عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

نشاة التشيع

نشاة التشيع :

اختلفت الارا في مسالة نشاة التشيع , وذهب اكثر علما العامة الى كون التشيع قد نشا بعد وفاة رسول اللّه (ص ) , وتـشـعـبـت الاقوال في ذلك فمنهم من يدعي نشاته يوم السقيفة , وآخر يقول بعد مقتل عـثمان وثالث يذهب الى انه نشا في يوم صفين وذهب آخرون الى انه نشا بتحركات سياسية من قبل شخصية يهودية يقال له ( ابن سبا ) , او ان التشيع فارسي الاصل الى غير ذلك من الارا.
ونـلاحـظ ان الـغـالبية من هذه الارا تتجه في المسار الذي يحاول ان يهي الارضية الملائمة لرمي التشيع بالابتداع , والقول بانه امر محدث ليس له اي ارتباط بالدين , وقدنشا في العصور المتاخرة عـن عصر الرسالة , وجا ليحمل بين طياته عوامل التخريب وعناصر التفرقة والشقاق بين صفوف الامة الاسلامية .
وبـمـا ان حقيقة التشيع من الحقائق التي ضربت جذورها في اعماق التاريخ ‌الاسلامي , وتوغلت الى حـيـث بـدايـات الـدعـوة الـى الاسـلام , ورافـقت مسيرته منذاللحظات الاولى , طبقا للمدارك والـمستندات التاريخية التي لا تقبل الانكار , وبما ان التشيع قد نما وترعرع في احضان الرسالة , وبـين جوانح الاسلام , وباستمداد من تعاليمه ومبادئه المثلى فانا نلاحظ ان اولئك الذين حاولوا ان يـصوروا نشؤ التشيع بعيدا عن واقع الاسلام في مراحله الاولى , لم يكن بوسعهم الابتعاد عن ذلك الـعصر كثيرا , لئلايصطدموا بحقائق التاريخ الدامغة , ويقعوا في مهاترة مفضوحة معه ولذا حاول بـعـضـهـم ان يـصـور نشؤ التشيع في عصر الرسالة الاول بصورة ساذجة وسطحية , وانه كان يـمـثل وجودا روحيا فحسب , ثم تطور بعد ذلك الى اتجاه آخر , وتحول الى تكتل سياسي ,وذهب البعض الاخر الى انه نشا منذ يوم السقيفة بعد وفاة رسول اللّه (ص ) مباشرة ,وكانه انبثق في الواقع الاسلامي فجاة من دون اية سابقة او اعداد.
ومـع كل هذا فان اغلب هذه الاقوال تحمل بين طياتها خيوط الاعتراف بوجودكيان شيعي كان يلتف حـول امـير المؤمنين (ع ) , ويتعاضد معه في مختلف الرؤى والمواقف على عهد رسول اللّه (ص ) , ولـكن نرى في نفس الوقت وجود خيوط اخرى تفسح المجال واسعا امام دخول التاويلات الاضافية الـتي تحاول ان تبين التشيع بانه موجة فارسية اوتيار سياسي نشا نتيجة لظروف تاريخية خاصة , وملابسات مرت بالواقع الاسلامي آنذاك .
يقول الدكتور ( احمد امين ) في ( فجر الاسلام ) :

