الفصل الثاني: علامات الظهور
العلامات الحتمية:
العلامات الحتمية هي خمس أو ست علامات وهي شرط حدوثها يخرج الإمام ويظهر للعالم.
الأولى: الصيحة
ان في توقيعه عجل الله فرجه لعلي بن محمد السمري (سيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر) والظاهر من ادعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة بقرينة السياق والصدور على يد النائب الرابع حيث أمره بعدم الوصية لأحد والانقطاع هذا يمتد الى الصيحة من السماء بصوت جبرائيل التي هي من علامات الظهور الحتمية الواقعة في نفس سنة الظهور، وهي (ألا ان الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار: ألا ان الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون) كما جاء في الروايات عن أهل البيت عليهم السلام وفي بعضها ان النداء في شهر رمضان وفي بعض الروايات انه في رجب والظاهر انها نداءات متعددة بمضامين متعددة.
الثانية والثالثة والرابعة خروج السفياني والخراساني واليماني:
روى النعماني بسنده عن ابي بصير عن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام من علامات الظهور الحتمية خروج السفياني والخراساني كفرسي رهان يستبقان الى الكوفة ثم قال (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو الى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه، فإن رايته راية هدى ولا يحل مسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو الى الحق والى صراطٍ مستقيم).
الخراساني:
الروايات حول الخراساني من طرق الفريقين كثيرة ثابتة وصحيحة. وهي تلخص صفاته بما يلي: انه رجل ثائر من احفاد اهل البيت ومن ابناء الامام الحسين عليه السلام ينسب الى خراسان اما مولدا او سكنا وإقامة وانتسابه الى خراسان باعتبار انطلاقة ثورته منها ومن صفاته انه يظهر شابا من دون ان نعلم بانطباق هذا الوصف عليه في بداية ظهوره في المجتمع الايراني او في بداية تسلمه لقيادة الموطئين. ومن صفاته المميزة وجود خال بكفه اليمنى او اليسرى وللخال معان ثلاثة في معاجم العرب وجود علامة في يده او وجود صفف في اليد ا وان يكون لواء الجيش وقيادة العسكر بيده وتحت امرته.
وتذكر الروايات ان الخراساني سيواجه عقبات في طريقه ولكن الله تعالى يتكفل بتذليلها كما يقول الامام الباقر عليه السلام (يسهل الله أمره وطريقه).
ويكون خروج السفياني والخراساني واليماني كلهم في يوم واحد وذلك بعد الصيحة فالصيحة شرط لخروج الخراساني بعدها. وروي عن الامام الكاظم عليه السلام انه قال: (قيام رجل من قم يدعو الناس الى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تذلهم الرياح العواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين)(5) اما قائد جيش الخراساني تقول الروايات بأنه اسمه شعيب بن صالح التميمي وهو اسم حقيقي له وليس رمزيا ويعتبر من ابرز القادة، وصفته شاب صغير السن مربوع القامة كوسج اللحية او خفيف اللحية عربي الاصل من قبيلة تميم، اصفر اللون من شدة العبادة ولكنه قوي صلب عنيد في الحق شديد على الاعداء ولو استقبلته الجبال الرواسي لهدها واتخذ منها طرقاً.
ان خروج الرايات السود من خراسان متجهة نحو الكوفة وهي رايات جيش الخراساني وردت أيضا فهيا روايات فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبو على الثلج فإن فيها نصرة لخليفة الله المهدي.
ومن هذا الحديث يبين ان على كل مؤمن نصرته ولو أتاهم حبواً على الثلج وذلك تأكيد على النصرة ولو في اصعب الظروف.
ان خروج الخراساني من خراسان الى العراق عن طريق البصرة فاتحاً للعراق تأخذه الغيرة والحمية على الدين فيصل الى الكوفة ويحارب السفياني وينتصر ويبقى ينتظر ظهور الامام عليه السلام وخروج الخراساني محارباً للظلم عامة وليس خروج باسم نصرة الامام عليه السلام.
