عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

هناك دليل عقلي ونقلي على بطلانه وهو : كيف لرجل ـ مثل عمر بن الخطّاب ـ يدخل الجنّة وهو صاحب بدع ورذائل ؟ وأشهرها :

تعقيب على الجواب السابق :

أشكر مركز الأبحاث العقائديّة على الردّ المقنع على حديث العشرة المبشّرة بالجنّة المزعومة .

هناك دليل عقلي ونقلي على بطلانه وهو : كيف لرجل ـ مثل عمر بن الخطّاب ـ يدخل الجنّة وهو صاحب بدع ورذائل ؟ وأشهرها :

1ـ أنّه ابتدع صلاة التراويح وجعلها جماعة .

2ـ أنّه ابتدع التكتّف بالصلاة تقليداً للمجوس عبدة النار .

3ـ كان يعترض على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وأكبر اعتراض هو عند كتابة الوصية ، واتهامه النبيّ بالهجر .

4ـ هجومه على بيت الزهراء وعلي (عليهما السلام) ، وحرق الباب ، وإسقاط الجنين ، ورفس غلامه قنفذ لبطن فاطمة (عليها السلام) .

5ـ كان غليظاً خاصّة على النساء ، وهو أوّل حاكم يضرب الناس من غير حقّ .

6ـ كان يعتقد بتحريف القرآن ، ويعتقد بسورتين مزعومتين .

7ـ مبايعته هو وأبو بكر وعثمان وبقية العشرة المزعومين للإمام علي (عليه السلام) في غدير خم ، ومن ثمّ نكثوا وغدروا به .

فبعد كلّ هذه الرذائل ، هل يدخل الجنّة من غير حساب ولا عقاب ؟

ملاحظة : هذه الرذائل الذي ذكرتها موجودة في كتب أهل السنّة ، والمصادر مذكورة عند مركز الأبحاث لمن يريد أن يتأكّد .


 

الصفحة 383


 

( نسيم محمّد . أمريكا . 30 سنة . طالب جامعة )

تعقيب على الجواب السابق :

أحببت أن أساهم بالجواب حول مسألة العشرة المبشّرين بالجنّة ، فأقول : ذكر الإمام مالك الحديث التالي في الموطّأ : ( مرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر على شهداء أُحد ، فقال : ( هؤلاء أشهد عليهم ) ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ؟ أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ) !! ، فبكى أبو بكر، ثمّ بكى ، ثمّ قال : إنا لكائنون بعدك ؟) (1) .

فهل هذا الحديث يدلّ على أنّ أبا بكر من المبشّرين ؟ وهذا هو حاله .

ونقل المتقيّ الهنديّ عن الضحّاك بن مزاحم قال : ( قال أبو بكر ـ ونظر إلى عصفور ـ : طوبى لك يا عصفور ، تأكل من الثمار ، وتطير في الأشجار ، لا حساب عليك ولا عذاب ، والله ! لوددت أنّي كبش يسمّنني أهلي ، فإذا كنت أعظم ما كنت وأسمنه يذبحوني ، فيجعلوني بعضي شواء ، وبعضي قديداً ، ثمّ أكلوني ، ثمّ ألقوني عذرة في الحش ، وأنّي لم أكن خلقت بشراً ) (2) .

فبالله عليكم ، هل هذا كلام شخص بشّره الله ورسوله بالجنّة ؟

وروى الحافظ أبو نعيم عن الضحّاك قال : ( قال عمر : يا ليتني كنتُ كبش أهلي ، يسمّنوني ما بدا لهم ، حتّى إذا كنت أسمن ما أكون ، زارهم بعض من يحبّون ، فجعلوا بعضي شواء ، وبعضي قديداً ، ثمّ أكلوني ، فأخرجوني عذرة ، ولم أك بشراً ) (3) ، بينما قال الإمام علي (عليه السلام) لحظة استشهاده : ( فُزتُ وربّ الكعبة ) .

والبخاريّ يروي لنا كلام عمر بن الخطّاب ساعة احتضاره ، قال عمر

____________

1- الموطّأ 2 / 462 .

