عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

الحواضر الشيعية الفارسية في القرن الخامس و السادس -2

((ان مـا نـجـده فـي حـلب , و حران , والكوفة , وكرخ بغداد, و مشاهد الائمة , و مشهد,و قم , و كـاشـان , و آوه , و سـبـزوار, و جرجان , و استرآباد, و دهستان جربادقان , و مازندران كلها, و بعض مناطق طبرستان , والري , و نواح كثيرة منها, و بعض احيا قزوين و ضواحيها, و بعض احيا خرقان , هو ان اهل هذه المدن جميعهم شيعة اصولية امامية ((1442)) )).
و مـن الطريف ان اعلى المناصب الادارية في عصر الاتراك السلاجقة كالوزارة و جباية الضرائب و شؤون الحسابات كان يتولاها الشيعة غالبا, لا سيما الشيعة المنحدرون من قم ,و آوه , و كاشان و نقل الرازي اسما عدد منهم ممن كان معاصرا له او قريبا من عصره و من هؤلا: مجدالملك , و الوزير الـمحترم سعدالملك آوى , و مشيرالسلطنة شرف الدين ابوطاهر مهيسه اي القمي الذي كان وزيرا للسلطان سنجر و الخواجه علي بنكدان وزير ملوك الديلم , و اوحد الدين مهيسه اي وزير فارس و معين الدين ابو نصر كاشي وزيرالمحتشم وكمال ثابت القمي مسؤول المالية عند مسعود السلجوقي و ملكين ابو فخر القمي , وشمس الدين محمد بنيمان التفرشي , و كانا من مسؤولي الشؤون المالية و الحسابات المحترمين
((1443)) و لم يطق السنة هذا الامر و لذا قال الراوندي في هذه المرحلة : ((و نشا الدمار في العالم من الماجورين والغمازين و الملاحدة الظالمين , اذ تطاولوا على ائمة الدين و اتـهـمـوهـم و ظـهر التعصب والحسد بين الائمة و انضم الى جيش السلطان هؤلا الماجورون الـمـلاحـدة مـن قم , و كاشان , و آبه , و طبرش , والري , و فراهان , و مناطق قزوين , و ابهر, و زنجان و كانوا اما من الرافضة , او من الاشاعرة ((1444)) )) و نقل في موضع آخر ابياتا لشمس الدين لاغري , يقول فيها و تعريبها : ايها الملك ان اماكن الباطنية هي قم , و كاشان , و آبه , و طبرش احفظ كرامة الخلفا الاربعة , و اسجر النار في هذه المدن الاربع و احرق فراهان و مصلحگاه , حتى يصبح ثوابك ستة اضعاف ((1445)) .
و ذكر ابو المعالي الشيعة الامامية ايضا, و قال في مناطقهم : ((هم فرقة و ليس هناك اكثر منهم بين فرق الشيعة و عددهم كبير جدا في العراق و مازندران و كذلك في خراسان
((1446)) )).
و كانت طوس في خراسان ـ و هي تتشرف بوجود مرقد الامام الرضاـ عليه السلام ـ من النقاط التي انـتـشـر فيها التشيع و قال الخوانساري نقلا عن تلخيص الاثار: ((و اهل قرية سناباد القريبة من طوس شيعة , بالغوا في تزيين قبر الامام الرضا ـ عليه السلام
((1447)) مع ان الشيعة كانوا يلعنون على المنابر في خراسان ايام السلاجقة ((1448)) )).
و اسـتـعـرض الـرازي في نص آخر المناطق السنية بشكل ضمني و ارى ان ذكرها هنايمكن ان يـسـاعـدنا كثيرا في هذا البحث لذا ننقل فيما ياتي عباراته التي تعتبر متممة للجغرافية الدينية في ايـران خلال القرن السادس و ذكرت في هذا الحقل ايضا المناطق التي كان يقطنها الزيدية و هذا ما يفيد في تحديد النطاق الذي كان يعيش فيه الشيعة الزيدية .
((لـكـل طائفة من هذه الطوائف (الشيعية والسنية المختلفة ) غلبة في مكان ما فالزيدية يقيمون في الـيـمـن والطائف و مكة التي تعد دار الملك في الاسلام , و كذلك في الكوفة حرم اميرالمؤمنين , و اكثر مناطق جيلان , و جبال الديلم و بعض مناطق المغرب و جعلواالخطبة والسكة باسم ائمتهم , و هم الفاطميون العلما الزهاد الشجعان الذين قاموابالسيف و لم يخطبوا باسم الخليفة و السلطان , و لم يسكوا النقود باسمه , الا في الكوفة القريبة من عاصمة الحكم و ياخذون في مكة اموالا كثيرة سنويا و تصل اليهم الخلع و كان قضاتهم و فقهاؤهم و علماؤهم كافة يفتون على مذهبهم )).