السفياني:
السفياني وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومن اوصافه، رجل وحش الوجه عليه اثر الجدري ازرق العينين يخرج من وادي اليابس أي البيداء الخالية من الماء والكلا ما بين مكة والشام. وجاء في حديث عن الامام الصادق عليه السلام قال: (اذا ادنت الشمس للغروب صرخ صارخ من غروبها يا معشر الخلائق ظهر ربكم بالوادي اليابس، وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فبايعوه تهتدوا ولا تخالفو عليه فتضلوا فيرد عليه الملائكة والجن والنقباء قوله يكذبونه فلا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الا ضل بالنداء).
وروي عن الصدوق عن أبي منصور الجبلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال: وما تصنع به؟ اذا ملك تور الشام الخمس دمش وحمص وفلسطين والاردن وقزوين فتوقعوا الفرج فقلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً.
وتوجد هناك علاقة بين السفياني والدجال ويكونا متعاصرين.
ويقوم السفياني ببعث جيش الى بغداد والكوفة والنجف ويقتل الكثيرين من الابرياء والعلويين ثم ينشطر جيشه الى قسمان قسم يذهب الى المدينة ويستبيحها ثلاثة أيام ويقتل ويدمر فيها والقسم الثاني من جيشه يذهب الى الشام فهذا الجيش يدخل في معركة مع جيش الامام عليه السلام فيهزمه جيش الامام وينتصر عليه. وفتنة السفياني تمتد الى انحاء البلاد كافة وتشتد خاصة على اصحاب علي عليه السلام وشيعته حتى ان مناديا ينادي من قبله الا من جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف درهم فيشب الجار على جاره ويقول: هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما الجيش المتجه الى مكة المكرمة اذا كان البيداء ما بينها وبين المدينة خسفت به الارض فالبتلعته بما فيه من خراسان وسلاح، وهذا ما يسمى بالخسف بجيش السفياني في البيداء. ويبلغ عدد هذا الجيش في روايات أهل البيت عليهم السلام سبعين ألف مقاتل. ولا ينجو من هذا الجيش سوى أخوين اثنين من جهينة يحول الملائكة وجهيهما الى قفاهما ويقولون لأحدهما وهو البشير توجه الى مكة وبشر صاحب الامر عليه السلام بهلاك جيش السفياني فيتوجهان الى حيث أمرا وهذا الخسف بالبيداء من الاعجاز الالهي القادر على كل شيء.
وعند وصول النذير الى السفياني يتوجه الى الكوفة ويفعل ما يفعل من دمار وقتل وتخريب فعند ذلك يتوجه الامام من مكة الى الكوفة لملاقاة السفياني ثم يفر السفياني الى الشام مرة أخرى.
وستكون هناك مراعات داخلية في الشام وحروب وصدام مسلح بين فئات ثلاثة كلهم يريد السيطرة على الشام وكلهم على الباطل فأحدهم ابقع والآخر اصهب والآخر احمر اصفر ازرق وهو السفياني الذي يكتب له النصر في هذه المهمة ويسيطر على الشام. ويتبعه أكثر اهل الشام الا القليل ممن عصمهم الله المخلصين الكاملين المعبر عنهم بالاولياء والابدال. ثم يوجه السفياني جيشه للعراق فيلتقي في طريقه جيش ارسله حكام العراق من اجل السيطرة على الوضع ورد السفياني عن بلدهم فيقتتل الجيشان في منطقة تسمى قرقيسيا عند الفرات على الخابور عنبد مصبه. وتحصل بين السفياني وبين جيش الامام عليه السلام معارك كثيرة منها معركة باب اصطخر ومعركة مرج عكا واصطخر تقع في الاهواز جنوب ايران وعكا في فلسطين يحارب فيها الامام عليه السلام الفريقين و من يأتي معهم من اليهود. وعكا يجعلها الامام عليه السلام قاعدة بحرية لفتح أوربا.
