عربي
Sunday 22nd of December 2024
0
نفر 0

السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم القرآن ارتدّوا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟

السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم القرآن ارتدّوا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : لا ريب بأنّ فضل الصحبة للرسول (صلى الله عليه وآله) فيه اقتضاء المدح والثناء إن لم يمنع منه مانع ، وهذا لا كلام فيه ؛ إنّما الكلام في طروّ هذا المانع عند جمع من الصحابة في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فظاهرة النفاق الذي هو أمر مسلّم عند الكلّ أدلّ دليل على وجود هذا المانع .

وأمّا بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) فإنكار بعضهم لوصاياه ، وحياد الآخرين منهم في هذا المجال ، جعل الأمر جلياً وواضحاً للمتتّبع المنصف .

وعلى أيّ حال ، فمجمل الكلام : إنّ الصحبة تكون ذا مزية إذا كانت في طاعة الله ورسوله ، فالعدول والانحراف عن الخطّ السليم ، الذي رسمه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) للأُمّة ، بالنسبة لإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) كما هو ثابت تاريخياً هو نوع من التراجع والارتداد عن منهج الرسالة في تطبيق أوامره ونواهيه (صلى الله عليه وآله) ، وهذا هو معنى الروايات الواردة في مصادرنا الخاصّة في هذا المجال .

والغريب أنّه قد ورد في بعض كتب التاريخ كتاريخ الطبري أنّ العرب ارتدّوا كلّهم بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) عدا فئةٍ في المدينة والطائف ، وهذا لا يثير التساؤل ؟!

وأمّا ما يثار في حقّ الشيعة بأنّهم يقولون بارتداد جميع الصحابة ، فهذا إفك وبهتان عظيم ، كيف وهم يلتزمون بالولاء لأفضل الصحابة ، وهو علي (عليه السلام) وأهل بيته ، وأيضاً يعظّمون ويبجّلون البعض منهم ، أمثال سلمان وأبي ذر ،


الصفحة 245


وعمّار والمقداد ، وغيرهم .

نعم ، هم يعتقدون وفقاً للأدلّة العقلية والنقلية بعدول البعض عن خطّ الرسالة بعد ارتحال النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فإنّ ورد لفظ ردّة وارتداد لبعض الصحابة في روايات ومصادر الشيعة ، فإنّما هو ارتداد عن الولاية والإمامة لأمير المؤمنين (عليه السلام) لا ارتداد عن ظاهر الإسلام .

( السيّد سلمان . البحرين )

لا ينقسم إلى سلمي ومحارب :

السؤال: نشكر لكم هذا الجهد الكبير الذي يبذل منكم للارتقاء بالفكر الإسلامي ، والعمل على نشر أفكار وتعاليم ديننا الحنيف .

لقد أشرتم إلى قضية المرتدّ ، والحكم عليها من دون الإشارة إلى نوعية الارتداد ، فهناك ارتداد سلمي ، حيث يقوم المرتدّ بالعدول عن الإسلام إلى غيره من الأديان من قناعة نفسية ، ولا يقوم بأيّ عمل ضدّ الإسلام والمسلمين ، وهناك ارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، بأن يستغل ارتداده لضرب الدين الحنيف وتعاليمه النيّرة .

فسؤالي هنا : ما هو الحكم في المسألتين ؟

الجواب : إنّ المرتدّ على قسمين :

1-مرتدّ عن فطرة .

2-مرتدّ عن ملّة .

والحكم الشرعي هو : إنّ المرتدّ عن فطرة يقتل بخلاف المرتدّ عن ملّة .

ولم يقسّم الشرع في المرتدّ عن فطرة ، بين الارتداد السلمي وارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، كما ذكرتم من التقسيم ، ولا بين من ارتدّ عن قناعة نفسية ولا غيره .

وأمّا الدليل على قتل المرتدّ عن فطرة ، الروايات الكثيرة المروية في مصادر المسلمين والتي تبلغ حدّ التواتر ، منها :

عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام) قال : سألته عن مسلم تنصّر ؟


الصفحة 246


قال : " يقتل ولا يستتاب " .

