عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

علاقة الرقابة:


3- علاقة الرقابة:

الثابت عند اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام ان اعمال الخلائق كلها تعرض على الامام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وكما ورد من توقيع الامام (ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره عنكم لمل تأخر عنكم اليمن بلقاءنا) .

انّ من اثار الامام الحجة على اهل الارض هو متابعته لانصاره وكيف هي اوضاعهم واحوالهم فيقوّم مسارهم ويبارك خطواتهم لتهيئتهم لاقامة دولة العدل وكما ورد عن الامام الكاظم عليه السلام (يغيب عن ابصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره) .

الانسان الرسالي عليه ان يعيش هذه الرقابة وكأنه يضع نفسه في قاعة امتحان ويعلم انّ نتيجة الرقابة أما النجاح او الفشل فالذي ينجح يزداد قربا من الامام والعكس صحيح.اما كيف يكون ناجحا فهو عن طريق بناء ذاته .

انّ الطريق لبناء الذات هو محاسبة النفس فأن لم يكن الانسان اّمرا على نفسه فسيكون مأمورا لها ، كأن يراجع المكلف نفسه في اخر النهارمن كل يوم في درجة خشوعه في الصلاة الواجبة وهل كانت له همّة في اداء صلاة مستحبة هذا على الصعيد الشخصي،اما على الصعيد الاجتماعي ماذا قدّم من تذكرة وتوعية لمن يشاركه العيش من اهل او اولاد وما هو عطاؤه للمجتمع بشكل عام؟

وايجازا لم سبق نقول أنّ اللانسان المنتظر حقا للامام (عج) عليه ان يربي نفسه اولا ويربي اهله ومن يهمه امرهم ثانيا .

ثانيا: ما هي وظيفتنا تجاه صاحب الامر؟

1_- الاحساس بعظم فقد الامام:

ان من موجبات همنا وغمنا الاكيد بعد الامام عنا فهو الذي (امان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء) .

لقد عاش ائمتنا عليهم السلام هذا الفقد وهذه المأساة قبل ان يولد الامام المهدي بسنين حيث ورد عن الامام الرضا (ع) (بأبي انت وأمي سميّ جدّي وشبيه موسى بن عمران... كم من حرّى مؤمنة وكم من مؤمن متأسّف حيران حزين عند فقدان الماء المعين) والماء المعين هو الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه. ولقد روي عن الامام العسكري عليه السلام انه قال ( لاتزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي صلّى الله عليه واله وسلم) . والامام الصادق(ع) يقول (والله ليغيبنّ امامكم سنينا من دهركم ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ) .

الانسان الرسالي المنتظر حقا لظهور الامام عليه ان يعيش هذا الفقد فكما لو انّ أما فقدت ولدها لدقائق في مكان مزدحم فأنها ستعيش القلق والحزن والدموع وتسعى جاهدة للوصول اليه وكذا المؤمنون الرساليون لو عاشوا الفقد في كل لحظة من حياتهم وايقنوا ان كل مأساة على وجه الارض من هتك عرض اوارقة دم يعود الى غيبة الامام (عج) لكان هذا مدعاة لسموّ ارواحهم وتعففهم عن ارتكاب المعاصي و في دعاء الندبة يترجم ألم الفقد (عزيز عليّ ان ارى الخلق ولا ترى ولا اسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز عليّ ان تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى ) .

المؤمن حين يزداد وعيا وبصيرة يزيد احساسه بهذا الفقد وبمقدار اهمال هذا الامر علامة ابتعاده عن مصدر النور . ويذكر انّ احد تلامذة المراجع طلب موعظة من استاذه فقال له المرجع : اجعل لك في اليوم دقائق تناجي فيها وليّ امرك .

ومن موجبات الهم والغم عدم قيام الامام الحجة (عج) بوظيفته كحاكم شرعي لهذه الارض فليس من السهل للامام ان يرى منابر المسلمين يرتقيها من ليس بأهل لذلك والامام الباقر (ع) يقول لاحد اصحابه (يا عبد الله ما من عيد للمسلمين اضحى ولا فطر الا ويتجدد فيه لال محمد الحزن لانهم يرون حقهم في يد غيرهم) .

