عربي
Monday 20th of May 2024
0
نفر 0

زاده إلى الحجّ

زاده إلى الحجّ

وكان الإمام(عليه السلام) يستعد أحسن استعداد وأكمله في سفره إلى الحجّ أو العمرة فكان يتزوّد من أطيب الزاد وأثمره من اللوز والسكر، والسويق المحمّض، والمحلّى([1]) وقد صنعت له في إحدى سفراته أُخته السيّدة الزكيّة سكينة زاداً نفيساً انفقت عليه ألف درهم إلاّ أنّه لما كان بظهر الحرّة أمر بتوزيعه على الفقراء والمساكين فوزّع عليهم([2]) .

 

 

اضطرابه عند الإحرام

وكان الإمام إذا انتهى إلى إحدى المواقيت التي يحرم منها كمسجد الشجرة الذي هو ميقات المدنيّين ومن يجتاز عليه ـ يأخذ بعمل سنن الإحرام من الغسل وغيره، وكان إذا أراد التلبية عند عقد الإحرام اصفرّ لونه، واضطرب، ولم يستطع أن يلبّي فقيل له:

مالَكَ لا تلبّي؟

فيقول ـ وقد أخذته الرعدة والفزع من الله  ـ  :

«أخشى أن أقول: لبيك فيُقال لي: لا لبّيك...».

وكان إذا لبّى غشي عليه من كثرة خوفه من الله، ويسقط من راحلته، ولا يزال تعتريه هذه الحالة حتى يقضي حجّه([3]) .

وروى مالك أنّ زين العابدين لما أراد أن يقول: لبّيك أُغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم([4]) لقد عرف الله معرفة كاملة، فهام بحبّه، وفزع من عقابه، واتّجه نحوه بمشاعره وعواطفه، شأنه في ذلك شأن آبائه الذين هم سادة المتّقين والمنيبين إلى الله.

 

دعاؤه عند الحَجر

وإذا انتهى في طوافه عند الحجر رفع رأسه إلى السماء قائلاً: «اللهمّ أدخلني الجنّة برحمتك ـ وهو ينظر إلى الميزاب ـ وأجرني برحمتك من النار، وعافني من السقم وأوسع عليَّ  من الرزق الحلال، وأدرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ والإنس وشرّ فسقة العرب والعجم»([5]) .

 

صلاته تحت الميزاب

وكان الإمام(عليه السلام) إذا أدى مناسكه في البيت الحرام من الطواف والسعي أقبل على الصلاة تحت ميزاب الرحمة، وقد رآه طاووس اليماني في ذلك المكان المقدّس قائماً وهو يدعو الله ويبكي من خشية الله، فلمّا فرغ من صلاته إنبرى إليه طاووس قائلاً:

رأيتك على حالة من الخشوع، ولك ثلاثة أُمور: أرجو أن تؤمنك من الخوف أحدها: إنّك ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الثاني: شفاعة جدّك، الثالث: رحمة الله...».

وأجابه الإمام بلطف قائلاً:

«يا طاووس أمّا أنّي ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلا يؤمنني وقد سمعت الله تعالى يقول: (فَلا أَنسَابَ بَينَهم يَومئذ وَلا يَتَساءَلُون)([6])، وأمّا شفاعة جدّي فلا تؤمنني لأنّ الله تعالى يقول: (ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)([7])وأمّا رحمة الله فالله يقول: (إنّ رحمة الله قريب من المحسنين ولا أعلم أنّي محسن»([8]) .

 



([1]) بحار الأنوار: 46/71.

([2]) صفة الصفوة: 2/54.

([3]) نهاية الإرب: 21/326، خلاصة تهذيب الكمال: 131، تهذيب التهذيب: 7/306.

([4]) تهذيب التهذيب: 7/306.

([5]) فروع الكافي: 4/407.

([6]) المؤمنون: 101.

([7]) الأنبياء: 28.

([8]) بحار الأنوار: 46/101.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أين دفنت السيدة زينب عليها السلام
السرّ الرابع - خواصّ الشيعة زوّار الإمام (عليه ...
شهادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )-2
لم يكن يعقوب يعرفها من قبل
الدعاء عند الحجر الاسود
حديث الغدير في مصادر أهل السنة
أين يقع غدير خُمّ؟
الأنفاس القدسية في أسرار الزيارة الرضوية
ليلة القدر فاطمة الزهراء (عليها السلام)
منزلة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

 
user comment