امـا الـحـنـفـيـون فيكثرون في خراسان من نيسابور الى اوزكند (قصبة في بلاد ماوراالنهر)و سـمـرقند, و حدود تركستان و غزنين و ماوراالنهر و هم ذوو توجه واحد, و يقرون بالتوحيد والـعـدل و عـصـمة الانبيا و يعترفون بمنزلة اهل البيت و فضل الصحابة ,و يعتقدون بالجزا على الاعمال
((1449)) .
و امـا الـمـعـتـزلـة فهم يعيشون في خوارزم يقتدون بابي حنيفة في الفقه , و بمذهب اهل البيت في الاصول لكنهم يخالفون هذا المذهب في الامامة والوعيد علما بان الحنفيين يقيمون في العراق ايضا و لهم الغلبة هناك و اما الشافعية , فنجدهم في مناطق آذربايجان حتى بوابة الروم , و همدان , و اصفهان , و ساوه , و قزوين , و امثال هذه المدن و الناس مابين مشبهة , و اشاعرة , و كلابية , و حنابلة و اكثر الموجودين في لرستان , و خوزستان , وكره , و كربايكان (گلبايگان ), و هروكرد(بروجرد), و نهاوند, و تلك الحدود, هم مشبهة ومجسمة و اغلب القاطنين في حدود الشام زيدية و اسماعيلية )).
و مـن الحواضر السنية في راي الرازي ايضا: ((دركنده , باطان , شهرستان (محلا ت في الري ), قـزويـن , هـمدان , آمل , طبرستان , مزدقان , اصفهان , آذربايجان , ابهر وزنجان
((1450)) , لار, بـروجـرد ((1451)) , كـلان آمـل , اهـواز, خـوزسـتـان , طـوس ,اردبـيـل , سـاوه , نهاوند, كـره ((1452)) و لـم يـكـن شيعي في اسدآباد قط, كما لم يكن فيهاحنفي فاهلها كلهم مجبرة و مشبهة و لا نشم رائحة التشيع في سكزي (من توابع سجستان او جبل في زابلستان ((430))) و كانت خوي من المناطق السنية ايضا ((1454)) .
و قال افضل الدين في كرمان بوصفها منطقة سنية : (( انها مطهرة من التشبيه , و التعطيل ,والزندقة , و الـرفض , والاعتزال , و الجبر, والقدر اهلها يوحدون اللّه , و يقرون بمحمد ـصلى اللّه عليه و آلـه ـ رسـولا بـالـحق و لا يسيئون الى الصحابة الاربعة , و يقدمون ابابكرالصديق , ثم عمر, ثم عـثـمان , ثم عليا و مذهبهم هو مذهب الامام الاعظم ابي حنيفة , والامام المطلق الشافعي لا يزيدون على هذا شيئا
((1455)) )).
و قـال فـي الـمـناطق الزيدية ايضا: ((لهم في الري مدارس معروفة و يدين بالمذهب الزيدي فقها كثيرون و هذا المذهب ظاهر و معروف في ارجا شتى كجبال جيلان ,و الديلم , و اليمن , والطائف , و مـكة حرم اللّه و لا يعمل الزيدية بالتقية
((1456)) و اكثراهل الكوفة على هذا المذهب و هو مذهب السيد حسن امير مكة و لهم علم ابيض ((1457)) )).
ان وجود السادة في الامصار المختلفة مؤشر على وجود التشيع فيها و قد تحدثنا عن ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب و قلنا: ان السادة , بعامة , هم شيعة او زيدية في الاقل و هذه نفسها نزعة شيعية ايـضـا, و لو في الحد الادنى من التشيع و ان السادة الحسنيين ,عادة , زيديون , مع اننا لا نستطيع ان نعمم هذه النظرة و لعل الباعث على هويتهم الزيدية هو قيام الانتفاضات التي نهض بها آل الحسن تبعا لزيد بن علي ـ عليه السلام و يشكل آل الحسن , في الحقيقة , النواة الاصلية لقادة الزيدية .
