فصل [القدر والقدرية ]
مـسـألـة : تفحصنا المذاهب ووجدنا في كلها معائب الا مذهب العترة , فانهم لا ينسبون المعصية الى الانـبـيـأ والائمـة (ع ), ولا يـظـلـمـون اللّه بـاسـم الـقضأ والقدر. والنبي (ص ) قال :لعن اللّه القدرية . (1265) وقال : القدرية مجوس هذه الامة . (1266) ولا يقتدون (1267) بمن هو فاجر.
حكاية : (1268) حكى أبوبكر طاهر بن الحسين بن على السمان السافي في كتابه :(مثالب بني امـيـة ) : ان جـبريا قال للمجوسي : أسلم . قال : ليس الاسلام بيدي . قال الجبرى : صدقت . قال : كان عبداللّه بن داود من عظمأ وقته , وقرأ عنده قارئ : (ما منعك أن تسجد). (1269) وكان له غلام جبرى قال : لو حضرت ثمة لقلت : يا آلهي أنت منعته .
(1270) أما تستحيي أن تحتج على اللّه لابليس , وهو حاضرا, فقال : يا شاب مع شيطنته لم يحتج به ؟ (1271) عـن زين العابدين (ع ): أن سارقا امر مبطوشا بعبداللّه بن عباس , فقال أحد من الحاضرين : (نعوذ باللّه من القصاص السوء). فجرد لذلك ابن عباس , و عذله على مقالته وكرر عليه الحجج حتى تاب القائل . فقال في آخر كلمته : هذه أشد عنداللّه من سرقته .
عـن ابن عمر عن النبى (ص ): (ان القدرية مجوس هذه الامة , ان مرضوا فلا تعودوهم ,وان ماتوا فلا تصلوا عليهم , وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم ). (1272) قال : قيل : يا رسول اللّه : من هم ؟ قال : هم الذين يعملون بالمعاصي ثم يزعمون أنها من اللّه , كتبها عليهم . (1273) عـن الـحـسن البصري أ نه قرأ: (ترى الذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودة ). (1274) فـقـال :هـم (1275) الـمـجـوس والـنصارى , وناس من هذه الامة زعموا أن اللّه قدر عليهم المعاصي وعذبهم . كذبوا على اللّه فاللّه يسود وجوههم لذلك . (1276) وعـن الـحـسـن : أن الـنبي (ص ) قال : لن يلق العبد ربه بذنب أعظم من الاشراك باللّه , وأن يعمل بمعصية ثم يزعم أنها من اللّه ـ عز وجل .
وعن أنس : أن النبى (ص ) قال : لاتقوم الساعة حتى يحمل على اللّه كل ذنب عصي به .
وقـالـوا بـقـدم الـقـرآن , (1277) كـمـا قـال اللّه تـعالى (و اذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم ) (1278) ونـحن لا نعرف قرآنا غير مانراه مكتوبا بين الدفتين , وهذا هوالمحدث , لا نه مركب ومتقدم بعضه عـلـى بـعـض ومتأخر بعضه عن بعض , (1279) والمتقدم و المتأخر بزمان ,متناه , فهو متناه وحـادث . وقـال اللّه تـعـالـى فـيـه : (انـا انزلناه ) (1280) و (انا جعلناه ) (1281) و (رتلناه ) (1282) و (أرسلناه ). (1283) وكـلـم حـكـايـة عـن جـماعة محدثين , وهذه كلها من أوصاف المحدثين , و اذا لم يكن نوح ولوط وآدم (ع ) قدمأ فكيف يتصور قدم حالهم ؟.
وقال النبي (ص ): اذا رأيتم القرآن فشمروه .
وقال : زينوا القرآن بأصواتكم . (1284) والمشمر والمزين هذا الصوت المحدث المحكى عنه ب(قال ). (1285) وقال ـ تعالى ـ:(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ). (1286) فسماه ووصفه بكونه محدثا, هذه وأمثالها.
اذا ثـبـت أ نه ليس للّه تعالى ند في القدم ولا شريك (1287) ثبت حدوث ما سوى اللّه . ولوكان هذا المكتوب غير القرآن لجاز للجنب والحائض لمسه وليس كذلك .
[فصل ] [بدء اسم الشيعة ]
مـسـألـة : (1288) اسـم الـشـيـعـة كـان فـي زمان النبى (ص ) مشهورا على سلمان وعمار بن (1289) ياسر وأبي ذر الغفاري . فانهم كانوا في صحبة على (ع ) بعد (1290) مفارقتهم مـن مـجـلـس الـنـبـي , وسـمـع الـنـبـى (ص ) هـذا الاسـم وأمـضاه , كما في كتاب الزينة في الجزءالثالث . (1291) ولـمـا وقـع الحرب بين معاوية وأميرالمؤمنين (ع ) في صفين اشتهر محبو على (ع ) باسم الشيعة , وذاع ذلـك الاسـم (1292) فـي (1293) الـعالم , ومن كان في جانب معاوية اشتهربالسني .
والمراد بالسنة لعن على (ع ) لا السنة المحمدية (1294) والا فان جميع الناس فيها شرع سوأ, بل سنة الشيعة أكثر من سنة المخالف .
والـدلـيـل عـلـيـه أن عـمر بن عبدالعزيز لما رفع لعن على (ع ), قال الناس : (رفعت السنة ), و(بدلت السنة ). (1295) والمخالف أراد تكثير السواد بابداع (1296) السماع .
والنبى (ص ) قال : استماع الملاهي معصية , والجلوس عليها فسوق , والتلذذ بها من الكفر.
وقال اللّه تعالى فيهم : (ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من المأ او ممارزقكم اللّه قالوا ان اللّه حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا). (1297) وجـمـعـوا كـتـابـا فـي (زلـة الانـبـيـأ), وجـمـع الـشـيـعـة كـتـابـا وسموه ب(تنزيه الانبيأ),ويقين (1298) أن جامع الننزيه خير من جامع التزليل .
[كائن في هذه الامة ما كان في بني اسرائيل ]
مـسـألـة : (1299) رأيـنـا اللّه أ نـه ذكـر بعد ذكر الانبيأ قائلا: (فخلف من بعدهم خلف ورثـواالـكـتـاب يـأخـذون عـرض هـذا الا دنـى ويـقـولـون سـيـغـفـرلـنـا). (قـال فـي سورة الاعراف ). (1300) وقـال فـي غـيـرهـا: (فـخـلـف مـن بـعـدهـم خـلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا). (1301) والـنبى (ص ) قال : كائن في أمتي ما كان في بني اسرائيل حذوالنعل بالنعل . (1302) وقال [تعالى ]: (قـل مـا كنت بدعا من الرسل ). (1303) وقال اللّه تعالى : (لقد كان في قصصهم عبرة لا ولـي الالـبـاب ). (1304) وقـال الـنـبـى :(ص ): (اعـتـبـر مـا مـضـى مـن الدنيا بما بقي منها) (1305) فان بعضها يشبه بعضاو ان آخرها لاحق بأولها.
ولـمـا تـوفـي مـوسـى (ع ) خـرجـت امـرأتـه صـفورأ اعلى وصيه يوشع بن نون بن افراهم مـع الـطـاغـيـن , (1306) كـما خرجت عائشة على على (ع ) مع طلحة والزبير. (1307) وغـلـب يـوشـع (ع ) عـلـيـهـم وقـتـل الـطـاغـيـن وأسـر صـفـورأ, كما فعل فينا على (ع ) معهم . (1308) فحينئذ يجب أن يكون لنبينا (1309) أيضا خلف .
ان قيل : أولئك الذين ذكرهم اللّه كانوا كفارا. الجواب : كانوا مسلمين بدليل قوله تعالى :(ويقولون سـيـغـفـرلنا), (1310) والكافرون لايرجون (1311) الغفران . ولم نجد خلفالمحمد(ص ) سوى المتقدمين على عترته .
ولـو لـم يـكـن فـي هذا الكتاب سوى هذه المسألة لكفانا فخرا و مباهاة على العالمين ,فوجب لذلك التمسك بعلى (ع ) وترك غيره احتياطا, كما قيل : خذ ما صفا ودع ماكدر. (1312)
[لكل نبى وامام عدو جبار]
مـسـألـة : (1313) قـال اللّه تـعـالـى : (وكـذلـك جـعـلـنـا لـكـل نـبـى عـدوا من المجرمين ). (1314) , (1315) كـم كـان لادم (ع ) ابـلـيس وابنه قابيل , ولهبة اللّه قابيل وأولاده , ولانوش كيومرث ,ولادريس بـيـوراسـف (1316) ويـقـال لـه الـضـحـاك , ولـنـوح الـعـالـمـون , وعـوج بـن عناق منهم . (1317) , (1318) ويـروى أن الـنـبـى (ص ) قـال : (قتل عوج ثمان مائة وأربعة عشر نبيا), (1319) وكان مـعـاونـه زوهـق (1320) بـن طهماشان . (1321) ويقال : ان زوهق (1322) هو نمرود ابـراهـيـم ,ولصالح أفراسياب , ولهود الخلجان (1323) مع قومه , ولابراهيم (ع ) نمرود بن كـنـعـان ,ولـيـوسـف عـزيـز مـصر, ولموسى فرعون وهامان وقارون وجبابرة الشام وبلعام بن بـاعـوروعـوج بـن عـنـاق وغـيـرهـم , ولـداود جـالـوت , ولـيـوشـع لـهراسب (1324) والـلـذان الـمـذكـوران . (1325) ولـعـيـسى أردشير بن (1326) بابكان , وقيل : أشجع بـن اشـجـان (1327) بـن كـيـش , ولـشمعون (ع ) بخت نصر, وكذلك لعزير ودانيال , وقيل : لدانيال مهرويه بن بخت نصر, ولمحمد(ص ) أبوجهل و صناديد قريش , وأكاسرة العجم ,وقياصرة الروم . (1328) ولكل امام كان جبار من تيم وعدى وبني امية وبني العباس , وجابر على وأبناؤه (1329) هولأ, كجبابرة (1330) الانبيأ. ولذلك (1331) قال اللّه تعالى لنبيه : (فاصبر كما صبراولوالعزم مـن الـرسل ) (1332) وجعل الصبر دلالة الامامة , كما قال تعالى : (وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون ). (1333) ومـا وجـدنا المتقدمين معاونين للنبى (ص ), بل كانوا أبدا في كسر مجلس النبوة , (1334) كما أنـهم انهزموا من غزوة خيبر ومن غزوة ذات السلاسل وغيرها (1335) بعزلهم النبى (ص ) ونصبه (1336) عليا لذلك . (1337) ولم يكونوا معاونيه أيام الشعب و أيام الطائف و أيام الغزوات الشديدة وحال احتضاره وفي تجهيزه و تكفينه . (1338) فـبـهـذه (1339) الـمـعـونـة وبـذلك الخلف تحقق (1340) علينا صحة نبوة محمد(ص ) وخلافة عترته (ع ).