(( ان التشيع بدا بمعنى ساذج , وهو ان عليا اولى من غيره من وجهتين : كفاته الشخصية , وقرابته لـلـنـبـي , ولـكـن هـذا التشيع اخذ صيغة جديدة بدخول العناصرالاخرى في الاسلام من يهودية ونـصـرانية ومجوسية وحيث ان اكبر عنصر دخل في الاسلام الفرس , فلهم اكبر الاثر بالتشيع )) ((1014)) .
ويقول الدكتور ( كامل مصطفى ) في كتابه ( الصلة ) :
(( ان الـتـشيع قد عاصر بد الاسلام باعتباره جوهرا له , وانه ظهر كحركة سياسية بعد ان نازع معاوية عليا على الامارة وتدبير شؤون المسلمين , ويتبين بعد ذلك ان تبلورالحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان قبل قتل الحسين (ع ) مباشرة , وان كانت الحركة سبقت الاصطلاح .
وبـذلك يمكننا ان نلخص هذا الفصل في كلمة بيانها ان التشيع كان تكتلا اسلامياظهرت نزعته ايام النبي , وتبلور اتجاهه السياسي بعد قتل عثمان , واستقل الاصطلاح الدال عليه بعد قتل الحسين )).
وذهب الدكتور ( عبدالعزيز الدوري ) الى تقسيم التشيع الى روحي بدا ايام النبي (ص ) , وسياسي حدث بعد مقتل الامام علي
((1015)) .
فـواضـح مـن خلال هذه الاقوال التي تحاول ان تبتعد بالتشيع وتناى به عن عصررسول اللّه (ص ) انــهـا تـقر بوجود التشيع في مرحلة اسبق وتعترف بذلك ضمنا , ويحاول احمد امين ان يقطع هذه الـصـلة من خلال النص في موضع آخر على ان التشيع انما بدا بعدوفاة رسول اللّه (ص ) وفي يوم السقيفة بالذات , فيقول :
(( وكانت البذرة الاولى للشيعة الجماعة الذين راوا بعد وفاة النبي ان اهل بيته اولى الناس ان يخلفوه ))
((1016)) .
وممن يذهب الى هذا الراي ايضا الدكتور حسن ابراهيم حيث يقول :
(( ولا غرو فقد اختلف المسلمون اثر وفاة النبي (ص ) فيمن يولونه الخلافة ,وانتهى الامر بتولية ابي بكر , وادى ذلك الى انقسام الامة العربية الى فريقين : جماعية وشيعية ))
((1017)) .
وكذلك نص بهذا الراي المستشرق جولد تسيهر حيث يقول :
(( ان التشيع نشا بعد وفاة النبي (ص ) وبالضبط بعد حادثة السقيفة ))
((1018)) .
وكـان قـد ذهـب الـى القول بهذا الراي ايضا كل من ( ابن خلدون ) و ( اليعقوبي ) في تاريخيهما , فيقول ( ابن خلدون ) :
(( ان الـشيعة ظهرت لما توفي الرسول , وكان اهل البيت يرون انفسهم احق بالامر ,وان الخلافة لـرجـالهم دون سواهم من قريش , ولما كان جماعة يتشيعون لعلي , ويرون استحقاقه على غيره , ولما عدل به الى سواه تاففوا من ذلك ))
((1019)) .
ويقول ( اليعقوبي ) :
((ويـعـد جـمـاعة من المتخلفين عن بيعة ابي بكر هم النواة الاولى للتشيع , ومن اشهرهم سلمان الفارسي وابوذر الغفاري والمقداد بن الاسود والعباس بن عبدالمطلب ))
((1020)) .
ثـم نـرى ان ( احمد امين ) نفسه يدعي في ( ضحى الاسلام ) ان التشيع نشا بعدمقتل ( عثمان بن عفان ) فيقول في ذلك :
(( اختلف المسلمون بعد مقتل عثمان , وانقسموا احزابا , وهي في الواقع احزاب سياسية , فحزب يـرى ان عـليا اولى بان يكون خليفة , وحزب يرى ان معاوية هو الذي يحقق هذا الغرض , وحزب يـرى ان لا حـاجة الى الخلافة , وحزب محايد ولكن راينا في ذلك العصر ان الحزب الاول تسمى الشيعة , والثاني الامويين , والثالث الخوارج , والرابع المرجئة ))
((1021)) .
وشاركه في هذا الراي ايضا ( محمد ابو زهرة ) في كتابه ( تاريخ المذاهب الاسلامية ) , وان كان صدر كلامه يوحي بوجود الشيعة في مرحلة اسبق من ذلك حيث يقول :
(( الشيعة هم اقدم المذاهب السياسية الاسلامية , وقد ظهروا بمذهبهم في آخرعصر ( عثمان ) , ونـما وترعرع في خلافة علي اذ كلما اختلط بالناس ازدادوا اعجابا بمواهبه وقوة دينه وعلمه ))
((1022)) .
وهـنـاك آرا اخـرى فـي نشاة التشيع فمنهم من يدعي نشاته يوم الجمل عند قتال علي (ع ) لطلحة والـزبـيـر , وآخر زعم ان التشيع نشا يوم صفين عند افتراق جيش اميرالمؤمنين (ع ) في قضية الـتـحـكـيم المعروفة الى فرقتين الى غير ذلك من الارا التي بنيت على اسس خاطئة وغير واعية لمعنى التشيع وجوهره ومحتواه .
وعـلـى ايـة حـال فان الراي الصحيح هو ان التشيع بدا وولد منذ اللحظات الاولى التي ظهرت فيها رسـالـة الاسـلام , وحمل لوائها رسول اللّه (ص ) , وآمن به علي (ع ) ,وآزره ونصره , فقد اخذ رسـول اللّه (ص ) يعد العدة لضمان استمرار الرسالة , منذاللحظات الاولى التي بدات فيها الرسالة شوطها الاول , من خلال التركيز على مسالة الامامة من بعده فعمل (ص ) على اعداد الشخصية التي تـقـوم بـاعـبا الامامة اعدادا روحياوعلميا , وعمل على ربط الامة بها من خلال بنا اواصر المودة واظـهار الفضل , وتوج ذلك بالنص والوصية , والتشيع هو الاقرار بهذا المبدا الذي ظهرت معالمه يوم انذارالعشيرة .
واضـافـة الـى مـا يعتقده الامامية بالاجماع من كون التشيع كان وليدا للحظة التي ولدت فيها رسالة الاسـلام , ولم يكن امرا حادثا او طارئا على جسد الامة الاسلامية ,فقد نص على هذا الراي علما آخرون ممن يعتد برائهم , فيقول ( الحسن النوبختي ) الذي هو من اعلام القرن الثالث الهجري في كتابه ( فرق الشيعة ) :
(( فاول الفرق ( الشيعة ) , وهم فرقة علي بن ابي طالب (ع ) , المسمون بشيعة علي (ع ) في زمان الـنـبـي (ص ) وبـعـده , معروفون بانقطاعهم اليه والقول بامامته منهم المقدادبن الاسود , وسلمان الـفـارسي , وابوذر جندب بن جنادة الغفاري , وعمار بن ياسر , ومن وافق مودته مودة علي (ع ) , وهم اول من سمي باسم التشيع من هذه الامة , لان اسم التشيع قديم شيعة ابراهيم وموسى وعيسى والانبيا صلوات اللّه عليهم اجمعين ))
((1023)) .
ويقول ( ابو حاتم الرازي ) في كتابه ( الزينة ) :
(( ان اول اسـم ظـهـر فـي الاسلام على عهد رسول اللّه هو الشيعة , وكان هذا هو لقب اربعة من الصحابة , وهم : ابوذر , وسلمان , والمقداد , وعمار , وينقل عن سلمان انه قال :بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين والائتمام بعلي ))
((1024)) .
ويـقـول ( محمد عبداللّه عنان ) في كتابه ( تاريخ الجمعيات السرية ) عند تعليقه على الحادثة التي روتـهـا كـتـب السيرة عند نزول قوله تعالى : ( وانذر عشيرتك الاقربين )
((1025)) , ودعوة الرسول (ص ) لعشريته , وعدم استجابتهم له الا علي (ع ) :
(( مـن الـخـطا ان يقال : ان الشيعة انما ظهروا لاول مرة عند انشقاق الخوارج , بل كان بد الشيعة وظهورهم في عصر الرسول حين امر بانذار عشيرته بهذه الاية ))
((1026)) .
وجا في كتاب ( تاريخ الفرق الاسلامية ) :
(( وكان ابو سعيد الخدري , وهو من كبار الصحابة يقول : امر الناس بخمس فعملواباربعة وتركوا واحـدة , وسئل عن الاربع , قال : الصلاة والزكاة والصوم والحج , قيل : فماالواحدة التي تركوها ؟ قـال : ولايـة عـلـي بـن ابي طالب , قيل له : وانها لمفروضة معهن ,قال : نعم هي مفروضة معهن ))
((1027)) .
وكان ( ابو سعيد الخدري ) يقول :
(( ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه الا ببغض علي بن ابي طالب ))
((1028)) .
وجا في ( خطط الشام ) لـ ( محمد كرد علي ) انه قال :
((عـرف جـمـاعـة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول اللّه (ص ) مثل سلمان الفارسي الـقائل : بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن ابي طالب والمولاة له , ومثل ابي سـعـيد الخدري الذي يقول : امر الناس بخمس فعملوا باربع وتركواواحدة , ولما سئل عن الاربع قال : الصلاة , والزكاة , وصوم شهر رمضان , والحج , قيل فما الواحدة التي تركوها ؟ قال : ولاية علي بن ابي طالب , قيل له : وانها لمفروضة معن ؟قال : نعم هي مفروضة معهن .
ومثل ابي ذر الغفاري , وعمار بن ياسر , وحذيفة بن اليمان , وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت , وابي ايوب الانصاري , وخالد بن سعيد , وقيس بن سعد بن عبادة ))
((1029)) .
وجا في اوائل شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد :
(( ان القول بتفضيل علي (ع ) قول قديم قد قال به كثير من الصحابة والتابعين , فمن الصحابة عمار والـمـقداد وابوذر وسلمان وجابر بن عبد اللّه وابي بن كعب وحذيفة وبريدة وابو ايوب وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف وابو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وابو الطفيل عامر بن واثلة والعباس بن عبدالمطلب وبنوه وبنو هاشم كافة وبنو المطلب كافة ))
((1030)) .
وقد نقل الدكتور الشيخ ( احمد الوائلي ) اسما مائة و ثلاث وثلاثين رائدا من روادالتشيع الاوائل فـي كتابه ( هوية التشيع ) , وقال بان هؤلا يمثلون شريحة او نماذج ذكرت دون انتقا او اختيار , ثـم ذكـر الـمـصـادر الـرجـالـيـة والـكـتـب الـتـي نـصت على القول بتشيعهم لامير المؤمنين علي (ع )
((1031)) .
وامـا العلامة الشيخ ( جعفر السبحاني ) فقد ذكر خمسين صحابيا من الطبقة العلياللشيعة في الجز السادس من كتابه القيم ( بحوث في الملل والنحل ) , وقال :
(( فمن اراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيعهم فليرجع الى الكتب المؤلفة في الرجال , ولكن بعين مفتوحة , وبصيرة نافذة ))
((1032)) .
وقال ( المسعودي ) في ( مروج الذهب ) :
(( كان ممن شهد صفين م ع علي بن ابي طالب (ع ) من اصحاب بدر سبعة وثمانون رجلا , منهم سبعة عـشر من المهاجرين وسبعون من الانصار , وشهد معه ممن بايع تحت الشجرة وهي بيعة الرضوان مـن المهاجرين والانصار ومن سائر الصحابة تسعمائة ,وكان جميع م ن شهد معه من الصحابة الفين وثمنمائة ))
((1033)) .
وفي ( مروج الذهب ) ايضا :
(( ان عليا(ع ) خرج الى حرب الجمل في سبعمائة راكب , منهم اربعمائة من المهاجرين والانصار , مـنـهـم سـبعون بدريا , وباقيهم من الصحابة الى ان قال : فيما حدث به ابو خليفة الفضل بن الحباب الـجـمـحـي عـن ابن عائشة عن معن بن عيسى , عن المنذربن الجارود قال : لما قدم علي البصرة خرجت انظر اليه , فورد موكب نحو الف فارس يقدمهم فارس على فرس اشهب
((1034)) , عليه قـلـنـسـوه وثـياب بيض , متقلد سيفا معه راية , واذا تيجان القوم الاغلب عليها البياض والصفرة , مـدجـجـيـن فـي الحديد والسلاح ,فقلت : من هذا ؟ , فقيل : ابو ايوب الانصاري وهؤلا الانصار وغيرهم .
ثـم تـلاهـم فارس عليه عمامة صفرا وثياب بيض , متقلد سيفا , متنكب قوسا ,معه راية على فرس اشقر في نحو الف فارس , فقلت : من هذا ؟ فقيل : خزيمة بن ثابت الانصاري ذو الشهادتين .
ثـم مـر بـنا فارس على فرس كميت معتم بعمامة صفرا تحتها قلنسوة بيضا عليه قبا ابيض مصقول , متقلد سيفا , متنكب قوسا في نحو الف فارس , معه راية , فقلت : من هذا ؟ فقيل : ابو قتادة بن ربعي .
ثـم مـر بـنا فارس على فرس اشهب عليه ثياب بيض وعمامة سودا قد سد لها بين يديه ومن خلفه , شديد الادمة
((1035)) عليه سكينة ووقار , رافع صوته بقراة القرآن ,متلقد سيفا , متنكب قوسا , مـعـه رايـة بيضا في الف فارس من الناس مختلفي التيجان ,حوله مشيخة وكهول وشباب , كان قد اوقـفـوا لـلـحـسـاب , في جباههم اثر السجود فقلت :من هذا ؟ فقيل : عمار بن ياسر في عدة من المهاجرين والانصار وابنائهم .
ثـم مـر بـنا فارس على فرس اشقر عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضا وعمامة صفرا , متنكب قوسا , متقلد سيفا , تخط رجلاه في الارض في الف من الناس الغالب على تيجانهم الصفرة والبياض معه راية صفرا , قلت : من هذا ؟ قيل : قيس بن سعد بن عبادة في الانصار وابنائهم وغيرهم من قحطان .
ثم مر بنا فارس على فرس اشعل
((1036)) ما راينا احسن منه , عليه ثياب بيض وعمامة سودا قد سد لها بين يديه بلوا , قلت : من هذا ؟ قيل : عبداللّه بن العباس في عدة من اصحاب رسول اللّه (ص ).
ثم تلاه موكب آخر فيه فارس اشبه الناس بالاولين , قلت : من هذا ؟ قيل : قثم بن العباس , او سعيد بن العاص .
ثـم اقـبـلـت الـمواكب والرايات يقدم بعضها بعضا , واشتبكت الرماح , ثم ورد خلق عليهم السلاح والحديد مختلفو الرايات كانما على رؤوسهم الطير في اوله راية كبيرة ,يقدمهم الطير كانما كسر وجبر
((1037)) , نظره الى الارض اكثر من نظره الى فوق , عن يمينه شاب حسن الوجه , وعن يساره شاب حسن الوجه , قلت : من هؤلا ؟ فقيل : هذا علي بن ابي طالب , وهذان الحسن والحسين عن يمينه وشماله , وهذا محمد بن الحنفية بين يديه ,معه الراية العظمى , وهذا الذي خلفه عبداللّه بن جعفر بن ابي طالب , وهؤلا ولد عقيل وغيرهم من فتيان بني هاشم , وهؤلا المشايخ اهل بدر من المهاجرين والانصار )) ((1038)) .
وجا في ( السيرة الحلبية ) :
(( قـال بـعضهم شهدنا صفين مع علي بن ابي طالب ثمنمائة من اهل بيعة الرضوان ,وقتل منهم ثلاثة وستون , منهم عمار بن ياسر ))
((1039)) .
ومن الطبيعي ان من بين هؤلا الصحابة ان لم نقل كلهم مجاميع كبيرة كانت توالي عليا(ع ) وتؤازره , وتـناصره , وتعرف حقه , وتتكتل معه منذ بداية الدعوة الى الاسلام ,وفي اثنا تاكيدات النبي (ص ) الـمتكررة على وصايته وخلافته , وامر المسلمين باتباعه والرجوع اليه , لاسيما اذا اخذنا بنظر الاعـتـبـار ان من لم يكن هواه مع هوى علي (ع ) ولم يكن متبعا ومشايعا له كان بامكانه ان ينضم الى الـفـرق التي كانت تعلن الحرب ضده ,وتنصب العدا له , وتحاول ان تمسك بزمام الحكم الاسلامي , وتـتـنافس من اجل الهيمنة على الخلافة آنذاك , وخصوصا اذا لاحظنا ان الرايات التي ارتفعت هي رايـات حـمـلهااناس عاشوا في كنف الرسول (ص ) , وانخرطوا ضمن طبقة الاصحاب الاوائل له ,وحـاولـوا كـسـب الراي العام الى صفهم بمختلف الوسائل والاغراات , فمن ثبت من الاصحاب مع عـلي (ع ) في هذا المهب العاصف , وفي هذه المواقف الرسالية الصعبة , وعندذلك الاختبار العسير الـذي مرت الامة الاسلامية بمخاضاته المعقدة فهو من شيعة اميرالمؤمنين (ع ) قطعا , ومن مواليه والعارفين بحقه واولويته وسابق منزلته في الاسلام منذالبدايات .
