذه المبادئ هذه الامثلة التي ضربها القرآن الكريم لا يجد لها مصداقا إلا اين؟ إلا في أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يعني هم ذكروا في القرآن لا على أساس من خلال الاسماء بل من خلال الصفات وهذه نقطة اساسية بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها جيدا، تارة نحن ندعي ان أهل البيت ذكروا في القرآن من خلال ذكر اسمائهم وهذا مما لا ريب انهم لم يذكروا باسمائهم الآن لماذا؟ لعله له اسباب متعددة الآن لست بصدد ذكر ذلك، واخرى نحن ندعي ان أئمة أهل البيت ذكروا في القرآن الكريم لا من خلال اسماء بل من خلال صفات ومن خلال مواصفات ومن خلال ذكر امثلة هذه الامثلة لن تجد مصداقا تنطبق عليها هذه الآيات والامثلة إلا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وانا اتصور ان الذكر بالوصف ادق بكثير من الذكر بالاسم، لماذا؟ لان الذكر بالاسم قد يتشابه قد يتعدد لان الاسماء متعددة وخصوصا ان القرآن الكريم عندما يذكر لا يذكر الاسم والاب والجد واللقب، عندما يأتي إلى نوح يقول (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)، عندما يأتي إلى ابراهيم يقول كذا، إذن القرآن الكريم لو كان البناء ان يذكر الاسماء لقال علي، محمد، حسن، حسين، هذه لا تحل المشكلة لأنّه كثير من الاسماء، والشاهد التاريخي الذي اؤكد به هذه الحقيقة انتم تجدون بانه عندما قالوا بأنه هناك شخص ولد في الكعبة وذكروا عشرين شخص، ثلاثين شخص اسمهم علي ولدوا في الكعبة، إذن القضية لم تكن تحل من خلال ذكر الاسماء فالبعض يتصور ان القرآن الكريم لو ذكر الاسماء لانحلت المشكلة، ابدا أخي العزيز بدليل لأنّه في قضايا تاريخية مسلّمة بين علماء التاريخ ومع ذلك نجد وقع الاختلاف فيها، بدليل ان النبي (صلى الله عليه وآله) نص على علي في موارد متعددة ومع ذلك وقع الاختلاف فيه، إذن المشكلة لا تحل من خلال ذكر الاسماء وإلا لو كانت تحل من خلال ذكر الاسماء لذكروا، هذا اولاً. وثانيا ان التوصيف ادق، يعني ذكر الصفة ادق من ذكر الاسم، ولذا عندما يقول القرآن الكريم (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أو عندما يقول (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) واقعا هذه القضية لا يمكن ان تجد لها مصاديق متعددة ولذا نجد في التاريخ ان البعض كان يتصور انه إذا ذهب إلى الصلاة وصلى واعطى وخاتمه في الصلاة لعله تنزل آية فيه، لماذا فعل ذلك لأنّه وجد ان هذه الآية لا تنطبق إلا على هذا المورد، إذن انا عندما وقفت عند هذه القضية وهي قضية المثل أو قضية الحقيقة التي ذكرت في سورة الكهف وهي خلاصة ما اريد ان اقوله ان القرآن الكريم بيّن لنا ذلك من خلال مثال بل من خلال شخص حتى لم يذكر اسمه، انتم عندما ترجعون إلى القرآن تجدون في سورة الكهف ذلك العبد الصالح لم يذكر اسمه في القرآن الكريم، قال (فَوَجَدَا عَبْدًا) من هو؟ لم يذكر القرآن الكريم، عبدا من عبادنا ولكنه عرّفه لنا، قال ماذا؟ قال (آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا) إذن هذه خصوصيته، إذن ليست القضية في زيد أو عمر أو خالد أو علي أو خضر أو حسن أو حسين، لا، هذه صفة من اوتي هذا المقام يمكن ان يكون اعلم من انبياء أولي العزم (آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) إذن الآية تذكر ضابطة وهو انه إذا وجد عبد من عبادنا علمناه من لدنا علما يعني اعطيناه علما لدنياً، وفي الحلقة السابقة بينّا المراد من العلم اللدني ما هو، قلنا العلم اللدني يعني العلم الذي يكون بطريق مخصوص لا الطريق المتعارف، الطريق المتعارف هذا ليس طريقاً لدنياً هذا طريق الكتاب والسماع كما أنت الآن تسمعني وتتعلم شيء، انا اقرأ كتاب واتعلم شيء، اسمع استاذ واتعلم شيء، ليس من هذا الطريق، وانما له طريقه الخاص، (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) إذن إذا ثبت عندنا ان فلان إنسان أيضاً مما ايتناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً، إذن يكون عبداً مخصوصاً، ولياً من اولياء الله، يكون عبداً من عبادنا عند ذلك موسى قال له (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) إذن هذه الآية المباركة (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، إذن صريح هذه الآيات (خلاصة ما تقدم) من سورة الكهف تبين لنا ان القرآن اشار إلى ان عبداً من عبادنا كان اعلم من نبي من انبياء اولي العزم وقد قالوا في محله ان خير دليل على الامكان وقوعه، يعني ما الدليل على انه هذا ممكن؟ نقول انظروا ان القرآن يخبر عن قضية وقعت في الخارج، صحيح الامكان كما قالوا أعم من الوقوع ولكن الوقوع أخص من الامكان، يعني إذا وقع شيء فنستكشف من وقوعه انه امر ممكن، إذن الآن نحن في المرحلة الأولى اثبتنا قرآنيا لا فقط امكان ان يكون عبدا من عبادنا، والقرآن لم يقل انه كان نبي أو لم يكن انا لا اتكلم على مستوى الرواية، قد الروايات تقول انه كان خضر، وقد نقول ان خضر كان نبي هذا بحث رواية، اما على مستوى البحث القرآني الآية ماذا تقول؟ تقول (عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا) ولم تعين انه كان نبي أو ليس بنبي، إذن يمكن ان يكون عبدا وإن لم يكن نبيا أن يكون اعلم من نبي وليس فقط من نبيا عاديا وانما نبي من انبياء اولي العزم وهو موسى (عليه أفضل الصلاة والسلام)، إذن هذا النص القرآني التفتوا جيدا، الآن قد يقول لنا قائل اريد اربطه بين مقدمة البحث وهو انه كيف يرشد هذا إلى أئمة أهل البيت، يعني إذا أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بأدلة عقلية أو نقلية أو قطعية ثبت أنهم قالوا نحن أعلم من إبراهيم، نحن أعلم من موسى، أنت ينبغي لك ان تستغرب أو لا ينبغي؟
المقدم: لا ينبغي الاستغراب.
