عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

الخميس يخلط ويتخبط ويحرف في معنى آيات القرآن الكريم

الخميس يخلط ويتخبط ويحرف في معنى آيات القرآن الكريم

قال عثمان الخميس: (سادسا: التطهير ليس خاصا بعلي وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم) بل واقـــع لغيرهم أيضا كما قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِها) (1) وقال تعالى: (وَلَكِنْ يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) (2)وقال تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ َ))(3).

أقول: وفي قوله هذا يعطينا الشيخ الخميس دليلا آخر على قلة فهمه وضحالة علمه، وعدم مقدرته على فهم آيات الكتاب العزيز فيتخبط تخبطا ما بعده تخبط ويتبنى أسلوب المغالطة إلى أبعد حد فيحرف في معنى العديد من آيات الكتاب العزيز، حيث يفسرها على غير معناها الصحيح، ويحاول تحميلها من الدلالة ما لا تتحمله، إنه يأت بآيات مـــن القـــــرآن الكريم ورد بها بعض الألفاظ مـــن مشتقات المصــدر

____________

(1) التوبة: 103.

(2) المائدة: 6.

(3) الأنفال: 11.

 

 


(الطهارة) ويحاول من خلال ذلك أن يدعي بأن التطهير ليس خاصا بأصحاب الكساء وإنما هو واقع لغيرهم أيضا ويعتبر هذه الآيات دليلا على هذه الدعوى.

كما يظهر من كلامه هذا أنه يظن أو يعتقد أن الشيعة يستدلون على طهــارة أصحاب الكساء من الرجس في آيــــة التطهير بقـوله تعالى: (ويطهركم) وهذا خطأ فاحش جدا، فالشيعة يستدلون على ذلك بمجموع الآية الكريمة (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَـــهِّرَكُمْ تَطْهيراً) وليس بخصوص (ويطهركم).

وردنا عليه حول ما أورده في هذا الوجه هو:

أن التطهير بالمعنى المراد في آية التطهير الواقع لأصحاب الكساء غير حاصل لأحد غيرهم من هذه الأمة إلا لبقية الأئمة التسعة من الأئمة الإثنى عشر من أهل البيت (عليهم السلام) وبأدلة خاصة لدينا، فقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِها) ليس فيه دلالة على أن المأخوذ منه الزكاة قد وقع وحصل له التطهير المطلق ومن كل شيء، وليس دفع الصدقة هو التكليف الوحيد لتطهير المرء نفسه، فهل من يدفع الزكاة ولكنه يمارس مخالفات شرعية من قبيل الكذب أو الغيبة مثلا أو غيرها يكون طاهرا من الرجس؟!.

إن آية التطهير وكما ذكرنا فيها إخبار عن تحقق التطهير ومن كل الأرجاس للمخاطبين بها، بينما حصول التطهير في قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِها) مترتب وقوعه على الالتزام بهذا التكليف، ولا يقع إلا بذلك، وليس تطهيرا من كل الأرجاس، فالفرق كبير جدا بين ما تفيده آية التطهير وما تدل عليه هذه الآية.

وأما بالنسبة لقــــوله تعــالى: (وَلَكِنْ يُريـــــدُ لِيُطَهِّــــرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ

 

 


عَلَيْكُمْ) والذي هو جزء من قوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا قُمْتُمْ إِلى الصَّلاةِ فاغْسِلوا وُجوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلى الْمَرافِقِ وامْسَحوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فاطَّهَّروا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيداً طَيِّباً فامْسَحوا بِوُجوهِكُمْ وَأَيْديكُمْ مِنْهُ ما يُريدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرونَ) (1)، فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية بصدد تشريع الطهارة المائية والترابية من الوضوء والغسل والتيمم عند وجوب الصلاة، ثم يخبر فيها أنه إنما أراد لهم بهذا التشريع أن يطهرهم ويتم نعمته عليهم، فيكون معنى قوله: (يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) أن الهدف من جعل هذه الأحكام وتشريعها من غسل ووضوء وتيمم وطهارة هو طهارة الناس من الحدث والخبث، فليس فيه إخبار عن تحقق هذه الطهارة، وإنما هي مرادة لله سبحانه وتعالى من خلال إرادته التشريعية ولا تتحقق إلا بامتثال هذه التشريعات، ولا تكون طهارة مطلقة ومن كل أفراد الرجس، فلا يوجد أحد يقول بأن من امتثل هذا التكليف المذكور في الآية الكريمة يكون طاهرا من كل الأرجاس.

