الأولى: مسيرة البشرية
ملاحظة: هذه الليلة خاصة بصاحب الأمر الإمام الحجة، والقرآن عندما يتحدث عن مسيرة البشرية يقول: إن البشرية بدأت من آدم ثم انطلقت من بعد آدم حتى وصلت إلى نوح فأغرقها بالطوفان، فانطلقت البشرية من سفينة نوح والذين في السفينة هم أصبحوا آباء البشر، ثم سارت المسألة أيضاً إلى موسى وانطلقت البشرية من أيام موسى، ثم يكون عيسى مكملاً لحركة موسى (ع) فتنطلق القضية من عيسى إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.
بعد ذلك تنهمر الخيرات على العالم أجمع، والله يرسل النبي رحمة للعالمين، ويقول: (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(32)
بسم الله الرحمن الرحيم (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الأَْمِينِ)(33) التين إشارة إلى الشجرة التي أكل منها آدم(34)، الزيتون إشارة إلى نوح لأنه عندما هبطت السفينة استوت على الجبل، نوح أرسل الحمامة ليستكشف ويستطلع هل هناك حياة فجاءت الحمامة بغصن الزيتون دليلاً وعلامة على أن الحياة موجودة(35)، وإلى الآن يعتبرونه رمزاً للسلام والمحبة، فإذن الزيتون إشارة إلى نوح. وطور سينين لموسى(36)، والبلد الأمين هو مكة المكرمة لرسول الله. (37)
(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ).
فتمشي البشرية بهذه المسيرة، وإذا بعد قضية عيسى المؤمنون الذين كانوا ينتظرون قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً كانوا يتعجبون، الآن الرسول إذا جاء كيف يستقبل هذا العالم؟ هل يستقبله بقوة عيسى التي هي قوة الطب؟ العالم اليوم _ في عصر رسول الله _ تأكله الفوضى ويضربه الخوف، وفيه شيء بارز عظيم اسمه البلاغة والفصاحة، هذا السلاح الوحيد الذي عندهم، ولا يمكن لأي داعية ولأي مصلح أن يرفع صوته، فإنه يصفى جسدياً بأقرب فرصة لأن القبائل كلها تعتبر قتل الإنسان كقتل ذبابة، فمن المستحيل أن ينجح قائد بالجزيرة العربية في تلك الأحوال، لأن الوضع كان كما قالت فاطمة الزهراء: (وكنتم تشربون الطرق وتقتاتون القدّ والورق أذلّة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله بأبي محمد صلى الله عليه وآله).(38)
وإذا الرسول يأتي للعالم، بأي شيء جاء وهو أفصح من نطق بالضاد؟ جاء بالقرآن الكريم، بمجرد أن سمع العرب وزعماء العرب بمجرد أن سمعوا سورة الحمد خفوا وأسرعوا إلى المعلقات السبع في بطن الكعبة وأنزلوها قائلين: عيب وعار عليكم تعلقون المعلقات بعد ما سمعتم هذه السورة وهذا الكلام.
الآن لأننا نحن بعدنا عن اللغة العربية لا ندرك هذا العمق الأدبي الموجود.
بعد هذا كله مسألة التصفية الجسدية لرسول الله، أيضاً جعله الله في حصن حصين، وعلينا أن ندرك كم هو عظيم موقف عمه أبي طالب (ع) هذا الذي دافع عن الرسول وحامى عنه ونصره، أبو طالب الذي هو قمة الإيمان وقمة الإسلام، لكن مع الأسف الشديد نسمع من البعض يقول بأن أبا طالب كان كافراً. ولا يمكن أن يكون أبو طالب كافراً أبداً، لأن فاطمة بنت أسد كانت تحته إلى آخر لحظة من حياتها، ولو كان كافراً لفرّق رسول الله صلى الله عليه وآله بين أبي طالب وبين فاطمة بنت أسد، هذه أمور واضحة، ثم الرسول أعلن عام الحزن ونكس الأعلام حزناً لموت أبي طالب وخديجة، فإذا كان مشركاً أبو طالب لا يمكن أن تنكس الأعلام من أجل موت مشرك وكافر.