ومـا اروع ما يثبته السيد الشهيد ( محمد باقر الصدر ) في مقدمة كتاب ( تاريخ ‌الامامية واسلافهم مـن الشيعة ) بصدد هذه الحقيقة التي تؤكد على وجود التشيع في عهدرسول اللّه (ص ) ومنذ بداية الـدعـوة الـى الاسلام , حيث يذكر ان هناك ثلاثة طرق كان بامكان رسول اللّه (ص ) انتهاجها تجاه مـسـتقبل الدعوة الاسلامية , وتعيين قيادتها اثناحياته , فاول هذه الطرق هو ان يقف الرسول (ص ) موقفا سلبيا تجاه مستقبل الدعوة الاسلامية , ويكتفي بممارسة دوره في قيادة الدعوة وتوجيهها في فـتـرة حـياته , ويترك مستقبلها للظروف والصدف , فيبطل السيد الشهيد هذا الاحتمال , ويبين ان طـبيعة الاشيا كانت تدل على خلاف ذلك , لان الدعوة بحكم كونها عملا تغييريا انقلابيا في بدايته , يـسـتهدف بنا امة واستئصال كل جذور الجاهلية منها , تتعرض لاكبر الاخطاراذا خلت الساحة من قائدها وتركها دون اي تخطيط.
وثـانـي هـذه الـطـرق هو ان يتخذ الرسول (ص ) موقفا ايجابيا تجاه مصير الدعوة , الا انه يجعل الـقيمومة عليها , وقيادة التجربة بيد الامة ممثلة على اساس نظام الشورى في جيلها العقائدي الاول الذي يضم مجموع المهاجرين والانصار.
وهـنـا يؤكد السيد الشهيد ايضا ان طبيعة الاشيا والوضع العام الثابت عن الرسول والدعوة والدعاة يـرفـض هـذه الـفـرضية , وينفي ان يكون النبي (ص ) قد انتهج هذاالطريق واتجه الى ربط قيادة الـدعـوة بـعـده مـبـاشرة بالامة ممثلة في جيلها الطليعي من المهاجرين والانصار على اساس نظام الـشـورى , اذ لـم يـنـقل عن الرسول (ص ) قيامه بعملية توعية للامة والدعاة على نظام الشورى وحـدوده وتفاصيله , فلا يلمس ذلك في الاحاديث الماثورة عنه (ص ) , ولا يوجد فيها اي ملامح او انعكاسات محددة لتوعية من ذلك القبيل .
ثـم يـنتقل الامام الشهيد لبيان الطريق الثالث الذي يؤكد من خلاله ان رسول اللّه (ص ) قد قام بعملية تـعـبـئة فكرية للمجتمع حول الخليفة القائد من بعده وهو علي (ع ) ,وركز هذا المفهوم في اذهان المسلمين من خلال الحشد الكبير من النصوص الصريحة ,فيقول في ذلك :
((الـطـريـق الـثـالث : وهو الطريق الوحيد الذي بقي منسجما مع طبيعة الاشياومعقولا على ضؤ ظـروف الـدعـوة وسلوك النبي (ص ) , وهو ان يقف النبي (ص ) من مستقبل الدعوة بعد وفاته موقفا ايـجـابـيا , فيختار بامر اللّه سبحانه وتعالى شخصا يرشحه عمق وجوده في كيان الدعوة , فيعده اعدادا رساليا وقياديا خاصا , تتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة , وليواصل بـعـده بمساندة القاعدة الشعبية الواعية من المهاجرين والانصار قيادة الامة وبناها عقائديا وتقريبها باستمرار نحو المستوى الذي يؤهلها لتحمل المسؤوليات القيادية .
وهـكذا نجد ان هذا هو الطريق الوحيد الذي كان بالامكان ان يضمن سلامة مستقبل الدعوة وصيانة التجربة من الانحراف في خط نموها , وهكذا كان .
ولـيـس مـا تـواتر عن النبي (ص ) من النصوص التي تدل على انه كان يمارس اعدادارساليا وتثقيفا عـقـائديا خاصا لبعض الدعاة على مستوى يهيئه للمرجعية الفكرية والسياسية , وانه (ص ) قد عهد الـيـه بمستقبل الدعوة وزعامة الامة من بعده فكرياوسياسيا , ليس هذا الا تعبيرا عن سلوك القائد الرسول (ص ) للطريق الثالث الذي كانت تفرضه وتدل عليه قبل ذلك طبيعة الاشيا كما عرفنا.
ولم يكن هذا الشخص الداعية المرشح للاعداد الرسالي القيادي , والمنصوب لتسلم مستقبل الدعوة وتـزعـمـها فكريا وسياسيا الا علي بن ابي طالب الذي رشحه عمق وجوده في كيان الدعوة , وانه المسلم الاول بها , والمجاهد الاول في سبيلها , عبر كفاحهاالمرير ضد كل اعدائها , وعمق وجوده فـي حـيـاة الـقائد الرسول , وانه ربيبه الذي فتح عينيه في حجره , ونشا في كنفه , وتهيات له من فرص التفاعل معه , والاندماج بخطه مالم يتوفر لاي انسان آخر.
والـشواهد في حياة النبي والامام علي على ان النبي كان يعد الامام اعدادا رسالياخاصا كثيرة جدا , فـقـد كان النبي يخصه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها ويبداه بالعطا الفكري والتثقيف اذا استنفذ الامـام اسـئلـتـه , ويـخـتلي به الساعات الطوال في الليل والنهار , يفتح عينيه على مفاهيم الرسالة ومشاكل الطريق ومناهج العمل الى آخر يوم في حياته الشريفة )).
ويـسـرد الـسـيد الشهيد الصدر جملة من الشواهد التاريخية الدالة على اعداد النبي الاكرم (ص ) لامـير المؤمنين علي (ع ) اعدادا رساليا خاصا وعلى اسناده (ص ) لزعامة الدعوة الاسلامية فكريا وسياسيا اليه (ع ) , ثم يستطرد قائلا.
(( وهـكذا وجد التشيع في اطار الدعوة الاسلامية متمثلا في هذه الاطروحة النبوية التي وضعها الـنـبي (ص ) بامر من اللّه للحفاظ على مستقبل الدعوة وهكذا وجد التشيع لاكظاهرة طارئة على مسرح الاحداث , بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكون الدعوة وحاجاتها وظروفها الاصيلة التي كانت تـفـرض عـلى الاسلام ان يلد التشيع , وبمعنى آخركانت تفرض على القائد الاول للتجربة ان يعد لـلتجربة قائدها الثاني الذي تواصل على يده ويد خلفائه نموها الثوري , وتقترب نحو اكتمال هدفها الـتغييري في اجتثاث كل رواسب الماضي الجاهلي وجذوره , وبنا امة جديدة على مستوى متطلبات الدعوة ومسؤوليتها ))
((1040)) .
وبـهـذا نـخـلص الى النتيجة القائلة بان التشيع انما ولد بين جوانح الرسالة الاسلامية وفي احضان الـنـبـوة وبـرعاية خاصة من رسول اللّه (ص ) , وتزامن التاريخ له بالتاريخ ‌للدعوة الاسلامية منذ بدايات البزوغ .
يقول الامام ( محمد حسين كاشف الغطا ) :
(( ان اول مـن وضع بذرة التشيع في حقل الاسلام ـ هو نفس صاحب الشريعة الاسلامية ـ يعني ان بـذرة الـتـشـيـع وضعت مع بذرة الاسلام , جنبا الى جنب , وسوابسوا ولم يزال غارسها يتعاهدها بالسقي والعناية حتى نمت وازهرت في حياته , ثم اثمرت بعد وفاته ))
((1041)) .
ويقول الشيخ العلامة ( محمد حسين المظفر ) :
(( فـكـانت الدعوة الى التشيع لابي الحسن (ع ) من صاحب الرسالة تمشي منه جنبالجنب مع الدعوة للشهادتين ))
((1042)) .
ويقول الشيخ العلامة ( جعفر السبحاني ) :
(( قـد تـعرفت على تاريخ التشيع , وانه ليس وليدا لجدال الكلامي , ولا انتاج السياسات الزمنية , وانما هو وجه آخر للاسلام , وهما وجهان لعملة واحدة ))
((1043)) .
واخيرا تصل النوبة بنا الى استعراض مجمل الشواهد التي تدل على ان بذرة التشيع كانت قد غرست فـي عصر الرسالة الاول , وان النبي الاكرم (ص ) هو واضع البذرة الاولى لهذا الاساس والمتعاهد لـهـا طـيـلـة حياته المقدسة , وسوف نقوم باثبات ذلك ,مقتصرين في الغالب على ما رواه العامة في مصادرهم المختلفة ضمن العناوين التالية :