اذا, على الانسان ان يعيش هذا الهاجس –هاجس الفقد- ولا بدّ ان يرى اثر ذلك على وجوده فالامام لو أطلّ اطلالة الهيّة ملكوتية على الارض فيرى الناس بين منكر لوجود الله وبين منكر لنبوة جده المصطفى (ص) وبين منكر لامامة جده امير المؤمنين وبين معترف بذلك كله ولكنّه لا يعمل بما يعتقد به وكل ذلك مدعاة لطول غيبة الامام وتأخّر اقامة دولة العدل والحق بزعامته .


2 – أنتظار الفرج:

أنتظار الفرج يعني انتظار الدولة الاسلامية المباركة بقيادة وليّ الله الاعظم (عج) وكما ورد في الزيارة ( وعليك الا متّكلا ولظهورك الا متوقعا ومنتظرا ولجهادي بين يديك الا مرتقبا).

الانتظار هو فرع الشوق والشوق فرع المحبة والمحبة تستلزم المتابعة والطاعة والقران الكريم يخاطب من يدّعي الحب لله ولايتّبع رسوله فيقول ( قل ان كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فالامام المهدي (ع) في زمان الغيبة له عناية ببعض محبيه المنتظرين له فهؤلاء بالنسبة لهم لا يفرق زمان الظهور عن زمان ما قبل الظهور لانهم يستشعرون وجوده دائما . انّ المنتظر الحقيقي هو الذي يكون على اهبة الاستعداد ليلبّي نداء الامام الحجة حين يأذن الله له بالظهور وها هو امامنا الصادق (ع) يقول ( من سّره ان يكون من اصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر) .

انتظار الفرج يخالف تماما مفهوم تمنّي الفرج فالزارع مثلا يحرث الارض ويرعاها ثم يبذر البذور ويسقيها ثم ينتظر المحصول ونوعية هذا المحصول يتناسب طرديا مع مقدار الجهد الذي بذله الزارع . وكذلك الانسان الرسالي بتورعه عن محارم الله وانتهاجه لسيرة نبي الرحمة واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين يكون قد هيّأ التربة الصالحة لمنقذ البشرية ( الحجة عليه السلام) ليقيم دولته المباركة.

الانسان الذي يحمل همّ الرسالة وهمّ الدين يعبّر عن مستوى راقي من التفكير والمسؤولية فهو يعيش هذا الهمّ ويعيش الضيق لعدم ظهور الامام (عزيز عليّ ان ارى الخلق ولا ترى) هذه العبارة لسان حال كل متألّم يعيش محنة الغيبة .

هناك صنف من الناس لا يهمّه سوى زوجته وعياله فأذا كانوا بخير فالاسلام على خير (رضوا بالحياة الدنيا واطمأنّوا بها) فهكذا اناس لا يعيشون انتظار الفرج وهكذا صنف من الناس لايريدهم الامام في دولته اما الذي يبقى في خط الولاية وخط الانتظار فهم من سيحظى بشفاعة الامام ، لذا علينا ان نوصل حبالنا به صلوات الله عليه في عالم المحبة والاعتقاد والموالاة فكلما زاد الانسان قربا من وليّ امره زاد قربا من الله عزّ وجلّ وانه صلوات الله وسلامه عليه له عناية خاصة ببعض محبيه والمنتظرين له فهؤلاء بالنسبة لهم لا يفرق زمان الظهور عن زمان ما قبل الظهور لانهم يستشعرون حضور الامام في كل وقت من حياتهم ومصداق ذلك قول الامام العسكري (ع) لولده الحجة ( واعلم انّ قلوب اهل الطاعة والاخلاص نزّع اليك مثل الطير اذا أمّت اوكارها).

انّ الناس ينتظرون الامام والامام ينتظرهم وانتظار الامام لنا هو الذي يجب ان يحركنا في الحياة فمما لا شك فيه انّ الامام لو اراد ان يخرج خروجا اعجازيا معتمدا على القوى ما وراء الطبيعة لاثر ان يخرج منذ ولد صلوات الله وسلامه عليه ولكن انتظار خروجه يتوقف على عناصر مادية في حياة الامة والفرد بصورة خاصة .

