الصفحة (9)
منهم السيّد مهدي البحراني ، والسيّد سبات البصري الخطيب ، والشيخ الميرزا محسن الفضلي ، والسيّد مهدي القزويني ، والشيخ حبيب بن قرين ، والشيخ عبد المهدي المظفر .
أصبح بمرور الزمن من الخطباء البارزين الذي يشار إليهم بالبنان ، يعتمد أسلوبه في الخطابة على سرد الوقائع التاريخية ، مع تحقيق وإظهار ما ران عليها من الاختلاف ، وتبيين الصحيح من الموضوع .
كما كان يحفظ نهج البلاغة عن ظهر قلب ، بالإضافة إلى الكثير من شعر العرب وحكمهم ، أمضى في خدمة المنبر الحسيني سبعة عقود ، قرأ خلالها في العراق وخوزستان، والكويت البحرين ، وعمان ودبي والإحساء ، توفي في النجف الأشرف في 20 / 9 / 1406هـ ، ودُفن فيها بمقبرته الخاصّة ، وترك ضمن مكتبته مجاميع كثيرة من الأدب الحسيني الخالد(1) .
ويعتبر هو الخطيب الخاصّ للشهيد الصدر في مجلسه الأسبوعي كلّ يوم خميس(2) .
ـ الشيخ كاظم الصحّاف :
الشيخ كاظم ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسين الصحّاف الإحسائي . ولد في الكويت سنة 1313 هـ .
نشأ المترجم له في الكويت على يد أخيه الشيخ حسين ، ويظهر إنّ أباه توفي وهو صغير ، فكان ملازماً لأخيه الشيخ حسين ، وقد سافر به أخوه إلى النجف الأشرف ، وكان أوّل تحصيله على يد أخيه .
وبعد وفاة أخيه انقطع إلى الدرس والتحصيل على يد جماعة من العلماء ، منهم الشيخ سلمان السلمان الإحسائي ، والسيّد محمد ابن السيّد حسن الصافي ، كما درس أيضاً على يد الشيخ منصور المرهون القطيفي ، وحضر دروس حجّة الإسلام والمسلمين السيّد ناصر الإحسائي في الفقه ، ودرس الحكمة على يد الميرزا موسى الحائري(3) .
له الكثير من المصنّفات في مختلف العلوم ، كما إنّه أديب وشاعر ، وخطيب حسيني مفوّه .
من مؤلفاته البارزة :
1ـ روضة الرحمن في أحاديث رمضان .
2ـ البيان في أحوال بدء الإنسان .
ـــــــــــ
(1) المراة وبرامج التثقيف / 76 .
(2) لقاء مع السيد هاشم بن السيد محمد الشخص في يوم الخميس 12 / 1 / 1425هـ .
(3) مجلة تراثنا العدد (13) / 137 مقال الشيخ جعفر الهلالي (من الأدب المنسي في الإحساء : الشيخ كاظم الصحاف) .
الصفحة (10)
3ـ النمط الأوسط والحجّة على مَنْ فرط أو أفرط . وهو كتاب يشتمل على الأصول الخمسة .
4ـ السبيكة الذهبية في معرفة مذهب الجعفرية .
5ـ الجوهرة البديعة في معرفة أصل الشيعة وأصولها . أقام فيها الأدلة العقلية والنقلية من كتب علماء أهل السُنّة .
6 ـ لوح الفوائد ونور المقاصد . يحتوي على أسرار علمية وفوائد بدنية .
7ـ الفصول في الأصول . منظومة شعرية تبحث في الأصول الخمسة أيضاً .
كانت وفاة الشيخ في الكويت ـ مسقط رأسه ـ وذلك في 10 شعبان سنة 1399 هـ ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف (تغمّده الله برحمته) .
ـ الشيخ داوود الكعبي :
هو الخطيب الشيخ داوود بن سلمان بن محمد بن عبد الله بن شهاب الكعبي الإحسائي ، نزيل مدينة المبرز . ولد في مدينة الدورق الفلاحية ونشأ بها .
تعلّم الخطابة وهو ابن خمسة عشر ، وكان ممّن تتلمذ في الخطابة على الخطيب ملاّ علي العقيلي ، وسرعان ما حفظ الأخبار والشعر حتى ذاع صيته كخطيب لامع في البحرين والقطيف ، والكويت والعراق .
سكن الإحساء في مدينة المبرز فعُرف بقوّة حافظته للأخبار والأحاديث ، كما تميّز بأسلوبه الرائع ، وسعة الاطّلاع وطول الباع ، كما إنّه شاعر مميّز وكاتب كبير .
من مؤلفاته :
1ـ الدروع الداوودية .
2ـ نزهة الناظر وفرحة الخاطر .
3ـ البلوى في بنات حوى .
4ـ ديوان شعر(1) .
ـ الملاّ ناصر النمر :
هو الملاّ ناصر النمر ، ولد عام 1320هـ في مدينة المبرز (واسم العائلة الحقيقي المبارك) والتي نزحت من مدينة الحوطة والحريق في منتصف القرن الثالث عشر إلى مدينة الهفوف.
أما نسبه : هو ابن حسين بن أحمد بن محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن علي المبارك .
لقد أنهى (رحمة الله) دراسة المقدّمات لدى سماحة المقدّس الشيخ موسى بو خمسين ، وكان من زملائه في تلك المرحلة كلّ من(2) :
ــــــــــــ
(1) أعلام الإحساء ـ للحاج جواد الرمضان 1 / 284 .
(2) من أعلام الخطباء في الإحساء : الملاّ ناصر النمر مثالاً ـ للأستاذ أحمد بن محمد الملا ناصر النمر .
الصفحة (11)
1ـ السيّد محمد حسين العلي (قاضي الشيعة) بو عدنان ، والمعروف بـ (العالم) .
2ـ الشيخ حسين الشوّاف .
3ـ الشيخ علي الرمضان .
4ـ الشيخ محمد الجبران .
5ـ الشيخ عبدالوهاب الغريري .
6ـ الشيخ ناصر بو خضر .
ثمّ تفرّغ المترجم له للخطابة الحسينية لأكثر من نصف قرن من الزمن في الإحساء والقطيف ودولة قطر (حسينية بن دهنين) .
وقد ترك بصمات واضحة على أدائه المتميّز ، وطرحه التاريخي المتعمّق ، وكذلك تأثيره العاطفي في المتلقي بتفاعله وحماسته الواضحة , كما ابتكر أطواراً أسهمت باشتهار عدد من القصائد ، كقصيدة (أكبر عزيز الروح يا تحفة الباري) .
ـ السيّد محمد حسن الشخص :
هو الخطيب السيّد محمد حسن ابن السيّد أحمد ابن السيّد علي الشخص ، ولد سنة 1337هـ ، ونشأ على حبّ الحسين ومنبر الحسين (عليه السلام) ، حيث كان خطيباً حسينياً مفوّهاً ، وأديباً شاعراً جليلاً ، كان صوته الحسيني يصدح في مختلف مناطق الخليج والعراق .
نشر أغلب إنتاجه الشعري في كبريات الصحف العراقية ، ومجلة العرفان البيروتية .
من مؤلفاته ذكرى السيّد ناصر الإحسائي ، وذكرى السيّد ماجد العوامي . توفي (رحمه الله) في 13 / 3 / 1408هـ في المدينة المنورة ، ودفن في البقيع(1) .
ـ الملاّ طاهر البحراني(2) :
هو الخطيب الملاّ طاهر بن محمد بن علي بن محمد البحراني الإحسائي ، ولد بالبحرين في شهر المحرّم سنة 1348 هـ ، شاهد الخطابة الحسينية في البحرين وعشقها وتأثّر بها ، رجع إلى الإحساء وتتلمذ على يد الخطيب الشهير الملاّ كاظم المطر المتوفى سنة 1359هـ حيث كان تلميذه الأبرز .
عُرف الملاّ طاهر بإسلوبه المميّز وقدرته الإبداعية ، وكثرة الاطّلاع التاريخي ، تنقل في خطابته بين الإحساء والكويت إلى أن أستقر في موطنه الإحساء ، وتوفي فيها .
ـ الشيخ عبد الحميد العلي :
هو الخطيب الشيخ عبدالحميد ابن الشيخ سلمان العلي ، ولد في قرية القارة سنة 1340هـ ، كان خطيباً بارزاً واسع الاطّلاع ، وهو بالإضافة إلى ذلك شاعر مطبوع مكثر في شعره .
ـــــــــــــ
(1) المرأة وبرامج التثقيف (المجالس الحسينية نموذجاً) ـ تأليف عالية مكي / 75 .
(2) المصدر السابق / 67 .
الصفحة (12)
من تلاميذه في الخطابة الحسينية السيّد عبد الله الشخص (أبو نزار)(1) ، حيث تلقّى فنيّات القراءة على يديه ، وكانت وفاته في شهر المحرّم لسنة 1419هـ .
ولو نظرنا إلى هؤلاء الخطباء نلاحظ إنّ معظمهم يشترك في أمور عديدة من أهمها :
1ـ إنّهم جميعاً من أصحاب الأصوات الشجية الحزينة التي تؤثّر في المستمعين ، وتستطيع أن [تشدّ عوطف وأحاسيس] المستمع في أجواء المصيبة الحسينية ، عن طريق الإبداع في فنّ التصوير للمصيبة ، أو من حيث الأطوار الحسينية المؤثّرة ، التي تدرّ عيون جماهيرهم .
2ـ إنّ معظمهم كان جوّالة ، يمارس الخطابة الحسينية في مختلف بقاع الخليج والعراق وإيران ، ومن هنا كان لغالب هؤلاء شهرة واسعة ، وصيت عالي ، وكان لفقده مصيبة وفاجعة للمنبر الحسيني ، وليس للإحساء فحسب .
3ـ قسم غير قليل منهم كان من الشعراء الأدباء ، الذين خدموا القضية الحسينية على المستوى الشعري ، وهذا النوع من الشعر لا يحتاج إلى خيال شعري ، وقدرة على التصوير فحسب ، وإنّما يحتاج إلى خيال خصب وشحن عاطفي ، وسلاسة في العبارة ، وقد تميّز كلّ من هؤلاء بهذه القدرة المهمّة للشعر الحسيني .
4ـ إنّ الخطابة الحسينية كانت تخصّص عند هؤلاء ، وبمعنى آخر هي احتراف ورسالة يحملها الخطيب ، ولم تكن مهمّة من مهام يتصدى لها ، وجانب من جوانب عطاءه الاجتماعي ؛ لذا كان التميّز ملحوظ في منبرهم الحسيني .
5ـ إنّه لو لاحظنا سيرة معظم هؤلاء نجد إنّه صاحب مدرسة خطابية تربى عدد من الخطباء على يديه ، وكان لهم دور في حفظ طريقته ومنهجه الخطابي الذي عُرف به ، مع وجود السمات الشخصية لكل خطيب يُعرف بها .
6ـ إنّ عدداً من هؤلاء الخطباء كان له أثر بالغ في إنشاء عدد من الحسينيات في مناطق مختلفة ، كالسيّد محمد حسن الشخص الذي أسس عدّة حسينيات في خوزستان والبحرين والعراق وغيرها ، وكان لجهوده أثر كبير في دفع شاه إيران إلى دعم تأسيس حسينية في البحرين(2) ، وهذه كانت واحدة من المهام الحسينية التي كان يؤديها الخطباء أثناء تأدية نشاطهم الخطابي .
2ـ على صعيد الأطوار الحسينية الإبداعية
ـ الملاّ علي الفايز : يُعدّ أحد أعمدة الأطوار الحسينية في منطقة الخليج ، وإلى فترة قريبة كان الخطباء يردّدون أطواره في المنطقة ، وفي بلاد البحرين موطن سكناه يلاحظ بشكل
ـــــــــــــــ
(1) لقاء مع السيد هاشم الشخص . مصدر سابق .
(2) لقاء مع السيّد هاشم محمد الشخص في 12 / 1 / 1425هـ، وكان قد سمع ذلك من السيّد محمد حسن الشخص نفسه .
الصفحة (13)
أكبر ، وهذا يعتبر نوع من التطوير يحفظ في رصيد الإحساء وأبنائها .
ـ الملاّ أحمد بن رمل : كان أبرز الخطباء وأشهرهم في تاريخ الإحساء ، له أسلوبه المميّز ، وطريقته الخاصّة في سرد المصيبة ، ممّا جعله مدرسة في هذا المضمار .
ـ الملاّ ناصر النمر : فقد استطاع طوال عمره المديد أن يكون له شعبية واسعة ، ويكسب جماهيرية تجاوزت النطاق المحلّي لتصل معظم مناطق الخليج ؛ لما كان يتميّز به من حنجرة قوية ، وأسلوب مميّز في عرض المصيبة التي كان يعرضها في كثير من الأحيان من خلال قصائده التي تبيّن هول الفاجعة الحسينية .
ـ الملاّ طاهر البحراني : من عاصر الملاّ طاهر واستمع له يدرك هذه الحقيقة ، إنّ الرجل كان صاحب منبر مميّز ، له أطواره الخاصّة التي كانت تعسر على الكثيرين من الخطباء ممّن حاول تقليده ، فكان منبره صاحب حضور مميّز في الكويت والإحساء وغيرها .
3 ـ على صعيد العطاء الشعري الحسيني :
معظم الخطباء الحسينين في الإحساء كان لهم دواوين شعرية ، وقد طبع معظم دواوينهم :
ـ الشيخ عبد الله الوايل : له ديوان شعر حقّقه الشيخ جعفر الهلالي ، وطبع في قم المقدّسة في ثلاثة أجزاء .
ـ الملاّ علي الموسى الرمضان : له ديوان مطبوع .
ـ الملاّ أحمد الرمل : طبع له ديون في الحقبة الأخيرة .
ـ الملاّ علي الفايز : أنشأ ديوان الفائزيات ، وفوز الفائز ، وكلاهما مطبوع ، والأول يُعدّ واحد من أهم مصادر الخطيب في عرض المصيبة الحسينية .
ـ الشيخ كاظم المطر : له ديوان قلائد وفرائد خصّ معظمه في أهل البيت .
ـ الشيخ كاظم الصحّاف : كتب عدّة دواوين من أجل المناسبات الحسينية ، كان من أشهرها(1) :
1 ـ الدر الثمين في مدح النبي وآله الطاهرين . وهو ديوان شعر .
2ـ اللؤلؤ المنثور في مآتم عاشور . وهو ديوان شعر ، فيه لكلّ يوم من محرّم قصيدة مناسبة إلى ليلة الحادي عشر .
3ـ العقد الأزهر في قصائد صفر . وهو ديوان شعر يحتوي على قصائد حسينية في أحداث الكوفة والشام والرجوع إلى المدينة .
ـ الملاّ ناصر النمر : له قصائد شعرية متعدّدة تعرّض فيها لمصيبة الطفّ . نتمنى أن ترى النور ويستفيد منها الخطباء .
ــــــــــــــ
(1) مجلة تراثنا العدد (13) / 156 .
الصفحة (14)