تعتبر مدينه ري التاريخيه التي مازالت آثار ها ماثله للعيان علي بعد 6 كيلومترات جنوب شرقي طهران ، من حيث العراقه و القدم من اقدم المدن حيث عاصرت مدينتي نينوي و بابل لعظمتها كانت من اهم البلدان في القرون الاولي من العهد الاسلامي و لم تنافسها في حينها سوي مدينتي بغداد و نيشابور و تجدر الاشاره حقاً الي انها المدينه الام طهران . اقيمت الاصليه و اولي مباني هذه المدينه حول عين ماء تسمي عين علي ( چشمه علي ) و توجد تعض التلال التاريخيه الاثريه العريقه جداً بالقرب منها .
تدل الحفريات العلميه الا ثريه هذه التلال تضم العديه من الآثار التي تحكي عن وجود حضاره عريقه فيها . فخلال الحفريات العليمه التي اجرين عام 1935 م عل السفح الجنوبي لجبل ( چشمخ علي ) و الاراضي المشرفه علي بستان صفائيه ، اكتشفت اواني خزفيه تعود الي فتره تتراوح بين اربه آلاف الي سته آلاف عام مضت و تدل علي وجود بشر متحضرين عاشورا علي امتداد و حول هذه العين العريقه و هؤلاء هم السكان الاوائل لمنطقه ري.
جغرافيه ري :
تقع ري علي خط طول 510 درجه و 25 دقيقه شرق گرينويچ و خزط عرض 35 درجه و 38 دقيقه شمال گرينوچ و حسب التصنيف القديم فأن مدينه ري تقع ضمن الاقليم الرابع الذي كان يعد من اشرف الاقاليم و نوردهنا اقوال بعض المورخين و الجغراقيين حول مساحه مدينه ري :
يقول الاصطخري في كتاب ( المسالك و الممالك ) :
« و هي مدينه مساحتها فرسخ و نصف في فرسخ و نصف »
و في مكان آخر يقول :
« يبلغ طول المدينه فرسخ و نصف مضروباً في فرسخ و نصف و بيوتها من الطين يذكر ابن حو قل في كتابه « صوره الارض » بأن مساحه المدينه هي فرسخ و نصف في مثله و في مكان آخر يذكر بان « اكبر مدينه في هذه الناحيه ـ ديلم و طبرستان ـ هي ري و مساحتها فرسخ و نصف في مثله »
و بشير في كتابه هذا قائلا : انا اقول بان ري عباره عن مربع كبير . . . رقعه ري علي شكل مربع كبير »
يقع الجزء الاكبر من مدينه ري جنوب جبل بي بي شهر بانو و تنقسم مدينه ري التاريخيه من حيث القدم الي قسمين :
1ـ ري القديمه الاثريه
2ـ ري المستحديه في العصور التاليه ( العهد الاسلامي )
فالجزء الاول اي ري « ما قبل الاسلام «فهو الجزء الكائن جنوب عين علي حيث يوجد سور عظيم و عريض يعود الي عصور ما قبل الاسلام و يسمي هذا الجزاء « ري برين الاعلي او الري و من هذا الجزء تنامت المدينه و اتسعت باتجاه الجنوب الشرقي تدريجياً .
الجزء الثاني : ري في العهد الاسلامي : و هو الجزء الكائن جنوب شرق الاول و جنوب بي بي شهر بانو يسمي « ري برين » اي « ري السفلي »
و يحيط بها خندق واسع :
ري في الكتب الدينيه :
في التواره : يروي ابن الفقيه بهذا الخصوص عن احد العلماء قوله : كتب في التوراه ان الري من ابواب الارض و تجاره الناس اليها .
الاوستا ( كتاب الزرادشتيين ) : كانت الري قبل الاسلام مقراً مشهوراً للمغانيه «رجال الدين الزرادشتيين » و مركزاً دينياً زرداشتياً و كانت مدينه مقدسه عند اتباع هذه الديانه و قد ورد ذكر الري في كتاب الاوستا بصوره « رغه » ( Ragha)
مسله بيستون : قد ورد اسم الري في مسله بيستون بوره « Raga » العمود الثاني البند الثالث عشر و كذلك في البند الاول من العمود الثالث .
اسماء ري :
قبل الاسلام : ورد ذكر الري في كتاب توبيت ( Tobit ) احد الملاحق الغير رسميه المنسوبه للتوراه بأسم « راكس » او « راجي » و في كتاب « Tubit» ملحق آخر من ملاحق التوران بأسم « راگو » او « راجو » و في الاوستا بأسم « رغه » و في مسله بيستون باس « دگا » و في عهد الساسانيين بأسم « ري » و « ري اردشير » و « رام اردشير » و « ريشهر » و « رام فيروز » .
في العصر الاسلامي : في عهد حكم امنصور الدوانيق قام ابنه المهدي بوضع الحجر الاساس لبناء الجزء الشرقي لمدينه ري عند جنوب جبل بي بي شهر بانو و قد قام المهدي بحفر فندق حول المدينه و بناء المسجد الجامع عام 158 ه . ق و كذلك امر بأنشاء القلعه في شمال المدينه و سمي هذه المجموعه بالمحمديه و يسمي الناس هذا الجزء من ري بالمدينه او «شهرستان = شارستان » و سميث القلعه بالمدينه الخارجيه « كهن دج »
مناخ ري :
مياه غزيره و لكنها ملوثه و و سخه و يقول اليعقوبي في البندان : يشرب اهالي المدينه من عيوت المياه الغزير و من الانهار الكبيره .
مناخ ري عليل و لطيف في الربيع و حار في الصيف و كثير الجليد في الشتاء و كان اعتدال مناخها في الربيع مضرباً للامثال البعيد و يشير ابن الفقيه في كتابه مختصر البلدان الي ذلك : يقال شتاء بغداد و ربيع ري و خريف همدان و صيف اصفهان .
و نظراً لاعتدال مناخ ري في الربيع ، اتخذها الاشكانيون عاصمه و ربيعيه لهم .
اما بخصوص حراره صيف ري فقد جاء في كتاب نزهه القلوب ! هي مدينه حاره و شمالها مغلق وجوها عفن و ماؤ ها اجاج .
و قد جاء وصف خريف ري في كتاب آثار البلدان علي انحو اتالي : مصل مناخ ري في فصل الخريف كمثل السهام المسمومه و يندران لاتكون كذلك و خاصهً بالنسبه للاجانب .