فمن هذا المنطلق ترى أن الناس الآن ينتظرون قدوم المصلح الإمام المهدي ويتطلّعون كيف يقابل هذه الأساطيل وكيف يقابل هذه الدبابات والصواريخ والغواصات والأقمار الصناعية التي تدور، فهذه الكرة الأرضية محزمة الآن بحزام كبير من الأسلحة والمعدات، كيف سيقابل الإمام المهدي هذه الأسلحة؟!
فإذا أخذت بعين الاعتبار هذا المعنى، كل نبي عندما يأتي وكل ولي عندما يأتي يخرج بسلاح لم يكن في الحسبان، فتدرك أن السلاح الذي يخرج به الإمام المهدي لم يكن في الحسبان ولكن أمير المؤمنين (ع) أشار إليه، قال: (أصحاب الإمام المهدي الذين يجتمعون عنده كقزع الخريف)(39) مثل السحاب الواحد منهم يحمل سيفاً إذا وجه سيفه إلى جبل شقه نصفين، وهذا يعني أن السيف غير السيف الذي نحن نتصوره، يعني سلاحاً آخر.
العلم الذي يخرجه رسول الله صلى الله عليه وآله من خلال ولده الحجة عجل الله فرجه يقول: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَْرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الأَْمْرُ جَمِيعاً)(40)
فرحلة العلم في القرآن تصل أنها تسير الجبال وتقطع الأرض وتكلم الموتى، بحيث تحكي مع الميت وتسمع جوابه. هذا العلم موجود عند صاحب الأمر عند الإمام الحجة عجل الله فرجه فإذا ظهر يبدأ العلم ينتشر في دولته. والمرأة اليوم التي هي محط رحال ونقطة ساخنة في البحث والحقوق يقال: إن المرأة في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه لتقضي بكتاب الله وسنة نبيه(41)، يعني تكون قاضية، ونحن عندنا الآن كلام فقهي بفقه القانون حول أن المرأة هل تصلح لأن تصبح قاضية أم لا، وفي الأخبار أن المرأة تصل إلى مرحلة من الفقه بحيث تقضي وتستنبط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة النبوية، مع أدلة العقل والإجماع، لكن بوجود الإمام الإشارة إلى مصدرين فقط مصدر القرآن والسنة النبوية، وأنها لتأتي من العراق إلى الشام _ كما يقول أمير المؤمنين _ فلا تطأ قدماها إلا على الكلأ والعشب(42)، وقلت لبعض الإخوة: إن هذا الحديث فيه إشارة إلى أن المرأة دائماً تحتاج إلى حماية فعندما يقول الإمام علي (ع) أن المرأة لتأتي من العراق إلى الشام، يكشف بهذا الحديث عن الحالة الأمنية في العالم كله، حالة الأمن، ليس هناك ظلم وليس هناك طغيان وليس هناك قلق.
وفي الأخبار أن الإمام يضرب عنق الشيطان ويقتله، فلا يوجد شيطان إلى يوم يبعثون، في بعض التفاسير: عندما يبعث الإمام (ع) يقتل الشيطان وينشر الإسلام في كل ربوع الأرض وينشر الحالة العلمية والعدالة الاجتماعية والحق، بحيث ما من إنسان إلا ويستعذب طعم الإيمان وحلاوة العدالة الاجتماعية ويعرف حق أهل البيت ويعرف حقيقة هذا البيت الطاهر لماذا أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً(43)، ويعرف لماذا طلب منا مودتهم وأمرنا بمحبتهم فقال جل وعلا: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(44)
فإذا ظهر بأبي وأمي، وقريباً ما يظهر إن شاء الله، وهذا ليس حلماً نتكلم عنه، وإنما علامات يأخذ بعضها بالبعض الآخر، كل العلامات التي ذكرت وقعت وتحققت باستثناء أربع علامات: الصيحة وخروج السفياني والدجال وخروج الشمس من المغرب، هذه أربع علامات كلها تحصل في أربع وعشرين ساعة، الله يعالج هذا الأمر بين ليلة وضحاها، قبل أربع وعشرين ساعة، أنت لا تسمع شيء بعدها العالم كله يتحدث بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه.
