عربي
Saturday 28th of December 2024
0
نفر 0

وصية الباقر ( ع ) لجماعة الشيعة

وصية الباقر ( ع ) لجماعة الشيعة :

أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله في شهر رمضان سنة إحدى عشرة و خمسمائة بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن و الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله قال أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عمر بن شمر عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) و نحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه و قلنا له أوصنا يا ابن رسول الله فقال ليعن قويكم ضعيفكم و ليعطف غنيكم على فقيركم و لينصح الرجل أخاه النصيحة لنفسه و اكتموا أسرارنا و لا تحملوا الناس على أعناقنا و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به و إن لم تجدوه موافقا فردوه و إن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده و ردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا و إذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا و من أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين و من قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا

وجدت مكتوبا بخط والدي أبي القاسم الفقيه رحمه الله قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عدي بجرجان عن أبي يعقوب الصوفي عن ابن عبد الرحمن الأنصاري عن

[114]

الأعمش سليمان قال : بعث إلي أبو جعفر أمير المؤمنين و هو نازل بطريايا فأتاني رسوله بالليل فقال أجب أمير المؤمنين قال فقلت في نفسي ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الليلة إلا ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن أخبرته قتلني قال فكتبت وصيتي فلما دخلت عليه قلت السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال و عليك السلام يا سليمان ما هذه الريح قال قلت يا أمير المؤمنين أتاني رسولك بالليل فقلت ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي (عليه السلام) فلعلي إن أخبرته قتلني فكتبت وصيتي و لبست كفني قال و كان أبو جعفر متكئا فاستوى قاعدا ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال يا سليمان كم تروي في فضائل علي (عليه السلام) قال قلت كثيرا يا أمير المؤمنين فقال و الله لأحدثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قط قال قلت حدث يا أمير المؤمنين قال كنت هاربا من بني مروان و أنا في أطمار لي رثة و كنت أتقرب إلى الناس بحب علي (عليه السلام) فيطعموني و يقربوني حتى مررت ذات عشية بمسجد قد أقيمت فيه صلاة المغرب فقلت في نفسي لو دخلت المسجد فصليت و سألت أهله عشاء قال فلما صليت دخل المسجد غلامان فلما نظر إليهما إمام المسجد قال مرحبا بكما و بمن اسمكما على اسمهما فقلت لشاب لجانبي من الغلامان من الشيخ فقال ابنا ابنه و ليس في المدينة أحد يحب عليا حبه قال فقمت إليه فقلت أيها الشيخ أ لا أحدثك حديثا أقر به عينك قال إن أقررت عيني أقررت عينك قال فقلت أخبرني أبي عن جدي عن ابن عباس قال بينا نحن قعود عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) و هي تبكي فقال لها ما يبكيك يا فاطمة فقالت يا نبي الله غاب عني الحسن و الحسين البارحة فما أدري أين باتا فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تبكي يا فاطمة إن لهما ربا سيحفظهما ثم رفع (صلى الله عليه وآله وسلم) يده إلى السماء ثم قال اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما و سلمهما قال فأتاه جبرئيل فقال يا رسول الله لا تحزن هذا الحسن و الحسين في حظيرة بني النجار قد وكل بهما ملكا يحفظهما قد فرش أحد جناحيه لهما و أظلهما بالآخر قال فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قام معه أصحابه حتى دخل الحظيرة فإذا الحسن و الحسين معانق أحدهما صاحبه قد فرش لهما الملك أحد جناحيه و أظلهما بالآخر فأقبل النبي حتى عانقهما ثم بكى و أخذهما ثم حمل الحسن على عاتقه الأيمن و الحسين على عاتقه الأيسر

[115]

قال فلما خرج من الحظيرة قال أبو بكر يا رسول الله أعطني أحد الغلامين أحمله عنك فقال يا أبا بكر نعم الحامل و نعم المحمولان و أبوهما أفضل منهما ثم قال عمر مثل ما قال أبو بكر فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ما قال لأبي بكر ثم قال النبي و الله لأشرفكما كما شرفكما الله من فوق عرشه قال فلما أتى المسجد قال يا بلال هلم علي بالناس فلما اجتمعوا صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر ثم قال يا أيها الناس أ لا أخبركم اليوم بخير الناس جدا و جدة قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن و الحسين فإن جدهما رسول الله و جدتهما خديجة الكبرى بنت خويلد سيدة نساء الجنة ثم قال يا أيها الناس أ لا أخبركم اليوم بخير الناس أبا و خيرهم أما قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن و الحسين فإن أباهما شاب يحب الله و رسوله و أمهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين ثم قال أيها الناس أ لا أخبركم بخير الناس عما و خيرهم عمة قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن و الحسين فإن عمهما ذو الجناحين الطيار في الجنة و عمتهما أم هاني بنت أبي طالب أ لا أخبر بخير الناس خالا و خالة قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن و الحسين فإن خالهما القاسم بن رسول الله و خالتهما زينب بنت رسول الله ثم أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علينا ثم قال اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة و الحسين في الجنة و جدهما في الجنة و جدتهما في الجنة و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة و عمهما في الجنة و عمتهما في الجنة و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة اللهم إنك تعلم أن محبهما في الجنة و مبغضهما في النار قال فقال الشيخ من أنت يا فتى قلت من العراق قال عربي أم مولى قال قلت بل عربي قال فأنت تحدث الناس بحديث مثل هذا الحديث و أنت على مثل هذا الحال قال فكساني خلعة و أعطاني بغلة قال فبعتها في ذلك الزمان بثلاث مائة دينار ثم أقررت عيني و لي و إليك حاجة قلت ما حاجتك قال هاهنا إخوان أحدهما إمام و الآخر يؤذن فأما الإمام فلم يزل محبا لعلي (عليه السلام) منذ خرج من بطن أمه و أما المؤذن فلم يزل مبغضا لعلي (عليه السلام) منذ خرج من بطن أمه فأت الإمام حتى تحدثه قال قلت دلني

[116]

إلى منزله فأشار إلى منزله فعرفت الباب فقرعته فخرج إلي شاب فسلمت عليه فعرف الكسوة و عرف البغلة فقال اعلم أن الشيخ لم يكسك خلعة الكسوة و يعطيك البغلة إلا و أنت تحب عليا فحدثني في فضائل علي (عليه السلام) قال قلت أخبرني أبي عن جدي عن عبد الله بن عباس قال بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) و هي تبكي فقال ما يبكيك يا فاطمة قالت يا رسول الله عيرتني نساء قريش آنفا زعمن أنك زوجتني رجلا معدما لا مال له قال لا تبكين يا فاطمة فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه و أشهد على ذلك جبرئيل و ميكائيل ألا و إن الله اطلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه و بعثني نبيا ثم اطلع ثانية فاختار من الناس عليا فجعله وارثا و وصيا فعلي أشجع الناس قلبا و أكثرهم علما و أعدلهم في الرعية و أقسمهم بالسوية و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و اسمهما في توراة موسى شابير و شابور بكرامتهما على الله يا فاطمة لا تبكين إذا كسيت غدا كسي علي معي و إذا حبيت غدا حبي علي معي يا فاطمة لواء الحمد بيدي و الناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله عليا لكرامته على الله عز و جل يا فاطمة علي عوني على مفاتيح الجنة يا فاطمة علي و شيعته هم الفائزون يوم القيامة قال فلما حدثته بهذا الحديث قال يا فتى من أنت قلت من أهل العراق قال عربي أم مولى قلت عربي قال فأنت تحدث بهذا الحديث و أنت على مثل هذا الحال فكساني ثلاثين ثوبا و أمر لي بعشرة آلاف درهم ثم قال قد أقررت عيني و لي إليك حاجة قال ما حاجتك قال تأتي مسجد بني فلان أو مسجد بني مروان حتى يأتيك الأخ المبغض عليا فطالت علي تلك الليلة فلما أصبحت غدوت إلى المسجد قال فبينا أنا أصلي و إذا بشاب يصلي إلى جانبي و عليه عمامة إذ سقطت العمامة عن رأسه فإذا رأسه رأس خنزير و و الله ما دريت ما أقول في صلاتي فلما انصرف قلت له ويلك ما الذي أرى بك من سوء الحال قال فقال لي لعلك صاحب أخي قال قلت نعم فأخذ بيدي ثم خرج بي من المسجد و هو يبكي بكاء شديدا حتى أتى بي داره ثم قال لي ترى هذه الدار قال قلت نعم قال فأنا كنت مؤذنا و ألعن عليا في كل يوم ألف مرة و في رواية أخرى مائة مرة حتى إذا كان يوم من الأيام لعنته عشرة آلاف مرة .

