عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

ألقابه:

ألقابه:

أما ألقابه فتدل على سمو ذاته ، وما يتمتع به من الصفات الرفيعة وهي:

1 - الشهيد.

2 - الطيب.

3 - سيد شباب أهل الجنة.

4 - السبط ( 2 ) لقوله ( ص ) : " حسين سبط من الاسباط " ( 3 ).

5 - الرشيد.

6 - الوفي.

7 - المبارك.


( 1 ) أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 / ق 1.

( 2 ) تحفة الازهار وزلال الانهار.

( 3 ) دائرة المعارف للبستاني 7 / 48 . ( * )

[39]

8 - التابع لمرضاة الله ( 1 ).

9 - الدليل على ذات الله.

10 - المطهر.

11 - البر.

12 - أحد الكاظمين ( 2 ).

كنيته:

كان يكنى بأبي عبد الله ( 3 ) وذكر غير واحد من المؤرخين أنه لا كنية له غيرها ( 4 ) ، وقيل : إنه يكنى بأبي علي ( 5 ) وكناه الناس من بعد شهادته بأبي الشهداء وأبي الاحرار.

نقش خاتمه:

كان له خاتمان أحدهما من عقيق ، وقد نقش عليه " ان الله بالغ أمره " ( 6 ) الثاني وهو الذي سلب منه يوم قتل ، وقد كتب عليه " لا إله


( 1 ) نور الابصار ( ص 114 ) ، جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام ( ص 116 ).

( 2 ) دلائل الامامة ( ص 73 ).

( 3 ) الارشاد ( 103 ).

( 4 ) الفصول المهمة ( ص 176 ) نور الابصار ( ص 152 ).

( 5 ) المناقب 4 / 717 ، أنساب الاشراف ج 1 / ق 1.

( 6 ) جاء في نور الابصار أن نقش خاتمه كان " لكل أجل كتاب " . ( * )

[40]

إلا الله عدد لقاء الله " ، وقد ورد " أن من يتختم بمثله كان له حرز من الشيطان " ( 1 ).

استعماله الطيب:

وكان الطيب محببا إليه فكان المسك لا يفارقه في حله وترحاله ، كما كان بخور العود في مجلسه ( 2 ).

دار سكناه:

وأول دار سكنها مع أبويه كانت الدار المجاورة لبيت عائشة ولها باب من المسجد ، وتعرف بدار فاطمة ( 3 ).


( 1 ) دلائل العامة ( ص 73 ).

( 2 ) ريحانة الرسول ( ص 38 ).

( 3 ) وفاء الوفاء . ( * )

[41

 

المكونات التربوية

[42]

 

[43]

وتوفرت في سبط الرسول ( ص ) وريحانته الامام الحسين ( ع ) ، جميع العناصر التربوية الفذة التي لم يظفر بها غيره ، فأخذ بجوهرها ولبابها وقد أعدته لقيادة الامة ، وتحمل رسالة الاسلام بجميع أبعادها ومكوناتها ، كما أمدته بقوى روحية لا حد لها من الايمان العميق بالله ، والخلود إلى الصبر على ما انتابه من المحن والخطوب التي لا يطيقها أي كائن حي من بني الانسان.

أما الطاقات التربوية التي ظفر بها ، وعملت على تقويمه وتزويده بأضخم الثروات الفكرية والاصلاحية فهي:

الوراثة:

حددث الوراثة بانها مشابهة الفرع لاصله ، ولا تقتصر على المشابهة في المظاهر الشكلية وإنما تشمل الخواص الذاتية ، والمقومات الطبيعية ، كما نص على ذلك علماء الوراثة وقالوا : أن ذلك أمر بين في جميع الكائنات الحية فبذور القطن تخرج القطن ، وبذور الزهرة تخرج الزهرة ، وهكذا غيرها ، فالفرع يحاكي أصله ويساويه في خواصه ، وأدق صفاته ، يقول ( مندل ):

" ان كثيرا من الصفات الوراثية تنتقل بدون تجزئة أو تغير من أحد الاصلين أو منهما إلى الفرع . . . ".

وأكد هذه الظاهرة " هكسلي " بقوله:

" إنه ما أثر أو خاصة لكائن عضوي إلا ويرجع إلى الوراثة أو إلى البيئة فالتكوين الوراثي يضع الحدود لما هو محتمل ، والبيئة تقرر أن هذا

[44]

الاحتمال سيتحقق ، فالتكوين الوراثي اذن ليس إلا القدرة على التفاعل مع أية بيئة بطريق خاص . . . ".

ومعنى ذلك أن جميع الآثار والخواص التي تبدو في الاجهزة الحساسة من جسم الانسان ترجع إلى العوامل الوراثية وقوانينها ، والبيئة تقرر وقوع تلك المميزات وظهورها في الخارج ، فاذن ليست البيئة إلا عاملا مساعدا للوراثة ، حسب البحوث التجربية التي قام بها الاختصاصيون في بحوث الوراثة.

وعلى أي حال فقد أكد علماء الوراثة بدون تردد أن الابناء والاحفاد يرثون معظم صفات آبائهم وأجدادهم النفسية والجمسية ، وهي تنتقل اليهم بغير ارادة ولا اختيار ، وقد جاء هذا المعنى صريحا فيما كتبه الدكتور " الكسيس كارل " عن الوراثة بقوله:

" يمتد الزمن مثلما يمتد في الفرع إلى ما وراء حدوده الجسمية ..

وحدوده الزمنية ليست اكثر دقة ولا ثباتا من حدوده الاتساعية ، فهو مرتبط بالماضي والمستقبل ، على الرغم من أن ذاته لا تمتد خارج الحاضر . ..

وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحويمن في البويضة . ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذهه اللحظة ومبعثرة في أنسجة أبوينا وأجدادنا وأسلافنا البعيدين جدا لانا مصنوعون من مواد آبائنا وأمهاتنا الخلوية . وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل . . . وتحمل في انفسنا قطعا ضئيلة لاعداد من أجسام أسلافنا ، وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم . . . " ( 1 ).

وقد اكتشف الاسلام - قبل غيره - هذه الظاهرة ، ودلل على فعاليتها ، في التكوين النفسي والتربوي للفرد ، وقد حث باصرار بالغ على


( 1 ) النظام التربوي في الاسلام ( ص 61 - 62 ) . ( * )

[45]

أن تقوم الرابطة الزوجية على أساس وثيق من الاختيار والفحص عن سلوك الزوجين ، وسلامتهما النفسية والخلقية من العيوب والنقص ، ففي الحديث " تخيروا لنطفتكم فان العرق دساس " وأشار القرآن الكريم إلى ما تنقله الوراثة من أدق الصفات قال تعالى حكاية عن نبيه نوح : " رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا . إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا . " ( 1 ) فالآية دلت بوضوح على انتقال الكفر والالحاد بالوراثة من الآباء إلى الابناء ، وقد حفلت موسوعات الحديث بكوكبة كبيرة من الاخبار التي أثرت عن أئمة أهل البيت ( ع ) وهي تدلل على واقع الوراثة وقوانينها وما لها من الاهمية البالغة في سلوك الانسان ، وتقويم كيانه.

على ضوء هذه الظاهرة التي لا تشذ في عطائها نجزم بأن سبط الرسول صلى الله عليه وآله قد ورث من جده الرسول ( ص ) صفاته الخلقية والنفسية ، ومكوناته الروحية التي امتاز بها على سائر النبيين ، وقد حدد كثير من الروايات مدى ما ورثه هو وأخوه الامام الحسن من الصفات الجسمية من جدهما النبي ( ص ) فقد جاء عن علي ( ع ) أنه قال : " من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله ( ص ) ما بين عنقه وشعره فلينظر إلى الحسن ، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله ( ص ) ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين " ( 2 ) وفي رواية أنه كان أشبه النبي ما بين سرته إلى قدمه ( 3 ) وكما ورث هذه الظاهرة من جده فقد ورث منه مثله وسائر نزعاته وصفاته.


( 1 ) سورة نوح : 26 و 27.
( 2 ) المعجم الكبير للطبراني مخطوط بخط العلامة السيد عزيز الطباطبائي اليزدي.
( 3 ) المنمق في أخبار قريش ( 499 ) . ( * )

[46]

الاسرة:

الاسرة ( 1 ) من العوامل المهمة في ايجاد عملية التطبيع الاجتماعي ، وتشكيل شخصية الطفل ، واكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طوال حياته ، فهي البذرة الاولى في تكوين النمو الفردي ، والسلوك الاجتماعي ، وهي أكثر فعالية في ايجاد التوازن في سلوك الشخص من سائر العوامل التربوية الاخرى ، فمنها يتعلم الطفل اللغة ، ويكتسب القيم والتقاليد الاجتماعية.

والاسرة إنما تنشأ أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان والبعد عن الشذوذ والانحراف فيما اذا شاع في البيت الاستقرار والمودة والطمأنينة وابتعد عن ألوان العنف والكراهية ، واذا لم ترع ذلك فإن أطفالها تصاب بعقد نفسية خطيرة تسبب لهم كثيرا من المشاكل والمصاعب ، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة ، وأكثرها تمهيدا للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه ( 2 ).

كما أن من أهم وظائف الاسرة الاشراف على تربية الاطفال فانها مسؤوله عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة وقواعدها في صورة تؤهله في مستقبل حياته من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع.

وأهم وظائف الاسرة عند علماء التربية هي ما يلي:


( 1 ) الاسرة : عند علماء الاجتماع هي الرابطة الاجتماعية التي تتكون من زوج وزوجة وأطفالها وتشمل الجدود والاحفاد . انظر علم الاجتماع ( ص 92 ).
( 2 ) الامراض النفسية والعقلية ( ص ب ) . ( * )

[47]

أ - اعداد الاطفال بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية.

ب - اعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع والتعرف على قيمة وعاداته.

ج - توفير الاستقرار والامن والحماية لهم.

د - امدادهم بالوسائل التي تهئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع ( 1 ).

هـ - تربيتهم بالتربية الاخلاقية والوجدانية والدينية ( 2 ).

وعلى ضوء هذه البحوث التربوية الحديثة عن الاسرة ومدى أهميتها في تكوين الطفل ، وتقويم سلوكه بجزم بأن الامام الحسين ( ع ) كان وحيدا في خصائصه ومقوماته التي استمدها من اسرته فقد نشأ في أسرة تنتهي اليها كل مكرمة وفضيلة في الاسلام ، فما أظلت قبة السماء أسرة أسمى ولا أزكى من أسرة آل الرسول ( ص ) . . . لقد نشأ الامام الحسين ( ع ) في ظل هذ الاسرة وتغذى بطباعها وأخلاقها ، ونعرض - بايجاز - لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذة التي ظفر بها الحسين ( ع ) في ظل الاسرة النبوية.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عاشوراء الحكمة والعاطفة
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
المؤامرات فی الکوفة
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
خالد بن ولید يقتل الصحابي مالك بن نويرة طمعاً في ...
الغلاة في نظر الإمامية
قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول

 
user comment