الثانية: ظهور الإمام
الإمام يخرج بالكوفة ويتخذ مسجد السهلة _ وهو مسجد بالكوفة في العراق _ يتخذه بيتاً له ويقول: إن إبراهيم كان يسكن بهذا المسجد والأنبياء(45)، ثم يبني مسجداً له ألف باب(46)، إذا كانت المسافة بين باب وباب عشرة أمتار فعلى أقل تقدير ذلك يعني عشرة آلاف متر يعني عشرة كيلو مترات، فإذا كان مسجد بهذا العمق فإن ذلك يعني أن وسائل النقل سوف تكون كما في بعض الأخبار ربما يكون الإنسان نائماً في داره على السطح ويريد أن يلتقي بالإمام (ع) فيلتقي به بأسرع من غمضة عين، هذا العلم أيضاً موجود في القرآن الذي أحضر فيه آصف بن برخيا عرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه، هذا العلم موجود عند الإمام، فيستخدم هذا العلم بوسائل النقل.
فمعناه إذا أقيمت صلاة الجماعة في الكوفة والإمام المهدي عجل الله فرجه يصلي، فيمكن أن يأتي المصلون من كل مكان من العالم، لا حاجة إلى جواز ولا هوية، فالكرة الأرضية تكون كلها بيت واحد وقرية واحدة، والكرة الأرضية اليوم وإن كانوا يعبرون عنها بأنها قرية واحدة لكنها بعيدة المسافة، فبين بيت وبيت مسافات وفترات طويلة، والمصيبة أن الغرب الذين لا يعتقدون بالإسلام طبقوا هذا الشيء بينهم، فترى أمريكا المؤلفة من اثنين وخمسين دولة دولة واحدة، والصين كذلك، والسوفيت أيضاً باستثناء المسلمين..سبحان الله بين دولة ودولة _ تلاحظ _ ليس بينها إلا مرمى حجر، وإذا أنت المسلم سافرت إلى هذه الدولة وانتقلت من تلك الدولة فكأنما العالم انقلب.
وكأن الأمر بالعكس فنحن أهل الخير، هذه بلادنا الإسلامية العربية كلها خير وكلها عطاء، وجعلها الله في هذا الموقع العظيم، وجعل الله فيها الخيرات كلها.
ليس فقط الخيرات المادية، بل الخيرات المعنوية، فمثلاً عند هذه السيدة الطاهرة رقية، عمرها أربع سنين، وهي قطعة من نور رسول الله صلى الله عليه وآله، بنت الإمام الحسين، ولها قدر وجلالة عند الله سبحانه وتعالى، ودائماً أذكّر الاخوة أن هذه الطفلة قد ماتت على رأس أبيها الحسين، وأن هذه المنطقة منطقة مقدّسة، وهي منطقة الزيتونة التي وردت في القرآن الكريم، والتي ذكر المفسرون أن مكانها في الشام.
فلاحظ أنت كم عندنا حقائق وعندنا نعم وآلاء لا يمكن للإنسان أن يحصيها أو يعدها، فالانتماء إلى أهل البيت عليهم السلام هو بحد ذاته نعمة كبرى لا تحد أبداً.
ففي هذه الليلة المباركة، ليلة القدر، بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(47)
تصور الليلة الملائكة تتنـزل والروح ينـزل معها، في الأخبار الروح أكبر من جبرئيل لأن جبرئيل من الملائكة، فالروح خلق عظيم ينـزل مع الملائكة(48) على الرسول صلى الله عليه وآله ويستعرض القرآن على رسول الله، لذلك حديث الثقلين يبين لكم هذه الفلسفة (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، وقد نبأني الخبير اللطيف أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).(49) أي أنه لا يوجد افتراق بين القرآن وبين العترة.
فالآن هذا الحديث يؤكد وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه لأن الرسول قال: لن يفترقا، فمعناه أن الملائكة والروح تتنـزل بالقرآن على المؤمنين والمؤمنات، ولكن قبل المؤمنين والمؤمنات تنـزل على حجة الله في الأرض، ابن رسول الله الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
ففي مسجد السهلة بيته وأهله، ثم ينطلق من الكوفة مع ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، وهم الأبدال والمخلصون، وهم من مصر والشام _ في الأخبار _ والعراق واليمن ومناطق أخرى، من قم، لكن أكثرهم _ خصوصاً الأبدال _ من الشام، والشام تشمل الحوض المتوسط كله، حتى بيت المقدس يدخل فيها، هؤلاء الأبدال والمخلصون يجتمعون عنده في مسجد الكوفة ثم يتحرك الإمام (ع) إلى مكة المكرمة.
