عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

دور المؤمنون الممهدون في العولمة التي هي من علامة الظهور--3

الممهدون أو المنتظرون هم أولئك الذين أمنوا بإمام العصر وصاحب الزمان منذ ميلاده الشريف وحتى غيبته الصغرة وهم منذ غيبته الكبرى (سلام الله عليه) يعملون ويجدون ويتواصلون في أناة وصبر وتضرع وعباده من اجل أن يمن الله عليهم ببركته وشرف صحبته (سلام الله عليه وعلى آبائه ) ، ليسوا فئة واحدة في العلم والقدرة والتخصص، فإذا علمنا أن أغلب النصوص التي جاءت فيه (سلام الله عليه وعلى آبائه ) جلها نصوص تقريبية تتسق مع مفاهيم الناس ومعارفهم في هذا الظرف دون أن تنقص من صحة الخبر أو تزيده، من هنا يجب علينا أن ندرك التطور الذي حدث على كافة الأصعدة سواء في العلوم العلمية أو الإنسانية وأن إمامنا (سلام الله عليه وعلى آبائه) سيمهد له خيرة أهل الأرض في كل العلوم وأنه سوف يكون خير أهل الأرض خبرة وعلما وتقدم ، وأن الزمان لن يرجع إلى الوراء لان هذا يصدم معارفنا وعقولنا ، فلأرض منذ أن خلقها الله وخلق الإنسان عليها في تطور معرفي دائم ومستمر وهى مستمرة ودائما إلى أن يشاء الله .

من هنا يجب أن ندرك أن المنتظرين والممهدين ليسوا أناس قبعوا في الزوايا والخلوات وانقطعوا عن العالم في حالة انتظار .. كلا ، إن المنتظرين والممهدين الذين يؤمنون حق الإيمان ببشارة النبي الأعظم (صلى الله عليه وعلى آله ) يجب أن ينشطوا في كل مناحي الأرض ومجالاتها من أجل أن يكونوا جندا حقيقيين يستحقوا شرف الصحبة وعلوا المكانة .

الدولة الإسلامية الإيرانية :

نستطيع أن نفهم وبجلاء من خلال استقرأ الأحداث أن إقامة دولة إسلامية يضطلع فيها الولي الفقيه برعاية الناس وحمايتهم وطرح أنموذج تقريبي لما يجب أن تكون عليه دولة الحق ، وإذا كانت النصوص تحرم على الموالى لآل البيت(سلام الله عليهم أجمعين) أن يشتركوا في الحكم أو أن يطلعوا به ، فإذا استقرأنا روح الشريعة الغراء نجد أن هذه النصوص تحرم أن يعمل الموالى في دولة ظالمه أو يمكن الظالمين من رقاب الناس ، بيد أننا نرى كما رأى سماحة الإمام روح الله الخميني (رضوان الله عليه ) أن الدولة الإسلامية ما هي إلا واحدة من المشاريع الكبرى للانتظار التي تقدم للناس أنموذجا لدولة الحق وتحمى الناس وتنشر المعارف الإسلامية الحقة دون لبس أو تزيف ، كما إننا إذا علمنا أن دول الباطل سامت الناس سوء العذاب وشوهة أفكارهم وإرادتهم وعاملتهم كعبيد وجعلت مال الناس محرم عليهم فعاش الناس قرون وقرون لا يضمنون حق الحياة فكيف بحق الثورة والمعرفة ، وبناء عليه قد نرى أن بشارة الخرساني هذه تؤيد أن يخرج من وسط هذه الدولة الإسلامية على وجه الحقيقة من يؤيد صاحب العصر . وأن تكون هناك فئة على مستوى العام تنظم وتعد وتعطى الميزانيات وتلحق علماء وأفذاذ لان يلتحقوا ببرامج عمل وعلوم وتطوير من أجل أن يمتلكوا نواصي العلم والمعرفة وأن يلاحقوا التطور وأسباب العلم من أجل تحقيق الخروج وهذا الخروج لن يكون إلا للذين يقفون أما الأمر الإلهي بنفع الناس بموقف العبد المطيع الذي يقول سمعنا وأطعنا .

