عربي
Monday 17th of June 2024
0
نفر 0

يتصاعد السجال صخبا من خلال الجدل الدائر اليوم في الدوائر السياسية الغربية عن موضوع العنف، ومعاني اللاعنف، ويأخذ سادة المال، و صنّاع الرأي العام، بنواصي كل المحركات التي توجه المقود في عجل الإعلام الضخم والسريع، من اجل إن يلبسوا المصطلحات الإعلامية المعاني

يتصاعد السجال صخبا من خلال الجدل الدائر اليوم في الدوائر السياسية الغربية عن موضوع العنف، ومعاني اللاعنف، ويأخذ سادة المال، و صنّاع الرأي العام، بنواصي كل المحركات التي توجه المقود في عجل الإعلام الضخم والسريع، من اجل إن يلبسوا المصطلحات الإعلامية المعاني التي تخدم مصالحهم وتديم سيادتهم واستحكام سيطرتهم على العالم، فان من وراء ذلك العجل الذي يدور دوماً ولا يتوقف، أيد صنّاع السياسة الغربية المسيطرة على الارض، بخطوطها الحمراء والخضراء، والذين هم بدورهم موظفين لأسياد المال، والذين هم بدورهم عبيد للشيطان..حيث لا رحمة لهم ولا عدل أو ضمير يردعهم. وليكون بعدها الرأي العام (المفبرك)، هو الذي يشكل الضغط الذي تتوجه به الأمور كلها لضمان مصالح ذلك الشيطان.

وخير مثال لنا اليوم في هذا؛ هو ما يسمونه الملف الأمني الايراني، كمثال لقبح السياسة الغربية، والكيل بمكايل متعددة؛ فإسرائيل التي تملك السلاح النووي فعلا هي بمنأى من أي رقابة او مجرد تلميح، والذي يسعى سلميا من الدول الإسلامية لامتلاك تقنية نووية يجب ان تفرض عليه العقوبات، ويجب أن يعزل عن العالم، وربما تتعرض لضربة عسكرية ماحقة!!!!!!!!

هذا ما يجري في واقعنا اليوم، واقع السيطرة للسياسة الغربية على العالم اليوم، بإيديولوجيتها الشيطانية (أنا خير منه). فلا معنى لما يفترض إن يتضمنه هذا الواقع من مطابقة مع الحق، والعدل ومعاني الرحمة، مما دفع كثير ممن تصدوا لمواقع القيادة الدينية، وآخرين ممن يقودون تيارات قومية ووطنية من المنصفين في العالم للتصدي لهذا الواقع الدولي غير المنصف، ولو بإمكانيات أقل بكثير من إمكانيات صنّاع الرأي العام، ولكن أنى لأحد مهما كان منصفاً أن يجدي في جهد مفرد، إزاء الإعلام الكبير الذي يقتحم عليه حتى بيته، وقد ينتزع منا أولادنا، وربما يتعدى تأثيره لأكثر من هذا، قبل أن تنتفض الفطرة البشرية، كما يتوقع ذلك دهاقنة الزيف الإعلامي أنفسهم.[21]

الإعلام الإسلامي يوظف لخدمة برامج السياسة الغربية


إن الاهتمام ينصب اليوم على ترويج كذبة تقول: إن الإسلام: فكر يغذي الصراع سيكولوجيا في نفوس معتقديه، وفكرة الإسلام أصلا تقوم على الصراع.. وقد تزّعم هذه الأطروحة الكذبة ـ كما مر معنا ـ (فوكوياما) الأمريكي من اصل ياباني.

ولهذه الفكرة إمدادات في نفس البنية الاجتماعية الإسلامية تعضد فوكوياما من خلال؛ الدعوة إلى الليبرالية التي هي أساس وبديل فوكوياما الذي لا أفضل منه لحكم العالم: فاليوم هناك تيار من المثقفين المسلمين يدعون إلى الليبرالية الإسلامية، من أمثال عبد الكريم سيروش الإيراني و حسن حنفي وغيرهم.