وتنتهي المعارك بانتصار الامام عليه السلام واصحابه وهروب السفياني الى بين المقدس ومن ثم يلحق به ويضرب عنقه.
اليماني و الحسني:
اليماني اسمه (حسن او حسين) من ذرية زيد بن علي بن الحسين عليه السلام أي انه حسيني لا حسني. وهو يقوم بثورة باليمن تكون مهددة للمهدي عليه السلام وهي حتمة الوقوع. وهي احدى الرايات في عصر الظهور على الاطلاق وتؤكد الروايات على وجوب نصرة اليماني وخروجه مقارن لخروج السفياني في رجب أي قبل ظهور المهدي عليه السلام ببضعة أشهر. وتبدأ حركة اليماني من قرية كرعة وهي قرية في اليمن في منطقة بين خولان قرب صعدة.
وتكون راية اليماني اهدى من راية الخراساني لأن الاسلوب الاداري الذي يستعمله اليماني في قيادة السياسة وادارة اليمن أصح وأقرب الى النمط الاداري الاسلامي في بساطته وحسمه بينما لا تخلص ودله الخراساني من التعقيد والروتين وشوزائبه فيرجع الفرق بين التجربتين الى طبيعة البساطة القبيلة فقي المجتمع اليماني وطبيعة الوراثة الحضارية والتركيب في المجتمع.
وعن ابي جعفر محمد بن علي عليه السلام ذكر راية السفياني والخراساني ثم قال: وليس في الرايات أهدى من راية اليماني وهب راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم فإذا خرج اليماني فانهض الى نصرته فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لأنه يدعو الى الحق والى صراطٍ مستقيم. تبين هذه الرواية كيف ان من حارب اليماني هو من أهل النار وانه يجب نصرته على كل مؤمن. وربما انها اهدى الرايات لأنه يدعو الى الامام المهدي خاصة وخروجه خاص لنصرة الامام عليه السلام فقط.
اما الحسني فهو أحد كنوز الطالقان ومن ابرز أصحاب القائم يخرج من منطقة طبرستان مناصر للسيد الخراساني يقود في ايران ثورة تصحيحية على اثر الفتنة الداخلية التي يتزعمها جماعة من المنحرفين الايرانيين ضد النهج الاصولي لثورة الموطئين (ثورة الخراساني) تستهدف الاطاحة بالقائد الخراساني.
وهو الفتى الصبيح يخرج من طرف الديلم وقزوين. وينادي بصوت له فيصيح يا آل محمد أجيبوا الملهوف. والسيد الحسني هذا هو كما يظهر من الروايات من اولاد الحسن المجتبى عليه السلام يخرج فلا يدعو للباطل ولا يدعو الى نفسه اذ هو من شيعة الائمة الخلص يتبع الدين الحق.
ويتلتحق بالحسين جمع كبير من المؤمنين بعد ان فشا الظلم وساد الفساق وتجيبه كنوز الله بالطالقان وهي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال قلوبهم كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب.
وعند ظهور الامام عليه السلام يتصل به الحسني ويطلب منه دلائل الامامة ومواريث الانبياء. وفي رواية عن الامام الصادق يقول: وهو والله يعرفه ويعرف انه المهدي، ولم يرد بذلك الامر الا ليعرض أصحابه من هو.
ثم يخرج الامام المهدي عليه السلام دلائل الامامة ومواريث الانبياء فيقول الحسني: الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايع سائر الجيش الذي مع الحسني الا اربعة آلاف منهم وهم أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية ومصاحفهم معلقة حول أعناقهم فإنهم اذ يرون الدلائل والمعجزات يقولون ما هذا الا سحر عظيم!
ثم ان الامام عليه السلام يعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدهم الا طغياناً وكفراً. فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً.