عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

ذكرى الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

** دور الولادة والنشأة:

1 ـ ملامح انهيار المجتمع الوثني: استحكم الفساد والظلم في مجتمع الجزيرة في الفترة التي سبقت البعثة النبوية فلم تعد كتلة المجتمع واحدة ولم تكن الخصائص الاجتماعية والثقافية التي أوجدتها طبيعة الحياة في الصحراء كافية لإيقاف حالة الانهيار التي بدت ملامحها على المجتمع في الجزيرة العربية. وما الأحلاف التي نشأت إلا تعبير عن ظاهرة اجتماعية لمقاومة ذلك التحلل ولكنها في تعددها دليل على انعدام القوة المركزية في المجتمع.

ولا نلاحظ حركة إصلاحية تغييرية يذكرها لنا التأريخ تكون قد سعت للنهوض بالمجتمع والارتقاء به نحو الحياة الفضلى سوى حركة بعض الأفراد التي تعبر عن حالة الرفض لهذا التفسخ والظلم الاجتماعي متمثلة في حالة التحنّث التي أبداها عدد قليل من أبناء الجزيرة العربية ولم ترتق الى مستوى النظرية أو الحركة التغييرية الفاعلة في المجتمع... وتفكك المجتمع القرشي قد نلاحظه أيضاً في ظاهرة اختلافهم حول بناء الكعبة في الوقت الذي كانت قريش من أعز القبائل العربية وأشدها تماسكاً. ويمكن لنا أن نستدل على تمادي المجتمع في الفساد من خلال الإنذارات المتكررة من اليهود القاطنين في الجزيرة العربية واستفتاحهم على أهالي الجزيرة بظهور المصلح المنقذ للبشرية برسالته السماوية وكانوا يقولون لهم: ليخرجن نبي فليكسرن أصنامكم .

2 ـ إيمان آباء النبيّ (صلى الله عليه وآله) : ولد النبي (صلى الله عليه وآله) وترعرع في عائلة تدين بالتوحيد وتتمتع بسمو الأخلاق وعلو المنزلة. فإيمان جدّه عبد المطلب نلمسه من كلامه ودعائه عند هجوم أبرهة الحبشي لهدم الكعبة إذ لم يلتجئ الى الأصنام بل توكل على الله لحماية الكعبة . بل يمكن أن نقول إن عبد المطلب كان عارفاً بشأن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ومستقبله المرتبط بالسماء من خلال الأخبار التي أكدت ذلك . وتجلّت اهتماماته به في الاستسقاء بالنبي(صلى الله عليه وآله) وهو رضيع، وما ذلك إلاّ لما كان يعلمه من مكانته عند الله المنعم الرازق ، والشاهد الآخر هو تحذيره لأُم أيمن من الغفلة عنه عندما كان صغيراً .

وكذلك حال عمه أبي طالب الذي استمر في رعاية النبي (صلى الله عليه وآله) ودعمه لأجل تبليغ الرسالة والصدع بها حتى آخر لحظات عمره المبارك متحملاً في ذلك أذى قريش وقطيعتهم وحصارهم له في الشعب. ونلمس هذا في ما روي عن أبي طالب(عليه السلام) في عدة مواقف ترتبط بحرصه على سلامة حياة النبي(صلى الله عليه وآله).

وأما والدا النبي (صلى الله عليه وآله) فالروايات دالّة على نبذهما للشرك والأوثان ويكفي دليلاً قول الرسول (صلى الله عليه وآله): «لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات» وفيه إيعاز الى طهارة آبائه واُمهاته من كل دنس وشرك.

3 ـ مولد الرسول (صلى الله عليه وآله) : ما إن استنفذت الديانة النصرانية أغراضها في المجتمع البشري ولم تعد لها فاعلية تذكر حتى حلّت في الدنيا كلّ مظاهر التيه والزّيغ، وأمسى الناس كافة ضُلاّل فتن وحيرة، استخفّتهم الجاهلية الجهلاء، ولم تكن أوضاع الروم بأقل سوءاً من أوضاع منافسيهم في فارس، وما كانت جزيرة العرب أفضل وضعاً من الاثنين. والكل على شفا حفرة من النّار.

وقد وصف القرآن بصورة بليغة جانباً مأساوياً من حياة البشر آنذاك، كما وصف سيد أهل بيت النبوة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذلك الوضع المأساوي وصفاً دقيقاًعن حس ومعايشة في عدّة خطب، منها قوله في وصف حال المجتمع الذي بُعث فيه النبيّ (صلى الله عليه وآله): «أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأُمم وإعتزام من الفتن، وانتشار من الأُمور وتلظّ من الحروب والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها، واغورار من مائها ، قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الردى، فهي متجهمة لأهلها ، عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة،وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف» .

في مثل هذا الظرف العصيب الذي كانت تمر به البشرية سطع النور الإلهي فأضاء العباد والبلاد مبشراً بالحياة الكريمة والسعادة الأبدية. وذلك عندما بوركت أرض الحجاز بمولد النبيّ الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) في عام الفيل سنة (570 ميلادية) وفي شهر ربيع الأول على ما هو عليه أكثر المحدثين والمؤرخين.

وأما عن يوم ميلاده (صلى الله عليه وآله)، فقد حدّده أهل بيته (عليهم السلام) ـ وهم أدرى بما في البيت ـ فقالوا: هو يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد طلوع الفجر، كما هو المشهور بين الإمامية، وعند غيرهم أنّه (صلى الله عليه وآله) ولد في يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر نفسه .

وتتحدث جملة من المصادر التأريخية والحديثية عن وقوع حوادث عجيبة يوم ولادته مثل: انطفاء نار فارس، وزلزال أصاب الناس حتّى تهدّمت الكنائس والبيَع وزال كلّ شيء يُعبد من دون الله عزّ وجل عن موضعه، وتساقط الأصنام المنصوبة في الكعبة على وجوهها حتّى عُمّيت على السحرة والكهّان أُمورهم، وطلوع نجوم لم تُر من قبل هذا وقد ولد(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «الله أكبر، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً» .

واشتهر النبيّ(صلى الله عليه وآله) بـ: اسمين: «محمّد» و«أحمد» وقد ذكرهما القرآن الكريم، وروى المؤرخون أنّ جدّه عبد المطلب قد سمّاه «محمداً»، وأجاب من سأله عن سبب التسمية قائلاً: أردت أن يحمد في السماء والأرض . كما أن أُمه آمنة سمّته قبل جده بـ : «أحمد».

وقد بشّر به الإنجيل على لسان عيسى (عليه السلام) ـ كما أخبر القرآن الكريم بذلك وصدّقه علماء أهل الكتاب ـ وقد حكاه قوله تعالى: (ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) . ولا مانع من أن يعرف الشخص باسمين ولقبين وكنيتين في عرف الجزيرة العربية وغيرها.

4 ـ رضاعه الميمون : أصبح محمد(صلى الله عليه وآله) الشغل الشاغل لجدّه عبد المطلب الذي فقد ابنه عبدالله ـ وهو أعزّ أبنائه ـ في وقت مبكّر جداً. من هنا أوكل جدّه رضاعه إلى «ثويبة» وهي جارية لأبي لهب كي يتسنى لهم إرساله إلى بادية بني سعد ليرتضع هناك وينشأ في بيئة نقيّة بعيداً عن الأوبئة التي كانت تهدد الاطفال في مكة ويترعرع بين أبناء البادية كما هي عادة أشراف مكة في إعطاء أطفالهم الرضّع الى المراضع وكانت مراضع قبيلة بني سعد من المشهورات بهذا الأمر، وكانت تسكن حوالي مكة ونواحي الحرم وكانت نساؤهم يأتين إلى مكة في موسم خاص من كل عام يلتمسن الرضعاء خصوصاً عام ولادة النبي (صلى الله عليه وآله) حيث كانت سنة جدب وقحط فكنّ بحاجة إلى مساعدة أشراف مكة.

وزعم بعض المؤرخين أنه لم تقبل أية واحدة من تلك المراضع أن تأخذ «محمداً» بسبب يتمه، وأوشكت قافلة المراضع أن ترجع ومع كل واحدة رضيع إلاّ حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية فقد أعرضت عن النبي (صلى الله عليه وآله) أوّل الأمر كغيرها من المرضعات وحين لم تجد رضيعاً قالت لزوجها: والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. ورجح لها زوجها ذلك فرجعت إليه واحتضنته والأمل يملأ نفسها في أن تجد بسببه الخير والبركة .

ويردّ هذا الزعم مكانة البيت الهاشمي الرفيعة وشخصية جدّه الذي عرف بالجود والإحسان ومساعدة المحتاجين والمحرومين. على أن بعض المؤرخين قد ذكر أن أباه قد توفي بعد ولادته بعدة أشهر . كما روي أنّه (صلى الله عليه وآله) لم يقبل إلاّ ثدي «حليمة» . قالت حليمة: استقبلني عبد المطلب فقال: من أنت؟ فقلت: أنا امرأة من بني سعد. قال ما اسمك ؟ قلت: حليمة. فتبسم عبد المطّلب وقال: بخ بخ سعدٌ وحلم خصلتان فيهما خير الدهر وعزّ الأبد .

ولم يخب ظنّ حليمة في نيل البركة وزيادة الخير بأخذ يتيم عبد المطلب فقد روي أن ثدي حليمة كان خالياً من اللبن فلما ارتضع النبي (صلى الله عليه وآله) منه امتلأ ودرّ لبناً. وتقول حليمة: عندما أخذنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرفنا الخير والزيادة في معاشنا ورياشنا حتى أثرينا بعد الجدب والجهد .

وأمضى وليد «عبد المطلب» في أحضان حليمة وزوجها في مرابع بني سعد ما يقارب خمس سنوات رجعت به خلالها إلى أهله عند فطامه بعد أن أتم السنتين على كره منها; لما وجدت فيه من السعادة والخير، كما أن أُمّه أرادت أن يشتد عود ابنها بعيداً عن مكة، خوفاً عليه من الأمراض فرجعت به مسرورة.
وروي أنها جاءت به ثانيةً الى مكة خوفاً عليه من أيادي السوء عندما شاهدت جماعة من نصارى الحبشة القادمين الى الحجاز قد أصرّوا على أخذه معهم إلى الحبشة لأنهم وجدوا فيه علائم النبىّ الموعود، لينالوا بذلك شرف احتضانه وبلوغ المجد باتّباعه.

5 ـ الاستسقاء بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) : أشار المؤرخون إلى ظاهرة الاستسقاء برسول الله (صلى الله عليه وآله) التي حدثت أكثر من مرة في حياته، حين كان رضيعاً وحين كان غلاماً في حياة جدّه وعمه أبي طالب. فالمرة الاُولى: لمّا أصاب أهل مكّة من الجدب العظيم، وأمسك السحاب عنهم سنتين، أمر عبد المطلب ابنه أبا طالب أن يحضر حفيده محمداً(صلى الله عليه وآله) فأحضره ـ وهو رضيع في قماط ـ فوضعه على يديه واستقبل الكعبة وقدّمه إلى السماء، وقال: يا ربِّ بحق هذا الغلام، وجعل يكرّر قوله ويدعو: اسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هطلاً، فلم يلبث ساعة حتى أطبقت الغيوم وجه السماء وهطل المطر منهمراً حتى خافوا من شدته على المسجد أن ينهدم .

وتكرر الاستسقاء ثانياً بعد مدة وكان النبي(صلى الله عليه وآله) في هذه المرة غلاماً حين خرج به عبد المطلب الى جبل أبي قبيس ومعه وجوه قريش يرجون الاستجابة ببركة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وقد أشار أبو طالب إلى هذه الواقعة بقصيدة أولها: أبونا شفيع الناس حين سقوا به * * * من الغيث رجاس العشير بكور ونحن ـ سنين المحل ـ قام شفيعنا * * * بمكّة يدعو والمياه تغور

ونقل المؤرّخون أن قريشاً طلبت من أبي طالب أن يستسقي لهم فخرج أبو طالب الى المسجدالحرام وبيده النبي (صلى الله عليه وآله) ـ وهو غلام ـ كأنه شمس دجى تجلّت عنها غمامة ـ فدعا الله بالنبي(صلى الله عليه وآله) فأقبلت السحاب في السماء وهطل المطر فسالت به الأودية وسرّ الجميع وقد ذكر أبو طالب هذه الكرامة أيضاً عندما تمادت قريش في عدائها للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ورسالته المباركة فقال: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * * * ربيع اليتامى عصمة للأرامل تلوذ به الهلاك من آل هاشم * * * فهم عنده في نعمة وفواضل

وكلّ هذا يعرب لنا عن توحيد كفيلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخالص وإيمانهما بالله تعالى، ولو لم يكن لهما إلاّ هذان الموقفان لكفاهما فخراً واعتزازاً. وهذا يدل أيضاً على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نشأ في بيت كانت الديانة السائدة فيه هي الحنيفية وتوحيد الله تعالى.

6 ـ مع اُمّه آمنة : لم يتمتع النبي (صلى الله عليه وآله) بطول رعاية أُمه الحنون التي عاشت بعد أبيه وهي تنتظر أن يشبَّ يتيم عبدالله ليكون لها سلوةً عن فقد زوجها الحبيب ولكن الموت لم يمهلها طويلاً. فقد روي أن حليمة السعدية جاءت بالنبي (صلى الله عليه وآله) الى أهله وقد بلغ خمس سنين. وأرادت أُمه آمنة أن تحمله معها وتزور قبر زوجها العزيز ويزور محمد(صلى الله عليه وآله) أخواله من بني النجار في يثرب فيتعرف في هذه السفرة عليهم ولكن هذه الرحلة لم تترك على النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلاّ حزناً آخر حيث فقد أُمه في طريق العودة في منطقة تدعى بالأبواء بعد أن زار الدار التي توفيّ ودفن فيها أبوه، وكأنّ تلاحق الأحزان على قلب النبيّ (صلى الله عليه وآله) في طفولته كانت خطوات إعداد إلهي لتتكامل نفسه الشريفة. وواصلت أُم أيمن رحلتها نحو مكة وهي تصطحب النبيّ (صلى الله عليه وآله) لتسلمه الى جدّه عبد المطلب الذي ازداد تعلّقاً بحفيده محمّد (صلى الله عليه وآله) .

7 ـ مع جدّه عبد المطّلب : بلغ محمد (صلى الله عليه وآله) في قلب عبد المطلب مكانة لم يبلغها أحد من بنيه وأحفاده وهم سادات بطحاء مكة، فقد روي أن عبد المطلب كان يجلس في فناء الكعبة على بساط كان يُمد له وحوله وجوه قريش وساداتها وأولاده، فإذا وقعت عيناه على حفيده «محمد» (صلى الله عليه وآله) أمر بأن يفرج له حتى يتقدم نحوه ثمّ يجلسه إلى جنبه على ذلك البساط الخاص به . وهذه العناية من سيد قريش قد عزّزت من مكانة محمد (صلى الله عليه وآله) في نفوس قريش إضافة إلى سمو أخلاقه منذ نعومة أظفاره.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى فترة اليتم هذه التي اجتازها النبيّ(صلى الله عليه وآله) تحت رعاية ربه بقوله تعالى: (ألم يجدك يتيماً فآوى) إن فترة اليتم عادة تصب في صياغة الإنسان وإعداده للنضج والاعتماد على النفس في تحمّل الصعاب والمكاره عند مواجهتها والصبر عليها. وهكذا تولّى الله إعداد نبيّه المختار ليكون قادراً على تحمل مهام المستقبل وحمل الرسالة الكبرى التي كانت تنتظر نضجه وكماله. وقد أشار النبي(صلى الله عليه وآله) الى هذه الحقيقة بقوله: «أدبني ربي فأحسن تأديبي» .

ولم يمض من عمر النبي (صلى الله عليه وآله) أكثر من ثمان سنوات حتى مُني بمحنة ثالثة وهي فقد جدّه العظيم «عبد المطلب»، وقد حزن محمد(صلى الله عليه وآله) لموت جدّه حزناً لايقل عن حزنه لموت أُمه حتى أنّه بكى بكاءاً شديداً وهو يتبع نعشه إلى مقرّه الأخير، ولم ينس ذكره أبداً; إذ كان يرعاه خير رعاية وكان عارفاً بنبوّته فقد روي أنّه قال ـ لمن أراد أن ينحي عنه محمّداً(صلى الله عليه وآله) عندما كان طفلاً يدرج ـ : دع ابني فإنّ الملك قد أتاه .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

يوم الخروج وكيفيته
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الدفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم
أهل البيت النور المطلق
حديث الغدير ودلالته على ولاية أمير المؤمنين (ع)
عوامل نشوء اليقين بولادة الامام المهدي (عليه ...
عليٌ لا يحبّه منافق
سيرة الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)
خطيب جمعة بغداد: ما احوجنا اليوم لفهم مشروع ...
أربعينية الامام الحسين (ع) في كربلاء

 
user comment