آية الله السيد كمال الحيدري: لماذا لا ينبغي لنا، هذا النص القرآني ان هذا القرآن يهدي الينا، يهدي إلى ما نقوله، إذن نحن عندما ندعي هذا الادعاء لو ان الإمام أمير المؤمنين الإمام الصادق يدعي نحن اعلم من جميع الانبياء السابقين، أنت تستطيع ان تقول له هذا خلاف القرآن والقرآن يؤيد هذه الدعوة؟
المقدم: القرآن ذكر وقوع هذه الحقيقة.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم القرآن ذكر مثال لذلك قال نعم ان هذه القضية ممكنة بل قضية واقعة.
المقدم: احسنتم (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، إذن الآن واقعا فلنفهم أولاً دور القرآن، دور القرآن هو ان يؤسس لهذا الاصل، القرآن أسس لهذا الأصل وهو انه أساساً عبد من عباد الله يكون اعلم من نبي من انبياء أولي العزم ولا محذور في ذلك فإذا جئنا إلى النصوص الروائية وهم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قالوا لنا: إذا جاءكم عنا فاعرضوه على كتاب ربنا، فان كان موافقا فخذوه وان كان مخالفا فاضربوا به عرض الجدار. الآن نحن هذه الروايات في البحث اللاحق ان شاء الله عندما نقرأ الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت تقول اننا نحن اعلم من الانبياء السابقين من ابراهيم وموسى وعيسى وجميع الانبياء السابقين نعرضه على كتاب ربنا فهي موافقة أو مخالفة؟ من الواضح انها موافقة ان هذا القرآن يهدي الينا يعني (هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) قال يهدي الينا، إذا تدبرتم لالفيتم اننا مسمون في القرآن، ولكن كيف سُمّينا؟ سمُينا من خلال هذه القواعد.
المقدم: بالصفة والنعت وتعيين المصداق، جزاكم الله خيرا سماحة السيد، إذن الآن صارت الخلاصة واضحة، السؤال الآن هل هذا معتقد اتباع مدرسة أهل البيت (صلوات الله عليهم) فقط أم يوجد من العلماء عموما من غير اتباع مدرسة أهل البيت؟
آية الله السيد كمال الحيدري: واقعا انا بودي ان المشاهد الكريم وإن كنا نتأخر في هذه القضية فبودي انه يحفظ لنا هذا الأصل الذي اريد ان اؤكد له في هذه الحلقة لأنه نافع لنا ان شاء الله في الحلقات القادمة، انا بودي - دكتور سالم- هذه القضية ولو لمرة واحدة نقف عندها بشيء من التفصيل حتى نتحدث، في الواقع انا عندما راجعت كلمات كبار علماء المسلمين، لا أقول كل علماء المسلمين لانكم تعلمون لا يمكن هذا الاستقراء، ولكنه جملة من العلماء الذين هم المرجع، هم الذين يُشار اليهم في مباحث العقائد، الذين يُشار اليهم في مباحث التفسير، الذين يُشار اليهم في مباحث العقل والقضايا العقلية أو الفلسفية أو العرفانية، امثال الفخر الرازي امثال الزمخشري، امثال الآلوسي، هذه الطبقة الذين هم اعلام علماء مدرسة المسلمين ومدرسة الصحابة، عندما راجعت هذه الكلمات لهؤلاء الاعلام وجدت هناك تقريبا تطابق كامل بين ما يعتقدونه وبين ما هو مؤسس له في مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، يعني نحن عندما نأتي إلى مدرسة أهل البيت يتذكر المشاهد الكريم نحن فيما سبق قلنا توجد عندما مدرستان بفهم القرآن وسنّة النبي مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت، طريقان للوصول إلى هذين المنبعين الاصليين، وجدت ان مدرسة أهل البيت تؤكد على النقاط التالية يعني مفاتيح واصول مدرسة أهل البيت تكون في النقاط التالية وفي المحاور التالية، المحور الأول انه لابد من وجود معصوم بعد رسول الله، لماذا؟ لأنّه لابد من يبين الدين واذا كان هذا الذي يبين الدين غير معصوم إذن من أين نطمئن إلى بيانه، لأنّه الدين يحتاج إلى بيان وتوضيح لكل القواعد التي بينها القرآن الكريم، لابد من وجود معصوم، وهذه القضية وجدت انه يوجد فيها تصريح من بعض علماء مدرسة الصحابة بل وجدتها بانها مقبولة، يعني أنت عندما ترجع إلى مدرسة الصحابة عندما يقولون رأي الصحابة تجد ان رأيهم صحيح لا يقولون معصوم ولكن يتعاملون معه كتعامله مع سنّة النبي (صلى الله عليه وآله) بل هناك كلمات من بعضهم انه إذا تعارض خبر من رسول الله وسنّة صحابي يقدم سنّة الصحابي على سنّة الرسول والآن لا اريد ان ادخل في هذه التفاصيل، ولكنهم تعاملوا، واذا سألتهم لماذا؟ قالوا لأنّه هؤلاء هم الذين عاشوا مع النبي.
المقدم: بأيهم اهتديتم اهتديتم.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، قالوا هم الذين عاشوا مع النبي، هم اقرب إلى فهم القرآن، هم اقرب إلى فهم كلمات الرسول الاعظم، الدين وصل الينا من خلالهم، ولهذا وجدت نظرية عدالة الصحابة، وانا اتصور انه العنوان هي عدالة الصحابة ولكن في المحتوى هي عصمة الصحابة لأنهم قالوا من يخالفهم بل ذهب بعضهم إلى انه من خالفهم فهو كذا وكذا الآن لا اريد ان ادخل في التفاصيل، إذن ضرورة وجود معصوم يبين الدين بعد رسول الله هذا يصرح به البعض بل ونجد هو نتيجة جملة من المدارس حتى المدارس السلفية الحديثة. الأمر الثاني وهو انه هذا المعصوم هل يشترط ان يكون في كل زمان أو في زمان وينتهي؟ التفتوا جيدا، نحن نعتقد بانه لابد في كل زمان من وجود المعصوم وان الأرض لا تخلو من حجة، وبتعبير آخر من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، هذا أيضاً من أصول اعتقاد مدرسة أهل البيت، الأصل الثالث وهو من الأصول الأساسية، هو انه هذا الإنسان هذا المعصوم وهذا الإنسان الذي هو في كل زمان هل يرى اعمال الخلائق أو لا يرى يعني (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) لماذا؟ حتى يشهد على الأعمال يوم القيامة، هل يوجد في كل زمان من يرى اعمال الناس حتى يكون شاهدا يوم يقوم الاشهاد لرب العالمين أو لا، هذه أصول اعتقادات مدرسة أهل البيت، الآن أنت عندما ترجع إلى كلماتهم هنا وهناك في كلمات الكتّاب، متكلمين، محدثين، يقولون هذه انفردت بها مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولكنه في الواقع ليس الأمر كذلك، هذه الأصول التي هي من أصول اعتقادات مدرسة أهل البيت قال بها علماء مسلمون كثيرا، علماء كبار من علماء المسلمين قالوا بهذه الأصول التي اشرت اليها، آمنوا بها، قد يقول لنا قائل وهل يعقل ذلك يعني هل ان علماء مدرسة الصحابة يؤمنون بهذه الأمور إذن ما الخلاف؟ انا الآن أحاول ان اشير إلى بعض كلمات الاعلام وخصوصاً الفخر الرازي الآن وقد اكتفيت بهذا القدر، فيما يتعلق بالفخر الرازي وجدت بانه ضرورة وجود معصوم بعد رسول الله يشير إليه في الجزء العاشر من تفسيره في ذيل الآية (59) من سورة النساء، في ذيل هذه الآية المباركة وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) في ذيل هذه الآية، انظروا ماذا يقول الفخر الرازي قال: والدليل على ذلك ان هذه الآية قالت والدليل ان الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، يعني قال اطيعوا اولي الامر، لم يقل اطيعوا اولي الأمر ما اطاعوا الله، لم يقيد بقيد، ليس قال اطيعوهم ما اطاع الله، إذن جاء ولي امر وقال انا اطيعوني ما اطعت الله فيكم هذا ليس مشمول لهذه الآية، الآية تقول اطيعوا اولي الأمر وهي مطلقة لو مقيدة؟
المقدم: مطلقة.
آية الله السيد كمال الحيدري: بأي قرينة مطلقة ليس مقيدة، قد واحد يسأل الفخر الرازي يا فخر من اين تقول انها مطلقة ليس مقيدة؟ يقول لأنّه قالت اطيعوا الرسول واولي الأمر منكم واطاعة الرسول مقيدة أو غير مقيدة؟ ابدا، من يطع الرسول فقد اطاع الله، ليس من يطع الرسول في طاعة الله، لا، لا ابدا، طاعة الرسول مطلقا هي طاعة الله وحيث انه اولي الأمر عطف على طاعة الرسول، إذن أيضاً إطاعة اولي الأمر اطاعة مطلقة، فإذا صارت مطلقة يقول لابد ان يكون معصوما وإلا إذا كان يصيب وقد يخطأ إذن لا معنى لان نقول للناس اطيعوه مطلقا، لابد ان نقول ان اطيعوه مقيدا بشرط ان يكون كلامه.