1 ـ العناية النبوية المتميزة بعلي (ع ) واعداده اعدادا رساليا خاصا:

في ( مستدرك الحاكم ) بسنده الى زيد بن علي بن الحسين عن ابيه عن جده قال :
(( اشـرف رسول اللّه (ص ) من بيت ومعه عماه العباس وحمزة وعلي وجعفر وعقيل هم في ارض يـعـملون فيها , فقال رسول اللّه (ص ) لعميه : اختارا من هؤلا , فقال احدهمااخترت جعفرا , وقال الاخر : اخترت عقيلا , فقال : خيرتكما فاخترتما , فاختار اللّه لي عليا ))
((1044)) .
وجا في ( صحيح الترمذي ) :
(( عـن الـزبير بن جابر قال : دعا رسول اللّه (ص ) عليا يوم الطائف فانتجاه , فقال الناس : لقد طال نحواه مع ابن عمه , فقال رسول اللّه (ص ) : ما انتجيته ولكن اللّه انتجاه )).
ثـم قـال ( الـتـرمـذي ) : ومـعـنـى قوله : ((ولكن اللّه انتجاه , يقول : اللّه امرني ان انتجي معه ))
((1045)) .
وقال ( الطبري ) انه لما نزل قوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا اذا ناجيتم الرس ول ف قدموا بين يدي نجواكم صدقة )
((1046)) :
نهو عن مناجات النبي (ص ) حتى يتصدقوا , فلم يناجه احد الا علي بن ابي طالب ))
((1047)) .
وجا في ( كنز العمال ) :
(( عـن جندب بن ناجية اوناجية بن جندب : لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي (ص ) مع علي (ع ) مليا ثم مر , فقال له ابوبكر : يا رسول اللّه اللّه انتجاه ))
((1048)) .
وورد في ( صحيح الترمذي ) :
(( عـن عـوف بن عبداللّه بن عمرو بن هند الجملي عن علي (ع ) قال : قال علي :(( كنت اذا سالت رسول اللّه (ص ) اعطاني , واذا سكت ابتداني ))
((1049)) .
وروى ( ابو نعيم ) في حليته بسنده الى ابن عباس قال :
(( كنا نتحدث ان النبي (ص ) عهد الى علي سبعين عهدا لم يعهد الى غيره ))
((1050)) .
وفي ( مستدرك الصحيحين ) روى بسندين عن ابي اسحق قال :
(( سـالـت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول اللّه (ص ) دونكم ؟ قال : لانـه كان اولنا به لحوقا , واشدنا به لزوقا ))
((1051)) .
وجا في ( شرح نهج البلاغة ) :
(( ان الفضل بن العباس بن عبد المطلب قد سال اباه عن ولد رسول اللّه (ص )الذكور ايهم كان رسول اللّه (ص ) لـه اشـد حبا , فقال له : علي بن ابي طالب (ع ) , فقال له :سالتك عن بنيه , فقال : انه كان احب اليه من بنيه جميعا واراف , ما رايناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا , الا ان يكون في سفر لخديجة , وما راينا ابا ابـر منه لعلي , ولا ابنااطوع لاب من علي له ))
((1052)) .
وجا في ( شرح النهج ) ايضا :
(( روى جبير بن مطعم قال : قال ابي مطعم لنا ونحن صبيان بمكة : الا ترون حب هذا الغلام ( يعني عـلـيـا ) لمحمد , واتباعه له , دون بني ابيه ؟ فواللات والعزى , لوددت انه ابني بفتيان بني نوفل جميعا ))
((1053)) .
ورى ( ابن سعد ) في كتاب الطبقات :
(( عن علي انه قيل له : مالك اكثر اصحاب رسول اللّه (ص ) حديثا ؟ قال : اني كنت اذا سالته انباني , واذا سكت ابتداني ))
((1054)) .
وجا في ( صحيح الترمذي ) عن ابن عمر انه قال :
(( آخـى رسـول اللّه (ص ) بـيـن اصحابه , فجا علي تدمع عيناه , فقال : يا رسول اللّه ,آخيت بين اصـحـابـك ولـم تـؤاخ بـيـنـي وبـيـن احد , فقال رسول اللّه (ص ) : انت اخي في الدينا والاخرة ))
((1055)) .
وجا في ( خصائص النسائي ) عن علي (ع ) انه كان يقول :
(( كان لي منزلة من رسول اللّه لم تكن لاحد من الخلائق كنت ادخل على نبي اللّه كل ليلة , فاذا كان يصلي سبح فدخلت , وان لم يكن يصلي اذن لي فدخلت )).
وورد فيه ايضا عن علي (ع ) :
(( كان لي من النبي مدخلان : مدخل بالليل ومدخل بالنهار )).
ورى ( النسائي ) ايضا :
((عـن ام سـلـمة : انها كانت تقول والذي تحلف به ام سلمة ان اقرب الناس عهدابرسول اللّه علي , قـالـت : لما كان غداة قبص رسول اللّه , فارسل اليه رسول اللّه واظنه كان بعثه في حاجة , فجعل يقول جا علي ؟ ثلاث مرات , فجا قبل طلوع الشمس , فلما ان جا عرفنا ان له اليه حاجة , فخرجنا مـن الـبـيـت , وكنا عند رسول اللّه يومئذ في بيت عائشة , وكنت في آخر من خرج من البيت , ثم جـلست ورا الباب , فكنت ادناهم الى الباب , فاكب عليه علي فكان آخر الناس به عهدا فجعله يساره ويناجيه ))
((1056)) .
روي عن عائشة انها قالت :
(( قال رسول اللّه (ص ) لما حضرته الوفاة ( ادعوا لي حبيبي ) , فدعوا له ابابكر,فنظر اليه , ثم وضع راسه , ثم قال : ( ادعوا لي حبيبي ) , فدعوا له عمر , فلما نظر اليه ,وضع راسه , ثم قال :
( ادعـوا لـي حـبـيبي ) , فدعوا له عليا(ع ) , فلما رآه ادخله في الثوب الذي كان عليه , فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه ))
((1057)) .
وعن ابن عباس انه قال :
((ان الـنبي ثقل وعنده عائشة وحفصة اذ دخل علي (ع ) , فلما رآه النبي (ص )رفع راس ه ثم قال :
(( ادن مني , ادن مني )) , فسنده , فلم يزل عنده حتى توفي ))
((1058)) .
وفي ( خصائص النسائي ) ايضا بسنده عن ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه قال :
(( كنا عند النبي (ص ) , وعنده قوم جلوس , فدخل علي كرم اللّه وجهه , فلما دخل خرجوا , فلما خـرجـوا تلاوموا فقالوا : واللّه ما اخرجنا اذ ادخله , فرجعوا فدخلوا , فقال :واللّه ما انا ادخلته واخرجتكم , بل اللّه ادخله واخرجكم ))
((1059)) .
وفي (مناقب الامام امير المؤمنين (ع ) ) للحافظ الكوفي باسناده عن ابي البختري قال : قال علي :
(( بـعثني النبي (ص ) الى اليمن , فقلت : يا رسول اللّه تبعثني وانا شاب , ويكون هناك مما لا علم لي بها , قال : فضرب بيده الى صدري , وقال : ان اللّه سيهدي قلبك ,ويثبت لسانك قـال : فـقـال عـلي (ع ) : والذي فلق الحبة وبرا النسمة ما تعاييت ان اقضي بين خصمين الى الساعة ))
((1060)) .
وفـي مناقب الامام امير المؤمنين (ع ) للحافظ الكوفي باسناده عن خديجة بنت علي بن الحسين قال :
(( قال النبي (ص ) عند ما نزل قوله تعالى ( وتعيها اذن واعية )
((1061)) قال (ص ) : سالت اللّه ان يجعلها اذنك يا علي فجعلها )) ((1062)) .
وفيه ايضا باسناده عن وهب قال :
(( قـال رسـول اللّه (ص ) : يا علي ان اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك واعلمك ولااجفوك , فحق علي ان اعلمك , وحق عليك ان تعي ))
((1063)) .
وفيه ايضا باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
(( ذكرنا عنده عليا فقال : انكم تذكرون رجلا ربما سمع وطا جبريل فوق بيته ))
((1064)) .
وفيه ايضا باسناده عن ابي اسحق قال :
(( بـينما سلمان جالس في اناس من اصحابه اذ مر علي فقال : ما يمنعكم افلاتقومون اليه , فتاخذون بحجزته , فواللّه ما اعلم احدا هو اعلم بسر رسول اللّه (ص ) منه ))
((1065)) .
وفيه ايضا باسناده عن ابي صالح عن علي (ع ) قال :
(( قـلت يا رسول اللّه علمني شيئا ينفعني قال : قل ربي اللّه ثم استقم , قال : قلت :حسبي اللّه و ما توفيقي الا باللّه , فقال : ليهنيك العلم ابا حسن لقد شربت العلم شرباوثاقبته ثقبا ))
((1066)) .
وجـا في علم علي (ع ) الذي ورثه عن رسول اللّه (ص ) والذي يدل على انه (ع )كان يخضع لتثقيف رسالي خاص من قبل صاحب الرسالة (ص ) انه قال :
(( علمني رسول اللّه الف باب من العلم , ففتح لي من كل باب الف باب ))
((1067)) .
وروي عن انس انه قال :
(( قيل : يا رسول اللّه , عمن ناخذ العلم بعدك ؟.
فقال (ص ) : عن علي ))
((1068)) .
وقال (ص ) :
(( انا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن اراد الحكمة فليات الباب )).
(( انا مدينة العلم وعلي بابها ))
((1069)) .
وقال (ص ) : (( علي خازن علمي ))
((1070)) .
وقال (ص ) : (( علي عيبة علمي ))
((1071)) .
وقال (ص ) : (( علي باب علمي ومبين لامتي ما ارسلت به من بعدي ))
((1072)) .
وقال (ص ) : (( علي وعا علمي ووصيي وبابي الذي اوتى منه ))
((1073)) .
وجـا فـي ( نهج البلاغة ) عنه (ع ) مبينا ارتباطه برسول اللّه (ص ) وعناية النبي الاكرم (ص ) به عناية رسالية خاصة انه (ع ) قال :
(( وقـد عـلمتم موضعي من رسول اللّه (ص ) بالقرابة القريبة , والمنزلة الخصيصة , وضعني في حجره وانا ولد , يضمني الى صدره , ويكنفني في فراشه , ويمسني جسده ويشمني عرفه , وكان يمضغ الشي ثم يلقمنيه , وما وجد لي كذبة في قول ولاخطلة في فعل , ولقد ق رن اللّه به (ص ) من لـدن ان كـان فطيما اعظم ملك من ملائكته ,يسلك به طريق المكارم , ومحاسن اخلاق العالم , ليله ونـهـاره , ولـقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثرامه , يرفع لي في كل يوم من اخلاقه ع لما , ويامرني بالاقتدا به , ولقد كان يجاور في كل سنة بحرا فاراه , ولا يراه غيري , ولم يجمع بيت واحد يومئذ فـي الاسـلام غـير رسول اللّه (ص ) وخديجة وانا ثالثهما , ارى نور الوحي والرسالة , واشم ريح النبوة .
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (ص ) , فقلت : يا رسول اللّه : ماهذه الرنة ؟ فقال :
هـذا الـشـيـطان قد ايس من عبادته , انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى ,الا انك لست نبي , ولكنك لوزير وانك لعلى خير ))
((1074)) .
وفي ( كنز العمال ) عن علي (ع ) انه قال :
(( قـال رسول اللّه (ص ) يوم الخندق : اللهم انك اخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر , وحمزة بن عبد المطلب يوم احد , وهذا علي , فلا تدعني فردا وانت خير الوارثين ))
((1075)) .
وعن جعفر بن محمد عن ابيه عن ابائه (ع ) , عن علي (ع ) قال :
(( سلوني عن كتاب اللّه عزوجل , فواللّه ما نزلت آية من كتاب اللّه في ليل ولانهار ولا مسير و مقام الا وقد اقرانيها رسول اللّه (ص ) وعلمني تاويلها.
فقام اليه ابن الكوا فقال : يا امير المؤمنين فما كان ينزل عليه وانت غائب عنه ؟.
قـال : كان رسول اللّه (ص ) ما كان ينزل عليه من القرآن و انا غائب عنه حتى اقدم عليه فيقرانيه , ويـقـول لـي : يـا علي انزل اللّه علي بعدك كذا وكذا , وتاويله كذا وكذا ,فيعلمني تنزيله وتاويله ))
((1076)) .