[117]

و في رواية أخرى : ألف مرة .

فخرجت من المسجد ثم انصرفت إلى داري هذه و نمت في هذا المكان فيما يرى النائم كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أقبل و معه أصحابه و الحسن و الحسين عن يمينه و يساره فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أصحابه و الحسن و الحسين (عليه السلام) واقفان و في يد الحسن كأس و في يد الحسين إبريق يسقي الناس فرفع النبي رأسه فقال يا حسن اسقني فمد الحسن يده بالكأس إلى الحسين فقال يا حسين صب فصب الحسين من الإبريق في الكأس فناول الحسين (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشرب ثم قال اسق أصحابي فسقاهم ثم قال اسق النائم على الدكان قال و كان الحسن و الحسين يبكيان فقال لهما النبي ما يبكيكما فقالا يا رسول الله فكيف نسقيه و هو يلعن أبانا كل يوم ألف مرة و قد لعنه اليوم عشرة آلاف مرة قال فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قام مغضبا حتى أتاني فقال أ تلعن عليا و أنت تعرف أنه بالمكان الذي هو به مني ثم ضربني و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) غير الله ما بك خلقة فقمت و رأسي و وجهي هكذا ثم قال يا سليمان هل سمعت مثل هذين الحديثين قط قلت لا يا أمير المؤمنين ثم قلت يا أمير المؤمنين الأمان قال لك الأمان قلت فما تقول في قاتل الحسن و الحسين قال في النار يا سليمان قال قلت فما تقول في قاتل أولاد الحسين قال فسكت مليا ثم قال يا سليمان الملك عقيم اذهب فحدث في فضائل علي (عليه السلام) ما شئت

قال محمد بن أبي القاسم هذا الخبر قد سمعته و رويته بأسانيد مختلفة و ألفاظ تزيد و تنقص و قد أوردته هاهنا على هذا الوجه و في آخره قد أدخل كلام بعض في بعض و الله أعلم بالصواب .

أخبرني الشيخ الإمام المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة و خمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمهم الله قال أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه أبي منصور محمد بن مسعود العباسي قال حدثنا القاسم بن محمد قال حدثنا محمد بن إسماعيل

[118]

قال أخبرنا علي بن صالح قال حدثنا سفيان بن الحرير قال حدثنا عبد المؤمن الأنصاري عن أبيه عن أنس بن مالك قال : سألته من كان آثر الناس عند رسول الله فيما رأيت قال ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن كان يبعث إليه في جوف الليل فيخلو به حتى يصبح هكذا كان له عنده منزلة حتى فارق الدنيا و لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو يقول يا أنس تحب عليا قلت يا رسول الله إني لأحبه لحبك إياه فقال أما إنك إن أحببته أحبك الله تعالى و إن أبغضته أبغضك الله و إن أبغضك الله أولجك النار .

أخبرناالسيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الحسيني الجواني في شهر شوال سنة تسع و خمسمائة لفظا منه و قابلته بأصله قال حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسين بن علي بن الداعي الحسيني قال حدثنا السيد الجليل أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرنا أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي قال حدثنا المنذر بن محمد اللخمي قال حدثنا أبي قال حدثنا عمي عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال : إني لعند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا و علي و الحسن و الحسين فقال رسول الله أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

نتائج التبري من أعداء المعصومین(ع)
الأحاديث الشريفة في المهدي المنتظر (عجّل الله ...
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
قصائد في السیدة الزهراء (س)
أسباب التأخر الدراسي؟
التحرير الديني
واجبات الدولة في مجال مستوى المعيشة
ولادة الإمام علي الرضا(عليه السلام)
حقوق الانسان فی نظر اهل البیت ( علیهم السلام )
إرادة الله شـــــاءت

 
user comment