3 – طاعة وكلاء الامام:

لقد نصّ التشريع الالهي بعد وفاة خاتم الانبياء محمد (ص) لأثني عشر قائدا لينهضوا باعباء قيادة الامة فلقد كان الناس يأخذون احكامهم الشرعية من المعصوم مباشرة منذ عهد الرسول وحتى الامام الحادي عشر صلوات الله عليهم اجمعين ، امّا الامام الثاني عشر فهو غير ممارس لمسؤولياته السياسية في الوقت الحاضر لحكمة الهية اقتضت وعلى ذلك فأن مسألة القيادة تؤول الى مفكري الامة وعلماء التشريع الاسلامي من المجتهدين لتتولى مسؤولياتها في تبيان الصيغ الشرعية لكل متطلبات الامة ، فلقد وردت احاديث نبوية كثيرة تمتدح العلماء وتضع لهم مكانة سامية كما في الحدديث (العلماء ورثة الانبياء ) و ( علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) وغيرها من الاحاديث الشريفة فأنّ البعض فهموها دليلا على علوّ منزلة العلماء ولكنّها حقيقة هي تحمل تصريحا واضحا بأعطاء صفة القداسة للعلماء الاسلاميين وانّ اعطاءهم هذه الامتيازات تعود الى ضخم تحمّل المسؤوليات من قبل العالم وهي تعبّر عن العنصر الرسالي الذي يتميّز به علماء هذه الامة في جهادهم وتضحيتهم بكل شئ في سبيل ابلاغ الرسالة وتطبيقها ومواجهة اعدائها بكل عناد واصرار فهم قادرين على اعطاء الرسالة الاسلامية صفة الاستمرارية كما لو كانت الانبياء تترى والكتب مستمرة النزول .

ولقد كان للائمة (ع) دور في تشجيع اصحابهم على الاجتهاد وليرجعوا لهم في القضاء فعن الامام الصادق (ع) (انما علينا ان نلقي اليكم الاصول وعليكم التفريع ) ، ثم جاء الامام الثاني عشر وبالرغم من انه لم تكن بينه وبين الناس صلة مباشرة في غيبته الصغرى الا من خلال شخص واحد فقط وهو السفير وبذلك تكون تلك المرحلة لتهيئة الناس لاستيعاب الانقطاع التام عن المعصوم وكيف يتعهّدون بأنفسهم لاستنباط الاحكام الشرعية في مرحلة الغيبة الكبرى وكما اكّد الامام الحجة على ذلك من خلال توقيعه الشريف ( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم ) .

انّ للامام المهدي (ع) حقّ في اعناق المسلمين وهو الاعتقاد به والتمهيد له بما يجب كيفيته بتطبيق الاحكام الشرعية من خلال مراجع التقليد ، فالمجتهدون في زمان الغيبة هم امناء صاحب الغيبة صلوات الله وسلامه عليه والذي لايقلّد اويقلّد تقليدا خاطئا اي الذي يعتقد بالله ورسوله بالائمة (ع) ولا يقبل قول المجتهد لا يمتّ الى الامام بصلة لانهم نوّابه وطاعتهم من طاعته .

4 :الالتجاء الى الله تعالى بالدعاء :

الدعاء هو مصداق من مصاديق تصفية الذات ولقد حثّ الله جلّ وعلا عباده على الدعاء وانه يحب الملحين فيه كما في قوله تعالى (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) وقال عزّ من قائل (وقال ربكم ادعوني استجب لكم انّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) فعبّر عن الدعاء بالعبادة .