قلت : فنصراني أسلم ثمّ ارتدّ ؟ قال : " يستتاب ، فإنّ رجع وإلاّ قُتل " (1) .

وللتفصيل أكثر راجع : " وسائل الشيعة / أبواب حدّ المرتدّ " (2) .

( محمّد . الإمارات . سنّي . 20 سنة . طالب )

جواز حرق المرتد الفطري :

السؤال: هل يجوز حرق الكفّار أو المرتدّين ؟ أين الدليل بأنّها مردودة سنداً ؟

الجواب : لا يجوز حرق الكفّار والمرتدّين ، ولم يذهب إلى ذلك من فقهائنا أحد ، فقد ذكر المحقّق الحلّي في حكم المرتد : " ويتحتّم قتله ، وتبين منه زوجته ، وتعتدّ منه عدّة الوفاة ، وتقسّم أمواله بين ورثته " (3) .

وأمّا الحرق بالنار ، فلم تدلّ عليه إلاّ رواية واحدة ، وموردها ما إذا ارتدّ المسلم الفطري ، وأخذ بالسجود إلى الأصنام ، فتختصّ بهذا المورد ، لا أنّ كلّ مرتدّ يفعل به ذلك ، والسجود للأصنام يشتمل على إبراز للارتداد بدرجة مفرطة وغير مقبولة ، وبهذا اللحاظ يرتفع مستوى عقوبته .

( علي . فرنسا . سنّي . 28 سنة . طالب )

حصل لكثير من الصحابة للنصوص :

السؤال: هل يعقل أن يختار الله لصحبة نبيّه رجالاً يعرف أنّهم سيرتدّون فيما بعد؟ أم أنّ الله لا يعلم الغيب ؟ سبحان الله عمّا يصفون ، يهديكم الله ، ويصلح بالكم .

الجواب : هذه الملازمات ليست شرعية ، ولا لازمة لأحد ، ولا حجّة على أحد ، ولا دليل عليها ، فمن قال إنَّ الله تعالى اختار للأنبياء أصحابهم ؟ الذي أرسل الرسل أصلاً لإصلاحهم ، لأنّهم في وضع سيء جدّاً ، يستوجب إنذارهم وإبلاغهم رسالة الله تعالى وأحكامه ، فقد يكون العصر الذي يُبعث فيه الأنبياء الذروة في الانحطاط والضلال والظلام .

ثمّ إنّ النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان كثيراً ما يحذّر ويقول : " لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم " (4) ، وكان أيضاً يحذّر الصحابة ويخبرهم برجال يرتدّون من بعده ، ويُطردَون عن الحوض ، كما روى البخاري وغيره عن أبي هريرة قال : " بينا أنا قائم فإذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلّم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك ... " (5) .

وفي حديث أنس : " ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض ، حتّى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ... " (6) .

وفي حديث سهل : " وليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثمّ يحال بيني وبينهم " (7) .

وفي حديث أبي هريرة : " ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال

____________

1- الكافي 7 / 257 ، تهذيب الأحكام 10 / 138 ، الاستبصار 4 / 254 .

2- وسائل الشيعة 28 / 323 .

3- شرائع الإسلام 4 / 961 .

4- مسند أحمد 2 / 511 و 5 / 218 و 340 ، صحيح البخاري 8 / 151 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 455 ، معجم الزوائد 7 / 261 ، مسند أبي داود : 289 ، المصنّف للصنعاني 11 / 369 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8 / 634 ، المعجم الكبير 3 / 244 ، شرح نهج البلاغة 9 / 286 ، الجامع الصغير 2 / 401 ، كنز العمّال 8 / 94 و 11 / 133 ، تفسير القرآن العظيم 2 / 364 ، الدرّ المنثور 6 / 56 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 441 ، سبل الهدى والرشاد 5 / 314 ، وغيرها من المصادر .

5- صحيح البخاري 7 / 208 ، فتح الباري 11 / 333 ، كنز العمّال 11 / 132 .

6- صحيح البخاري 7 / 207 ، فتح الباري 11 / 333 .

