عربي
Tuesday 12th of November 2024
0
نفر 0

الخطابة الحسينية في الإحساء .. تاريخ من العطاء-2

الصفحة (9)

منهم السيّد مهدي البحراني ، والسيّد سبات البصري الخطيب ، والشيخ الميرزا محسن الفضلي ، والسيّد مهدي القزويني ، والشيخ حبيب بن قرين ، والشيخ عبد المهدي المظفر .

أصبح بمرور الزمن من الخطباء البارزين الذي يشار إليهم بالبنان ، يعتمد أسلوبه في الخطابة على سرد الوقائع التاريخية ، مع تحقيق وإظهار ما ران عليها من الاختلاف ، وتبيين الصحيح من الموضوع .

كما كان يحفظ نهج البلاغة عن ظهر قلب ، بالإضافة إلى الكثير من شعر العرب وحكمهم ، أمضى في خدمة المنبر الحسيني سبعة عقود ، قرأ خلالها في العراق وخوزستان، والكويت البحرين ، وعمان ودبي والإحساء ، توفي في النجف الأشرف في 20 / 9 / 1406هـ ، ودُفن فيها بمقبرته الخاصّة ، وترك ضمن مكتبته مجاميع كثيرة من الأدب الحسيني الخالد(1) .

ويعتبر هو الخطيب الخاصّ للشهيد الصدر في مجلسه الأسبوعي كلّ يوم خميس(2) .

ـ الشيخ كاظم الصحّاف :

الشيخ كاظم ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسين الصحّاف الإحسائي . ولد في الكويت سنة 1313 هـ .

نشأ المترجم له في الكويت على يد أخيه الشيخ حسين ، ويظهر إنّ أباه توفي وهو صغير ، فكان ملازماً لأخيه الشيخ حسين ، وقد سافر به أخوه إلى النجف الأشرف ، وكان أوّل تحصيله على يد أخيه .

وبعد وفاة أخيه انقطع إلى الدرس والتحصيل على يد جماعة من العلماء ، منهم الشيخ سلمان السلمان الإحسائي ، والسيّد محمد ابن السيّد حسن الصافي ، كما درس أيضاً على يد الشيخ منصور المرهون القطيفي ، وحضر دروس حجّة الإسلام والمسلمين السيّد ناصر الإحسائي في الفقه ، ودرس الحكمة على يد الميرزا موسى الحائري(3) .

له الكثير من المصنّفات في مختلف العلوم ، كما إنّه أديب وشاعر ، وخطيب حسيني مفوّه .

من مؤلفاته البارزة :

1ـ روضة الرحمن في أحاديث رمضان .

2ـ البيان في أحوال بدء الإنسان .

ـــــــــــ
(1) المراة وبرامج التثقيف / 76 .
(2) لقاء مع السيد هاشم بن السيد محمد الشخص في يوم الخميس 12 / 1 / 1425هـ .
(3) مجلة تراثنا العدد (13) / 137 مقال الشيخ جعفر الهلالي (من الأدب المنسي في الإحساء : الشيخ كاظم الصحاف) .


الصفحة (10)

3ـ النمط الأوسط والحجّة على مَنْ فرط أو أفرط . وهو كتاب يشتمل على الأصول الخمسة .

4ـ السبيكة الذهبية في معرفة مذهب الجعفرية .

5ـ الجوهرة البديعة في معرفة أصل الشيعة وأصولها . أقام فيها الأدلة العقلية والنقلية من كتب علماء أهل السُنّة .

6 ـ لوح الفوائد ونور المقاصد . يحتوي على أسرار علمية وفوائد بدنية .

7ـ الفصول في الأصول . منظومة شعرية تبحث في الأصول الخمسة أيضاً .

كانت وفاة الشيخ في الكويت ـ مسقط رأسه ـ وذلك في 10 شعبان سنة 1399 هـ ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف (تغمّده الله برحمته) .

ـ الشيخ داوود الكعبي :

هو الخطيب الشيخ داوود بن سلمان بن محمد بن عبد الله بن شهاب الكعبي الإحسائي ، نزيل مدينة المبرز . ولد في مدينة الدورق الفلاحية ونشأ بها .

تعلّم الخطابة وهو ابن خمسة عشر ، وكان ممّن تتلمذ في الخطابة على الخطيب ملاّ علي العقيلي ، وسرعان ما حفظ الأخبار والشعر حتى ذاع صيته كخطيب لامع في البحرين والقطيف ، والكويت والعراق .

سكن الإحساء في مدينة المبرز فعُرف بقوّة حافظته للأخبار والأحاديث ، كما تميّز بأسلوبه الرائع ، وسعة الاطّلاع وطول الباع ، كما إنّه شاعر مميّز وكاتب كبير .

من مؤلفاته :

1ـ الدروع الداوودية .

2ـ نزهة الناظر وفرحة الخاطر .

3ـ البلوى في بنات حوى .

4ـ ديوان شعر(1) .

ـ الملاّ ناصر النمر :

هو الملاّ ناصر النمر ، ولد عام 1320هـ في مدينة المبرز (واسم العائلة الحقيقي المبارك) والتي نزحت من مدينة الحوطة والحريق في منتصف القرن الثالث عشر إلى مدينة الهفوف.

أما نسبه : هو ابن حسين بن أحمد بن محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن علي المبارك .

لقد أنهى (رحمة الله) دراسة المقدّمات لدى سماحة المقدّس الشيخ موسى بو خمسين ، وكان من زملائه في تلك المرحلة كلّ من(2) :

ــــــــــــ
(1) أعلام الإحساء ـ للحاج جواد الرمضان 1 / 284 .
(2) من أعلام الخطباء في الإحساء : الملاّ ناصر النمر مثالاً ـ للأستاذ أحمد بن محمد الملا ناصر النمر .


الصفحة (11)

1ـ السيّد محمد حسين العلي (قاضي الشيعة) بو عدنان ، والمعروف بـ (العالم) .

2ـ الشيخ حسين الشوّاف .

3ـ الشيخ علي الرمضان .

4ـ الشيخ محمد الجبران .

5ـ الشيخ عبدالوهاب الغريري .

6ـ الشيخ ناصر بو خضر .

ثمّ تفرّغ المترجم له للخطابة الحسينية لأكثر من نصف قرن من الزمن في الإحساء والقطيف ودولة قطر (حسينية بن دهنين) .

وقد ترك بصمات واضحة على أدائه المتميّز ، وطرحه التاريخي المتعمّق ، وكذلك تأثيره العاطفي في المتلقي بتفاعله وحماسته الواضحة , كما ابتكر أطواراً أسهمت باشتهار عدد من القصائد ، كقصيدة (أكبر عزيز الروح يا تحفة الباري) .

ـ السيّد محمد حسن الشخص :

هو الخطيب السيّد محمد حسن ابن السيّد أحمد ابن السيّد علي الشخص ، ولد سنة 1337هـ ، ونشأ على حبّ الحسين ومنبر الحسين (عليه السلام) ، حيث كان خطيباً حسينياً مفوّهاً ، وأديباً شاعراً جليلاً ، كان صوته الحسيني يصدح في مختلف مناطق الخليج والعراق .

نشر أغلب إنتاجه الشعري في كبريات الصحف العراقية ، ومجلة العرفان البيروتية .

من مؤلفاته ذكرى السيّد ناصر الإحسائي ، وذكرى السيّد ماجد العوامي . توفي (رحمه الله) في 13 / 3 / 1408هـ في المدينة المنورة ، ودفن في البقيع(1) .

ـ الملاّ طاهر البحراني(2) :

هو الخطيب الملاّ طاهر بن محمد بن علي بن محمد البحراني الإحسائي ، ولد بالبحرين في شهر المحرّم سنة 1348 هـ ، شاهد الخطابة الحسينية في البحرين وعشقها وتأثّر بها ، رجع إلى الإحساء وتتلمذ على يد الخطيب الشهير الملاّ كاظم المطر المتوفى سنة 1359هـ حيث كان تلميذه الأبرز .

عُرف الملاّ طاهر بإسلوبه المميّز وقدرته الإبداعية ، وكثرة الاطّلاع التاريخي ، تنقل في خطابته بين الإحساء والكويت إلى أن أستقر في موطنه الإحساء ، وتوفي فيها .

ـ الشيخ عبد الحميد العلي :

هو الخطيب الشيخ عبدالحميد ابن الشيخ سلمان العلي ، ولد في قرية القارة سنة 1340هـ ، كان خطيباً بارزاً واسع الاطّلاع ، وهو بالإضافة إلى ذلك شاعر مطبوع مكثر في شعره .

ـــــــــــــ
(1) المرأة وبرامج التثقيف (المجالس الحسينية نموذجاً) ـ تأليف عالية مكي / 75 .
(2) المصدر السابق / 67 .


الصفحة (12)

من تلاميذه في الخطابة الحسينية السيّد عبد الله الشخص (أبو نزار)(1) ، حيث تلقّى فنيّات القراءة على يديه ، وكانت وفاته في شهر المحرّم لسنة 1419هـ .

ولو نظرنا إلى هؤلاء الخطباء نلاحظ إنّ معظمهم يشترك في أمور عديدة من أهمها :

1ـ إنّهم جميعاً من أصحاب الأصوات الشجية الحزينة التي تؤثّر في المستمعين ، وتستطيع أن [تشدّ عوطف وأحاسيس] المستمع في أجواء المصيبة الحسينية ، عن طريق الإبداع في فنّ التصوير للمصيبة ، أو من حيث الأطوار الحسينية المؤثّرة ، التي تدرّ عيون جماهيرهم .

2ـ إنّ معظمهم كان جوّالة ، يمارس الخطابة الحسينية في مختلف بقاع الخليج والعراق وإيران ، ومن هنا كان لغالب هؤلاء شهرة واسعة ، وصيت عالي ، وكان لفقده مصيبة وفاجعة للمنبر الحسيني ، وليس للإحساء فحسب .

3ـ قسم غير قليل منهم كان من الشعراء الأدباء ، الذين خدموا القضية الحسينية على المستوى الشعري ، وهذا النوع من الشعر لا يحتاج إلى خيال شعري ، وقدرة على التصوير فحسب ، وإنّما يحتاج إلى خيال خصب وشحن عاطفي ، وسلاسة في العبارة ، وقد تميّز كلّ من هؤلاء بهذه القدرة المهمّة للشعر الحسيني .

4ـ إنّ الخطابة الحسينية كانت تخصّص عند هؤلاء ، وبمعنى آخر هي احتراف ورسالة يحملها الخطيب ، ولم تكن مهمّة من مهام يتصدى لها ، وجانب من جوانب عطاءه الاجتماعي ؛ لذا كان التميّز ملحوظ في منبرهم الحسيني .

5ـ إنّه لو لاحظنا سيرة معظم هؤلاء نجد إنّه صاحب مدرسة خطابية تربى عدد من الخطباء على يديه ، وكان لهم دور في حفظ طريقته ومنهجه الخطابي الذي عُرف به ، مع وجود السمات الشخصية لكل خطيب يُعرف بها .

6ـ إنّ عدداً من هؤلاء الخطباء كان له أثر بالغ في إنشاء عدد من الحسينيات في مناطق مختلفة ، كالسيّد محمد حسن الشخص الذي أسس عدّة حسينيات في خوزستان والبحرين والعراق وغيرها ، وكان لجهوده أثر كبير في دفع شاه إيران إلى دعم تأسيس حسينية في البحرين(2) ، وهذه كانت واحدة من المهام الحسينية التي كان يؤديها الخطباء أثناء تأدية نشاطهم الخطابي .

2ـ على صعيد الأطوار الحسينية الإبداعية

ـ الملاّ علي الفايز : يُعدّ أحد أعمدة الأطوار الحسينية في منطقة الخليج ، وإلى فترة قريبة كان الخطباء يردّدون أطواره في المنطقة ، وفي بلاد البحرين موطن سكناه يلاحظ بشكل

ـــــــــــــــ
(1) لقاء مع السيد هاشم الشخص . مصدر سابق .
(2) لقاء مع السيّد هاشم محمد الشخص في 12 / 1 / 1425هـ، وكان قد سمع ذلك من السيّد محمد حسن الشخص نفسه .


الصفحة (13)

أكبر ، وهذا يعتبر نوع من التطوير يحفظ في رصيد الإحساء وأبنائها .

ـ الملاّ أحمد بن رمل : كان أبرز الخطباء وأشهرهم في تاريخ الإحساء ، له أسلوبه المميّز ، وطريقته الخاصّة في سرد المصيبة ، ممّا جعله مدرسة في هذا المضمار .

ـ الملاّ ناصر النمر : فقد استطاع طوال عمره المديد أن يكون له شعبية واسعة ، ويكسب جماهيرية تجاوزت النطاق المحلّي لتصل معظم مناطق الخليج ؛ لما كان يتميّز به من حنجرة قوية ، وأسلوب مميّز في عرض المصيبة التي كان يعرضها في كثير من الأحيان من خلال قصائده التي تبيّن هول الفاجعة الحسينية .

ـ الملاّ طاهر البحراني : من عاصر الملاّ طاهر واستمع له يدرك هذه الحقيقة ، إنّ الرجل كان صاحب منبر مميّز ، له أطواره الخاصّة التي كانت تعسر على الكثيرين من الخطباء ممّن حاول تقليده ، فكان منبره صاحب حضور مميّز في الكويت والإحساء وغيرها .

3 ـ على صعيد العطاء الشعري الحسيني :

معظم الخطباء الحسينين في الإحساء كان لهم دواوين شعرية ، وقد طبع معظم دواوينهم :

ـ الشيخ عبد الله الوايل : له ديوان شعر حقّقه الشيخ جعفر الهلالي ، وطبع في قم المقدّسة في ثلاثة أجزاء .

ـ الملاّ علي الموسى الرمضان : له ديوان مطبوع .

ـ الملاّ أحمد الرمل : طبع له ديون في الحقبة الأخيرة .

ـ الملاّ علي الفايز : أنشأ ديوان الفائزيات ، وفوز الفائز ، وكلاهما مطبوع ، والأول يُعدّ واحد من أهم مصادر الخطيب في عرض المصيبة الحسينية .

ـ الشيخ كاظم المطر : له ديوان قلائد وفرائد خصّ معظمه في أهل البيت .

ـ الشيخ كاظم الصحّاف : كتب عدّة دواوين من أجل المناسبات الحسينية ، كان من أشهرها(1) :

1 ـ الدر الثمين في مدح النبي وآله الطاهرين . وهو ديوان شعر .

2ـ اللؤلؤ المنثور في مآتم عاشور . وهو ديوان شعر ، فيه لكلّ يوم من محرّم قصيدة مناسبة إلى ليلة الحادي عشر .

3ـ العقد الأزهر في قصائد صفر . وهو ديوان شعر يحتوي على قصائد حسينية في أحداث الكوفة والشام والرجوع إلى المدينة .

ـ الملاّ ناصر النمر : له قصائد شعرية متعدّدة تعرّض فيها لمصيبة الطفّ . نتمنى أن ترى النور ويستفيد منها الخطباء .

ــــــــــــــ
(1) مجلة تراثنا العدد (13) / 156 .


الصفحة (14)

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أصالة الوجود واعتبارية الماهية
شهداء كربلاء من بني هاشم
قيمة التسامح الديني
سلوني قبل أن تفقدوني
وحيداً في الميدان
عدم وجود كفوٍ لفاطمة ( ع ) لولا أن الله خلق علياً ( ...
ماهية الصلاة البتراء والأحاديث الناهية عنها عند ...
الأحاديث الشريفة الواردة في فضائل و مقامات ...
الاعلام الرسالي في الثورة الحسينية
انطباعات عن شخصية الإمام الحسن العسكري ( عليه ...

 
user comment