أخرج النسائي بأسناده عن زر بن حبيش عن علي عليه السّلام قال: «عهد اليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن لا يحبني الاّ مؤمن ولا يبغضني الاَّ منافق»(1).
وأخرج الترمذي بأسناده عن المساور الحميري عن امه، قالت: «دخلت على أم سلمة، فسمعتها تقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لا يحب علياً منافق ولا يبغضه مؤمن»(2).
وقال سبط ابن الجوزي: «أخرج الترمذي عن ام سلمة، انها قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لا يحب علياً الاّ مؤمن ولا يبغضه الاّ منافق. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الترمذي ايضاً: كان أبو الدرداء يقول: «ما كنا نعرف المنافقين معشر الأنصار، الاَّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب»(3).
وأخرج الترمذي بأسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: «ان كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم عليّ بن أبي طالب»(4).
وأخرج الحاكم النيسابوري بأسناده عن أبي ذر رضي الله عنه: «ما كنا نعرف المنافقين الاّ بتكذيبهم الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه»(5).
وأخرج أحمد بأسناده عن ابي الزبير، «قال: قلت لجابر: كيف كان علي فيكم؟ قال: ذاك خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين الاّ ببغضهم اياه»(6).
وباسناده عن ابي سعيد الخدري، قال: «انما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً»(7).
وأخرج ابن عساكر بأسناده عن جابر بن عبدالله، قال: «والله، ما كنا نعرف المنافقين الاّ ببغضهم علياً»(8).
وروى ابن الجزري بأسناده عن عبادة بن الصامت، قال: «كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا احدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا انه ليس منا وانه لغير رشده.
قوله لغير رشده ـ وهو بكسر الراء واسكان الشين المعجمة ـ اي ولد زنا، وهذا مشهور من قديم والى اليوم انّه ما يبغض علياً رضي الله عنه إلاّ ولد الزنا. (وروينا) ذلك أيضاً عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه: كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبّهم علياً رضي الله عنه فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا انّه ليس منا.
قوله نُبور، بالنون والباء الموحدة وبالراء، اي نختبر ونمتحن»(9).
وبإسناده عن شريك بن عبدالله يقول: «إذا رأيت الرجل لا يحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فاعلم أن أصله يهودي»(10).
وروى ابن عساكر بأسناده عن الحارث الهمداني، قال: «رأيت علياً جاء حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قضاء قضاه الله على لسان نبيكم الأمي صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الاّ منافق، وقد خاب من افترى»(11).
وبإسناده عن أبي ذر، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: ان الله اخذ ميثاق المؤمنين على حبك، واخذ ميثاق المنافقين على بغضك، ولو ضربت خيشوم المؤمن ما ابغضك، ولو نثرت الدنانير على المنافق ما أحبك، يا علي لا يحبك الاّ مؤمن ولا يبغضك الاّ منافق»(12).
وبإسناده عن أبي الطفيل، قال: «أخذ علي بيدي في هذا المكان. فقال: يا أبا الطفيل لو أني ضربت أنف المؤمن بخشبة ما أبغضني أبداً، ولو أني أقمت المنافق ونثرت على رأسه الدنانير حتى أغمره ما احبني ابداً، يا أبا الطفيل، إن الله اخذ ميثاق المؤمنين بحبي، واخذ ميثاق المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن أبداً، ولا يحبني منافق أبداً»(13).
وبإسناده عن اسحاق بن أبي اسرائيل، انبأنا حجاج بن محمّد عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عبّاس، قال: «بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحدّثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم، كأعظم ما يكون من الفيلة. قال: فتفل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: لعنت ـ أو قال: خزيت. شك اسحاق ـ قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أو ما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله اعلم، قال: هذا ابليس، فوثب إليه، فقبض على ناصيته وجذبه، فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول الله أقتله؟ قال: أو ما علمت انه أجّل إلى الوقت المعلوم؟ قال: فتركه من يده فوقف ناحية، ثم قال: ما لي ولك يا ابن أبي طالب؟ والله ما ابغضك احدٌ الاّ وقد شاركت اباه فيه. امرأ ما قال الله تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)(14).
قال ابن عبّاس: ثم حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: لقد عرض لي في الصلاة فاخذت بحلقه، فخنقته، فاني لأجد برد لسانه على ظهر كفي، ولولا دعوة اخي سليمان لأريتكموه مربوطاً بالسارية تنظرون اليه»(15).
وبإسناده عن عبدالله، قال: قال علي بن أبي طالب: «رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: والله يا عدو الله، لأقتلنك ولأريحن الأمة منك، قال: ما هذا جزائي منك، قلت: وما جزاءك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلاّ شاركت اباه في رحم امه»(16).
وقال الزرندي: «روى مسلم في الصحيح، ان علياً رضي الله عنه قال: والذي فلق الحبة، وبرء النسمة انه لعهد النبي الأمي إليّ انه لا يحبني الاّ مؤمن ولا يبغضني الاّ منافق»(17).
وقال الجزري: «رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح»(18).
وروى الزرندي باسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: «ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله الاّ ببغضهم علياً»(19).
وروى الحمويني بإسناده عن أبي الزناد، قال: «قالت الأنصار: ان كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب عليه السّلام»(20).
قال الكنجي: «ويضم إلى كون مبغض علي عليه السّلام منافقاً انّه لم يعر عند حمل امه به من مشاركة الشيطان أباه في مواقعتها»(21).
وروى السيوطي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال: «ببغضهم علي بن أبي طالب»(22).
وبإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: «ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الا ببغضهم علي بن أبي طالب»(23).
_____________________
(1) سنن النّسائي ج8 ص117 باب علامة المنافق، ورواه أحمد في المسند ج1 ص84 والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ص68 والحميدي في المسند ج1 باب احاديث علّي بن أبي طالب ص31 رقم 58 والخطيب في تاريخ بغداد ج2 ص255 وج14 ص426 والمتّقي الهندي في كنز العمّال ج13 ص120، والجزري في أسنى المطالب ص7 ومحمّد بن طلحة في مطالب السّؤل ص44 وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص28.
(2) سنن الترمذي ج5 ص299 باب مناقب علّي بن أبي طالب ورواه الكنجي في كفاية الطّالب ص69، وأحمد في الفضائل ج1 ص179، ومحمّد بن طلحة في مطالب السؤل ص44.
(3) تذكرة الخواص ص28.
(4) المناقب الفصل التّاسع عشر ص238.
(5) سنن التّرمذي ج5 ص298، ورواه الجزري في أسد الغابة ج4 ص30 والسيّوطي في تاريخ الخلفاء ص170، والجزري في أسنى المطالب ص7 والحمويني في فرائد السمطين ج1 ص366 ومحمّد بن طلحة في مطالب السول ص44.
(6) المستدرك على الصحّيحين ج3 ص129. ورواه الجزري في أسنى المطالب ص8 والوصّابي في اسنى المطالب الباب الحادي عشر ص72 مخطوط.
(7) الفضائل (المناقب) ج1 الحديث 256.
(8) ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص222 والخوارزمي في المناقب الفصل التاسع عشر ص238.
(9) أسنى المطالب ص8.
(10) المصدر ص9.
(11) ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص120 رقم 166.
(12) ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص204 رقم 695.
(13) ترجمة أمير المؤمنين ص205 رقم 696.
(14) سورة الإسراء: 64.
(15) المصدر ج2 ص226 رقم 731.
(16) ترجمة أمير المؤمنين ج2 ص228 رقم732.
(17) نظم درر السّمطين ص102.
(18) أسنى المطالب ص7.
(19) نظم درر السمطين ص102.
(20) فرائد السمطين ج1 ص365.
(21) كفاية الطّالب ص69.
(22) الدّر المنثور ج6 ص66.
(23) المصدر.