2- كنز العمّال 12 / 529 .

3- حلية الأولياء 1 / 88 .


 

الصفحة 384


 

أثناء وفاته : ( والله لو أنّ لي طلاع الأرض ذهباً لافتديتُ بهِ من عذاب الله ) !! (1) .

بالله عليكم ، هل يقول هذا الكلام من تقولون له بحديث البشارة بالجنّة ؟ وهذا يدلّ بطلان أنّه من المبشّرين في الجنّة .

ويروي الإمام أحمد في مسنده ، قال (صلى الله عليه وآله) : ( إنّ من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه ... ) ، وكان عمر يسأل أُمّ سلمة : بالله منهم أنا ؟ (2) .

لماذا يسألها عمر من دون سائر الصحابة ؟ لماذا عمر يسأل أُمّ سلمة إذا كان من المبشّرين بالجنّة ؟ كاد المريب أن يقول : خذوني فأين هم من حديث البشارة بالجنّة ؟ والحرّ تكفيه الإشارة .

( حسين مردان . العراق . 39 سنة . مهندس )

ما ورد في تأييده مردود :

السؤال : لي تعقيب على بطلان كون الخلفاء من بعد الرسول غير مبشّرين بالجنّة .

هناك حديث للرسول (صلى الله عليه وآله) يقول ما مضمونه : ( إنّ الله اطلع على أهل بدر ، فقال : أعملوا ما شئتم ، فإنّي قد غفرت لكم ) ، وكان الخلفاء من الذين شهدوا بدراً .

ولقد كانوا من الذين جاهدوا مع الرسول الكريم في بدايات الدعوة ، فهل يحقّ لنا الآن أن لا نذكرهم بخير ؟ بسبب خلافهم مع الإمام علي ، ولماذا عاش الإمام معهم دون مشاكل كبيرة ؟ الرجاء أعطونا إجابة شافية .

الجواب : الحديث الذي اعتبرته دليلاً على مدّعاك لا يصمد أمام النقد لوجوه :

1ـ الحديث من أحاديث الآحاد ، وهي مضطربة الطرق والإسناد .

____________

1- صحيح البخاريّ 4 / 201 .

2- مسند أحمد 6 / 290 .


 

الصفحة 385


 

2ـ معارضة هذا الحديث لمجموعة كبيرة من الآيات القرآنيّة ، والروايات التي رواها الثقات .

3ـ اختلفت دلالة الأحاديث ، لكن أغلبها يشير إلى احتمال حصول الغفران على سبيل الظنّ ، لا كما نقلته على سبيل اليقين .

ولو سلّمنا صحّة سند الأحاديث ، فكلّه مشروط بسلامة العاقبة ، ولا يجوز أن يخبر الحكيم مكلّفاً غير معصوم ، بأن لا عقاب عليه ، فليفعل ما يشاء ، كما وأنّه أمّا أن يكون قصد النبيّ : اعملوا ما شئتم من أعمال الشرّ ، أو يكون قصده : اعملوا ما شئتم من أعمال الخير والبر .

فإن قالوا : أراد أعمال الخير والبر ، قيل لهم : هذا غير مستنكر أن يكون الله قد غفر لهم ما كان منهم من كراهية الجهاد في هذه المواطن ، كما أخبر عنهم في قوله : { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } (1) إلى آخر القصّة .

فهذه أحوال كلّها مذمومة من أهل بدر ، فجائز أن يكون الله قد غفر لهم من بعد بأفعال جميلة ظهرت منهم ، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : استأنفوا عمل الخير بالطاعة ، وحسن العمل والتسليم ، وإن كان هذا فيهم كذلك ، فليس هذا حالاً يوجب لأهل بدر كلّهم النجاة ، بل يوجب لمن استأنف منهم أعمال الخير بالمسارعة إلى الطاعة والانقياد بالرضا ، والتسليم إلى ما قد وعدهم الله من المغفرة والعفو عن الدين .

