عربي
Sunday 29th of December 2024
0
نفر 0

أولاً ـ تثبيت أصل القضية:

أولاً ـ تثبيت أصل القضية:

وفي هذا الصدد توجد أحاديث كثيرة عن الإمام الصادق(عليه السلام) في تثبيت أصل القضية المهدوية، وهو ما اتفقت عليه كلمة المسلمين من ظهور رجل في آخر الزمان من ذرية النبي(صلى الله عليه وآله) يلقب بالمهدي، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه يقتل الدجال، وينزل عيسى بن مريم(عليه السلام) لنصرته، ويأتم بصلاته. ويدل عليه:

1 ـ عن معمر بن راشد، عن الإمام الصادق(عليه السلام) في حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) جاء فيه: «... ومن ذرّيتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدّمه وصلّى خلفه»(1).

2 ـ وعن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث قاله لعلي(عليه السلام): «...كان جبريل(عليه السلام) عندي آنفاً، وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً، من ذريتك، من وُلد الحسين»(2).

3 ـ وعن معاوية بن عمّار، عن الإمام الصادق(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث آخر: «... إن جبريل(عليه السلام) أتاني فأقرأني من ربي السلام، وقال: يامحمد، ... ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه، إذا أهبطه الله إلى الأرض، من ذرية علي وفاطمة، من وُلد الحسين(عليه السلام)»(3).

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أمالي الشيخ الصدوق: 287 / 320 / 4 مجلس / 39.

(2) كتاب الغيبة / النعماني: 247 ـ 248 / 1 باب 14.

(3) روضة الكافي / الكليني 8: 42 / 10.

 

 

ثانياً ـ بيان حكم من أنكر هذا الأصل:

1 ـ عن صفوان بن مهران الجمّال، عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «من أقرّ بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمداً(صلى الله عليه وآله) نبوته...»(1).

وقد مرّ عن الإمام الصادق(عليه السلام) في حديث الثقلين ما يوضّح المراد بالأئمة:، وسيأتي ذلك أيضاً.

2 ـ وعن غياث بن إبراهيم، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، عن آبائه:، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: «من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني»(2).

جدير بالذكر أنّ لفظ «القائم» ينصرف عند الإطلاق ـ في عرف المحدّثين ـ إلى الإمام المهدي(عليه السلام) كما هو صريح جميع الروايات.

3 ـ وعن غياث أيضاً، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): قال: «من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية»(3).

ويلحظ هنا ذِكر الغيبة في تثبيت أصل القضية وفي حكم من أنكرها معاً، ومنه يكتشف عمق مفهوم الغيبة المواكب لأصل القضية، وسوف يأتي ما يدل عليه في العناوين اللاحقة أيضاً.

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) إكمال الدين / الصدوق 2: 333 / 1 باب 33.

(2) إكمال الدين 2: 412 / 8 باب 39.

(3) إكمال الدين 2: 412 ـ 413 / 12 باب 39.

 

ثالثاً ـ تأكيد وقوع الغيبة:

1 ـ عن زرارة، عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولِمَ؟ قال: إنه يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه، يعني: القتل»(1).

2 ـ وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «أما والله ليغيبنّ إمامكم سنين من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلاّ من أخذ ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيُّ من أيٍّ، قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أيٍّ!! فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أباعبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس»(2).

3 ـ وعن سدير الصيرفي، والمفضل بن عمر، وأبي بصير، وأبان بن تغلب، كلهم عن الإمام الصادق(عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه قوله(عليه السلام): «... سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد ...» وحين سألوه(عليه السلام) عن سرّ توجعه، قال(عليه السلام): «نظرت في كتاب الجَفْر صبيحة هذا اليوم ... وتأولت فيه مولد قائمنا، وغيبته، وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ...»(3).

هذا وقد مرّ الكلام عن الجَفْر واعتراف ابن خلدون، والجرجاني، وصاحب كشف الظنون بصحّة كتاب الجفر، وأكّدوا صراحة على إخبار الصادق والرضا(عليهما السلام) من هذا الكتاب بحوادث مستقبلية وقعت على طبق ما أخبرا به.

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) اُصول الكافي 1: 338 / 9، و 1: 340 / 18 باب فى الغيبة.

(2) إكمال الدين 2: 347 / 35 باب 33، واُصول الكافي 1: 338 ـ 339 / 11 باب في الغيبة، و 1: 336 / 3 من الباب السابق، وكتاب الغيبة / النعماني: 151 ـ 153 / 9 و 10، ودلائل الإمامة / الطبري: 532 ـ 533 / 512، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي: 337 ـ 338 / 285.

(3) إكمال الدين 2: 352 ـ 357 / 50 باب 33، وينابيع المودّة / القندوزي الحنفي 3: 310 ـ 311 / 2 باب 80.

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ولادة الإمام الحجة (عج)
الإنتظار عند الإسلام والمسيحية
المجتمع المنتظر لظهور المخلص الموعود تحليل ...
الحضور في زمن الغيبة..
المهدي ومنطق العقل والعلم
دولة العدالة ودولة الوفرة
يا قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه)
الأولى: مسيرة البشرية
علامات الظهور
أولاً ـ تثبيت أصل القضية:

 
user comment