عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

تشويه الحجاب

أدركت المرأة اليوم بذكائها الفطري ، و بإحساس خاص بها ، أنها غير قادرة على منافسة الرجل من حيث قوته البدنية ، و أنها إذا أرادت أن تنزل إلى ميدان العمل ، فلن تكون قادرة على منازلة الرجل ، و مصارعته في ذلك الميدان ، كما أنها وضعت إصبعها على نقطة ضعف الرجل ، ألا و هو حبه للمرأة الذي جعل منه عاشقاً طالباً.

و هكذا ، و بعد أن عرفت المرأة مقامها عند الرجل ، و عرفت نقطة ضعفه أمامها ، أخذت تتوسل بتجميل نفسها و اقتناء الحلي و وسائل الزينة ، لكي تستولي على قلب الرجل ، و راحت أيضاً تتوسل بالتباعد عن الرجل ، بحيث لايصل إليها بسهولة . فقد أدركت أيضاً أنها ينبغي أن لاتكون في متناول يده مجاناً ، بل عليها أن تزيد من رغبته فيها ، و من ثم ترفع قيمتها في نظره .

و من هنا نجد أنَّ هناك نوعين من النساء ، النوع الذي يفضل الزينة و المكياج و الثياب القصيرة المثيرة ، و النوع الذي يفضل التعفف و الحياء و التستر ، كطريقة لرفع قيمتها عند الرجل و إلى المحافظة على مركزها عنده.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------

و الإسلام الذي جاء هدىً و رحمة للعالمين ، جنب المرأة عناء التفكير في ذلك ، ففرض عليها الحجاب و حجاب المرأة في الإسلام ، يعني أنَّ على المرأة ، أن تستر بدنها عند اختلاطها بالرجل ، و أن لا تتبرج ، و تتزين ، و هذا ما تقوله الآيات الخاصة ، و تستند إليه فتاوى الفقهاء.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

ولكن قليلو العقول ، محبو الجمال ـ كما يسمون أنفسهم ـ اعترضوا على وجود الحجاب ، و قدموا العديد من الانتقادات و التعليقات عليه ، و أول نقد يوجه إلى حجاب المرأة ، هو أنه لا يستند إلى دليل معقول ، حيث يقولون أنَّ منشأ الحجاب ، إما أن يكون فقدان الأمن ، الذي كان يعاني منه الأقدمون في الماضي ، و الذي كان يتجلى بالغارات التي تقوم بها القبائل على بعضها البعض ، و هو غير موجود في هذا الزمان ، و إما أن يكون الرغبة في الترهب و الزهد ، و هي فكرة باطلة ، و غير صحيحة ، و إما أن يكون أنانية الرجل ، و حبه للتسلط و الاستحواذ ، و هذه بالطبع من الرذائل التي تجب مكافحتها .

و النقد الآخر الذي يوجه إلى الحجاب ، هو أنه يسلب المرأة حريتها ، و حقها الطبيعي كإنسان ، و لذلك فهو يعتبر إهانة إلى كرامة المرأة الإنسانية ، فإجبار المرأة على ارتداء الحجاب نقض لحق الإنسان في الحرية.

و للرد على ذلك لابد من التنويه بأن هناك اختلافاً كبيراً بين أن تُحبس المرأة في البيت ، أو أن يطلب منها الستر إذا أرادت مواجهة رجل أجنبي ، فحبس المرأة أو احتجازها لاوجود له في الإسلام ، أما الحجاب فهو واجب ملقى على عاتق المرأة ، يُطلب منها بموجبه أن تكون متسترة بصورة خاصة عند تعاملها مع الرجل ، و هو أمر لايتعارض مع كرامة المرأة ، و لاهو اعتداء على حقوقها الطبيعية التي أقرها الله لها ، فإذا اقتضت رعاية بعض الشؤون الاجتماعية الخاصة وضع بعض القيود على الرجل أو المرأة ، بحيث يلزمهما أن يسلكا سلوكاً معيناً للحفاظ على هدوء الآخرين و راحة أعصابهم ، و عدم الإخلال باتزانهم الأخلاقي ، فإننا لايمكن أن نطلق على تلك القيود اسم ( الحبس ) أو ( الاستعباد ) أو ( أنه ضد الحرية وكرامة الإنسان ).

إنما الأمر على العكس من ذلك ، إذ أنَّ حجاب المرأة ضمن الحدود التي حددها الإسلام ، يرفع من مقامها ويزيد في كرامتها و يوجب احترامها . إن شرف المرأة يقتضي أن تكون عند خروجها من الدار على وقار و احتشام ، و أن لا يكون في ملبسها و مظهرها ، ما يبعث على التهيج و الإثارة عن قصد ، بحيث تكون و كأنها تدعو الرجال إليها ، ذلك أنه يمكن للمرأة أن ترتدي ملابس معينة أو تمشي مشية معينة ، بحيث أنَّ ذلك ينطق دون كلام مسموع فيقول ، اتبعني ، تحرش بي ، اعترضني و غير ذلك.

أتقتضي حرية المرأة و كرامتها أن تكون على ذلك الشكل القبيح ، و هل إذا كانت المرأة بسيطة تروح وتجيء بهدوء ، لاتشرد الأذهان ، و لاتجتذب إليها نظرات الرجال الحارقة ، فهل يحط ذلك من كرامة المرأة ؟ ، و هل يكون ذلك ضد مصلحتها و مصلحة المجتمع ؟ ، ثم لو توقفنا عند هذا الحد ، و سألنا الرجل الذي تعاني المرأة من أجله ، أي صنف من النساء تفضل؟ ، فلن تصدق الإجابة ، و هذا ما نشرته إحدى المجلات الأوربية ، عندما وجهت إلى قرائها سؤالاً بسيطاً ، وهو : هل تفضل أيها الرجل المرأة الشرقية أم الغربية ؟ ، فكان جواب أحد الشباب ما يلي : ( إنَّ المرأة الشرقية التي كانت حتى وقت قريب تختفي وراء الحجاب و النقاب و البرقع شديدة الجاذبية بذاتها ، و كانت هذه الجاذبية تمنحها الكثير من القوة ، ولكن على أثر المساعي الكبيرة ، التي قامت بها المرأة الشرقية لتتساوى مع أختها الغربية ، ينزاح الحجاب عنها شيئاً فشيئاً ، و تتضاءل كذلك جاذبيتها شيئاً فشيئاً مع زوال حجابها ).

و هكذا نجد أنَّ الرجل على العكس مما يجري عليه الظن يشعر في أعماق ذاته بالنفور من المرأة المبتذلة ، و غير المحتشمة الميسورة للجميع . فهو لن يختارها أبداً ، و إن اختارها فإنها لن تحتل من نفسه منزلة الزوجة الكريمة ، ذلك لأنه يجدها لقمة مبتذلة له و لغيره على سواء . و هذا ما لا يرضاه في قرارة نفسه لفتاة ، يود أن تكون خالصة له ، كما تود هي أن يكون خالصاً لها.

و هذا ما دفع أحد المعجبين للقول : ( المرأة القوية الشخصية القادرة ، أن تقول لا ، و التي تستطيع أن تضع حداً لكل متطاول ، و التي تجبر الآخرين على احترامها ، تستحق أن أقف لها في طابور من ألف شخص كي أعبر لها عن إعجابي بها ) . وف ي الختام أقول ، صدقيني يا أختي المؤمنة ، كل هذه الأمور التافهة التي نشغل بالنا ، و تفكيرنا بها هي من صنع أعداء الإسلام ، فهم يريدون أن تعيش نساؤنا بعيدة عن وعي الذات ، و تحمل المسؤولية ، فالتزمي ـ رعاك الله ـ بأقوال الله ، و لاتنخدعي بالشعارات التي يطلقها أعداء الله و أعداء الإنسانية ، فهم يريدون القضاء على حياءك و عفتك و كرامتك ، فهم لا ينظرون إلى إنسانيتك ، بل يسعون وراءك لأجل إشباع غرائزهم ، فلا تنخدعي بكلماتهم المسمومة ، و تذكري دوماً قول الشاعر:

يـا ابنتي إن أردت آية حُســن وجمالاً   يزين جسـماً و عـقلا
فـانـبـذي عـادة الـتـبرج نـبـذاً   فجمال النفوس أسمى و أغلى
والبسي من عفاف نفسك ثوباً   كل ثـوبٍ سـواه يـفنى و يـبلى

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إصدار كتاب "النَّثر الفنِّي في ثورة ...
رجل ضعيف وامرأة قوية .. صراع بين قوتين
ثورة زيد بن علي بن الحسين
اقوال الامام الخميني (ره) أهمية و مكانة الشهادة
الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
اصدارات دار التراث تخطف الأنظار في مؤتمر نهج ...
ابن السكيت الدورقي العالم النحوي
إصدار عدد 24 من مجلة "البراعم الصغار" باللغة ...
أسماك القرش ودورها في النظام البيئي
غشاء البکارة

 
user comment