المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العلي العظيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته. عظم الله اجورنا واجوركم بشهادة سيدنا ومولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه وابنائه الطيبين الطاهرين. ثم احييكم احبتنا المشاهدين الكرام اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة. عنوان هذه الحلقة: إمامة كل نبي أفضل من نبوته ورسالته، وطبعا هذا القسم الأول من هذا العنوان. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى مشاهدينا الكرام سنقف عند جملة من الأمور المهمة بعد ان سبق الحديث عن ان منصب ومرتبة النبوة منصب ومرتبة مختلفة، يعني ان الإمامة منصب مختلف عن منصب النبوة والرسالة ولكن في هذه الحلقة سنبحث هل ان هذا المنصب بالنسبة لكل نبي هو أفضل من نبوته وافضل من رسالته أم فيه تفاصيل أخرى ؟ تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد بينتم في ما سبق من الحلقات ان الإمامة مرتبة مختلفة عن مرتبة النبوة والرسالة وهنا يرد سؤال هل ان الإمامة أفضل منهما ام فقط مختلفة يعني منصب الإمامة فقط مختلف عن مرتبة النبوة والرسالة أم لا هو أفضل منهما.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. كما تفضلتم انه نحن استطعنا بحمد الله تعالى في الآية (124) من سورة البقرة ننتهي إلى هذه الحقيقة الأساسية وهي ان مقام الإمامة في القرآن وراء مقام النبوة والرسالة قال تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، هناك بينا من خلال مجموعة من القرائن التاريخية واللغوية والمضمونية والادبية ان الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل لا يمكن ان تكون هي نفسها مقام النبوة التي كانت لابراهيم الخليل أو الرسالة لابراهيم الخليل، بل لابد بالضرورة لابد ان تكون مقام وراء مقام النبوة ومقام الرسالة، نعم ذكرنا يوجد اتجاهان اتجاه ذهب إليه جملة من المفسرين ان الإمامة في الآية المباركة هي نفس مقام النبوة ولكنه التحقيق اتضح من خلال القرائن والشواهد والبيانات التي بيناها انه لا يمكن ان تكون الإمامة هي نفسها مقام النبوة وان الإمامة هنا تشير إلى مقام النبوة، طبعاً وهذا يكون أساساً لابحاث مهمة سيأتي الحديث عنها ان شاء الله تعالى في لاحق الأبحاث باذن الله تعالى، من هنا يأتي هذا التساؤل، طبعا انا اتذكر اننا عرضنا لهذا التساؤل وأجبنا عليه ولكن اجمالا، في هذه الليلة ان شاء الله اريد ان اقف عليه بنحو تحقيقي ومفصل، من هنا يأتي هذا التساؤل كما تفضلتم وهو ان الإمامة فقط هي حقيقة وراء النبوة والرسالة وقد تكون اقل منهما درجة يعني من حيث الدرجات التي اشار اليها القرآن الكريم مرارا اكدنا هذه الحقيقة وهي ان القرآن الكريم اشار إلى مقام النبوة إلى مقام الرسالة إلى مقام الخلافة قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً) إلى مقام الولاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا) هذا مقام من المقامات التي اشار هذه درجات اشار اليها القرآن الكريم. الآن لا اريد ان ادخل في التفاصيل ولكن من الدرجات الأساسية التي اشار اليها القرآن الكريم هذه الدرجات وهذه المقامات وهي مقام النبوة، مقام الرسالة، مقام الإمامة، مقام الخلافة، مقام الولاية. السؤال المطروح هنا وهو ان هذا المقام وهو مقام الإمامة هل هو اقل درجة من مقام النبوة والرسالة أو ان الإمامة فوق درجة النبوة والرسالة؟ في الواقع بانه هنا عندما نتكلم اقل أو اعلى لا يتبادر إلى ذهن احد من المشاهدين الاعزاء ان المراد من هذه المقامات والدرجات هي الأمور الاعتبارية الموجودة في مجتمعاتنا، في مجتمعاتنا قد نجعل هذا المكان (الف) صدر المجلس وقد نجعل هذا المكان (ب) صدر المجلس، هذا امر اعتباري لا يشير إلى حقيقة من حقائق نظام عالم الوجود، عندما نقول فلان رئيس وفلان مرؤوس هذه امور اعتبارية ولكن عندما نقول فلان مجتهد فلان قاضي هذه ليست امور اعتبارية، يعني ان الإنسان لا يمكنه ان يتصدى لمنصب القضاء في مدرسة أهل البيت بحسب النصوص القرآنية والروائية إلا إذا كانت هناك مجموعة من المواصفات الواقعية الحقيقية الوجودية على مستوى العلم وعلى مستوى العمل، لا يمكن لانسان ان يتصدى لمقام الافتاء لمقام بيان معارف الدين الا إذا بلغ مرتبة عالية من العلم ومرتبة عالية من العمل الصالح في هذا المجال، كذلك مقام الإمامة والنبوة والرسالة والخلافة والولاية هذه المقامات ليست مقامات اعتبارية هي بيد من اعتبرها كهذه الورقة الدولة في هذا اليوم تعطي لها قيمة مئة وغدا تسقط قيمتها، هذه امور اعتبارية ولكن هذه المقامات التي نشير اليها هي امور وجودية امور واقعية امور حقيقية، إذا تمت هذه المقدمة انا في اعتقادي ان القرآن الكريم من خلال هذه الآية المباركة من سورة البقرة وكذلك الروايات الواردة اشارت لا فقط إلى ان الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة بل اشارت إلى ان هذا المقام مقام أفضل من مقام النبوة والرسالة بأي بيان، هذا البيان، وهو انه عندما نأتي إلى الآية المباركة لو اردنا ان نتكلم بلغة الدرجات لا إشكال ولا شبهة ان ابراهيم الخليل كان نبيا، وان ابراهيم الخليل كان رسولا، بأي دليل؟ بدليل ان الله قال له (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ) إذن كان يتكلم معه، إذن كان نبيا يوحى إليه إذن كان قد وصل إلى مقام النبوة، إذا فرضنا ان مقام النبوة اما درجة من حيث الكمالات الوجودية، اما درجة مساوية للنبوة واما درجة ادنى من النبوة، يلزم منها تحصيل الحاصل، لأنّه هذا الإنسان الذي بلغ افترضوا الدرجة (90) لو اعطي مرة أخرى الدرجة (90) وهي حاصلة له موجودة عنده، إذا اعطي ما دونها اعطي الدرجة (80) على سبيل المثال لا قيمة لها لأنّه هو واجد الدرجة الاعلائية، يعني ان الإنسان إذا وصل إلى الدرجة (90) فهو واجد لكل الدرجات السابقة على ذلك، إذا فرضنا ان مقام الإمامة اما مساوية للنبوة والرسالة نتحدث أي إمامة؟ هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم لا نتكلم الإمامة المطلقة، نتكلم عن هذه الإمامة التي عبّر عنها القرآن الكريم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) هذه الإمامة بالضرورة لابد ان تكون اعلى درجة من مقام النبوة ومقام الرسالة، بأي بيان؟ ببيان انه لو كانت مساوية لو كانت ادنى من ذلك لكانت لغوا، لكانت تحصيل للحاصل، إذن لابد من فرضها درجة فوق درجة النبوة والرسالة، طبعا هذا الايماء أو هذه الاستفادة اعبر عنها انا استفادة ضمنية يعني لا يوجد تصريح بأن الإمامة هنا أفضل من مقام النبوة والرسالة ولكن على المنهج الذي يعلم المشاهد الكريم الذي نتبعه وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) بنص القرآن الكريم قال تعالى ( َمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) لأنّه (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) الآن نرجع إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لنبحث ماذا آتانا، آتانا: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل البيت، إذن لابد ان نرجع إلى الثقل الآخر إلى عدل القرآن الكريم إلى من هم مبينو القرآن الكريم لأنّه تصريح القرآن (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) إذن لابد ان نرجع إلى من يبين لنا القرآن الكريم، عندما نراجع الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في هذا المجال نجد ان هذه الاستفادة الضمنية التي استفدناها من آية سورة البقرة نجد ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) صرحوا بها قالوا ان مقام الإمامة هي أفضل من مقام النبوة والرسالة وهذا تصريح وهذا يؤكد لنا أو يؤيد لنا ان ما فهمناه من الآية المباركة فهمنا صحيح وليس بخطأ، إذا تتذكرون دكتور سالم نحن في ابحاث سابقة قلنا اننا عندما نستفيد معنى من القرآن الكريم