2 ـ النبي (ص ) يسند الى علي (ع ) المهام الاسلامية الكبرى :

وهـنـا نـحاول ان نستعرض اربعة مواقف رسالية كبيرة ترشح لها امير المؤمنين (ع ) من بين بقية الـمسلمين قاطبة , ونقتصر على هذا المقدار من جملة المواقف الكثيرة التي رقى اليها بطل الاسلام عـلـي (ع ) بـاعـداد وتوجيه من رسول اللّه (ص ) الامر الذي كان يعني ان النبي الاكرم (ص ) يقوم بـعـمـلـية اعداد مشهودة للملا جميعا للخليفة الذي سياتي من بعده وينؤ بحمل هذه الامانة الثقيلة , ويتاهل لاكمال شوط الرسالة بجدارة واقتدار.
ومن غير شك ان هذه العملية الواعية التي يقوم فيها رسول اللّه (ص ) بتاهل اميرالمؤمنين علي (ع ) وترشيحه اليها تصب في اتجاه الفات النظر العام الى موقعه في الاسلام ,وتهيئة الارضية الملائمة لـترسيخ قاعدة شيعية موالية تؤصل هذا الموقع , وتستوعيه استيعابا رساليا معمقا يتيح لها ان تكون الطليعة الرائدة لحركة التشيع فيما بعد.
والمواقف الاربعة التي تم اختيارها بهذا الصدد هي :
الموقف الاول : مبيت علي (ع ) على فراش النبي (ع ) ليلة الهجرة .
فقد جا ( في تفسير الثعلبي ) :
(( ان رسول اللّه (ص ) لما اراد الهجرة خلف علي بن ابي طالب بمكة لقضا ديونه ,ورد الودائع التي كانت عنده , وامره ليلة الخروج الى الغار , وقد احاط المشركون بالدار ,ونام على فراشه , فقال :
يا علي اتشح ببرد الحضرمي , ثم نم على فراشي , فانه لايخلص اليك مكروه ان شا اللّه .
وفـعـل ذلك علي (رض ) , فاوحى اللّه عزوجل الى جبرئيل وميكائيل : اني آخيت بينكما , وجعلت عـمـر احـدكما اطول من الاخر , وايكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختاركلاهما الحياة , فاوحى اللّه اليهما : الا كنتما مثل علي بن ابي طالب آخيت بينه وبين محمد(ص ) , فنام على فراشه يفديه بنفسه , ويؤثره بالحياة , اهبطا الى الارض , فاحفظاه من عدوه , فكان جبرئيل عند راسه , وميكائيل عن رجله , فقال جبرئيل : بخ بخ من مثلك يا ابن ابي طالب يباهي اللّه بك الملائكة , فانزل اللّه تعالى على رسوله وهو متوجه الى المدينة في شان علي : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغا مرضات اللّه واللّه رؤوف بالعباد )
((1077)) )) ((1078)) .
وقد نسب الحاكم في المستدرك هذه الابيات الى امير المؤمنين (ع ) عند مبيته على الفراش :
وقيت بنفسي خير من وطي الحصى ـــــومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر.
رسول اللّه خاف ان يمكروا به ـــــفنجاه ذوالطول الاله من المكر.
وبات رسول اللّه في الغار آمنا ـــــموقى وفي حفظ الاله وفي ستر
((1079)) .
الموقف الثاني : النبي (ص ) يهدد الكفار بعلي (ع ) :
.
جا في كتاب ( مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع ) ) للحافظ الكوفي انـه قال :
(( جـا سهيل بن عمرو الى رسول اللّه (ص ) فقال : يا محمد انه قد خرج اليك اناس من ارقائنا ليس بهم للدين تعبدا , فارددهم علينا , فقال ابو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه , فقال النبي : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا مني , امتحن اللّه قلبه للايمان , يضرب رقابكم على الدين وانتم مجفلون عنه اجفال النعم , فقال ابو بكر :انا هو يا رسول اللّه ؟ قال : لا , قال عمر : انا هو يا رسول اللّه ؟ قال : لا , ولكنه خاصف النعل .
قال : وكان في كف علي نعل يخصفها لرسول اللّه (ص ) ))
((1080)) .
الموقف الثالث : النبي (ص ) يدفع الراية لعلي يوم فتح خيبر :
جا في مجمع الزوائد للهيثمي عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن ابيه انـه قال :
(( قـلت لعلي ـ وكان يسمر معه ـ ان الناس قد انكروا منك ان تخرج في الحر في الثوب المحشو , وفـي الـشتا في الملاتين الخفيفتين , فقال علي : او لم تكن معنا بخيبر ,قلت : بلى , قال : فان رسول اللّه (ص ) دعـا ابـابـكر فعقد له لوا ثم بعثه فسار بالناس ,وانهزم حتى اذا بلغ ورجع , فدعا عمر فـعـقد له لوا فسار ثم رجع منهزما بالناس , فقال رسول اللّه (ص ) : لاعطين الراية رجلا يحب اللّه ورسوله , ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه له ليس بفرار , فارسل الي فاتيته وانا ارمد لا ابصر شيئا , فتفل في عيني وقال : اكفه الم الحر والبرد , فما اذاني حر ولا برد بعد ))
((1081)) .
الموقف الرابع : النبي (ص ) يسند الى علي (ع ) تبليغ سورة ( براة ) :
جا في ( روح التشيع ) للشيخ ( عبداللّه نعمة ) حول اسناد المهام الكبرى لاميرالمؤمنين (ع ) :
(( فـالـيه اسند مهمة تبليغ سورة ( براة ) ليقراها على اهل مكة في السنة الثامنة للهجرة حين فتح مكة , وكان (ص ) ارسل اولا ابابكر لادا نفس المهمة , فاتبعه بعد ذلك بعلي , وامره ان يكون المتولي لادا ذلـك , وامره ان يقوم بها على الناس بمنى ويرجع ابابكر , وقال له : اذن في الناس : ان لا يدخل الـجـنـة كـافر , ولا يحج بعد هذا العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان , ومن كان له عند رسول اللّه (ص ) عهد فهو له الى مدته , واجل الناس اربعة اشهر من يوم تنادي , ليرجع كل قوم الى مامنهم , ثم لا عهدلمشرك ولاذمة , وحمل عليا على ناقته العضبا.
وقد انصرف ابوبكر وهو كئيب , فقال لرسول اللّه (ص ) : انزل في شي ؟ قال : لاالا اني امرت ان ابلغه انا , او رجل من اهل بيتي ))
((1082)) .

3 ـ النبي (ص ) يوصي المسلمين بموالاة علي (ع ) واتباعه :

ومـن اشهر النصوص الاسلامية في ذلك نص الغدير الذي قال فيه رسول اللّه (ص ) : (( ايها الناس الـست اولى منكم بانفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ,فقال (ص ) : من كنت مولاه فهذا علي مولاه , الـلـهم وال من والاه , وعاد من عاداه ,وانصر من نصره , واخذل من خذله , وادر الحق معه كيفما دار )).

وهـذا من ابرز المظاهر التي مارسها رسول اللّه (ص ) في ارسا قواعد التشيع ,ووضع لبنات بنائه الاولـى , وامـر المسلمين بالالتفاف حول رائد هذه المسيرة وحامل لوائها , وموالاته ونصرته فهل التشيع لعلي (ع ) غير ذاك ؟ وجا في سنن الترمذي بنفس المعنى عن رسول اللّه انه قال :
(( ان عليا مني وانا منه , وهو ولي كل مؤمن بعدي ))
((1083)) .
وفيه ايضا عن رسول اللّه (ص ) :
(( من كنت مولاه فعلي مولاه ))
((1084)) .
وقال رسول اللّه (ص ) بحق علي (ع ) :
(( هذا وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي ))
((1085)) .
وقال (ص ) :
(( يـا معشر الانصار الا ادلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعده ابدا ؟ قالوا :بلى يا رسول اللّه , قال : هذا علي فاحبوه بحبي واكرموه بكرامتي , فان جبرئيل امرني بالذي قلت لكم من اللّه عزوجل ))
((1086)) .
وجـا فـي حديث الدار المشهور الذي رواه جل المؤرخين بما فيهم الطبري وابن الاثير عند نزول قوله تعالى : ( وانذر عشيرتك الاقربين )
((1087)) جمع بني عبد المطلب كماتقدم ذكر الرواية في صدر الكتاب ثم قال في حق علي (ع ) :
(( يا بني عبدالمطلب ان هذا اخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم من بعدي ,فاسمعوا له واطيعوا ))
((1088)) .
وكـان الـنبي الاكرم (ص ) يشخص معالم هذا الكيان من خلال الاشارة الى ابرزاعلامه , فقد روي عن انس انه قال :
(( جا جبرئيل الى النبي (ص ) فقال : ان اللّه تبارك وتعالى يحب ثلاثة من اصحابك يا محمد.
ثم اتاه فقال : يا محمد ان الجنة تشتاق الى ثلاثة من اصحابك .
قـال انـس : فاردت ان اسال رسول اللّه (ص ) فهبته , فلقيت ابابكر(رض ) ,فقلت يا ابابكر اني كنت ورسـول اللّه (ص ) وان جـبـرئيل (ع ) قال : يا محمد ان الجنة تشتاق الى ثلاثة [ فهل لك ان تدخل فتساله ؟ فقال : اني اخاف ان اساله فلا اكون منهم , فيشمت بي قومي ثـم لـقـيـت عـمـر(رض ) فـقـلـت له مثل ذلك [ فقال لي مثل قول ابي بكر ] , ثم لقيت علي بن ابي طـالـب (رض ) فقلت له كما قلت لابي بكر وعمر , فقال علي : انا اساله [ فـ ]ان كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى , وان لم اكن منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى .
فـدخل على رسول اللّه (ص ) فقال : ان انسا حدثني ان جبرئيل اتاك فقال : ان الجنة تشتاق الى ثلاثة مـن اصـحـابك [ فمن هم يا نبي اللّه ؟ ] فان كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى , وان لم اكن منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى , فقال رسول اللّه (ص ) : انت منهم وعمار بن ياسر , وسيشهد معك مشاهد بين فضلها , عظيم اجرها , وسلمان منااهل البيت , فاتخذه صاحبا ))
((1089)) .
وقال (ص ) :
(( ان اللّه امرني بحب اربعة , واخبرني انه يحبهم , قيل , يا رسول اللّه سمهم لنا ,قال : علي منهم , يقول ذلك ثلاثا , وابو ذر والمقداد وسلمان , امرني بحبهم واخبرني انه يحبهم ))
((1090)) .
وروي عن ابي سعيد الخدري انه كان يقول :
(( انا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الانصار ببغضهم علي بن ابي طالب ))
((1091)) .
ولقد جا عن امير المؤمنين (ع ) في ذلك انه قال :
(( لقد عهد الي النبي الامي (ص ) : انه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الامنافق ))
((1092)) .

4 ـ النبي (ص ) يمهد للتشيع عن طريق الوصية باهل البيت (ع ) :

ولـكي يعطي رسول اللّه (ص ) للتشيع ا فقه المتكامل ونهجه الصحيح اوصى باهل البيت (ع ) , وامر المسلمين بالرجوع اليهم , ومحبتهم , وموالاتهم من خلال مجاميع غفيرة من الاحاديث التي اتفق على روايتها الفريقان , وسوف ننتخب بعضا من تلك الاحايث .
1 ـ قـال رسـول اللّه (ص ) : (( انـي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الاخـر : كـتاب اللّه حبل ممدود من السما الى الارض , وعترتي اهل بيتي , ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض , فانظروا كيف تخلفوني فيهما ))
((1093)) .
2 ـ عن حنش الكناني قال : سمعت ابا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة :
(( يا ايها الناس من عرفني فانا من عرفتم , ومن انكرني , فانا ابوذر , سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح م ن ركبها نجا , ومن تخلف عنها غرق ))
((1094)) .
3 ـ قـال رسـول اللّه (ص ) : (( الـنـجـوم امان لاهل الارض من الغرق , واهل بيتي امان لامتي من الاختلاف ))
((1095)) .
4 ـ لـمـا نزل قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع ابنانا وابناكم )
((1096)) دعا رسول اللّه (ص ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال :
(( اللهم هؤلا اهلي ))
((1097)) .
5 ـ قـالـت عـائشـة : (( خرج رسول اللّه (ص ) وعليه مرط
((1098)) مرحل ((1099)) من شعراسود فجا الحسن بن علي فادخله , ثم جا الحسين , فدخل معه , ثم جات فاطمة فادخلها , ثم جا علي فادخله , ثم قال :
( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )
((1100)) )) ((1101)) .
6 ـ وقال (ص ) : (( من سره ان يحيى حياتي , ويموت مماتي , ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي , فـليوال عليا من بعدي , وليوال وليه , وليقتد باهل بيتي من بعدي ,فانهم عترتي , خلقوا من طينتي , ورزقـوا فـهـمـي وعـلمي , فويل للمكذبين بفضلهم من امتي , القاطعين فيهم صلتي , لا انالهم اللّه شفاعتي ))
((1102)) .
7 ـ وقـال (ص ) : (( مـن احـب اهـل بـيـتـي فـقـد اسـتـمسك بالعروة الوثقى التي لاانفصام لها ))
((1103)) .
8 ـ وقـال (ص ) : (( انا وابرار عترتي واطائب ارومتي احلم الناس صغارا ,واعلمهم كبارا , فان لـبـدو فالبدو , وان استنصروكم فانصروهم , ت حمدوا وتؤجروا ,ولا تستنفروهم فتصرعكم المنية , ويشمت بكم عدوكم ))
((1104)) .
9 ـ وقال (ص ) : (( ان اهل بيتي منار الهدى والدالون على اللّه عزوجل ))
((1105)) .
10 ـ وورد عن علي (ع ) قال : (( امرني رسول اللّه (ص ) ان ابايع له الانصارعلى ان يمنعوا رسول اللّه (ص ) مـمـا يمنعون به نفوسهم وذراريهم قال : فلما كثر الناس قال لي رسول اللّه (ص ) : الحق فيها على ان يمنعوا رسول اللّه وذريته مما يمنعون منه انفسهم وذراريهم , قال علي : فالتزمتها رقاب القوم ووفى بها من وفى ))
((1106)) .
11 ـ وعن زيد بن ارقم ان النبي (ص ) قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين :
(( انا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ))
((1107)) .
12 ـ وقـال (ص ) : (( ان اللّه امـر الـملائكة حتى رفعوا الارض لي , فنظرت الى جبالها وسهلها وبـرهـا وبحرها , ثم اخبرني ربي من فتنة تصيب امتي , كل ذلك حرصالها , وجمعا لها وليس احد مـنـهـم بناج الا من اشغل نفسه بما امره اللّه , وطلب ما عنده ,ولا يخرج من هذه الدنيا الا بمحبتي ومحبة اهل بيتي وعترتي , ومن احبنا فقد احب اللّه , ومن ابغضنا ابغضه اللّه ))
((1108)) .