الطاقة النووية الإيرانية :

في مشروع الدولة الإسلامية التي نظر لها روح الله الخميني ( رضوان الله عليه ) هي دولة الحق والتي سوف يتكالب عليها شياطين الإنس والجن من اجل طمس هذه الدولة وطمس هذا الأنموذج الحق فكان لزاما عليهم ( مؤسسي الدولة ) أن يعدوا هذه الدولة لحرب دروس من كل نوع ولون ، لذا إذا كانت معايير القوة في الدول تقاس بحجم ما تمتلكه هذه الدولة من القوة والنفوذ فكان لزاما عليهم أن يمتلكوا كل ألوان المعرفة الموصلة للقوة وإلا كانوا مقصرين ومذنبين ، من هنا نرى أن السعي من اجل امتلك مصادر للطاقة النووية هو تحقيق للطاعة وليس تحقيقا للطغيان والعلو في الأرض والفساد وان اى تقصير في حيازة هذه القوة والنفوذ هو تقصير في الطاعة وليس فقط ، وأيضا إذا أخذنا قاعدة استراتيجية هامة وهى أن التلويح بالحرب يمنع الحرب ،من هنا ندرك أن امتلاك مثل هذه الطاقة لدى أولئك الممهدون يمنع محاولات الغرب والشرق من أعوان المسيخ الدجل من محاولة تخريب أو ضرب هذا الانموج الانتظارى.

الختامة

منذ أن خلق الله خليفته على الأرض اقتضت حكمته تعالى أن يكون البشر فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير ، وظل الصراع بينهما مستمر ومستعر فيغلب أهل الحق تارة ثم ينقلب أهل الباطل عليهم أخرى ، وفريق أهل السعير أخلاط وألوان شتى منهم عبدة الأحجار وعبدة النجوم وعبدة الشياطين وعبدة المال وعباد أنفسهم وهواهم وجميعهم يعمل في خندق واحد وان اختلف خطابهم وأشكالهم إلا أنهم يتجاذبون ويتقاربون كما يتقارب الحديد وزبره إلى المغناطيس . وكذا أهل الجنة فهم كل من صفى نفسه من كل مخلوق سوى الله وهم في رباط إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها ، واقتصت حكمته تعالى أن تتطور البشرية في المعارف والعلوم ، وقد أصبحت هذه المعارف والعلوم واحدة من أدواة حسم الصراع ، لذا كان وجوبا على أهل العلم وأهل الحق أن يسعوا في الأرض ويتفكروا في هذه العوالم والمعارف من اجل أن يجدوا للحق أداة للنصر وهذا هو العمل الذي امرنا الله أن نقوم به وقال ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .

هذا العمل هو الذي يتفاضل به الناس بعضهم على بعض ، وعودة على أمر المهدي والممهدون نعلم أن صاحب العصر سيستخدم هذه المعارف وهذه العلوم في تنقله الشريف وفى اتصاله بجنده ووزرائه وفى حربه كما انه يحتاج إلى ساسة متنورين أصحاب خبرات وسيرة حسنة حتى يتولوا أمر الناس نيابة عنه في الأقطار والأمصار ، ومن العبث أن نقعد عن هذه المعارف وهذه التجارب دون أن نتمرس فيها ونتعلم من اخطأ السابقين ولا نكون أمثال الكافرين .

كما انه سيحتاج إلى جند وقادة ويجب أن يكون هؤلاء الجند أكفاء ومتمرسين حتى يستحقوا هذا الشرف ... وسنظل نعدد كل المجالات والمهن والمعارف التي لا يجوز لنا أن نتخلف عن فقه الانتظار دون أن نقطع في سبيله خطوة واحدة ، ونحن من خلال هذه الورقات ندعوا أن يكون هؤلاء المنتظرين رابطة دولية من أجل أن تكون حالة الانتظار حالة عالمية وليس فقط وعلى أن يكون هؤلاء المنتظرون هم أصحاب المعارف والعلوم وان يكون لهم السبق في كل شيء .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تکالیف العباد فی عصر الغیبة
هل تعرف كيف تجامل الناس؟
کتابة رقعة الحاجة إلی مولانا صاحب العصر والزمان ...
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
الإمام المهدي خليفة الله في أرضه (عجّـل الله ...
المحطة الأخیرة فی خطّ الإمامة
رئيس مؤسسة آينده روشن: المهدوية سر هويتنا
دعاء الندبة
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
محن وآلام صاحب الزمان (عج)-2

 
user comment