المقدم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
آية الله السيد كمال الحيدري: جزاك الله خير احسنتم دكتور، إذن نستكشف من اطلاق وجوب الطاعة انها اولي الأمر لابد ان يكونوا معصومين هذه يصورها الفخر الرازي واقعا هذه الآية وان كان هي ليست محل حديثي ولكن انا يقين عندي ان المشاهد الكريم تهمه هذه الآية لأنّه مع الاسف الشديد انه نجد في كثير من الاحيان يستدل بهذه الآية لوجوب طاعة اولي الأمر من حكّام المسلمين وهم بعضهم معروف بالفسق والفجور ومجاهر بها وبعضهم وان لم يجاهر ولكن يعرف انه لا يحكم بما انزل الله وهم الفاسقون صريح القرآن لكريم (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، إذن هؤلاء يحكمون بما انزل الله أو لا يحكمون؟ لا يحكمون، إذن بنص القرآن الكريم هم ماذا، ولكنه يستدل بقوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ)، عجيب، هذا تناقض في القرآن، كيف يمكن ان القرآن الكريم من جهة يقول ان الله يأمر بكذا وكذا، وان الله ينهى عن الفحشاء والمنكر، هو من جهة يقول ينهى عن الفحشاء والمنكر ومن جهة يقول اطيعوا اولي الأمر الذين يأمرونكم بالفحشاء، والله ما ادري هذا الفهم المعوج هذا الفهم المنحرف ولكنه انا كما ذكرت مرارا وتكرارا ان مع الاسف انه جملة من المفسرين وجملة من الجهلة هؤلاء ارادوا ان يبرروا للواقع الموجود ما وقع التناقض اين؟ في القرآن الكريم، لأنهم وجدوا انه إذا ارادوا ان يتكلموا بمنطق القرآن لابد ان يدينوا كثير من افعال الحكومة التي يسمونها الراشدة أو كثير من الافعال التي تضرب، بل الحكم الاموي كله، بل الحكم العباسي كله، كيف، ولكنهم قبلوا التناقض في القرآن حتى لا يمسوا، طبعا هذا القضية ما مختصة بمدرسة دون مدرسة،لا، لا يتبادر إلى الذهن انا فقط اتكلم على مستوى مدرسة الصحابة، حتى اولئك الذين هم من مدرسة أهل البيت ويريدون تطبيق هذه الآية في غير موردها أيضاً يتجنون على القرآن الكريم، القرآن الكريم يقول (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) اطاعة الله اطاعة مطلقة أو مقيدة؟ مطلقة، ليس اطيعوا الله إذا امرني بالطاعة ولا تطيعوا الله إذا امرك بالمعصية وهذا محال اصلا. الرسول طاعته مطلقة، وعطف وجوب الطاعة لاولي الأمر جعله مع اطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله)، (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) يعني طاعة اولي الأمر وطاعة الرسول واحدة، إذن لابد ان تكون اولي الأمر طاعتهم أيضاً طاعة مطلقة ولا يمكن للحق (سبحانه وتعالى) ان يأمر بالطاعة المطلقة إلا إذا كان من امر بطاعتهم معصوم وإلا إذا كان يخطئ إذا كان يشتبه أو تقال اطيعوهم حتى لو امروكم بالمعصية حتى لو اخطأوا حتى لو اشتبهوا مع انه ليس كذلك، ولا يوجد اوضح من هذه الآية المباركة، لذا التفتوا وهذا الرجل الفخر الرازي التفت إلى هذه المسألة قال: والدليل ان الآية امرت على طاعة اولي الأمر على سبيل الجزم ومن امر الله بطاعته على سبيل الجزم لابد ان يكون معصوماً عن الخطأ، التفتوا جيدا، بأي دليل تقول يا فخر؟ قال لأنّه لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير اقدامه على الخطأ يكون الله قد امر بمتابعته وهو على الخطأ، وكيف يأمر الله بمتابعة من هو على الخطأ وهو يقول ان الله ينهى عن الفحشاء والمنكر، يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر، فإذا وقع هذا الإنسان في الفحشاء والمنكر ولو خطأ ليس عمدا، هل القرآن يقول لنا اطعه أو ان يقول لنا لا تطعه؟ يقول لنا لا تطعه لأنّه ينهى عن الفحشاء والمنكر، إذن يكون داخلا في النهي، فلو قلنا انه اولي الأمر يشمل غير المعصوم هذا معناه ان الله يأمرني بالعمل بالفحشاء والمنكر وأيضاً ينهاني عن العمل بالفحشاء والمنكر وهذا جمع بين النقيض، إذن هذه الآية المباركة يصرّح الفخر الرزاي بانها مختصة للمعصومين ولا يمكن ان تشمل غير المعصوم ولذا لا يمكن الاستدلال، بشكل صريح اقول، لا يمكن الاستدلال بهذه الآية المباركة كما اعتقد شخصياً بهذه الآية المباركة لأولي الأمر لإثبات ولاية شخص غير معصوم، حتى لو كان عادلاً أيضاً لا يمكن الاستدلال بهذه الآية، نعم يبقى بحث من هم؟ لابد ان نبحث بحثا جديدا لنعرف من هم. إذن هذه الآية صريحة تبين لنا انه بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لابد من وجود معصوم أو لا؟ لابد من وجود معصوم، وإلا كيف تأمرنا باطاعة المعصوم والمعصوم غير موجود، لابد من وجوده بعد رسول الله حتى تجب طاعته وإلا إذا لم يكن هناك معصوم ولا معنى لان الآية تقول (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) وأولي الأمر هم المعصومون موجودون أو غير موجودين؟ إذا قلنا غير موجودين فكيف نطيعهم، إذن الآية تثبت انه يوجد هناك معصوم بعد رسول الله، المرتبة الثانية أو الأصل الثاني، الأصل الثاني ان هذا المعصوم موجود في كل زمان أو في زمان دون آخر، قد يقول لنا قائل انه نعم خمسين سنة مئة سنة بعد رسول الله كان هناك ضرورة لوجود المعصوم ولكنه لا ضرورة لوجود المعصوم في كل زمان إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، انظروا ماذا يقول الفخر الرازي في ذيل قوله تعالى من سورة التوبة وهي الآية (119) وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) عنده بحث مفصل انه (كونوا مع الصادقين) هؤلاء الصادقين الذين امر المتقون ان يكونوا معهم ليس ان يكونوا منهم، ويتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة نحن ميزنا بين منهم وبين معهم، قلنا منهم يعني واحد منهم، معهم يعني تابع اتبعوهم باحسان، يقول هؤلاء كانوا من المتقين ولكن امروا ان يكونوا مع الصادقين، يقول هؤلاء الصادقون لابد ان يكونوا من المعصومين، يقول لماذا؟ يقول لان الآية أيضاً بنحو الاطلاق قالت على المتقي ان يكون مع الصادق، ان يكون مع الصادق في طاعته ومعصيته لو في طاعته؟ لابد ان يكون مطيعا مطلقا، واذا ذاك كان مشتبها ومخطئ وساهيا وناسيا.
المقدم: وحكم بقتل بريء وفعل كذا.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم الآية قالت كن معه، كيف يمكن ان للقرآن أيضاً يقول كن معه ومن مكان آخر يقول ان الله ينهى عن الفحشاء والمنكر، إذن لابد ان يكون الصادق في الآية أيضاً معصوما، ولذا يقول فكأن الآية دالة على ان من كان جائز الخطأ (يعني عموم الناس) وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة. يجب علينا ان نقتدي ان نكون مع من هو واجب العصمة، وأيضاً: وهذا يدل على انه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ وإلا بينك وبين الله إذا فرضنا الصادقون أيضاً جائزوا الخطأ فلماذا امرنا بأن نكون معهم، فلابد ان يأمرنا بأن نكون معهم ما داموا صادقين ليس ان نكون معهم مطلقا، وهذا المعنى (التفتوا جيدا) يعني ان يكون هناك من يُعصَم جائز الخطأ من الخطأ وهذا ليس إلا واجب العصمة، يقول: وهذا المعنى قائم في جميع الازمان يعني ان نكون مع الصادقين، إذن فوجب حصوله في كل الازمنة. قلت إذا كان الأمر كذلك يعني ايها الفخر الرازي أنت تعتقد بكل زمان لابد من وجود المعصوم؟ يقول: قلنا نعم نعترف بانه لابد من معصوم في كل زمان.
المقدم: وهل قال الشيعة أكثر من ذلك.
آية الله السيد كمال الحيدري: والله بيني وبين الله استغرب تتهم مدرسة أهل البيت، من اين جاؤوا بهذه الكلمة، يا أخي هذه تصريحات كبار علماء المسلمين، انا لا أقول جميعهم، ولكن هذا احد كبار علماء المسلمين وهو من مدرسة الصحابة وهو يصرّح - اللطيف- هذا حتى لا يقول لنا قائل انه هذا شيعي، لا، يصرّح يقول انا عندما أقول هذا ليس مرادي أئمة الرافضة يصرّح إذن هو يبين انه من مدرسة الصحابة، يقول: فثبت قوله كونه مع الصادقين ليس امرا بالكون مع شخص معيّن، يعني نحن ليس مرادنا شخص معيّن كما يقول أئمة الشيعة، ولما بطل هذا إذن مرادنا هذا، واضحة العبارة، إذن الرجل يصرح بالنظرية لا يقبل المصداق انه أهل البيت، يصرّح بماذا؟ يقول: نحن نرى ان النص القرآني يوصلنا إلى هذا الأصل وهذا المهم عندي يعني ان التدبر القرآني، ان النص القرآني اوصل مفسر كبير كالفخر الرازي إلى ضرورة وجود معصوم في كل زمان وهذا امر مهم، وهذا الأصل المهم وهذا هو مدعى مدرسة أهل البيت، ماذا يوجد في مدرسة أهل البيت، ماذا نحن ندعي؟ لابد من وجود معصوم، بتعبير القرآن لابد من وجود صادق مطلق في كل زمان، وهذا معناه ماذا؟ يعني لابد ان يكون صادق يعني يخرج في آخر الزمان لو الآن موجود؟ في كل زمان، ان تقول لي كن مع فلان واذا فلان غير موجود انا كيف اكون معه! إذن هذه الآية تكشف بشكل واضح والآن ما اريد ان ادخل في تفصيلها هذه، وإلا بحثت هذه الآية مفصلاً في محلها، هذه في مناهج بحث الإمامة هذا البحث انا طرحته، عندي كراس مفيد للمشاهد الكريم مناهج بحث الإمامة انا طرحت هذه الآية المباركة بشكل تفصيلي وبينت بأن هذه الآية تبين ضرورة وجود معصوم في كل زمان، هذا الأصل الثاني.
الأصل الثالث - الذي تعتقد بها مدرسة أهل البيت-: هي انه يوجد في كل زمان من هو شاهد على اعمال الخلائق حتى يشهد عليها يوم القيامة، وبتعبير القرآن الكريم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، الآن قد يقول لنا قائل المراد بالمؤمنين هؤلاء عموم الناس يرون الاعمال.
المقدم: اعمال من يرون؟
آية الله السيد كمال الحيدري: على اي الأحول الآن لا اريد ان ادخل في التفاصيل كما تتفضل دكتور ولكنه أيضاً ارجع إلى الفخر الرازي في ذيل الآية (89) من سورة النحل انظروا ماذا يقول هذا الرجل، كونوا على ثقة انا بودي ان المشاهد الكريم أيضاً ومرة أخرى اؤكد انه هذه الأصول التي تعتقدها مدرسة أهل البيت أصول يوصل اليها القرآن بغض النظر عن من هم، يعني القرآن اوصل الفخر الرازي إلى ضرورة وجود المعصوم بعد رسول الله، القرآن اوصله بضرورة وجود معصوم في كل زمان، القرآن يوصله إلى هذه الحقيقة الثالثة، انظروا ماذا يقول، في ذيل قوله تعالى (89) من سورة النحل قال تعالى (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) في كل امة يوم القيامة الله يبعث شهيدا يشهد عليهم اعمالهم، يشهد عليهم اعمالهم يعني ماذا؟ يعني كيف كان يحرك يده أو كيف كان يصلي وحتى ايمانهم الذي هو امر غيبي يشهد عليه، ايمانهم ونفاقهم أيضاً يشهد عليه، اي منهم؟ واقعا ليس فقط يشهد على الأعمال الظاهرية وانما يشهد على الأعمال الظاهرية والاعمال الباطنية يعني على أفعال الجوارح وعلى افعال الجوانح يعني افعال القلوب الإيمان يعني هذا اولا، ثم بينك وبين الله الآن أنت قد تشهد على شخص شخصين ثلاثة اما تستطيع ان تشهد على امة كاملة، هو أين تستطيع ان تكون معها حتى تشهد عليها، ولكن صريح الآية يقول (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (من اوساطهم) وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ)، في ذيل هذه الآية انظروا ماذا يقول الفخر الرازي يقول: وثبت أيضاً (هذا كلام الفخر الرازي) انه لابد في كل زمان بعد زمان الرسول من الشهيد على الأعمال (من أين يستفيده؟ من الآية ويوم نبعث) فحصل من هذا ان عصراً من الاعصار لا يخلو من شهيد على الناس، يعني نحن الآن في زماننا أيضاً يوجد من يشهد علينا، وذلك لأن الشهيد لابد وان يكون غير جائز الخطأ، وإلا كيف تقبل شهادته يوم القيامة إذا كان جائز الخطأ وقد يدخل إنسان من أهل الجنة إلى النار وقد يدخل شخصا من أهل النار إلى الجنة ويشتبه بالشهادة أمام الدنيا، الإنسان إذا اشتبه في الشهادة يوصل المتهم إلى الموت إلى الهلاك إلى الادانة ... إلى غير ذلك، وكيف يمكن في محكمة الله وفي عدل الله الله يقبل شهادة إنسان قد يصيب وقد لا يصيب، قد يصيب وقد يخطأ، التفت جيدا، ثم هذا الشاهد ليس انه فقط يميز الاحكام الشرعية مع بعضها البعض، يميز الموضوعات ايضا، يعني ماذا؟ يعني نحن عندنا بحث مطروح وطرحته في عصمة الانبياء وهو ان النبي أو الشهيد معصوم فقط لا يشتبه في الاحكام أو لا يخطأ حتى في الموضوعات، يعني ماذا؟ يعني لو سألته بالامس أنت ماذا اكلت؟ هل يمكن ان يشتبه بانه ماذا اكل، أو كما ينسب إلى الرسول انتم أعلم بأمور دنياكم عندما سئل بانه يؤبر النخل قال لا تأبر تأبير النخل ثم قال انتم اعلم يعني اشتبه في موضوع خارجي هل يمكن، لو سألته فلان من بعيد من هو قال زيد، هل يمكن ان يكون عمرا أو لا، هنا يريد ان يقول الفخر الرازي لا يمكن ان يقع منه خطأ، لماذا؟ يقول: وإلا لو هذا الشهيد اشتبه، وإلا لافتقر إلى شهيد آخر ويمتد ذلك إلى غير النهاية وذلك باطل فثبت انه لابد في كل عصر من اقوام تقوم الحجة بقولهم وذلك يقتضي ان يكون هنالك شاهد وشهيد معصوم.
المقدم: احسنتم، إذن سماحة السيد نتوقف عند هذا الحد، ونستقبل اتصالات الاخوة.
آية الله السيد كمال الحيدري: لكن إذا تسمحوا لي دكتور ان شاء الله اريد دقيقة اخبر النتيجة.
المقدم: تفضلوا.
آية الله السيد كمال الحيدري: إذنالآن بهذا الكلام اتضح لنا إلى هنا ان أصول مدرسة أهل البيت يقول بها جملة من علماء مدرسة الصحابة، إذن اين الاختلاف؟ الجواب: انهم آمنوا بهذه الأصول الإيمانية بهذه القواعد القرآنية ولكن نحن قلنا ان مصداق المعصوم من هو قلنا أئمة أهل البيت علي وابناؤه، هم قالوا الصحابة، بعض الصحابة، قالوا الاجماع، هو الآن الفخر الرازي يصرح وان مرادنا من هذا الشهيد من هو؟ الاجماع، انا لا استطيع ان افهم كيف يعقل ان يكون الاجماع شاهداً على الأمة، كيف يمكن، يعني أنت عندما تنظر إلى هذه الكلمات تستغرب انه كيف يعقل من إنسان يقول هذا، وذلك يقتضي ان يكون إجماع الامة حجة، يا أخي غريب إنسان على مستوى الفخر الرازي يقول لابد من شهيد على اعمال الامة، يقول من الشهيد؟ يقول اجماع الامة، بينك وبين الله وهل هذا إلا التناقض.
المقدم: وكيف تجمع الامة على أي شخص؟!
آية الله السيد كمال الحيدري: كيف، يعني الآن عندما نقول الامة يعني مرادنا الآن أمة الرسول من زمان الخاتم إلى يومنا هذا، كيف يكون الاجماع حجة على الشاهد.
المقدم: هل اجتمعوا على قضية واحدة حتى يكون ذلك!
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ثم كونوا مع الصادقين، هؤلاء أي صادقين، هؤلاء إذا كانوا اجماع واذا اختلفوا ماذا افعل انا، شيء غريب، إذن اختلافنا أخي المشاهد الكريم بودي ان يلتفت وهو انه اختلافنا ليس في المبدأ لا اقل مع الفخر الرازي وجملة من علماء مدرسة الصحابة وانما الاختلاف في المصداق يعني هذا القرآن يشير إلى المبدأ بشكل واضح، يعني القرآن اشار إلى ضرورة وجود العصمة، إلى ضرورة وجود معصوم في كل زمان، إلى ضرورة ان المعصوم هو الشاهد على الاعمال، ولكن وقع الاختلاف بين علماء المسلمين من هو هذا وهم ذهبوا إلى الاجماع أو بعض الصحابة أو عدالة الصحابة ونحن ذهبنا إلى اشخاص معينين عينهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
المقدم: احسنتم كثيرا، وقد ما يؤيد كلامكم سماحة السيد ان الصادق (صلوات الله عليه) قال: فيهم من لا تقبل شهادته على باقة بقل، كيف يكون شهيدا على مصير امة، جزاكم الله تعالى خيرا. سماحة السيد معنا الأخ نايف من الكويت، تفضلوا.
المتصل الأخ نايف من الكويت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ نايف من الكويت: معكم الأخ نايف من الكويت، بسم الله الرحمن الرحيم (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)، وهذه الآية تقصد جميع الانبياء...
المقدم: الظاهر ان الصوت يتقطع مع الأخ نايف على كل فهمنا اجمالا سأعرض ما فهمته على سماحة السيد، الآن معنا الأخ سعيد من ايران تفضلوا.
المتصل الأخ سعيد من ايران: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ سعيد من ايران: سلامي أيضاً لجميع المشاهدين وسلامي لسماحة السيد وأولاً هل نستفاد من آية المباهلة على أعلمية الإمام علي (عليه السلام) من جميع الأنبياء من باب انه هو نفس النبي والنبي أفضل من جميع الانبياء، وثانيا: بأنه ما هو دور فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بالنسبة إلى افضليتها على باقي الانبياء، وثالثا: بالنسبة إلى قوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) هل هو هذا أكبر دليل على وجود إمام معصوم إلى يوم القيامة، وأخيرا أنه لماذا ما ذهب بقوله تعالى بهذه الصورة وقل اعملوا فسيرى الله عملك ورسوله واولي الامر، وشكرا لكم.
المقدم: حياكم الله. معنا الأخ عبد الله من اليمن تفضلوا.
المتصل الأخ عبد الله من اليمن: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ عبد الله من اليمن: الحقيقة اننا نريد معرفة الصادقين وفي هذا العصر وبخصوص المشروع الامريكي الذي اسموه بمكافحة الارهاب هذا الذي جعل العالم الإسلامي حتى الإسلام يتصادم مع القرآن الكريم (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، ربطوا العدوان بالارهاب، ولا يجوز ان نقول مكافحة الارهاب، ولا يجوز ان نقول بأن العدوان هو الارهاب، لابد ان نفصل بين الارهاب والجهاد والعدوان، امريكا قامت بخلط المفاهيم حتى جعلت امة الإسلام ينجرون معها وهم لا يعلمون.
المقدم: شكرا للأخ عبد الله من اليمن. معنا من ايران الأخ عذبي.
المتصل الأخ عذبي من ايران: السلام عليك يا دكتور سالم وعلى ضيفك الكريم السيد كمال الحيدري.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ عذبي من ايران: سؤالي لسماحة السيد هو انه بالنسبة إلى هذه الآية الشريفة في سورة الكهف الذي تلاها السيد كمال الحيدري (حفظه الله) استفاد سماحة السيد من هذه الآية الشريفة انه ممكن ان يكون عبدا صالحا اعلم من نبياً ولو كان من انبياء أولي العزم مع انه نرى في التاريخ ان أعلمية ذلك العبد الصالح كانت غير مرتبطة بالشريعة أي شريعة موسى (عليه السلام)، يعني ذلك العبد كان اعلم من موسى بغير الأمور المرتبطة بالشريعة وكان موسى اعلم منه بالشريعة، ولذا ورد في الروايات الشريفة كما عن الإمام الصادق (عليه السلام) في بحار الأنوار ان ذلك العبد بمنزلة المخبر لموسى يعني موسى كان مُخبَر وهذا لا يدل على أعلمية ذلك العبد الصالح فمثل إخبار الهدهد بالنسبة إلى سليمان (عليه السلام)، وبالفرض ان ذلك العبد كان اعلم من موسى هل ان تلك الاعلمية مخدشة لعصمة موسى ام لا، لاننا نرى في تفسير مجمع البيان انه قال ان ذلك المسمى بموسى ليس بموسى النبي (عليه السلام) وشكرا.
المقدم: شكراً لكم، معنا الأخ حسن من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ حسن من العراق: ...
المقدم: الظاهر ان الاتصال قد قطع. سماحة السيد تفضلوا بالاجابة.
آية الله السيد كمال الحيدري: اما الأخ نايف فخارج عن بحثنا، الأخ سعيد أيضاً ما ذكره مجموعة من المداخلات ولا يوجد فيها سؤال، فيما يتعلق بالاخ عبد الله من اليمن أيضاً لا علاقة له ببحثنا وهو التمييز بين الجهاد والارهاب والعدوان وهذا له محل آخر والآن لا علاقة له، اما ما ذكره الأخ اخيرا الأخ من ايران، وهو ان أساساً انه ليس المراد من موسى انه هذا موسى نبي من أولي العزم هذه لعل بعض الروايات دلت وانا اتكلم بالظاهر القرآني، وانا لو ملتفت الأخ الكريم إلى بحثي قلت ان البحث بحث قرآني وليس بحث روائي، وليس عندنا في القرآن اثنين موسى، عندنا موسى واحد وهو موسى من انبياء أولي العزم هذا اولا، وثانياً: انا لم أبين انه كان اعلم منه في علم الشريعة أو في علم الحقيقة أو في علم الطريقة هذا ليس بحثي، بحثي كان انه عبدا من عباد الله يمكن ان يكون اعلم وهذا القدر كافي هذا ثانيا، ثالثا انه هل يخدش بالعصمة؟ ابدا، العلم لا يخدش مع ان النبي (صلى الله عليه وآله) لا إشكال ولا شبهة ان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) اعلم من جميع الانبياء فهل يخدش بعصمة الانبياء! ابدا، إذن إذا فرض ان يوجد اعلم من الانبياء السابقين هذا لا يخدش في العصمة.
المقدم: وفوق كل ذي علم عليم، احسنتم.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذا مضافا إلى ان الأخ الكريم لابد ان يلتفت كما انه يا أخي العلم له درجات العصمة أيضاً لها درجات، لا يتبادر إلى ذهن الأخ الكريم ان عصمة موسى أو عصمة النبي الأكرم على درجة واحدة.
المقدم: احسنتم، ونحن لا نقول ان عليا (صلوات الله عليه) مثلا اعلم من ابراهيم في شريعته.
آية الله السيد كمال الحيدري: بل اعلم في شريعته، لا، ابدا، سيأتي، لماذا؟ لان القرآن الكريم يقول بانه هو مهيمن عليه، مبشرا بكذا ومهيمنا على الكتب السابقة، وعلي بن أبي طالب يعلم، ولذا قال بانه لو كان ابراهيم موجودا لحكمت بأفضل من إبراهيم، ولحكمت بالانجيل أفضل من عيسى، لا ذلك بحث آخر وهو يعلم شريعة وحقيقة، يعني انا بودي واقعاً الاخوة الاعزاء الاجلاء خصوصا بعض الأسئلة انه هذه خارجة عن بحثنا، يعني الآن أخ سعيد من إيران آية المباهلة، مع انه انا ما دخلت في أدلة الأعلمية حتى يقول اين صارت، نعم من أتكلم عن الأدلة ولم اذكر عند ذلك، اما انه اقحام الأبحاث الخارجة عن البحث انا اتصور تعمل تشويش.
المقدم: هي مداخلات الأخ سعيد هي في الواقع تأييد لكلامكم، احسنتم، إذن في ختام هذه الحلقة اشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري اشكركم شكراً جزيلا، واشكر الاخوة المشاهدين الكرام، والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.