و يـعرض المرحوم عبدالجليل الرازي فهرسا باسما السادة الذين كان بعضهم سنيا,و هم ينتشرون فـي مدن مختلفة و هذا نفسه دليل على حجم تغلغل التشيع في تلك المدن ,و كذلك على سبب انتشار الـتـشـيع فيها و من المؤسف اننا لا نمتلك فهرسا منظما باسماالاسر الكبيرة من السادات في المدن الـمـخـتلفة كي نتمكن من رسم صورة دقيقة لوضع الشيعة في ضوئه و ليس في ايدينا معلومات عن وضـعـهم المعاشي ايضا حتى يستبين الموضوع جيدا و نجتزئ هنا بما عرضه المرحوم الرازي و للقرا ان ينعموا النظر فيه , ويتخذوه دليلا للتعرف الافضل على الجغرافية الدينية للشيعة في القرن الخامس و السادس .
((النقيب الطاهري الموسوي بفضله و عدته و جاهه و حرمته و السيد ابو طاهرالجعفري , العالم الـزاهد الشاعر ثم بيت السيد ابي هاشم علا الدولة الذين ما برح الحكم بايديهم و اسرة السيد نقيب جمال الدين شرفشاه الحسيني بوه و السيد طباطبا الحسيني بعلمه و منزلته في اصفهان و السيد قوام الـشرف الحسيني بدرجته التامة و حرمته العظيمة في اصفهان ايضا ثم بيت السيد الزكي بالري , و قـم , و كـاشان و نجله السيد الاجل المرتضى ذوالفخرين ابوالحسن علي بن المطهر بن علي و تاج الدين , و الامير شمس الدين ابوالفضل الرضوي بقم ثم بيت السيد ابي طاهر الجعفري بقزوين و من المتقدمين المتملكين و الرؤسا و السادات في الري و قزوين : السيد ابو القاسم دوكيس جا الى الري قـادمـا مـن كـلار و كـجور و اصبح اميرا و ملكا فيها و سادات نيسابور و نقباؤها مع صولتهم و شـوكـتهم كالسيد الاجل ذخر الدين و اسرته , و غيرهم و من سادات سبزوار:السيد عزالدين و ولـده عـمـادالـدين , الملك العالم المرضي المعروف و سادات جرجان كالسيد المنتهي نورالدين , و نـاصـرالـديـن و غـيرهما و من سادات استرآباد: السيد نظام الدين ناصر بن ظفر, و السيد الامام صـدرالـديـن الـسـمـرقندي و السادة الساكنون في حدودفارس و كرمان كالسيد قوام اشرف بن الناصرلدين اللّه و يطول بنا المقام لو اردنا ان نفصل في اسما و القاب السادة القاطنين في خراسان , و سمرقند, و ماوراالنهر)).
و يواصل الرازي حديثه فيقول : ((والعلوي الاصيل لا يكون الا اماميا, و لا يمكن ان يكون غير ذلك و الا فهو زيدي
((1458)) )).
و كـانـت اجـزا من خراسان في عداد المناطق الشيعية على امتداد القرن الخامس و السادس , حتى يـسـتـشف من بعض الوثائق ان التشيع كان في اتساع آنذاك و ترتبط هذه المسالة بحساسية الشيعة حـيـال مـشـهـد الامـام علي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ الذي كان يمثل مسرحا للاصطدامات والاشـتـباكات الموسمية بين الشيعة و السنة في كل سنة و نلحظ وثيقة تعود الى سنة 579 ه قد اشارت الى المناطق الشيعية في ذلك العصر ومن الثابت ان سابقتها تقدر بقرن واحد في الاقل , حتى ان الـشـيـعة كانوا اكثرية في بعض المناطق و ثمة رسالة عنوانها: رسالة الهنود في اجابة دعوى الـعـنود, كتبها الامير السيد بهاالدين الحسن بن المهدي و وردت فيها موضوعات مختلفة و مما جا فـيـهـا: ((و لم يبق في خراسان انسان الا و له يد و لسان و سيف و الا و التشيع ديدنه و دينه , و قرينه و خدينه , الى ماتركنا الالمام بذكره من افراد الحجاز والشام ونواحيها و آحاد مدن خراسان والـعـراق و مـاتضمنه و تحويها, و هلم جرا الى طبرستان روضة الدنيا و غديرها تجدهم و من التشيع في رؤسهم نخوة , فما اكثر الشيعة و ما اقواهم و ابسط ايديهم و ما اعلاهم
((1459)) )).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عاشوراء الحكمة والعاطفة
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
المؤامرات فی الکوفة
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
خالد بن ولید يقتل الصحابي مالك بن نويرة طمعاً في ...
الغلاة في نظر الإمامية
قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول

 
user comment