7- مسند أحمد 5 / 333 ، صحيح البخاري 7 / 207 و 8 / 87 ، فتح الباري 11 / 333 ، المعجم الكبير 6 / 143 و 156 و 171 و 200 ، الجامع لأحكام القرآن 4 / 168 .


الصفحة 247


، أناديهم ألا هلّم، فيقال: إنّهم قد أحدثوا بعدك، وأقول : سحقاً سحقاً " (1) .

وفي رواية أبي سعيد الخدري : " فأقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي " (2) ، وزاد في رواية عطاء ابن يسار : " فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم " (3) .

وفي حديث أبي بكرة : " ليردن عليَّ الحوض رجال ممّن صحبني ورآني ، حتّى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلأقولنّ : ربّ أصحابي أصحابي ! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك " (4) ، وقال عن هذا الحديث ابن حجر : " وسنده حسن " (5) ، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه ، وزاد : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم ، قال : " لست منهم " ، وقال ابن حجر : " وسنده حسن " (6) .

وفي البخاري : " فأقول كما قال العبد الصالح : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا توفّيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (7) .

ونقول : مع هذه الأحاديث الكثيرة التي تصادم ما تقولون به نذكر آية واحدة وهي قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ

____________

1- السنن الكبرى للبيهقي 4 / 78 ، فتح الباري 11 / 333 ، صحيح ابن خزيمة 1 / 7 ، كنز العمّال 15 / 647 .

2- صحيح البخاري 7 / 208 ، فتح الباري 11 / 333 ، الجامع لأحكام القرآن 4 / 168 .

3- فتح الباري 11 / 333 .

4- مسند أحمد 5 / 48 ، فتح الباري 11 / 333 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 415 ، كنز العمّال 13 / 239 ، تاريخ مدينة دمشق 36 / 8 .

5- فتح الباري 11 / 333 .

6- نفس المصدر السابق .

7- صحيح البخاري 4 / 110 ، والآية في سورة المائدة : 117 ــ 118 .


الصفحة 248


أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } (1) .

فهل قولنا موافق لقول الله والرسول (صلى الله عليه وآله)؟ أم إطلاقكم العدالة هو الموافق ؟

____________

1- آل عمران : 144 .


الصفحة 249


الاستخارة :

( سمير ... ... )

في رأي أهل البيت :

السؤال: ما هو رأي مذهب أهل البيت في موضوع الخيرة ؟ استخارة الله في موضوع ما .

الجواب : ذكر العلاّمة المجلسي (قدس سره) في كتابه " بحار الأنوار " الجزء الثامن والثمانين أبواباً في الاستخارات ، وفضلها وكيفيّاتها ، فذكر في الباب الأوّل الروايات الواردة في الحثّ على الاستخارة ، والترغيب فيها ، والرضا والتسليم بعدها ، منها :

1- عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : " يقول الله عزّ وجلّ : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخير بي " .

2- عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : " من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لم يؤجر " .

3- عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن ، فقال لي وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار ، ولا ندم من استشار " .

ومن خلال مراجعة هذه الروايات يتّضح أنّ الأئمّة (عليهم السلام) كانوا يؤكّدون على موضوع الخيرة ، ويعلّمون أصحابهم كيفية الاستخارة ، وصلواتها ودعائها .

إذاً فالخيرة أمر حسن ومحبّذ ، وعليه جرت سيرة العلماء والمؤمنين .


الصفحة 250


0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما حكم الأكل من العقيقة لمن يعق عن نفسه؟
وصف اللّه‏ تعالى نبيه ...
السؤال : أنا تصفّحت كتب الشيعة فلم أجد الإجابة ...
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...
السؤال : لقد فادني موقعكم في أمر ديننا ودنيانا ...
بحديث ـ إن صحّ ـ فهو انتقاص لجدّه ؟
السؤال : ما هي تسبيحة الزهراء ؟ وكيف تكون ؟
السؤال: أرجو إبطال الرواية القائلة بأنّ أبا بكر ...
ما معنى « كلمة اللّه‏ » في قوله تعالى : « ...

 
user comment