وفي هذا الوقت بالذات يكون السفياني قد ظهر بجيشه، والدجال قد ظهر.
وبعد صيحة جبرئيل تسمعون صيحة الشيطان، لأنه هناك اختبار، فالشيطان يكذب صيحة جبرئيل، حتى أن قسماً من أصحاب الرسول ومن بينهم سلمان وأبوذر سألا رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف الإنسان يحفظ عقيدته ويعرف طريقه؟ أرشدهم الرسول وأهل البيت إلى قراءة سورة الكهف في كل يوم جمعة، فالذي يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة لا يضل وإنما يمشي على الحق ويعرف الإمام (ع)، وإذا لم يستطع ان يقرأها فيقرأ الآيات العشر الأولى منها.(50)
ومن جملة الأمور التي تحفظ الإنسان وتجعله محباً للإمام الحجة عجل الله فرجه قراءة سورتي العنكبوت والروم في هذه الليلة، يقول الإمام الصادق (ع) لأبي بصير: (والله يا أبا محمد ما من أحد مؤمن قرأ هاتين السورتين ليلة القدر إلا وجبت له على الله الجنة).(51)
فيتحرك الإمام من الكوفة إلى مكة المكرمة بجيشه، ويدخل هناك ويسند ظهره بين الركن والمقام وجبرئيل معه، والعالم كله ينظر إليه، فيخطب الإمام.
ثم بعد ذلك كله يتحرك الإمام إلى بيت المقدس، إلى المسجد الأقصى ويصلي هناك بالناس وكل العالم يرون الإمام كيف يصلي، وفي تلك اللحظة ينـزل عيسى بن مريم من السماء حتى كل أهل الكتاب _ اليهود والنصارى _ يرونه، لأن اليهود ينتظرون عيسى أيضاً والنصارى كذلك يرون عيسى نزل والإمام يقدّمه للصلاة، فعيسى يتراجع ويمسك عضد الإمام يقول: بكم تقام الصلاة يابن رسول الله، فيصلي خلفه.(52)
أما ما هو واجبنا ورسالتنا تجاه الإمام روحي فداه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)(53) فانتظار الفرج عمل، والعمل بأي شيء؟ أول ما نبدأ بحل مشكلاتنا، فصلة الأرحام مقطعة، الله الله..هذا الكلام هو أس البحث ولب الجوهر وقلب الحقيقة، إذا لم أقله أنا مسؤول أمام الله، وكلكم مسؤولون هذا شهر رمضان افتح قلبك لأرحامك الآن سلم عليهم اذكرهم لا تسمح للشيطان أن يغير رأيك، لأنك في تجارة مع الله، الآن أنا لساني إذا وجدت فيه كذباً أو نفاقاً أو غيبة أو نميمة احفظه من الليلة، فالليلة ليلة توبة وتطهير، ليلة تصفية حسابات مع الشيطان، وانظر إلى اللسان، الآن العين ظاهرة، الأنف ظاهرة، الأذن ظاهرة، اليد والجوارح ظاهرة، اللسان مسجون بسجون، شفتان، هذان سجنان، الفكان والأسنان والشدقان، وبين هذه السجون اللسان إذا خرج عقر ودمّر وهدم البيوت، فكلمة واحدة ممكن يقولها الإنسان بلسانه تهوي في جهنم سبعين خريفاً، الغيبة والنميمة والبهتان والتهم، لاحظوا التهم التي دائماً نوزعها على الناس بالمجان، على نساء على رجال، (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)(54).
فإذا أردنا أن نأخذ رحمة وجائزة هذه الليلة لابد أن نصفي أنفسنا، يجب أن نكون أهلاً للتلقي.
الإنسان الليلة يتجه إلى الله (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)(55) فإن الاتجاه إلى الله يفتح لنا آفاق الدعاء والإجابة والصلاة، فإن الصلاة تحفظ الشباب من هذا الضياع وهذا التيه، وتحفظ الأسرة، وكذلك الدعاء وقراءة القرآن الكريم وصلة الأرحام، فلنتوكل على الله وننتبه لأنفسنا ونحسن علاقتنا مع إمام زماننا الذي ننتظره، والذي ورد أن انتظاره أفضل الأعمال كما قلنا سابقاً، فقد ورد في الحديث أن أفضل العبادة انتظار الفرج.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين