عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

النقاط التي ينبغي التحدث عنها كما يلي:-

والآن .. لا بأس أن نضع هذه العقيدة على طاولة التشريح ، لنطلع على أبعادها وحقيقتها ونعرضها على كتاب الله وسنة رسول الله والعقل ، لننظر موقف القرآن والسنة والعقل من هذه العقيدة وهل أن فيها شيئا يدعو الى التهريج والإستهزاء ؟!

النقاط التي ينبغي التحدث عنها كما يلي:-

إحياء الموتى يوم القيامة.

هل أحيا الله أحدا قبل يوم القيامة ؟

هل في القرآن دليل على الرجعة ؟

هل في الأحاديث (السنة) دليل على الرجعة ؟

لمن تكون الرجعة ؟

الرجعة:

ألف : المعنى اللغوي:
باء : المعنى الاصطلاحي:

الف ـ الرجعة في اللغة:

بالفتح هى المرة فى الرجوع و معناه العود الى الدنيا بعد الموت.
1ـ قال ابن فارس: «رَجَع: الراء والجيم والعين، اصلٌ كبير مطرد منقاس، يدل على ردّ و تكرار. تقول: رَجَع يرجع رجوعاً اذ اعاد و راجع الرجل امراته و هى الرَجعة والرِجعة... والاسم الرجعة...
(6).
2ـ ابن الاثير: «الرجعة: المرة فى الرجوع و منه حديث ابن عباس:... سأل الرجعة عند الموت... اى سأل ان يُردَّ الى الدنيا ليحسن العمل و يستدرك مافات... والرجعة مذهب من العرب... و مذهب طائفة من فرق المسلمين...»
(7).

3ـ الفيروزآبادي : «يؤمن بالرجعة اى بالرجوع الى الدنيا بعد الموت»(8).
4ـ الطريحي : «الرجعة بالفتح، اي المرة فى الرجوع بعد الموت بعد ظهور المهدي عليه السلام»
(9).
5ـ الشيرازي: «الرجعة كضربة، الرجوع و فلان يومن بالرجعة اى بالرجوع، رجوع النبي(صلى الله عليه وآله) والمؤمنين الى الدنيا»
(10).
ب ـ الرجعة في الاصطلاح:

و هى عندنا بمعني رجوع الحجج الالهية و رجوع الائمة الطاهرين و رجوع ثلة من المؤمنين و غيرهم الى الدنيا بعد قيام دولة المهدي.

و قد فسرها البعض برجوع دولة الحق لارجوع الاموات الى الدنيا و هو تفسير شاذ لايقول به مشهور الامامية.
1ـ قال الصدوق: «إن الذي تذهب اليه الشيعة الامامية، اَنّ الله تعالي يعيد عند ظهور لمهدي قوماً ممن كان تقدم موته من شيعته و قوماً من اعدائه»
(11).
2ـ و قال المفيد: «اتفقت الامامية على وجوب رجعة كثير من الاموات الي الدنيا قبل يوم القيامة و ان كان بينهم فى معنى الرجعة اختلاف»
(12).
و قال ايضا: «انما يرجع الى الدنيا عند قيام القائم من محض الايمان او محض الكفر محضاً فأما سوى هذين فلارجوع الى يوم المأب»
(13).
توضيح الاختلاف: لعل المراد بالاختلاف الذى اشار اليه الشيخ المفيد هو تأويل بعض الشيعة الامامية، للاخبار المستفيضه فى الرجعة الى رجوع دولة الحق، و رجوع الامر و النهي الي الائمة(عليهم السلام) و الى شيعتهم واخذهم بمجارى الامور، دون رجوع اعيان الاشخاص و اليه اشار الشيخ الصدوق قائلا: «و انّ قوماً من الشيعة تأوّلوا الرجعة على معناها: رجوع الدولة والامر والنهي من دون رجوع الاشخاص و إحياء الاموات»
(14).
اقول: و هولاء كأنّهم عجزوا عن فهم هذه الروايات و تصحيح القول بالرجعة استناداً الى النصوص المتظافرة.

الامكان والوقوع.

قبل الخوض فى الادلة واثبات هذه الفكرة، لدينا سؤال يطرح نفسه و هو هل انّ الرجعة امر ممكن ذاتاً ام ممتنع و محال.

والجواب: لايرى العقل اىّ استبعاد فى ذلك ولايراها من الممتنعات العقلية كاجتماع النقيضين والضدين و ذلك لان مفاد الرجعة التى نعتقدها هى عبارة عن احياء بعض النفوس فى هذه النشأة بعد ما ذاقت الموت و هذا امر ممكن الحصول والوقوع و شي معقول، كيف و هو من رشحات قدرة الخالق تعالى قدره الذي عمّت قدرته جميع الممكنات.
اذن لا يلزم من القول بها محال ولا المنافات للتكليف بل على المستشكل فيها من الالتزام باحد الامرين: اما انكار الصغرى و دعوى ان الرجعة ليست من الامور الممكنة.
او انكار الكبرى و دعوى ان الله ليس بقادر ـ والعياذ بالله ـ على ان يحيي الموتى، وكلاهما فى حيَّز المنع بلاريب.
و حينئذ: فلوقامت الادلة الصحيحة على هذه العقيدة والفكرة. فمن اللازم قبولها والالتزام بها، كأىّ عقيدة من العقائد الاسلامية التي تبنّاها المسلمون والتزموا بها نتيجة لقيام البراهين الصحيحة والادلة القاطعة.

هل الرجعة امر واقع؟

قد يقال: هب أنّ الرجعة امر ممكن ولكن هل هو امرٌ واقع؟ اذ ليس كل امر ممكن هو واقع ايضاً.
والجواب: لدينا شواهد قرآنية و احاديث شريفة و نصوص تاريخية، تصرح بالحيات بعد الموت ـ فى هذه الدنياـ و تحقق الرجعة فى الامم السابقة و فى هذه الامة المرحومة بالذات و قد صنف بعض علماء السنة في هذا الحقل مصنفات و اوردوا قائمة باسماء الذين رجعوا الى الدنيا بعد الموت.هذا ابن ابي الدنيا المولود عام 208 والمتوفى 281 ه….ق ـ المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الذائعة فى الرقائق و غيرها الصدوق الحافظ ـ كما عن ابن كثير
(15) ـ والاديب الاخبارى كثيرالعلم من حديثه فى غاية العلو ـ كما عن الذهبي(16) ـ والورع الزاهد العالم بالاخبار والروايات، كما عن ابن نديم والصدوق كما عن الرازي تراه يخصص مصنفاً مضفاته بمن رجع الى الدنيا و يسميه «من عاش بعد الموت».

الهدف من الرجعة :

قد يسأل احد عن الهدف من رجوع ثلة من المؤمنين و ثلة من الفاسقين الى الدنيا...؟
والجواب: اولا لدينا كثير من الامور فى عالم التكوين والتشريع. لم يتضح لنا الغرض والهدف منها وهذا ليس معناه انه لم يكن فيه غرض فليكن هذا منه.
ثانياً، قد يقال ان ذلك لاجل تشفّي المؤمنين حينما يرون عذاب الظالمين والانتقام منهم فى الدنيا و ذلك لان عذاب الظالمين فى الاخرة لم يكن بمنظر من المؤمنين و لعل هذا هو مضمون الحديث يرجع المؤمن لزيادة الفرح والسرور والكافر لزيادة الغم والهم.
ثالثاً: ترغيب و تشجيع للسير نحو الكمال والالتزام بتعاليم الدين الحنيف، كى يوفق بلقاء المعصوم في الدنيا .كما انه تحذير للمنافقين والظالمين ليرتدعوا عن غيِّهم وضلالهم قبل أن يبتلوا بعذاب الدنيا قبل الآخرة و هناك نقاط وجهات أخرى تركناها رعاية للاختصار.
مفهوم الرجعة

الرجعة :

 إنَّ الرجعة من نوع البعث والمعاد الجسماني ، غير أنها بعث موقوت في الدنيا ومحدود كماً وكيفاً ، ويحدث قبل يوم القيامة ، بينما يُبعث الناس جميعاً يوم القيامة ليلاقوا حسابهم ويبدأوا حياتهم الخالدة ، وأهوال يوم القيامة أعجب وأغرب وأمرها أعظم من الرجعة .

 وبما أنَّ الرجعة والمعاد ظاهرتان متماثلتان من حيث النوع ، فالدليل على إمكان المعاد يمكن أن يقام دليلاً على إمكان الرجعة ، والاعتراف بإمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة يترتب عليه الاعتراف بإمكان الرجعة في حياتنا الدنيوية ، ولا ريب أنّ جميع المسلمين يعتبرون الإيمان بالمعاد من أُصول عقيدتهم ، إذن فجميعهم يذعنون بإمكانية الرجعة .

 يقول السيد المرتضى قدس سره : إعلم أنّ الذي يقوله الإمامية في الرجعة لا خلاف بين المسلمين ـ بل بين الموحدين ـ في جوازه ، وأنّه مقدور لله تعالى ، وإنّما الخلاف بينهم في أنّه يوجد لا محالة أو ليس كذلك .ولا يخالف في صحة رجعة الأموات إلاّ خارج عن أقوال أهل التوحيد، لاَنَّ الله تعالى قادر على إيجاد الجواهر بعد إعدامها ، وإذا كان عليها قادراً ، جاز أن يوحدها متى شاء(17).

 فإذا كان إمكان الرجعة أمراً مسلّماً به عند جميع المسلمين ـ حتى قال الآلوسي : وكون الإحياء بعد الإماتة والإرجاع إلى الدنيا من الأمور المدورة له عزَّ وجلَّ ممّا لا ينتطح فيه كبشان، إلاّ أنّ الكلام في وقوعه(18). إذن فلماذا الشكّ والاستغراب لوقوع الرجعة ؟ ولماذا التشنيع والنبز بمن يعتقد بها لورود الإخبار الصحيحة المتواترة عن أئمة الهدى عليهم السلام بوقوعها ؟ يقول الشيخ محمد رضا المظفر : (لا سبب لاستغراب الرجعة إلاّ أنّها أمر غير معهود لنا فيما ألفناه في حياتنا الدنيا ، ولا نعرف من أسبابها أو موانعها ما يُقرّ بها إلى اعترافنا أو يبعدها ، وخيال الإنسان لا يسهل عليه أن يتقبّل تصديق ما لم يألفه ، وذلك كمن يستغرب البعث فيقول : (( مَن يُحيي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)) فيقال له:(( يُحييها الَّذِي أنشَأها أوَلَ مَرةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ))(19). نعم في مثل ذلك ، مما لا دليل عقلي لنا على نفيه أو إثباته ، أو نتخيّل عدم وجود الدليل ، يلزمنا الرضوخ إلى النصوص الدينية التي هي من مصدر الوحي الإلهي ، وقد ورد في القرآن الكريم ما يثبت وقوع الرجعة إلى الدنيا لبعض الأموات ، كمعجزة عيسى عليه السلام في إحياء الموتى (وأُبرىءُ الأكمه والأبرص وأُحيي المَوتى بإذنِ اللهِ )(20) وكقوله تعالى : (أنَّى يُحيي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مُوتِها فأمَاتَهُ اللهُ مائةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ )(21).

 يضاف إلى ذلك أنَّ نفوس الظالمين تأبى إقامة العدل وإحقاق الحق لما اقترفته أيديهم الآثمة من الظلم والجور والمنكرات ، والرجعة تنطوي على أمرٍ يحقق العدالة الإلهية في أرض الواقع بانتصاف الظالم من المظلوم وإدالة أهل الحق من أهل الباطل ، ولهذه العلة أبت نفوس المكابرين من أهل الجاهلية الاعتقاد بالمعاد والنشور رغم أنّهم عاينوا المعجزات وضربت لهم الأمثال الواضحة وأقيمت لهم الدلائل البينة والبراهين الساطعة ، لاَنّ قبول هذا الاعتقاد يعني الانصياع للحق والعدل بالوقوف أمام المحكمة الإلهية الكبرى ( يَومَ تَشْهَدُ عَلَيهِم ألسِنَتُهُم وأيديهِم وَأرجُلُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ )(22).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
الحرب العالمیة فی عصر الظهور
في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...

 
user comment