أمّا الذين وصفهم فيه بالأعمال المذمومة ، ومن قصّر في ذلك ، وجرى إلى خلاف ما يرتضيه الله منه ، حمله من بعض معانيه ممّا يلزم غيره من المسلمين .

وإن قالوا : إنّه أراد بقوله : اعملوا ما شئتم من الأعمال السيّئة ، كان هذا القائل جاهلاً متخرّصاً ، لأنّ هذا يوجب إباحة المحارم لأهل بدر ، والتحليل

____________

1- الأنفال : 5 .


 

الصفحة 386


 

لهم ما حرّمه على غيرهم في الشريعة ، من الزنا والربا ، وشرب الخمر ، وقتل النفس التي حرّم الله قتلها ... .

وإن قالوا : إنّ الله قد علم أنّهم لا يأتون بشيء من ذلك ، قيل لهم : إن كان هذا كما وصفتم ، فقوله : اعملوا ما شئتم وهم لا يعملون ، لا معنى له ولا فائدة فيه ، وليس هذا من قول الحكيم .

وإن قالوا : إنّما أراد بذلك إظهار جلالة منزلتهم للناس ، وتبيين فضيلتهم بتحليل المحارم ، والإباحة للمحظورات ، فيجعل للجاهل سبيلاً إلى الدخول في ذلك ، أو في شيء منه ، قيل لهم : هذا ما لا يستقيم عند ذوي عقل ولا فهم .

مع ما يقال لهما كيف يصحّ ما يقولون : إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قال للزبير : ( إنّك تقاتل عليّاً ، وأنت ظالم له ) ، فلو كان أباح لهم ما زعمتم ، لكان قوله (صلى الله عليه وآله) للزبير : تقاتل عليّاً وأنت ظالم له ، ظلماً من الرسول (صلى الله عليه وآله) ، واعتداء على الزبير ... (1) .

وحتّى لو غضضنا النظر عن دلالة الحديث ، فإنّ إقرارك بوجود الخلاف بينهم وبين الإمام علي (عليه السلام) وحده يكفي لعدم استحقاقهم للجنّة ، لأنّ الخلاف الذي تذكره ليس هو خلافاً شخصيّاً ، بل خلاف يفصح عن عصيانهم لأوامر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وعدم امتثال أوامره ، وإذا كنت شيعيّاً كما تقول ، فأنت تعترف قطعاً باغتصاب الخلفاء الثلاثة للخلافة ، وهذا من أعظم الكبائر .

وما ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يكفي ، إذ قال : ( أنا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن أقواماً ثمّ لأغلبن عليهم ، فأقول : يا ربّ أصحابي أصحابي ! فيقال إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) ! (2) ، وقال (صلى الله عليه وآله) : ( والذي نفسي بيده

____________

1- كنز العمّال 11 / 340 ، الإصابة 2 / 460 ، الإمامة والسياسة 1 / 92 ، ينابيع المودّة 2 / 389 .

2- مسند أحمد 1 / 384 و 402 ، صحيح مسلم 7 / 68 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8 / 602 ، مسند أبي يعلى 9 / 102 و 126 ، كنز العمّال 14 / 418 .


 

الصفحة 387


 

لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الإبل ) (1) .

أمّا عدم إيصال الخلاف إلى حدّ الاقتتال ، فذلك لعهد عهده له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا يفرّق بين المسلمين ، والإسلام ما يزال بعد في أوّله .

____________

1- مسند أحمد 2 / 467 ، صحيح مسلم 7 / 70 ، فتح الباري 11 / 414 ، كنز العمّال 14 / 420 .


 

الصفحة 388


 

حديث المؤاخاة :

( هاشم . الكويت . 18 سنة . طالب جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: من المعلوم أنّ الشيخ الكليني مؤلّف ...
السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...
ماالمراد بالقواعد من النساء ؟
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...
السؤال : لماذا تمّ اختيار الإمام علي ابن أبي طالب ...
السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) ...
ماذا كان الهدف من تأسيس حلف الفضول الذي انضم إليه ...
السؤال: إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة ...

 
user comment