ولكي لا تبقى هذه الفرية على الإسلام مجرد زعم، أوجدوا حركات إسلامية تخدم ادعاءاتهم: فجندوا الجهّال والمتطرفين, ودعموهما على كل الأصعدة وأخرجوهما إلى الواقع بأبشع الصور، وروجوا للسلفية الوهابية المتطرفة، بأنها تمثل الإسلام: وان قادتها هم من يمثل الإسلام وإنهم وريثي الخلافة الإسلامية. وصدّق بهذا الحث، أولئك القادة المزعومون للإسلام: وأفتوا مباشرة بتكفير المسلمين.. في حين إتخذ الافاكون الأسياد البيض والصهاينة، مما يقوم به أولئك التكفيريون الأدعياء من قطع الرؤوس وقتل الأبرياء والقصف والعصف والتفجير، والأفعال القاسية المنفرة..اتخذوا من هذه الأفعال أمثلة لإثبات دعاوى فوكوياما وأمثاله.

ويظنون أن تبديل الأسماء، ومرور الوقت، كفيل بنسيان حقيقتهم وإظهارهم بمظهر أجمل وأحسن. فعلى الجانب الاخر من ايديولوجيا الشيطان؛ (انا خير منه)؛ يقف شعب الله المختار من الصهاينه، الذي غزوا فلسطين واحتلوا أرضها بعصابات زرعت الموت وأفشت الرعب في فلسطين فاحرقوا وقتلوا ودمروا، ثم على الأشلاء والإطلال بنوا كيانهم الغاصب، وهم يطالبون اليوم بالتطبيع مع الدول العربية وينتزعون الاعتراف بكيانهم حتى من الفلسطينيين انفسهم بفضل دعم السياسة الغربية لهم.

فمن عصابة الارغون ولد حزب الحرية (حيروت).

ومن عصابة البالماخ ولد حزب الماابام

ومن عصابة الهاغانا ولد حزب الماباي.

ومن عصابة اشتيرن ولدت حركة البحي.

لكن هذا لا يمنع الصهاينة من إنشاء عصابات إرهابية جديدة فلا أحد يجرؤ أن يقول للشيطان أنت شيطان لان الكبار، هم وكلاؤه على الناس.

(ففي شهر تموز عام 1976 أعلن الحاخام الصهيوني مائير كاهانا):[22]عن تأسيس المنظمة الإرهابية المعروفة باسم (كاخ)، والتي تعمل بحرية في فلسطين وخارجها..

والذي يدعو للاستغراب أكثر: هو إن كل كبرياء السيد الأبيض يتلاشى إزاء العم سام: فيسكت حتى عندما يذله أبناء العم سام (الصهاينة خصوصا) بشكل مباشر وعلنا، فيما نرى منه من كبر وتكبر وكبرياء إزاء الآخرين.. فالمتتبع لا يرى له مثلا: أدنى شرف إزاء إذلال الصهاينة لسيادته.

فإسرائيل تتدخل في شؤون الدول الغربية كلها، وتجسس عليهم، وتهين رؤسائهم، وتحتقر ما يصدر (مصادفة) من إشارات منصفة للحق الفلسطيني..ولحسن الحظ فان الزائد من تكبر البيض، يستهلكه ازدراء الصهاينة لهم، فيما يكون باعثاً للمظلومين لاحتقار الجميع وهو سبب لبروز الإرهاب في الجانب الأخر من الأرض.

فمثلا: عملية (فندق الملك داود) ضد البريطانيين، واغتيال اللوردموين وزير الدولة البريطاني المقيم في الشرق الأدنى، عندما أرسلت عصابة اشتيرن اثنين من أعضائها إلى القاهرة، لينفذا عملية الاغتيال في 6 تشرين الثاني 1945م.

وهكذا كان حال الكونت (فولك برنادوت) الوسيط الدولي للأمم المتحدة في فلسطين.

ثم إن كل الزعماء الإسرائيليين ينتهكون ثوابت السياسة الغربية ويحثون على انتهاكها، بل ويفعلونه وبدون آدني حرج.[23]

وقد احتقر الإسرائيليون عشرات القرارات الدولية ولا يجرؤ أحد حتى إن يشير إلى ذلك!!

9. عدم وجود معيار دولي في السياسة الغربية للحق والعدل!!:

ان كل مفاهيم اللبرالية التي يتشدق بها فوكوياما ليس إلا هراء واليك الأمثلة التالية:

مثال: المعايير المزدوجة، والتي يجدها غير الغربي على كل صعيد يدعي الغربيون أنهم بلغوا فيه إنسانيتهم: ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر:

أولا ـ الحرية الشخصية
وهو ما يتشدق به الغربيون، ويعتبرونها عنوان حضارتهم، يجد المسلم أو المسلمة، أنها محض هراء، فالمسلمة لاحق لها إن ترتدي لباس اقره دينها لها، وإنها إن لبست ما يناسب عقيدتها تعاقب بالطرد من الوظيفة أو الجامعة أو من المدرسة، وعلى المنصف إن يرى مقدار ما تنطوي عليه نفس المسلمة المتعففة أو أبوها أو زوجها أو أخوها أو المسلم المراقب: من اضطهاد وهم يرون إن الحرية مباحة للأخريات بالتهتك أو وهن يمارسن الرذيلة علنا في الحدائق العامة الغربية!!.