5 ـ النبي (ص ) هو الذي اطلق اسم (الشيعة ) على اتباع اهل البيت (ع ) :

وردت عـن رسول اللّه (ص ) طائفة من الاحاديث المروية في كتب الفريقين والدالة على ان رسول اللّه (ص ) عـلاوة عـلى رسمه لمسار التشيع , وبيانه لمعالمه العامة , وتشخيصه لرواده واعلامه كما مر معنا سابقا , فقد وردت جملة اخرى من الاحاديث التي رواهاالفريقان عن رسول اللّه (ص ) , والـتـي يطلق فيها اسم ( الشيعة ) على اتباع علي واهل بيته (ع ) ومواليهم , وانه (ص ) هو اول من وضع هذا الاسم لهذا الكيان , وجعله يتبلورعلى هذا الاساس .
وسوف نقوم باستعراض قسم من هذه الاحاديث فيما يلي :
1 ـ قـال ( الـسـيـوطي ) فـي ( الـدر المنثور ) في تفسير قوله تعالى : ( اولئك هم خى رالبرية )
((1109)) :
(( اخرج ابن عساكر عن جابر بن عبداللّه قال : كنا عند النبي (ص ) , فاقبل علي ,فقال النبي (ص ) : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة , قال :واخرج ابن مردوية عن علي قال : قال لي رسول اللّه (ص ) : الم تسمع قول اللّه ( ان8 الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير الـبـرية )
((1110)) انت وشيعتك ,وموعدي وموعدكم الحوض , اذا جات الامم للحساب تدعون غرا محجلين )) ((1111)) .
2 ـ ونـقـل ( ابـن الاثـير ) في ( النهاية ) مانصه : (( وفي حديث علي (ع ) : ستقدم على اللّه انت وشـيعتك راضين مرضيين , ويقوم عليه عدوك غضابا مقمحين , ثم جمع يده الى عنقه , يريهم كيف الاقماح ))
((1112)) .
ثـم فسر ( ابن الاثير ) الاقماح في الحديث برفع الراس وغض البصر , يقال اقمحه الغل اذا ترك راسه مرفوعا من ضيقه ))
((1113)) .
3 ـ وروى ( المغازلي ) بسنده عن انس بن مالك قال :
(( قال رسول اللّه (ص ) : يدخل من امتي الجنة سبعون الف لا حساب عليهم , ثم التفت الى علي فقال :
هم شيعتك وانت امامهم ))
((1114)) .
4 ـ وعن سليمان الاعمش عن رسول اللّه (ص ) قال :
(( اتـانـي جـبرئيل (ع ) فقال : تختموا بالعقيق , فانه اول حجر شهد للّه بالوحدانية ,ولي بالنبوة , ولعلي بالوصية , ولولده بالامامة , ولشيعته بالجنة ))
((1115)) .
5 ـ ونقل ( الشبلنجي ) ان ابن عباس قال : لما نزلت هذه , الاية : ( ان الذين آمنواوعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )
((1116)) , قال النبي (ص ) لعلي :
(( انـت وشـيـعـتـك تـاتـي يـوم القيامة انت وهم راضين مرضيين , وياتي اعداؤك غضابا مقمحين ))
((1117)) .
6 ـ واخرج ( الديلمي ) عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ) :
(( انـت وشـيـعـتك تردون علي الحوض روا مرويين , مبيضة وجوهكم , وان عدوك يردون على الحوض ظما مقمحين ))
((1118)) .
7 ـ وقال ( ابن حجر ) : الاية الحادية عشر قوله تعالى : ( ان الذين آمنوا وعملواالصالحات اولئك هم خير البرية ).
(( اخـرج الـحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس , ان هذه الاية لما نزلت قال (ص ) لعلي : (( هـو انـت وشـيـعـتـك تاتي انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ,وياتي عدوك غضابا مقمحين ))
((1119)) .
8 ـ وقال (ص ) : يا علي اول اربعة يدخلون الجنة انا وانت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا , وازواجنا خلف ذريتنا , وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا ))
((1120)) .
9 ـ وفي ( الصواعق المحرقة ) عن ام سلمة قالت :
(( كـانـت لـيـلـتي , وكان النبي (ص ) عندي , فاتته فاطمة , فتبعها علي ـ رضي اللّه عنهما ـفقال النبي (ص ) : يا علي انت واصحابك في الجنة , انت وشيعتك في الجنة ))
((1121)) .
10 ـ وروى ( الزمخشري ) في ( ربيع الابرار ) ان رسول اللّه (ص ) قال :
(( يـا عـلـي اذا كـان يـوم الـقيامة اخذت بحجزة اللّه تعالى , واخذت انت بحجزتي ,واخذ ولدك ((1122))
. ؟ وجا في ( توحيد الصدوق ) باسناده عن محمد بن الحنفية عن امير المؤمنين (ع ) :
(( ان رسول اللّه (ص ) يوم القيامة آخذ بحجزة اللّه , ونحن آخذون بحجزة نبينا ,وشيعتنا آخذون بـحـجزتنا , قلت : يا امير المؤمنين وما الحجزة ؟ قال : اللّه اعظم من ان يوصف بالحجزة او غير ذلـك , ولكن رسول اللّه (ص ) آخذ بامر اللّه , ونحن آل محمدآخذون بامر نبينا , وشيعتنا آخذون بامرنا ))
((1123)) .
11 ـ وروى ( احمد ) في ( المناقب ) انه (ص ) قال لعلي (ع ) :
(( اما ترضى انك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ,وازواجنا خلف ذريتنا , وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا ))
((1124)) .
12 ـ واخرج ( الديلمي ) عن رسول اللّه (ص ) انه قال :
(( يـا عـلـي ان اللّه قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولاهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك , فابشر فانك الانزع البطين ))
((1125)) .
13 ـ جا في ( مروج الذهب ) لـ ( المسعودي ) :
(( ان الـعباس بن عبد المطلب قال : كنت عند رسول اللّه (ص ) اذ اقبل علي بن ابي طالب , فلما رآه النبي اسفر في وجهه , فقلت : يا رسول اللّه انك لتسفر في وجه هذا الغلام ,فقال : يا عم رسول اللّه , واللّه للّه اشـد حبا له مني , انه لم يكن نبي الا وذريته الباقية بعده من صلبه , وان ذريتي بعدي من صلب هذا , انه اذا كان يوم القيامة , دعي الناس باسمائهم واسما امهاتهم سترا من اللّه عليهم , الا هذا وشيعته فانهم يدعون باسمائهم واسما آبائهم لصحة ولادتهم ))
((1126)) .
14 ـ اخرج ( ابن عساكر ) عن جابر بن عبداللّه قال :
(( كنا عند النبي (ص ) فاقبل علي , فقال النبي (ص ) : والذي نفسي بيده ان هذاوشيعته لهم الفائزون يـوم الـقـيامة , ونزلت : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئ ك هم خير البرية )
((1127)) , فكان اصحاب النبي اذا اقبل علي قالوا : جا خير البرية )) ((1128)) .
وقد اخرج ( ابن مردويه ) عن عائشة انها قالت :
(( يـا رسـول اللّه مـن اكرم الخلق على اللّه , قال : يا عائشة اما تقراين : ( ان الذين آم نوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )
((1129)) .
كما واخرج ( ابن عدي ) و ( ابن عساكر ) عن ابي سعيد مرفوعا :
(( علي خير البرية ))
((1130)) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحديث والاجتهاد والفقه
أنواع العبودية
تمثال السيد المسيح في ألبرازيل
كم يبلغ عدد الشيعة في العالم ؟
دواء القلوب
المُناظرة العشرون /مناظرة الاِمام الكاظم عليه ...
محكمة الآخرة
الجبر والاختيار
سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت 3
صفات الخالق وخصائصه

 
user comment