وأما قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ َ) فليس فيه أيضا إخبار عن طهارة أحد وبشكل مطلق ومن جميع أفراد الرجس، فالله عز وجل في هذه الآية يخبر المسلمين بأنه أنزل عليهم ماء من السماء ليطهرهم به - بالماء - ومعلوم أن الماء لا يطهر الإنسان إلا من الحدث والخبث، أما الأرجاس المعنوية فلا يتم تطهيرها عن طريق الماء، فما زعمه الشيخ الخميس من وقوع التطهير لغير أصحاب الكساء زعم باطل وما استشهد به من كلام الله لإثبات ذلك ليس فيه دلالة على شيء مما أراد إثباته.

____________

(1) المائدة: 6.

 

 


قال الشيخ عثمان الخميس: (إذهاب الرجس لا يدل على أنهم الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل نحن نؤمن يقينا أن الله أذهب عن علي الرجس، ولذلك صار مولى المؤمنين وكذلك الحسن والحسين وفاطمة وكذلك زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذلك سماهن أمهات المؤمنين (وأزواجه أمهاتهم) وكذلك أصحاب النبي فإن الله أذهب عنهم الرجس جميعا بدليل الآيات التي ذكرناها قريبا) (حقبة من التاريخ - 192).

الخميس يقول بما تقول به الشيعة بالنسبة لأصحاب الكساء

أقول: إن الشيخ الخميس يكرر مرة أخرى إقراره واعترافه بأن الله سبحانه وتعالى أذهب عن علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) الرجس وهذا عين ما يقول به الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بالنسبة لهؤلاء، وهو باعترافه وإقراره هذا بذلك إنما يثبت لهم العصمة التي أراد أن يبطلها وإن لم يقل ذلك بلفظ صريح لأن الذي طهره الله سبحانه وتعالى من الأرجاس فهو معصوم بدون أدنى شك، فما أراد أن يبطله أثبته.

دعوى بلا دليل

كما كرر ما زعمه سابقا أن الله أذهب الرجس عن زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد رددنا عليه سابقا بهذا الخصوص(1)وقلنا هناك بما نختصره هنا أن القول بأن زوجات النبي مطهرات من الرجس يعني إثبات العصمة لهن وهذا لا قائل به، وأنه لا يوجد دليل من كتاب الله ولا من سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) يدل على ذلك، وآية التطهير لا تصلح دليلا على ذلك حسب قوله في الإرادة فيها، فهو يدعي أن الإرادة فيها إرادة تشريعية (إرادة محبة)

____________

(1) انظر صفحة 54 وما بعدها.

 

   


والمراد بهذه الإرادة ليس بحتمي الوقوع فيحتاج لإثبات وقوعه لهن إلى دليل آخر غير الآية الكريمة وهذا الدليل غير موجود بل إن ما فعله بعضهن من مخالفات شرعية لخير دليل على إبطال هذا الزعم.

القول بأن الله أذهب الرجس عن الصحابة افتراء على الله

ثم أن صاحبنا أضاف في قوله هذا مزعومة أخرى إلى مزاعمه السابقة وهي دعواه بأن الله قد أذهب الرجس أيضا عن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا افتراء على الله سبحانه وتعالى، وهو بهذا الزعم يثبت لهم العصمة وهذا لا قائل به، ولا يوجد دليل يمكن الركون إليه لإثبات ذلك وما أحال إليه من آيات فقد سبق وأن أبطلنا الاستدلال بها، وأثبتنا عدم دلالتها على شيء مما أراد إثباته، بل إن سيرة هؤلاء الصحابة وما مارسه الكثير منهم من مخالفات شرعية لهو أبرز دليل على بطلان هذه المزعومة، كما أن هناك الكثير من الروايات في مصادر أهل السنة تفيد أن جماعة ليست بالقليلة من هؤلاء الصحابة سيغيرون ويبدلون بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ثم سيردون النار يوم القيامة، أذكر نماذج منها على سبيل المثال:

فقد أخرج البخاري البخاري في صحيحه(1)والشاشي(2)في مسنده بسنديهما كلاهما عن أبي وائل قال - واللفظ للبخاري -: (قال عبد الله قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب أصحابي! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).

وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة الدوسي أنه كان يحدث

____________

(1) صحيح البخاري 6/2587.

(2) مسند الشاشي 2/42.

 

   


عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون على الحوض، فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)(1).

وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده(2) وأبو يعلى في مسنده(3) عن عبد الله بن مسعود - واللفظ لأحمد - عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأصحابه: (أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزتكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها) (4).

فكيف يكون هؤلاء مطهرون من الرجس ويدخلون النار؟!!!.

دلالة آية التطهير على الإمامة

فأما بالنسبة لقوله أن إذهاب الرجس لا يدل على أنهم الخلفاء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فجوابه أننا نستدل بهذه الآية على إمامة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخلافته للرسول على الأمة من بعده وكذلك إمامة

____________

(1) صحيح البخاري 5/2407.

(2) مسند أحمد 1/384 و 406 و 425.

(3) مسند أبي يعلى 1/126.

(4) صحيح مسلم 4/1789.

 

 


الحسن والحسين (عليهما السلام) بالدلالة الإلتزامية، لأن هؤلاء ادعوا الإمامة وخلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالنسبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد ادعاها لنفسه وادعاها له الإمامين الحسن والحسين والسيدة الزهراء (عليهم السلام) وباعتبار أنهم معصومون فلازمه صدق هذه الدعوى.

ثم أن المعصوم هو الأحق والأصلح والأنسب لتولي منصب الإمامة وخلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غيره ممن ليس بمعصوم، لأن الأخير لا يصلح أن يتولى هذا المنصب وذلك بنص القرآن الكريم قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدي الظّالِمينَ) (1) فالآية الكريمة تقرر أن من اتصف في آن من آنات حياته بالظلم لا يصلح أن يكون إماما(2) فهي تثبت لزوم أن يكون الإمام معصوما.

____________

(1) البقرة: 124.

(2) قال الشيخ جعفر السبحاني في كتابه (بحوث في الملل والنحل 6/258- 259): (...فإن الناس بالنسبة إلى الظلم على أقسام أربعة:

1- من كان طيلة عمره ظالما.

2- من كان طاهرا ونقيا جميع فترات عمره.

3- من كان ظالما في بداية عمره، وتائبا في آخره.

4- من كان ظاهرا في بداية عمره، وظالما في آخره.

عند ذلك يجب أن نقف على أن إبراهيم عليه السلام الذي سأل الإمامة لبعض ذريته أي قسم منها أراد؟.

حاشا إبراهيم أن يسأله الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته لوضوح أن الغارق في الظلم من بــداية عمـــره إلى آخــره، أو المتصف بـــه أيام تصـــديه للإمامة لا يصلح لأن يؤتمن عليها.

بقي القسمان الآخران، الثاني والثالث، وقد نص سبحانه على أنه لا ينال عهده الظالم، والظالم في هذه العبارة لا ينطبق إلا على القسم الثالث، أعني من كان ظالما في بداية عمره وكان تائبا حين التصدي.

فإذا خرج هذا القسم، بقي القسم الثاني، وهو من كان نقيا طيلة عمره ولم ير منه لا قبل التصدي ولا بعده أي انحراف عن جادة الحق، ومجاوزة الصراط السوي، وهو يساوي المعصوم).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

صور وعِبَر غرّاء من سيرة سيّدة النساء عليها ...
أقوال في حق الإمام علي ( عليه السلام )
الامام الرضا عليه السلام و ولاية العهد
في عرض ولايتها على الأشياء
النتائج الاخرویة للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم ...
ألقاب الإمام الرضا ( عليه السلام )
شهادة الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)
الرسائل
شخصية أهل البيت
اعلام الشيعة ایام الحسن (ع)

 
user comment