إن الحرية الشخصية في الغرب لها اتجاه واحد فقط، هو الذي يتوافق مع المركزية في السياسة الغربية ولا يتعارض مع التوجهات الصهيونية: وهو بهذا يخدم طرفاً آخر في أيدلوجية ا(انا خير منه)، وهو ما يستفيد منه المجرمون في غسل العقول البسيطة وتوجيهها إلى الاستشهاد لرفع الاضطهاد عن المسلمين، والانتقام من واضعي المعايير المزدوجة للؤلئك الأشرار ـ كما يظن ـ والذي يستفيد منه الحاقدون فيما بعد للطعن بالدين واعتباره ممارسة إرهابية يدعو لها الدين الإسلامي.

ثانيا ـ الحرية الفكرية


وهي من عناوين حضارة الغرب: وهي كذلك يجدها المسلم محض هراء، وهو يرى إن الأوربي الأصيل (روجيه غارودي) يقدم للمحاكمة ويهان، لأنه آلف كتابا عن الأساطير الصهيونية، بل إن الناشر للكتاب، يغرم ويصادر الكتاب من الأسواق..في حين إن الذي يشتم نبي المسلمين في كتابه (آيات شيطانية): الهندي سليمان رشدي: تصرف الملايين على حمايته في أوربا ويطبع كتابه بكل لغات العالم!!!!.

وهذا مما يترك أثرا بالغا جدا في لب كل مسلم لأنه إجراء لا يشك في عدوانيته وخبثه، إلا من لا لب له ولا ضمير، حتى وان لم يكن مسلما، فكيف سيكون من يريد إن يوظف كل شيء لمآربه؟!!.

ثالثا ـ الديموقراطية


فازت بالانتخابات التركية الديموقراطية النائبة (مروة قاوقجي) التركية في البرلمان التركي، إلا أنها كانت محتشمة اللباس و تضع قطعة قماش فوق رأسها لتغطية شعرها، كما تعتقد بالإسلام.. والآن فإنكم جميعا تعلمون مصيرها!! فقد أوصلتها الديموقراطية الغربية إلى الطرد من البلاد، وإسقاط الجنسية التركية عنها، عام 1999م، بعد فوزها عن حزب الفضيلة بحجة أنها محجبة!،[24] إنها منتهى القسوة التي لا نجد مثيلها إلا عند التكفيريين.

من هذا المثال أرجو إن يلتفت المنصف إلى مقدار الاضطهاد الذي تنطوي عليه نفوس المسلمين الذين يعلمون أو ربما أعلمهم آخرون: إن النساء في استنبول يعرضن عاريات من خلف الزجاج في (الفترينات): من اجل الرذيلة، وعليهن أرقام يستدل بها الزبائن، ربما في هذا عار يجعل التكفيريين يفخرون بقتل الأطفال في العراق، والجزائر… دون التعرض لهذه الأسواق!!

رابعا ـ القرارات الدولية


عشرات القرارات التي صدرت من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن لا ينفذ منها إلا ما صدر ضد دول بذاتها، بينما ما يصدر ضد إسرائيل فانه يبقى حبرا على ورق ولا يجرؤ أحد إن يقول لماذا؟

ثم كل ما تقوم به إسرائيل من ذبح للفلسطينيين وتدمير وتشريد وهدم بيوت ومزارع وردم الآبار: مباح إلا إن يقوم فلسطيني بما يدل على انه معارضة على ذلك الفعل فانه إرهاب.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
المهدي من وُلد الحسين عليه السلام
متى يظهر الامام ؟
وظيفة المنتظِر
الامام المهدي المنتظر عليه السلام
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
الإمام المهدي (ع) في كلمات الإمام الرضا (ع)
التوجه إلى الله بالحجة بن الحسن سبيل كل الأولياء
آداب العلاقة مع الإمام المهدي (عج)
قصة بناء مسجد جمكران

 
user comment