أنّ من يتأمل نصوص الادعية الواردة على لسان الانبياء في القران الكريم وفي المأثور من دعاء الرسول واهل بيته (ع) يستشعر اهمية الدعاء وقيمته الفكرية والروحية التي تلأخذ طريقها في حياة الانسان لتنصب سلوكا ومواقف انسانية في حياة الفرد والجماعة البشرية ، كما انّ

لقد ورد عن الامام الحجة (ع) ( واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فأن ّذلك فرجكم) ومن البديهي ان نعلم انّه ليس المطلوب منّا الدعاء لفرج الامام فقط لفظا وطلبا للثواب وانما الدعاء والاستعداد بنفس الوقت لنصرة الامام بعد الظهور . أنّ كل دعوة من قلب مؤمن في جوف الليل او في نهار لها اثرها في تعجيل الفرج والا لما دعينا الى ذلك , فالفرج مقدّر محتوم في اصله ولكن الله يمحو ما يشاء ويثبت وبدون شك فأنّ سوء اعمال الخلائق هي التي تؤخر خروج الامام صلوات الله وسلامه عليه مصداقا لتوقيع الامام (ع) (ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه منكم لما تأخر عنكم اليمن بلقاءنا ولتعجّلت بكم السعادة لمشاهدتنا).

ان الامام المهدي عجّل الله فرجه الشريف لا يظهر الا عندما تعيش البشرية الاحساس العميق بلزوم خروجه فهو يأتي بعد تلهّف واعتراف الجميع بأنّ ليست هناك قوة في الوجود تعوّض وجوده الشريف ولا بدّ ان يصل انين الشرق والغرب من المستضعفين الى العرش ليأتي النداء من جانب العرش بالفرج للمؤمنين ،فالامام لا يأتي لمن لا يدعوه

من جانب اخرفأنّ الدعاء للامام ليحفظه الله من شرّ شياطين الانس والجن وأن يكون له معينا و ناصرا على الكفار والملحدين .

ومما يجدر الاشارة اليه انّ من الاسباب الموجبة للدعاء للامام (عج) بالاضافة لما سبق ذكره هو : 1- انه امتثال لامر الله وابتغاء فضله واحياء لاملر الائمة الطاهرين .

2- استباق وقوع الفرج لمولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه وكما ورد في الدعاء (اللهم اجعلنا من المسارعين اليه في قضاء حوائجه ).

3- زيادة اشراق نور الايمان في القلب (اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا ) .

4- الرجعة الى الدنيا في زمان ظهوره(اللهم ان حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي )

والثابت ايضا أنّ الامام يدعو لمحبيه ومواليه ولعل اكثر النعم التي نعيشها ولا نكاد نحس بها هي من بركات دعاء الامام (عج) لنا .

5- نشر ثقافة الانتظار :

السائد عند الكثير من العامّة أنّ ثقافة الانتظار تعني ان يكون الانسان اتكاليا أي يعتمد على الغير في تهيئة الارضية الصالحة لدعم دولة الامام(عج) بعد الظهور والحقيقة ان مفهوم الانتظار موجود في معظم الاديان وهو مفهوم ديني قبل ان يكون اسلاميا وبالتحديد شيعيا.

ان ثقافة الانتظار تتضمن العمل على التهيئة والاعداد للامام الحجة (عج) في الاصلاح والتغييروعلى صعيدين:

أولا- على الصعيد الفردي

ثانيا- على الصعيد الجماهيري

أما الثقافة الفردية فتشمل بناء الأنسان فكريا لتحقيق الثبات على الولاية والتمسك بالعقيدة المهدوية في زمن التشكيكات والمشككين .

واما على الصعيد الجماهيري فثقافة الانتظار تعني مخاطبة المساحات العريضة من البشر ويمكننا ذلك من خلال :

1. الأستفادة من الفضائيات والانترنت والتي اصبح اثرها كبيرا جدا على حياة الناس وفي كل مكان.

2. نشر الكتب والمجلات والصحف المتخصصة في هذا المجال وباللغات المختلفة.

3. اسناد ودعم مراكز البحث والمؤسسات التي تروّج لثقافة الانتظار بعقد الندوات والمؤتمرات الدورية .

4. الأنفتاح على الطوائف الأسلامية الآخرى وبقية الاديان غير الأسلامية والسعي لمحاورتها بخصوص العقيدة المهدوية.

ان كل ذلك له الاثر الكبير في تهيئة المناخات المناسبة لاستقبال الامام -عجل الله فرجه- والتسليم لأمره من قبل شعوب العالم.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في رحاب بقية الله: المهدوية عقيدة النجاة
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...
لإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) في الإنجيل
انقطاع النیابة فی الغیبة الکبرى

 
user comment