عندما نصل إلى حقيقة من حقائق القرآن الكريم حيث ان فهمنا قد يكون مطابق وقد يكون غير مطابق يعني فيه اشتباه فيه خطأ، من الذي يجعلنا نطمئن ان ما استفدناه من الآية المباركة صحيح، نجد ان الروايات اكدت هذا المعنى هؤلاء الذين جعلهم الرسول مفسري القرآن، هؤلاء الذين جعلهم الرسول عدل القرآن، هؤلاء الذين جعلهم الرسول لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن، عندما ارجع اليهم أقول له يابن رسول الله هذا من قبيل انه اعرض فهمي على كلام أهل البيت، أقول يا ابناء رسول الله ايها الإمام الصادق ايها الإمام الرضا هذا الذي فهمته من الآية صحيح أو ليس بصحيح، فإذا دلت الروايات على هذا المعنى الذي استفدناه هذا يكشف ان فهمنا من الآية فهم صحيح وفهم مطابق وحقيقة من الحقائق القرآنية، جيد، تعالوا معنا إلى الروايات الواردة في هذا المجال، الروايات كثيرة انا أحاول ان اشير إلى بعضها ولعلنا اشرنا إلى بعضها في الأبحاث السابقة، من هذه الروايات في كتاب الحجة من كتاب الأصول من الكافي الجزء الأول صفحة (174) باب طبقات الانبياء والرسل والائمة الرواية هكذا تقول، مضمون آخر الرواية: والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة، يرى في نومه يعني يرى الملائكة، ويسمع صوت من؟ صوت الملك، ويعاين الملك في اليقظة لا فقط انه يرى الملك في المنام، بل يراه في المنام ويراه في اليقظة كما في قضية ابراهيم واسماعيل، قال (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) هنا هذه رؤيا، هذه الرؤيا هنا قد يرى الملك في النوم ويراه في اليقظة ويسمع صوته يقول وهو إمام، التفتوا جيدا، هذا يبين ان النبي من هو ثم يقول هو إمام مثل اولي العزم، إذن هذه الرواية الصحيحة ان كل انبياء أولي العزم كانوا أئمة يعني إذن الإمامة ليست فقط كانت في ابراهيم وانما كانت أيضاً في نوح لأنّه نوح قبل ابراهيم وهذه الرواية الصريحة تقول وهو إمام مثل اولي العزم، إذن كل انبياء أولي العزم هم من الائمة، إذن نبينا (صلى الله عليه وآله) وإن لم يشر القرآن الكريم انه إمام ولكن هذا النص يبين لنا انه أيضاً إمام بل بعد ذلك سيتضح انه هو إمام الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). محل الشاهد قال: وقد كان ابراهيم (عليه السلام) نبيا وليس بإمام، صريحة بعد انه كان قد وصل في مقامات ودرجات القرب الالهي وصل إلى مقام النبوة والرسالة ولكن وصل إلى مقام الإمامة أو لم يصل؟ بعد لم يصل صريح الرواية كان نبياً وليس بإمام، حتى قال الله (اني جاعلك للناس إماما ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين). هذا النص الأول، إذن يبين لنا ان مقام النبوة الابراهيمية دون مقام الإمامة الابراهيمية لأنّه كان نبيا وصل إلى هذه الدرجة وصل إلى هذا المقام ولكن بعد لم يصل إلى مقام الإمامة.
الرواية الثانية: الرواية عن محمد بن سنان عن زيد الشحام، ومحمد بن سنان أقول للمتخصصين اقولها فقط انا بالنسبة ليّ محمد بن سنان ليس فيه إشكال في وثاقته وقبوله، على اي الأحول، قال عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت ابا عبد الله الإمام الصادق يقول ان الله (تبارك وتعالى) اتخذ ابراهيم عبدا، وانا بينت في كتاب علم الإمام ما معنى ان الله (سبحانه وتعالى) يتخذ شخصا عبدا، أليس القرآن يقول كل من في السموات والارض هم عباد الله هم عبيدا، هذه العبودية مشتركة للجميع ليست مختصة باحد، إذن ما معنى ذلك، الجواب ان العبودية لها معنى عام ولها معنى خاص، وهذه العبودية المذكورة هنا المعنى الخاص وليس المعنى العام، التي هي مقام من المقامات الإلهية، ولذا تجد القرآن الكريم انه يؤكد على العبودية لجميع الانبياء حتى للخاتم (صلى الله عليه وآله) (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)، أنت في التشهد تقول واشهد ان محمد عبده، يعني تقدم العبودية على الرسالة، وهذا يكشف عن انه من المقامات العالية للانبياء.
المقدم: (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
آية الله السيد كمال الحيدري: وهكذا احسنتم، والآيات كثيرة في هذا المجال، هذه العبودية ليست هي العبودية العامة التي تشمل كل المخلوقات وإنما هي العبودية الخاصة التي هي اختيارية للعبد لا انها تكوينية وجودية، على اي الأحول، قال اتخذه عبدا قبل ان يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وانا اتذكر في هذه الأبحاث في مطارحات في العقيدة عندما كنا نتكلم في النبوة والرسالة والفرق بينهما قلنا ان مقام الرسالة فوق مقام النبوة وان مقام النبوة لا تكون الا بعد ان يكون الإنسان عبدا لله، قال: وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، فالآن ما هي الخلة؟ لعلي أيضاً اتذكر بينت المراد من الخلة يعني ان يصل الإنسان إلى مقام القلب السليم يعني ان لا يكون فيه احد إلا الله (سبحانه وتعالى)، لان الإنسان قد يكون في قلبه اشياء محللة كثيرة يحب الزوجة يحب الاولاد يحب المحللات هذه ما فيها مشكلة ولكن ان يصل إلى مقام ان لا يوجد في قلبه إلا حب الله (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) يعني هؤلاء تفرغت قلوبهم عن كل شيء سوى المحبة الالهية، لذا هنا المازندراني في شرحه في ذيل هذا الحديث في كتابه القيّم (شرح أصول الكافي) المجلد الخامس صفحة (138) هذه عبارته يقول: والخلة فالوجه ان الخلة هي فراغ القلب عن جميع ما سوى الله (سبحانه وتعالى) وهذه هي معنى القلب السليم (إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وهذه من خصائص ابراهيم الخليل، يعني يأتينا وليس في قلبه إلا الله (سبحانه وتعالى).
المقدم: يعني سماحة السيد هنا قد يعترض على المازندراني بأنه هل ان إبراهيم أكثر خلوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: أبدا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً عنده مقام الخلة، يعني إذا كان عند ابراهيم الخليل درجة الخلة بتسعين أو خمسة وتسعين فرسول الله عنده الدرجة الاعلائية وأيضاً وردت روايات انه خليل الله، روايات موجودة بأن رسول الله نعم القرآن لم يعبّر عنه ولكنه عندما بيّن ان مقام الرسول فوق مقام ابراهيم الخليل إذن كل ما ثبت من الكمالات والدرجات والقرب الالهي فهو ثابت لرسول الله والا أنت اين تجد في القرآن الكريم (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى) هل تجد لنبي أو لرسول من اولي العزم أو غير اولي العزم لا تجد هذا المعنى، هذا مختص برسول الله (صلى الله عليه وآله)، اين تجد بالقرآن الكريم آية تقول (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) هؤلاء أهل البيت باتفاق علماء المسلمين ان الرسول (صلى الله عليه وآله) داخل في أهل البيت، اين تجد في القرآن ان القرآن عبّر (بانما ويريد) بهذا التعبير في غير النبي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الآن انا ليس بصدد اعدد خصائص النبي وأهل البيت في القرآن وهذا سيأتي بحثه ان شاء الله. إذا تسمحوا لي انا هذا المقطع اكمله من كلام المازندراني قال: والخليل من لا يتسع القلب لغيره، ولذا عندنا في رواية في ذيل قوله تعالى (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) يقول الإمام الصادق، الرواية واردة في تفسير الصافي للفيض الكاشاني هناك يقول في ذيل هذه الرواية، الرواية عن الإمام الصادق يقول: المؤمن قبل ان يدخل إلى الجنة يسقى شراب هذا الشراب يطهره عن كل شيء سوى الله (سبحانه وتعالى) (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) قال يطهره عن ماذا؟ قال يطهره عن كل شيء سوى الله (سبحانه وتعالى) لا يبقى في قلبه إلا المحبة الإلهية وهي اعلى درجات اللذة المعنوية.
المقدم: احسنتم ولذا ينزع ما في صدورهم من غل.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله خيرا. قال لا يتسع القلب لغيره وقد كان ابراهيم بهذه الصفة ثم قال ولا شبهة في ان هذه الدرجة درجة الخلة فوق درجة الرسالة، لأنّه يقول اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا إذن مقام الخلة فوق مقام الرسالة وهذا يكشف لنا ان مقام الإمامة فوق مقام الخلة، لماذا؟ ولا شبهة في ان هذه الدرجة هي فوق درجة الرسالة اذ كل رسول لا يلزم ان تكون له هذه الدرجة من الخلة، ليس بالضرورة انه إذا كان رسول لابد ان يكون خليل، قد يكون رسول وليس بخليل وقد يكون رسولا خليلا، وقد يكون خليل وليس بإمام، وهنا الله (سبحانه وتعالى) في هذه الآية من سورة البقرة اعطاه بعد الخلة اضاف إليه مقام الإمامة، هذه أيضاً رواية. من الروايات الأخرى الواردة وهي واضحة الدلالة المهم ذيل هذه الرواية عن الإمام الصادق يقول: فلما جمع له الاشياء، إذن يتبين انه هذه درجات العبودية، النبوة، الرسالة، الخلة، الإمامة، ولذا عندنا في نص آخر يقول فلما جمع له هذه الاشياء الرواية الثانية عن الإمام الباقر وقبض يده يعني قال واجتمعت كلها له، خمسة هذه صارت، العبودية، النبوة، الرسالة، الخلة، الإمامة، فلما جمعت له التفتوا جيدا قال اني جاعلك للناس إماما، يعني عندما بلغ مقام الإمامة قال له هذه الآية اعطاه هذا المنصب، وإلا قبل ذلك ما لم يبلغ هذا المقام لم يقل اني جاعلك وان قال اني جاعلك نبيا اني جاعلك رسولا، قال فمن عظمها في عين ابراهيم، عظم ماذا؟ الإمامة وإلا هو قبل كان رسولا كان نبيا كان خليلا كان عبدا، إذن هذا يكشف لنا عن ان مقام الإمامة اعظم من جميع المقامات السابقة، وإلا لماذا يقول الإمام الصادق فمن عظمها في عين ابراهيم هذا يكشف عن ان هذا المقام فوق جميع المقامات واعظم منها. ورواية أخرى حتى اختم بها الحديث الرواية عن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم، هذا ان شاء الله بحثه سيأتي في مسألة ان الإمامة بالنص أو بالشورى، الإمام هنا يستنكر على الامة كيف تقولون ان الإمامة باختيار الامة، قال: (ان الإمامة اجل قدرا واعظم شأنا واعلى مكانا وامنع جانبا وابعد غورا من ان يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم) طبعا انا بودي ان المشاهد الكريم إذا كان واقعا يريد ان يبحث هذه المسائل هذه اطول رواية وردت في مقامات الإمامة ودرجات الإمامة وصفات الإمامة وموانع الإمامة وهي الرواية الواردة في (أصول الكافي) في كتاب الحجة باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته الرواية الأولى، وهي تقع في تقريبا اربع صفحات الرواية، وكلها تبين خصائص الإمامة في مدرسة أهل البيت شرائط الإمامة مقامات الإمامة علم الإمام ولا يقول لنا قائل ان شاء الله بعد ذلك سأجيب على هذا التساؤل ان هذه الرواية هل هي صحيحة السند أو ضعيفة السند بعد ذلك سأبين ما هو المنهج في قبول الروايات الواردة في أصول الكافي وانه هل يكفي انه فقط نراجع كتاب الرجال لنرى بان الرواية صحيحة أو ضعيفة فإذا كانت صحيحة نعتمد عليها واذا قال علماء الرجال ضعيفة نترك الرواية أو ان هذا المنهج غير صحيح في الروايات التي نقلها الشيخ الكليني في الأصول من الكافي . المهم، الإمام (سلام الله عليه) هذا محل الشاهد، قال: ان الإمامة خص الله عز وجل بها ابراهيم الخليل (التفتوا جيدا) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة. إذن المرتبة الأولى النبوة، المرتبة الثانية الخلة، المرتبة الثالثة الإمامة، هذا يكشف عن ان الإمامة فوق النبوة وفوق الخلة وفوق الرسالة وغيرها وإلا لا معنى لان يقول الإمام مرتبة أخرى وراء مرتبة ثالثة وراء النبوة والخلة، هذا يكشف عن ان الإمامة مرتبتها اعلى من المراتب السابقة عليها، وفضيلة شرفه بها واشاد بها ذكره فقال اني جاعلك للناس إماما فقال الخليل سرورا بها، بالإمامة مع انه كانت عنده النبوة، كانت عنده الخلة، كانت عنده الرسالة، ولكن سروره كان بأي شيء؟ بمقام الإمامة باعتبار انها اعظم هذه المراتب والدرجات فقال اني جاعلك للناس ومن ذريتي فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي قال الله تبارك وتعالى (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) التفت إلى ذيل هذا النص من الإمام الرضا يقول: فابطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة. بعد الظالم يعني من تلبس بالظلم بعد لا يستحق هذه الإمامة الابراهيمية، ليس انه البحث انه مادام ظالما لا يستحق الإمامة لا، حتى بعد ان صار مسلما بعد ان صار مؤمنا ولكن في آن ما من حياته كان ظالما، واي ظلم اكبر من الشرك (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) اعظم الظلم هو الشرك بالله (سبحانه وتعالى)، إذن من كان مشركا لا ينال هذا المقام، ليس الآن مشرك يعني من كان في حياته ولو دقيقة واحدة مشرك بعد لا يصلح للإمامة، أي إمامة؟ هذه الإمامة الابراهيمية، لا يقول لنا قائل سيدنا ماذا تقولون في زمن الغيبة، المرجع أو الإمامة المسلمين هل يشترط فيها؟ الجواب كلا، هذه مرتبطة بالإمامة ان صح التعبير الإمامة الاضطرارية في زمن الغيبة، نحن نتكلم في الإمامة الاصلية الإمامة القرآنية الإمامة المجعولة لابراهيم، الإمامة التي امتدت إلى النبي الأكرم والى أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ينبغي ان هذه الالفاظ واقعا وان استعملت الآن نحن نستعمل الإمام في إمامة المسلمين، في إمامة الجماعة، في إمامة الحج، ولكنه نحن الآن حديثنا ليس في الإمامة اينما اطلقت وانما الإمامة ماذا، اني جاعلك للناس إماما، التفتوا جيدا، فابطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة. سيدي ما هي شرائط اولئك الذين تحق لهم؟ قال: وصارت في الصفوة ثم اكرمه بان جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة. يعني اصطفاهم الله وطهرهم، وأنت ارجع إلى القرآن الكريم تجد ان هذين الوصفين وصف الاصطفاء ووصف الطهارة (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الاصطفاء، ثم في آية التطهير قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) إذن هذان الوصفان هما ميزان الإمامة الابراهيمية، ما هما؟ الاصطفاء الالهي الذي هو من قبيل الجعل الالهي من قبيل الانتخاب الالهي والاصطفاء فيه معنى هو ادق من معنى الانتخاب، لان الاصطفاء يعني اخذ الصفوة التصفية الصافي الخالِص المخلِص المخلَص يعني لا يوجد فيه اي شوب، إذن قال بان جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله النبي (صلى الله عليه وآله)، ولذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرارا وتكرارا كما ورد في كتب علماء المسلمين كان يقول انا دعوة أبي ابراهيم، ما معنى انا دعوة أبي ابراهيم؟ وابعث فيهم رسولا ومن ذريتي، إذن طلب من الله (سبحانه وتعالى) ان يجعل هذه الإمامة التي هي اعظم المقامات الإلهية التي اعطيت لابراهيم الخليل اي مقام كان؟ مقام الإمامة، وهذه اعظم المنن التي منّ الله بها على ابراهيم وعلى ذرية ابراهيم بأن جعلها في ذرية ابراهيم ولذا قال في الآية (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) على اي الأحول، فقال جل وعلا (إِنَّ أولى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ) فكانت له خاصة فقلدها (صلى الله عليه وآله) عليا بأمر الله تعالى فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان بقوله وقال (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ) إلى ان قال فهي في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة اذ لا نبي بعد محمد فمن أين يختار هؤلاء الجهال، إذا كانت هذه هي الإمامة ولذا الإمام (سلام الله عليه) في نص آخر عندما يأتي إلى ذلك الرواية عن الإمام الصادق الرواية عن ابن أبي منصور، قال: قال الإمام الصادق، قال هذه الآية (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما، هذا نص، ولذا البعض يتصور بأن هذه الآية تريد ان تقول انه حين عبادته للصنم لا تحق الإمامة! هو هل يوجد مجنون يقول إذا كان عابدا للصنم الله يجعله إماما للناس، يقينا القرآن لا يتكلم عن هذا الفرض، هذا الفرض مسلّم ان القرآن لا يتكلم عنه وانما يتكلم عن فرض آخر، وباتفاق علماء المسلمين يعني لا يوجد مخالف في هذا وهو ان عليا (سلام الله عليه) هو الذي كرّم الله وجهه، كرّم الله وجهه عن ماذا، عن السجود لغير الله (سبحانه وتعالى)، هذه خصوصية اختص بها علي من بين اصحاب رسول الله، ولم تنقل ولم يستطع ان يدعها أحد من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، انا الآن بيني وبين الله اريد المشاهد الكريم يفتح لي قوس كما ان صح التعبير، بيننا وبين الله لو دار الأمر بين ان نتبع عليا وهو الذي لم يسجد لصنم ولم يعبد صنما ولم يعبد وثنا ولم يشرك بالله طرفة عين ابدا هل نتبع مثل هذا الإنسان أو نتبع اولئك الذين منّ الله عليهم بالاسلام والايمان وهم كانوا يقولون ولعلهم مرّت سنين متعددة في مكة وهو من بعد لم يسلم يعني لم يكونوا من اوائل من اسلم، عاكفون على عبادة الاصنام ومشركون بالله ويصدون عن سبيل الله ويشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الحق والهدى، ولذا إذا تتذكر دكتور نحن في الأبحاث السابقة قلنا نحن واقعا القضية ليست قضية انه هؤلاء أهل السنّة ونحن نتبع أهل البيت، لا، هؤلاء انتخبوا طريق الصحابة ومدرسة الصحابة للوصول إلى القرآن والى سنّة رسول الله ونحن انتخبنا هذا الطريق، يعني بعبارة أخرى يوجد طريقان للوصول إلى معارف هذا الكتاب، هذا الكتاب الذي فيه تبيان لكل شيء، هذا القرآن الذي فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، هذا الكتاب ما هو الطريق للوصول إليه، ما هو الجسر الذي يوصلني إليه، ما هو الباب الذي من خلاله ألج إلى القرآن الكريم، هل ألج من طريق الصحابة الذين شاقوا الله والرسول من بعد ما تبين لهم واشركوا وفعلوا وان اسلموا وآمنوا، افترضوا قبلنا، أو بين اولئك بين الطريق الذي لم يشرك بالله طرفة عين لا يأتيه الباطل من بين يديه انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، انا هنا من باب الإشارة لان الوقت يداهمنا. اتفقت الكلمة على ان آية التطهير لا يوجد فيها من صحابة رسول الله إلا علي، الآية التي اتفق الجميع على عظمتها. سؤال، الآن ما نتكلم عن النساء قد يقول البعض بأنه نساء النبي داخلين أو ليسوا داخلين ولكن لم يختلف أحد من علماء المسلمين انه لم يدخل في أهل البيت إلا علي، هل يوجد قول بين علماء المسلمين غير علي.
المقدم: ابدا، لم يدخل غير علي والحسن والحسين.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنت، جزاك الله خيرا، إذن يا أخي العزيز بيني وبين الله هذه النصوص القرآنية الصريحة الواضحة الدلالة تقول لنا هذا الطريق طريق الطاهرين طريق اللذين لم يسجدوا لصنم، طريق الذين طهرهم الله، طريق الذين عبّر عنهم الرسول الأعظم انهم ثقلي وانهم الثقل الآخر، طريق الذين عبّر عنهم انه باب مدينة العلم، هذا هو الطريق نحن انتخبنا هذا، الآن بغض النظر يقول لنا قائل ماذا تقولون في الطريق الآخر، يا أخي نحن لا علاقة لنا بالطريق الآخر، نحن نتبع نص القرآن الكريم (مَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) والرسول بيّن لنا هذا الطريق هذا السبيل قال: إذا اردتم من اراد المدينة فليأتها من بابها فأتوا البيوت من ابوابها، انا مرارا وتكرارا ذكرت في هذه الأبحاث هنا قلت البعض يتصور عندما يقول (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)، أو من اراد المدينة فليأتها من بابها، المراد من الباب يعني الباب في قبال الشباك والجدران، لا يا أخي، المراد من الباب في النص النبوي يعني الطريق، لان البعض فهموا منها الباب في قبال ولذلك قالوا وفلان جدرانها وفلان سقفها وفلان شبابيكها، هذه من أين اتت هذه الاحاديث هذا التفاف على النص وإلا النص يريد ان يقول انه هذا العلم هذه المعارف هذه الهداية لا طريق اليها الا من طريق العدل.
المقدم: لا يؤدي عني إلا انا أو علي باجماع المسلمين. احسنتم. سماحة السيد معنا الأخ هادي من عمان، تفضلوا.
المتصل الأخ هادي من عمان: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ هادي من عمان: تحياتي إلى الدكتور والى الشيخ.
المقدم: حياكم الله، اهلا بكم.
المتصل الأخ هادي من عمان: عندي اربع نقاط على عجالة اقولها، بالنسبة للسيد اشار إلى لماذا اختاروا مدرسة الصحابة ولماذا نحن اخترنا أهل البيت، الآية (213) في سورة البقرة (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا) هذا صريح القرآن انه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من ضمن الانبياء والمبشرين والمنذرين ولذلك اكيد يصير الاختلاف من بعده كبقية الانبياء، هذا اولا. النقطة الثانية انه الآية (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) يعني حتى لو نحن نأتي من بين مقام ابراهيم ماديا نعرض انه من قال انه الإمامة هي بمرتبة النبوة فكيف نقول حتى ابراهيم كان نبي فإذا ابتلى ابراهيم ربه فقال اني جاعلك للناس كما يدعون انه الإمامة نبوة انه جاعلك للناس نبيا فهذا يصير من اللهو فلذلك انه الإمامة واضحة الدرجة. النقطة الثالثة التي اشار لها السيد الله يحفظه، قال هم اختاروا مدرسة الصحابة فهذا صحيح هم اختاروا، ونحن ما اخترنا مدرسة الله البيت وانما الله اختارها لنا.
المقدم: احسنتم وصلت الفكرة، شكرا جزيلا للاخ هادي على هذا الاتصال وعلى هذه المداخلة.
آية الله السيد كمال الحيدري: جزاه الله خيرا، يعني تلخيص جيد واقعا للابحاث، فقط انا النقطة الثالثة التي اشار اليها نعم النقطة الأولى كما ذكر وهو انه وقوع الاختلاف ضروري بعد الانبياء يعني صريح الآية المباركة كما ذكر ووقوع الاختلاف ضروري يعني الاختلاف واقع بعد جميع الانبياء وبعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، انا عندما عبّرت نحن اخترنا مدرسة آل البيت بعبارة أدق نحن اتبعنا مدرسة آل البيت، هم اتبعوا مدرسة الصحابة ونحن اتبعنا مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وإن كان العبارة الادق هم انتخبوا لماذا، لأنّه هم يعتقدون بانه أساساً القضايا انتخابية وليست مجعولة من قبل الله (سبحانه وتعالى) وإن كان الآن يوجد توجه في مدرسة الصحابة وفي بعض الذين يتبعونهم أيضاً يريدوا ان يجعلوا الخلافة أيضاً مجعولة يعني الأول والثاني جعلا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن كان هذا خلاف النظرية المتفق عليها بين علماء مدرسة الصحابة ان الإمامة تركت للمسلمين.
المقدم: سماحة السيد سنعود، معنا الأخ ابو سليم من السعودية تفضلوا.
المتصل الأخ ابو سليم من السعودية: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو سليم من السعودية: اراد الإمام علي ان يرفع النبي فما استطاع فقال له الرسول انا ارفعك يا ابا الحسن، كيف ذلك.
المقدم: حياكم الله، شكرا لكم. بالنسبة للاخ هادي صار واضحا ان الاختلاف مؤكد.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، قلنا وانه بعد هذا الاختلاف صارت مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت وبحمد الله تعالى وبركة أهل البيت (سلام الله عليهم) نحن اتبعنا مدرسة أهل البيت بنص من قبل الله وبجعل من قبل الله سبحانه وتعالى.
المقدم: احسنتم ولذا قالت الزهراء: (وجعل إمامتنا أمانا من الكفر).
آية الله السيد كمال الحيدري: وهو الصحيح، لو اتبعناهم لكان كذلك. اما سؤال الأخ ابو سليم من السعودية سؤال جيد واقعا، وهو انه انا من جهة قلت بأن الإمامة اعظم من النبوة فكيف ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال بانه أنت لا تستطيع ان ترفعني ولكن انا استطيع، نعم نحن سنبين إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة باذن الله تعالى ان النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل من ورثته وهم علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، نحن نتكلم في ان شخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) توجد عنده مقام النبوة وعنده مقام الإمامة لو سألت رسول الله أي المقامين اعظم عند الله لقال مقام إمامتي اعظم من مقام نبوتي لا ان مقام علي اعظم مني، وإلا علي كما ورد في نص صريح وصحيح أيضاً والروايات كثيرة انا اقرأ نص واحد حتى يعرف المشاهد الكريم هذا المعنى، الرواية عن أبي عبد الله الصادق قال جاء حبر من الاحبار إلى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين متى كان ربك، فقال له ثكلتك امك ومتى لم يكن حتى يقال متى كان، أنت قل لي متى لم يكن حتى تسأل متى كان، كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ولا غاية ولا منتهى لغايته انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية لأنّه هو الأول وهو الآخر لا معنى لان تكون له غاية، فقال يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟ فقال ويلك انما انا عبد من عبيد محمد. هذه النصوص كثيرة واردة نحن لا ندعي أساساً كل ما عند علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، علمني حبيبي باب من العلم ينفتح لي منه الف باب، إذن يقينا رسول الله يرفع عليا ولا يستطيع علي ان يرفع رسول الله.
المقدم: احسنتم، الوقت يكاد ينتهي سماحة السيد، لعله في الحلقة القادمة، هل يمكن ان يفهم بأنه الإمامة تحمل على النبوة على اعتبار ان النبوة سابقة للإمامة لأنّه قال حسب سؤال الأخ أبي سليم قال له النبوة تحمل الإمامة ولكن الإمامة لا تحمل النبوة.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذا مقصود إذا كانوا اثنين، ولكنه واقعا إذا كان في شخص واحد ذلك له حساب آخر، يعني إذا كان ذلك الإمام من ورثة ذلك النبي كما ان علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يأخذ العلم بالأصالة وإنما اخذ العلم عن رسول الله بالوراثة، هنا ان شاء الله سنطرح بحثا اساسيا وهو انه هل يمكن ان يكون الوارث اعلم أو أفضل أو اعظم من الاصيل أو لا يمكن، هذا سنثبت بانه أساساً هذا غير ممكن.
المقدم: شكرا لكم سماحة السيد الوقت انتهى وشكرا جزيلا لكم وان شاء الله تعالى في الايام القادمة تواصلون البحث ان شاء الله. مشاهدينا الكرام اشكركم واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.